الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / من حالات الإشراف على العلاج النفسى: الحالة: (99) اللعبة الخطرة والثقب فى جدار الكبت

من حالات الإشراف على العلاج النفسى: الحالة: (99) اللعبة الخطرة والثقب فى جدار الكبت

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 31 -3-2019

السنة الثانية عشرة

العدد:  4229

من حالات الإشراف على العلاج النفسى

مقدمة:

للتذكرة: اليوم ننشر هذه الحالة من المقتطفات الإكلينيكية والعملية من الإشراف المنتظم، وهى الحالة (99) من هذه السلسلة عن الإشراف أى فى الكتاب الخامس (81 – 100)، ونأمل بذلك أن نكمل ما ينقص هذه الحالات من تعقيبات الأصدقاء القراء حتى تسهم فى مزيد من التوضيح والإفادة كما تبين لنا من قبل.

الحالة: (99)

اللعبة الخطرة والثقب فى جدار الكبت

د. أسامة:  هى مدام عندها 33 سنة

د.يحيى: كام

د. أسامة:  33 سنه  متجوزة من 9 سنين

د.يحيى: بقالك معاها قد إيه؟

د. أسامة:  شهرين، وجوزها شهر ونصف، أنا كان أول مرة أنزل العيادة السبت اللى فات من أربعة أيام، هى جلسة جوزها قبل جلستها هما كانوا منفصلين، هو قاعد عند أخوه وهى قاعده فى الشقة مع عيالها، فالاقيت الدبلة فى ايديه، فبقول له أنتم رجعتم، فقال لى آه رجعنا فقبل الجلسة دى بأسبوع  كان جوزها حايسافر لبنان فهى اتصلت بيه وقالت له عاوزين نرجع وراحت ووصلته المطار، واستقبلته برضه وهو راجع

د.يحيى: مسافر لبنان ليه؟

د. أسامة:  الظاهر شغل

د.يحيى: هو بيشتغل إيه؟

د. أسامة:  هو بيشتغل بتاع دعاية بيعمل اعلانات للتلفزيون والشركات والحاجات دى

د.يحيى: وهى بتشتغل؟

د. أسامة:  هى بتشتغل فى مدرسة، سكرتيرة، وتقريباً حاتسيب الشغل ده وحترجع تشتغل معاه فى المكتب تانى، هى كانت بتشتغل معاه فى المكتب قبل كده

د.يحيى: أتجوزوا عن طريق الشغل؟

د. أسامة:  لأ معارف، صالونات

د.يحيى: هه وبعدين         

د. أسامة:  هى زى ما قلت لحضرتك وصـّـلته المطار واستنته برضه وهو راجع، والتغير الإيجابى اللى حصل بتقول إن هو فى السكس بقى أحسن

د.يحيى: هو إيه؟      

د. أسامة:  بقى أحسن فى الجنس

د.يحيى: هى دى كانت المشكلة

د. أسامة:  مش بالضبط كده، هى كانت بتشتكى ان هو يعنى بينام على طول بعد الجنس مباشرة

د.يحيى : إنت متجوز حديثاَ مش كده

د. أسامة:  آه

د.يحيى:  طيب بلاش نغوط فى الحته دى دلوقتى

د. أسامة:  زى ما حضرتك عاوز

د.يحيى: أصل تعبير أحسن وأوحش فى الجنس له مستويات ومعان عملية وعلمية كثيرة، وأغلبها متوقف على اللى بيستعمل هذه الصفات، وانا مش عايز ألخبطك

د. أسامة:  أنا عايز أتلخبط، عايز أتعلم

د.يحيى: الله ينورعليك

د. أسامة:  هو جلسته قبل جلستها، فا أنا فرحت أول ما قال لى إن هما رجعوا وخلاص وكده، هو متحفظ شوية فى موضوع الجنس فماتكلمش عن الجنس، هى عشان  معايا من 2007 يعنى  ممكن تحكى فيه شويه، فهى اللى قالت لى إن هو فى الجنس بقى أحسن، ودى كان أحد المشاكل الرئيسية يعنى بينه وبينها، لكن يعنى راحت قالت لى إن هى قبل ما ترجع له بيوم كانت يعنى نامت مع واحد…. ده التالت يعنى تالت علاقة ليها مع واحد خارج الزواج، فبتقول لى “أنا مش عارفة أنا رجعت له ليه، عشان الذنب، ولا أنا عايزة أرجع له”.

 هو أنا لما كنت قدمتها قبل كده حضرتك قلت لى إتأكد من العلاقات بتاعتها دى فانتازيا Fantasy ولا حقيقة

د.يحيى: إنت عرضتها هنا قبل كده؟

د. أسامة:  آه

د.يحيى: وبقالك شهرين قدمتها مرتين فى الشهرين دول؟

د. أسامة:  آه

د.يحيى: اسم الله اسم الله   

د. أسامة:  حضرتك قلت لى يعنى إتأكد هو ده فانتازيا Fantasy ولا حصل بحق وحقيقى

د.يحيى: وانت حا تتأكد إزاى؟

د. أسامة:  حضرتك اللى قلت لى كده

د.يحيى: وانت عملت إيه؟

د. أسامة:  أنا رجعت بطريقة كده خليتها تحكى لى شوية تفاصيل، فلقيت الحكى مختلف عن حكاياتها أول مرة، وما أقدرش أرجح إنه كان حقيقة إلا مرة واحدة من الثلاثة

 د.يحيى: يا خبر!! ده انت الظاهر بقيت صنايعى

د. أسامة:  فيه واحده منهم، بعد ما قعدت أفحص وأمحـّـص، هى قالت بصراحة: أنا ماعملتش معاه أى حاجة، دا كله يعنى أنا باتخيله

د.يحيى: يعنى … ، مش عارف حانصدق أنهى رواية، يا ترى هى حاتقول إيه بكره؟!

د. أسامة:  هى لسه بتنقطنى بالمعلومات

د.يحيى: أنا عايز أتطمن على مهارتك انت، إزاى بتميز يابنى بين الخيال والواقع  

د. أسامة: هى فى العلاقة الأولانية اللى أنا باقول متأكد إنها فانتازيا قعدت وراها لغاية ما قالت لأ ده هو فى خيالها

د.يحيى: تيجى إزاى دى  يابنى؟

د. أسامة:  هى اللى قالت

د.يحيى: ماتقول زى ما تقول، بس إنت اللى حاتحكم فى الأخر

د. أسامة:  إحساسى، ومراجعتى للتفاصيل وشكلها وهى بتحكى، كل ده وصـّـلنى لكده

د.يحيى: إحساسك على العين والرأس، إنما الستات بيعملوا حاجات غريبة الشأن، خصوصاً لما يكونوا مريضات يعنى، تقول لك اللى حصل وتقعد تحكى وبعدين تلاقيها كـِـبـْـرِتْ منها شويتين، ممكن تعمل حاجة أسمها Retrograde Denial  ، إنكار بأثر رجعى،   يعنى عشان تبرأ نفسها الاول أمام نفسها، فاتقول لك ده خيال، وبعدين تبرأ نفسها قدامك، تقول لك أنا كنت بين النوم والصحيان، يبقى قربنا من الحلم، وبعدين يجوز فى الآخر تقول ماحصلش

د. أسامة:   مش عارف بقى، ما أظنش، مش للدرجة دى

د.يحيى: على فكرة، ساعات المستويات دى تبقى موجوده مع بعضها، واللى بيحكى نفسه بيبقى مصدق نفسه وده بيزود الصعوبة

د. أسامة:   إزاى؟

د.يحيى: نمسك المرة الأولانية قالت لك كذا حصل، شويتين وقالت لك بعدما أرّرتها وراحت وجت، قالت لك لأ ماحصلش، روحت انت مصدق التانية وماصدقتش الأولانية، وده حقك بالإحساس والخبرة، ودى عملية مش بسيطة، فى بعض الحالات بتبقى هى نفسها مش عارفه تفرز الخـيال من الحقيقة، نيجى بقى فى حكمك انت وما يترتب عليه، عايز جهد جامد، وصبر ونقد، وبعدين أظن فيه حاجات كتيرة ملتبسة حتى فى الأدب مش بس فى العلم، يعنى القضية دى ممكن تقعد سنين وأظن “لويجى بيرانديلو” جـَـسـّـدها فى مسرحيته اللى اسمها “لكلٍّ حقيقته”،  أنا شفتها فى المسرح فى باريس، ماكنتش فاهم، الحوار كله بالفرنساوى، ومع ذلك فهمت مغزى الكلام اللى قالوه قبل ما اقرا الرواية، وكانت القضية إن فيه اتنين كل واحد بيتهم التانى إنه مجنون وبيفوّت له (على ما أذكر كانوا زوج وحماته)، وطلعنا من المسرحية ماعرفناش هو مين فيهم اللى مجنون، عشان كل واحد كان بيقول خيال وحجج ومنطق لا حدود لها، المشكلة لما يكون اللى بيعمل كده هوا نفسه مش عارف اللى بيقوله ده يندرج تحت الحقيقة أو الخيال، ما علينا كمـّـل يا ابنى بس تبقى عارف إن دى مسألة عايزة بحث جامد، ونرجع تانى للى أنا قلته لك المرة اللى فاتت، كنا قولنا إيه فى الجنس المرة اللى فاتت؟

د. أسامة:  هى كانت بتقول إن هو كان بيستعملها زى مبولة

د.يحيى: بس ماكانش فيه شكوى من عجز

د. أسامة:  لأ مش عجز بالضبط، يعنى هو بينام معاها ويخلص ويروح مكوّع    

د.يحيى: هى تقصد مابيشوفهاش ولا مابيرضيهاش؟

د. أسامة:  مابيرضيهاش، وهى عايزة مداعبات طول اليوم

د.يحيى: نعم!؟ نعم؟!

د. أسامة:  عايزة مداعبات طول اليوم، وبعد اللقاء، هو بعد اللقاء يروح متكوم…. بس بتقول إنه رجع من لبنان أحسن  

د.يحيى: ماشى         

د. أسامة:  أنا مقدمها بصراحة عشان أنا محتار فى الحكم مابين الخيال والحقيقة، وحاسس أنها بتلعب بيـّـا، وانا مش قادر أميز

د.يحيى: يعنى إنت مقدمها عشان كده انهـّـارده

د. أسامة:  آه، وكمان جوزها برضه بيقول لى أنا متخوف، يعنى فجأة كده يعنى هى بقالها شهرين سايبانى، وفجأة بتقول لى ياللا نرجع هوّا إيه اللى حصل لى عشان تتغير كده؟

د.يحيى: عندك حق يا أسامه، الموقف صعب عليك، وبرضه عليا، صعب جدا:ً أولاً إنت متزوج حديثاً، ثانياً هو موضوع الجنس بعد كل تاريخه، والدراسات اللى اتعملت فيه، والنظريات والمبالغات، مازال فيه أسرار وأسرار، وكل ثقافة لها منظومة خاصة بها، وكل دين برضه، ويبدو إن كل فرد كذلك، ده غير الصعوبات اللى بتفرضها الدراسات الجادة للمؤسسة الزواجية نقدا ودفاعا، أنا الحقيقة مش قادر أفتى بصراحه وخايف أقول كلام تفتكروا ده علم، أنا حاقول رأيى بس لو سمحتم خدوه كله على إنه احتمالات:

 الأول نفترض إن اللى حكيته الست دى حقيقة: بقى ينفع واحده ست يبقى عندها صعوبه زى اللى اتكلمت عنها، وتتهم جوزها بالضعف أو البرود، وبعدين تروح تعمل علاقه غير مشروعة، تقوم تتحسن علاقتها مع جوزها؟ طب إزاى؟ وليه؟ إزاى علمياً، مش أخلاقياً بس؟

وبعدين نروح الناحية التانية: هوّه ينفع واحده ست عندها صعوبه زى ما قالت، صعوبة بتهدد حياتها الزوجية، تألف كل الخيال كده، وبعدين تروح تنام مع واحد غير جوزها قوام قوام وهو مسافر؟ وبعدين تنام مع جوزها وتعترف إن هوّا اللى تحسن، وكأنها بتعترف إن هى اللى كان عندها صعوبه كده مرة واحدة

 أنا حكيت لكم لما كنت نايب، عن الأم الفاضلة اللى اتهجم عليها ابنها الفصامى، وجت لى معاه أثناء أخذ جلسات كهربا فى قصر العينى، وهيا بتعيط وشاعره بالذنب، مش عشان اللى عمله ابنها معاها وهى ماقدرتش تحوشه، لكن عشان هى نامت مع جوزها أبو الواد تانى يوم بعد العـَـمـْـلة دى، وشعرت لأول مرة بعد جواز ثلاثين سنة بذروة النشوة (= الأروجازم) فاتخضنت خضه فظيعه وكأنها عملت جريمة، مع إنه جوزها وأبو ابنها ده، وقعدت تعيط فى العيادة الخارجية وناقص تلطم وهى بتردد “بقى ده يصح؟ بعد العمر ده كله يحصل كده؟” وكانت بتشاور على شعورها باللذة مع جوزها، مش على اللى عمله ابنها، أنا خجلان لأنى حكيت الحكاية دى كتير بس أعمل إيه دى الست دى كانت فلاحة وأم طيبة وأميره فعلا وقعدت أهديها، وافكرها إن ده جوزها، وهى تقريبا بتحلف أو بتوعد إنها مش حاتخليه يقرب لها تانى!!، الحكاية دى أنا اتعلمت منها كتير.

 الجنس زى بقيه الغرائز يعنى هو حياه، يعنى حياه طبيعية، المفروض يعنى لا هو عيب ولا هو عشان نخلف ونحافظ على النوع، هو جزء من وجودنا، هو نشاط خلايا، والخليه لها الأكسوجين بتاعها، فإذا كانت الخليه فى توازن مع بقيه الخلايا، جوّانا وبرّانا، حتى اللى ملهاش دعوه بيه حتى اللى تبدو ضدها زى العدوان يبقى تحضر فى حياتنا زى ما خلقها ربنا، وييجى المجتمع بقى بقوانيه ينظم نشاطها ويوجهه، بس للأسف الظبط والربط الجاريين بيبقوا من بره بره، يعنى ضد قوانين الحياة بشكل أو بآخر، بالشكل ده يحصل لعب فى خلقة ربنا، يعنى الجنس بيتنظم وبيتظبط بالزواج، وبالأخلاق، وبالعدل، وبالحب، لكن لو الظبطه كانت زيادة عن اللزوم أو جت بدرى قبل ما الخليه تاخد حقها فى النمو، يبقى حاتحجـِّـم أو تشوه الطبيعة أو تجمدها، يبقى الخليه ديه حتبقى مخنوقه من بدرى خالص من سن الرضاعة يمكن، أنا متأسف فيه ساعات أم بتضرب بنتها علشان لقتها بتمد أيدها ناحيه كذا، ضرباً مبرحاً من سن 3 شهور، ولا البنت عارفه ولا جنس ولا أى حاجه، إذن فهذه “الطبيعة” خلقة ربنا ممكن إنها تتخنق من بدرى خالص، تكبر الخلية دى وتأدى وظيفتها إزاى؟ حاتفضل مخنوقه طول العمر على طول المدى، ساعات تلاقى ثقب على جنب كده فى جدار الضبط والربط والكبت ثقب يسمح لها أن تمارس جنساً منفصلاً، يعنى يقوم طالع النشاط الجنسى من جنبك كده، ومأدى الواجب البيولوجى أو اللـّـذِى أو الرشواتى أو أى حاجه، وترجع تتحجب تانى ورا جدار الضبط والكبت، لو مافيش حتى الثقب ده فى جدار الكبت: يعلن البرود عند الأنثى والذكر على حد سواء، مثلا عند الأنثى يطلع بأى شكل ويبتدى الإسقاط والتبرير: ده دمه ثقيل، ده مابيلاعبنيش، ده مابيحترمنيش، يبقى حتى الخرم اللى كان يمكن تطلع منه الغريزة دى يتسد، أو ماعدش ينفع يشتغل ولو بصمام، لحد إذا جه واحد أو ظرف يقوم كاسر حاجز الكبت ده، بعلاقة غير شرعية أو باغتصاب، يروح الحاجز ده متلخلخ، وبعدين يفرج عن اللى وراه من غير إذن، ويمكن ده يفسر الاتهام اللى بـِـيـُـطلق على الستات اللى بيتعرضوا للاغتصاب فى بلاد برّه، لما بعد الاغتصاب يلاقوها مرافقه أو متجوزه اللى اغتصبها إن آجلا أو عاجلا، الاتهام ده مرفوض ومشجوب من النشاطات والتجمعات النسائية فى البلاد المتحضرة

نرجع مرجوعنا للعيانة دى، أنا آسف، أنا مش عايزكو تصدقوا الكلام ده، أنا باحكى عن خبرة وظاهرة محدودة يمكن تساعدنا نفهم الحالة دى واللى حصل لها، لكن لا يمكن التعميم، فالست دى يجوز لما جوزها سافر، وراحت هى عاملة العلاقة غير المشروعة زى ما سمعتم، راحت العلاقة دى كسرت الحاجز المسلح اللى كان كاتم على الجنس، ومره واحدة كفاية، زى الأم الطيبة اللى حكيت لكم عنها اللى ابنها كسر الحاجز – بجنونه-  بعد ثلاثين سنة جواز فنجح الجنس الطبيعى المشروع مع أبوه، لكن اعتبرت هذه الأم الطيبة أن هذا النجاح هو الذى “مايصحش” وهات يا ندم وشعور بالذنب على معاشرتها زوجها على سنة الله ورسوله وهى مش واخده بالها من أصل الحكاية.

 كل ده لو اعتبرنا إن كل اللى حكته الست العيانة بتاعتك دى يا أسامه حقيقة مش خيال.

بعد كده حاننتقل للخيال، بس قبل كده أحب أحكى عن حالة تانية عندى، كان فيه فيلم جيد جدا اسمه “امرأة لكل الرجال أو لكل العصور مش فاكر قوى”، كان معروض فى سينما رمسيس فى السبعينيات كده، جاتلى واحده عيانة كانت مهندسة صغيرة متخرجة عندها صعوبة فى العلاقات الجنسية، ماكنتش متجوزه، بس بتمارس اللى بيقولوا عليه حرية، ومافيش فايده، وكانت محتاسة، ما هى حرة أهه والأشيا رضا، تبقى الصعوبة تيجى منين؟ البنت دى دخلت الفيلم ده، فطلعت منه منزعجة وجت لى جـَـرْى، أنا كنت باعمل علاج نفسى زيكوا دلوقتى، بصيت لقيتها فى الجلسة بتحكى إنها بعد ما شافت الفيلم حست بتغير حيوى فى كل جسمها وكأنها بقت واحدة تانية، وبعدين قعدت توصف نفسها ومشاعرها فى الممارسات اللى بعد كده وهى بتتعرف على جسدها من أول وجديد وبتعيش جنس حقيقى عمرها ماشافته، أنا ربطت الحالة دى بالحالة الأولانية بتاعة الأم وابنها وأنا نايب وقدرت أتصور اللى باحكى لكم عنه دلوقتى، يعنى الصعوبة أو الرفض اللى الست أو الراجل بتشتكى منه، ممكن تتكسر باقتحام، أو بالصدفة اللى ترجـّـعنا للطبيعة زى ربنا ما خلقنا.

ملف الجنس ده عايز احترام، وخبرة، ومراجعة، مش زى فرويد ما عمل فيه وخلاه كله “تابوهات” و”محارمية” و”فانتازيا” بالدرجة اللى خلت تلميذه الشاطح “فيلهلم رايخ” ينقده ويقول عليه إنه “حط الجنس فى الرأس” (In The Head) “وهذا ليس هوا المكان المناسب له”، نرجع مرجوعنا للست بتاعتك يا أسامة ونفترض إن حكاياتها دى من صنع الخيال يعنى فانتازيا، ولا حاجة من دى حصلت تبقى نفسرها إزاى؟

 أنا عشان أفهم إزاى الخيال ممكن ينسج ده كله لازم أرجع لفروضى عن الحلم، أنا افترضت إن احنا بنألف أحلامنا فى أجزاء الثوانى أثناء اليقظة قبيل الصحو، أما نشاط الحلم الحقيقى عشرين دقيقة كل تسعين دقيقة فده مش فى متناولنا، يعنى إحنا اللى بنألفه واحنا بنصحى، قرب الصحيان يعنى، ده إبداع، وده بيكمل حياة اليقظة، لو ده صحيح يبقى ممكن نمتد بالفرض ده ونقول إن الفانتازيا الابداعية فى الحلم اللى رصدناها واحترمنا قدرتها الإبداعية فى ثوانى تأليف الحلم أو أقل: لو اتفردت الثوانى دى على أيام وأسابيع يمكن نكتشف وعى مختلف زى وعى الإبداع، وغير وعى النوم وطبعا غير وعى اليقظة، وقريب من وعى الحلم، ويا للانسيمه: “وعى الفانتازيا”، من هنا نقدر نقول إن الست بتاعتك دى عاشت كل الخبرات اللى حكتها، ما عدا نجاحها مع جوزها بعد رجوعه من السفر، عاشتها فى هذا المستوى من الوعى اللى ممكن نسميه مرة تانية: “وعى الفانتازيا”، حايبقى واقع من نوع تالت أو رابع، لا هو كذب ولا  هو حقيقة، ولا فبركة، ولا هلوسة، يعنى زى الفانتازيا التى بتـَخـَلـَّق الحلم فى أجزاء الثوانى، هى هى بس دى بتخلـّق كل هذه الروايات، ولكن فى وعى خاص لا هو وعى الحلم ولا هو بعيد تماما عن وعى اليقظة، وأيضا هو لا يصل إلى وعى الجنون أو وعى الإبداع، هذا فرض صعب تصوُّره، مجرد تصوره، لكنه يمكن أن يسمح لك أن تفهم ما لا يفهم، وأن تحترم كل مستويات وعى المريض، ولا تتخذ من مريضك موقف الرفض ولا الانكار، وطبعا ولا موقف الاتهام.

د. أسامة:  الظاهر إنى مش فاهم حاجة

د. يحيى: ولا يهمك، هذه أمور لا تـُفهم، ولكنها تَحْدُث، وهذه الفروض حتى إن لم تصح انما تساعدنا على مواصلة دور السند والمواكبة مع مرضانا واحنا مش فاهمين لدرجة تتجاوز كل المعايير العادية

د. أسامة:  بس دى فروض عايزه شهور على ما الواحد يوصل لتخيلها

د. يحيى: لو أحسنت الانصات لما لا يقال يمكن أن تأتنس بها، انت معالج اكلينيكى جيد، يعنى ممارس فنان مجتهد، فلا تتعجل، كتر خيرك لأن ده تعلّم جيد، انا بفرح بيه جدا، إنت يا دوب بقالك شهرين وبتقدم نفس الحالة مرتين فى الاشراف فى شهرين وده برضه جيد، طب امال بعد 8 شهور حيحصل ايه فى حاله زى دى، دا انت بتفتح الـFirst Layer يعنى الطبقه الاولى بتلاقى وراها اكتئاب Depression تفتح تانى تلاقى وراه جنس ما اعرفش إيه، تفتحه ده تلاقى وراه حلم تفتحه تلاقى وراه Abuse يعنى سوء استعمال، إذن المسألة ما هياش انك انت غيرت رأيك ولا كنت غلطان، لأ دى هى طبقه ورا طبقه ورا طبقه، اذن شهرين مش كفاية ممكن بعد 10 شهور تكتشف ان 70% من اللى وصلك مش هو، احنا قولنا العلاج النفسى “وقت” و”توقيت”، انت محتاج وقت مستريح فى الحاله دى مع حسن التوقيت يا شيخ.

ونرجع تانى للمؤسسه الزواجيه نقول ان تصحيحها فى الظروف دى شديد الصعوبه اذا كان اللى انا قلته صح، إيش عرفنى انا ما يمكن غلط، لأنه لا يمكن تصور إن عشان تصلح المؤسسة الزواجية لازم تسرح النسوان عشان يسيبوا ويرضوا عن رجالتهم بعد كده، بقى ده اسمه كلام!!؟ طبعا أنا مش قصدى كده، أنا قلت اللى وصلنى، فأظن خد وقتك طول ما هى بتيجى وخلى بالك من اللى أنا قلته، خد منه اللى تقدر عليه دلوقتى وتسيب الباقى، بس خلى بابك مفتوح يمكن يجيلك حدس لوحده وانت قاعد مع حالة تانية زى ما جالى اللى حكيته دلوقتى عن حالة الأم الطيبة والمهندسة الحرة، وإوعى تنسى جوزها، يعنى لازم تشوف الجانب الطيب اللى فيه اللى خلاه الكسيب الناجح، وتقعد تبنى أهداف متوسطة بهدوء يمكن فى النهاية يصبوا فى المنطقة الصعبة بتاعة الجنس دى، وان ما صبوش انشالله ما صبوا، بس الخوف إن الست دى يتنيها عندها الخرم ده فى جدار الكبت يسمح بالجنس المنفصل ده لحد ما يتقفل لوحده أو يمكن مايتقفلشى وهو يتنيه يهلس أو يبقى راضى عن نفسه وخلاص، ويعيشوا زى الأغلبية يابنى، لو مديت ايدك فحرت فى اى حد فى منطقة الجنس حتطلع بلاوى، إنت مش عليك انك انت تحقق جنس بتاع ربنا، انت كل اللى عليك انك تمشى بأهداف صغيره قابله للقياس والتحقق حتى غير اللى أنا باقوله ده ، دا هو غير قابل للقياس كما إنه صعب التحقق منه، بس لو هو فيه بعض الحقيقة خليها تتراكم ويمكن تنفع وتخلينا فى النهاية بنى آدمين فى نهاية المشوار مش نهاية الحياة، لازم يا أسامة يا إبنى تقرا، بس ماتخليش اللى بتقراه هو المرجع الأخير، إنت قدامك البنى آدمين همـّا المصدر الأول لخبرتك، وربنا معاك، انتظر، ولا تتسرع بالحكم، وانت عندك النتائج، وفى أى حته صغيرة تلاقى شىء إيجابى تحترمه وتحوّط عليه، من غير تفعيص علمى كتير، إنت لو واستسلمت للحروف المكتوبة حاتلاقى نفسك يا مسجون يا متلخبط، خلى المهنة تشتغل وانت تتلقى منها اللى يوصلك بطيبه ونقد ومراجعة، انت عايز الراجل والست دول ينجحوا وربنا يبارك لهم، فواحدة واحدة الحكاية حاتمشى

د. أسامة : معقول؟

د. يحيى: معقول ونص، إمال إحنا بنعمل إيه!

 

 

 

النشرة السابقة 1النشرة التالية 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *