الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / من حالات الإشراف على العلاج النفسى: الحالة: (85) “صعوبات ضبط جرعات الضغط العلاجى” (وضرورة الانتباه لموقف المعالج شخصيا)

من حالات الإشراف على العلاج النفسى: الحالة: (85) “صعوبات ضبط جرعات الضغط العلاجى” (وضرورة الانتباه لموقف المعالج شخصيا)

نشرة “الإنسان والتطور”

السبت: 26-1-2019

السنة الثانية عشرة

العدد: 4165

من حالات الإشراف على العلاج النفسى

مقدمة:

للتذكرة: اليوم ننشر هذه الحالة من المقتطفات الإكلينيكية والعملية من الإشراف المنتظم، وهى الحالة (85) من هذه السلسلة عن الإشراف أى فى الكتاب الخامس (81 – 100)، ونأمل بذلك أن نكمل ما ينقص هذه الحالات من تعقيبات الأصدقاء القراء حتى تسهم فى مزيد من التوضيح والإفادة كما تبين لنا من قبل.

الحالة: (85)

صعوبات ضبط جرعات الضغط العلاجى (1)

(وضرورة الانتباه لموقف المعالج شخصيا)

 د.محمود: هو العيان عنده 24 سنة متوقف، مش متوقف أوى بس ماشى فى الدراسه ببطء فى المعهد العالى للهندسه بتاع العاشر من رمضان

د.يحيى: فى سنة إيه دلوقتى

د.محمود: هما مش بالسنين بس ما يعادل سنه تانيةهما بنظام النقط

د.يحيى: وبعدين

د.محمود: هو متوقف متأخر تقريباً سنتين وكان متأخر فى الثانوية هو ازهرى ووالده أستاذ لغة عربية فى إحدى الكليات الأزهرية عنده حوالى 78 سنه وكان تعرض لفترات مش قليلة من الاعتقال هو ينتمى لجماعه الأخوان المسلمين

د.يحيى: له كام أخ وكام أخت

د.محمود: له أختين هو الأخ الوحيد، وهو الولد فى ثانيه ثانوى أصيب باضطراب ذهانى حاد – فى الأغلب – ودخل مستشفى الدكتور عادل صادق وقعد أسبوعين وأخد بعض العلاجات والجلسات الكهربائية وخرج كويس

د.يحيى: كان هنا فى المستشفى ولا أنا اللى حولته لك

د.محمود: حضرتك اللى حولته لى فى العيادة وأنا باشوفه هنا، المريض كان النوبة الذهانية ديه كانت بعد وفاة والدته على طول، هو الولد خرج ما بيعملش حاجة وبقى متأخر فى الدراسة مافيش تحصيل تقريبا ماشى كده بالزق

د.يحيى: هو انت قلت الكلام ده المرة اللى فاتت

د.محمود: أه

د.يحيى: طيب وصَّلْ لنا بقى اللى أنت قولته المرة اللى فاتت باختصار

د.محمود: المرة اللى فاتت أنا قولت لحضرتك الولد ماكانش ملتزم أوى، وأنا مش عارف أعمل معاه حاجة أوى، وكنت بأسال حضرتك أعمل أيه؟ حضرتك قولتلى بيدفع كام، يبقى كمِّل، أنا قولتلك أنا أه عاوز فلوس  وكل حاجة بس عاوز أساعده

د.يحيى: وهل انت عارف برضه إنى حاخليه يكمل لمجرد إنه بيدفع، المهم بقالك أد إيه معاه كله على بعضه

د.محمود: تقريباً 8 شهور

د.يحيى: طيب نوصَّل بقى المرة اللى فاتت بالمرة ديه إيه اللى جد جديد

د.محمود: فى الأول ماكانش منتظم أوى، لكن بقالنا تقريباً شهريين منتظم، المعاد معاد، ونجحت من خلال الشهر اللى فات من فتره التقديم اللى فات إن أنا أعمله أجندة فعلاً بالالتزام بالمحاضرات بعدد ساعات مذاكرة، بقرايه القرآن يوم بعد يوم وصلوات الفروض ماتقلش عن ثلاثة فى اليوم، يعنى هوّا يعنى التزم، عمل حاجات كويسة بس أخر حاجة الأسبوع اللى فات اتخانق مع والده خناقة كبيرة وقاله أنت راجل مادّى، وبخيل

د.يحيى: التاريخ العائلى؟

د.محمود: مافيش

د.يحيى: سلبى يعنى

د.محمود: سلبى أه، أنا كان أستغرابى المره اللى فاتت إنى مش عارف أعمل مع الولد حاجة ومش عارف أحط له تشخيص حتى، مش عارف أشتغل معاه إيه بالظبط، مش قصدى تشخيص محدد، بس أعرف الكيان اللى معايا فيه إيه بالظبط، أنا مش شايف أعراض صريحة كل حين وحين حبة اكتئاب مع ظروف الضغط، وبرضه يعنى بيسمع شوية أصوات أحيانا مش أكتر من كده، أنا مش عارف دى هلوسة ولا أفكار مسموعة، وماكنتش عاملْ معاه حاجة أوى، وده كان مضايقنى أوى يعنى بقالنا تقريباً شهور وأنا يعنى حابب أعمل مع الولد حاجة أكثر شوية، المهم الفترة اللى فاتت أنا ضغطّ وضغطّ جامد الولد استجاب إلى حد ما استجابه طيبة، بس الأسبوع اللى فات هو أتخانق مع والده خناقه كبيره وهو بيوصله مشوار، قاله إنت مادى وإنت بخيل وأنت ما بتصرفش عليا، وأنت واخد معاشى، وواخد ميراثى من والدتى وحاجات زى كده، أنا حبيت أعمل اختبار للأب وأجرجره فى الحوار يعنى، هو بيقوله إنت أخدت الشقة اللى والدتى سابتها لى بـ 60 ألف، لكنى عرفت إن الأب هو جابله شقة بـ 90 ألف، وهو فعلاً باع شقته، وكمل عليها وجابله عربيه

د.يحيى: جاب لمين عربية

د.محمود: جاب لابنه، الأب باع شقه الولد وكمله عليها وجابله عربية وشقة

د.يحيى: يعنى الولد اللى أنت بتشوفه ده عنده عربية

د.محمود: أه عنده عربية

د.يحيى: وأبوه سافر وحاجات كده

د.محمود: أبوه سافر فترة بعد الاعتقال على طول، قعد فترة فى السعودية لأنه ماكنش تقريباً له حياه هنا، وأتبهدل فتره فى المعتقل، فوالده فعلاً أتصرف فى حاجات كتير من ميراثه بس يعنى عوضها، الأسبوع اللى فات المريض اتخانق مع والده لدرجة إنه تجاوز كل حاجة وقال له انت لازم تروح تموت، وموتك أحسن، ولما تموت أنا حاخد كل الفلوس اللى عندك ديه، العمارة والعربيات والحاجات ديه، أنا حاخدها، فأنا عملت تنبيه للأب إن هو كل لما الولد يقوله أنت بعت كذا يقوله أنا جيبتلك كذا،  وأنا كمان بدأت أقوله أثناء الجلسة، يعنى يقولى باع الشقة بكذا أقوله ما هو جاب لك عربيه بكذا، يقول بياخد المعاش بتاعى 600 جنيه أقوله وبيديك مصروف 1000 فى الشهر، بيعمل كذا أقوله له بيصرف عليك كيت، بس أنا عرفت أن فى أخر  خناقة مع والده هو قاله: أنت لازم تروح تموت وأنت لما تموت انا حا أخد ده كله وقال لى إن والده رد عليه قال له أنت تموت انت، وانا حا أكرشك من البيت وأحرمك من كل الحاجات ديه وأنت ما تستحقش أى حاجه وبعدين وانا لمحّت له إن واحدة بواحدة، فهو أثناء الجلسه يعنى الواد ثار ثوره مش قليله وقالى طب أنا مش مكمّل، وراح واخد فى وشه وسايب الجلسه ومشى

د.يحيى: ده كان إمتى؟

د.محمود: أول إمبارح وأنا ماحاولتش أنده له أو أى حاجة قلت سيبه زى ما تكون تكون

د.يحيى: كان مر من الجلسة أد أيه

د.محمود: كان حوالى نص ساعة وخمسة أو ساعة الا ثلث، ومارضتش أنده له وهو والده اتصل بيا وقالىّ هشام راجع مضايق، وشكله كذا قولتله أنا عنفته فى الجلسة، ومهما كانت النتائج يا دكتور لازم نوقفه عند حد،  وربنا يصلح الحال

د.يحيى: قولتله مهما كانت النتائج؟

د.محمود: أيوه قلت مهما كانت النتائج ربنا يصلح الحال يا دكتور

د.يحيى: يا إيه؟

د.محمود: يا دكتور والده دكتور فى الجامعة، أستاذ يعنى

د.يحيى: وبعدين؟

د.محمود: أه بعدها بحوالى ساعتين والده اتصل وقال لى إنه بيقول أنا حا أولع فى الأجنده اللى كنا بنكتب فيها، وأنا مش رايح له تانى، وحاجات زى كده، قولتله تجنبه خالص ومالكش دعوه وسيبه يوم ولا يومين لحد ما يهدى وهو حا يكلمنى وربنا يصلح الحال، المهم هو كلمنى فعلا إمبارح بالليل قالى انا ثرت وماعنتش عارف أعمل إيه، وأنا عارف إنك عاوز تساعدنى وكذا وأنا عاوز أجيلك تانى، قولتله لأه معادنا الأسبوع الجاى هو كان عاوز ميعاد أستثنائى فى نصف الأسبوع قولتله لأه على ميعادنا وحاوَقّف أوقف الكلام مش حا أتكلم فى التليفون ولما تيجى الأسبوع الجاى نشوف إيه اللى حصل وردود الأفعال سواء بتاعتى أو بتاعتك أو بتاعة الوالد  والصعوبات اللى عندنا، المهم أنا لحد دلوقتى مش عارف تشخيص معين للعيان مش لازم فصام بس تركيبه إيه دى؟

د.يحيى: أنا اللى لحد دلوقتى مش عارف انت عايز تشخيص محدد قوى كده ليه بعد 8 شهور

د.محمود: برضه أحسن أشتغل فى تشخيص معين للعيان، مش تشخيص يعنى يافطة، بس على الأقل التركيبة اللى معايا اللى أنا شغال معاها دى إيه، انا مش قادر أحط إيدى أوى على حاجة محددة، الحاجه التانية: هل أنا ماشى كده صح، يعنى وانا باضغط  فعلاً على الولد كده مش يمكن ما يكملش وياخد فى وشه ويمشى، هل أنا كده مكمل صح يعنى الضغط بتاعى حايخليه يكمل فعلاً؟ ولا حا أخْسره تانى، أنا متخوف الولد أداؤه ضعيف أوى  

د.يحيى: هو مادخلش هنا فى المستشفى

د.محمود: لأه مادخلش عندنا، أنا فكرت أدخله قبل ما أعرضه المرة اللى فاتت، أدخله ولو يومين ثلاثه كده، ونشوف يعنى يمكن يوصلّه حاجة

د. يحيى: بصراحة حكاية “صدمة المستشفى” دى ما يصحش نلجأ لها بسهولة كدا كل ما ننزنق، ولازم تتحسب بمسئولية هائلة، ثم هى ساعات تنفع زى خضة للمريض بس مش دايما، لأنها ساعات أكتر تبان إنها عقاب، ثم إن المريض دخل مستشفى قبل كده زى ما أنت قلت مستشفى د. عادل صادق مش كده؟ فمش حاتبقى جديدة عليه قوى، يعنى مش حايتخض.

د. محمود: أيوه، طب أعمل إيه دلوقتى؟

د.يحيى: أنا أشكرك، هو أنت شاطر يا محمود فى التقديم ده واللى فات، إنشاء الله ربنا يوفقك، بس أنت طبيب مغامر وأنا رأيى إن دى ضرورة لا مفر منها، الحاله ديه لها علاقه بحالة المرور (2) النهاردة اللى حاتتقدم فى المرور.

د.محمود: أيوه، يعنى إلى حد ما

د.يحيى: طيب كتر خيرك إنك أنت شوفت العلاقة، طب انا جايب الكتاب ده (ويخرج كتاب “عندما يتعرى الإنسان”) معايا وأنا كتبته سنة 68 (3) والناس بيقولوا عليه كويس أوى وأنا بقول عليه مش قوى كده، أول حالة فى الكتاب ده، هى هى آخر حالة، وهى قريبة أوى من الحالة بتاعة النهاردة، سواء بتاعتك أو بتاعة المرور اللى حانشوفها سوا، هى ماكانتش حالة حقيقية اللى فى الكتاب بس هيّا بتصوّر المسائل الى زى دى ماشية أزاى، ويبدو يابنى إن اللى احنا بنعمله هو شائع لكن فى نفس الوقت هو صعب وبيختلف فى كل حالة عن الأخرى والمراحل اللى أنت بتمر بيها إنت والعيان بتاعك، بتشتمل على حاجات صعبة فعلا من أول إن العيان ببيقى أسوأ، لحد أنه ينقطع عن العلاج وساعات توصل لدرجة احتمال الانتحار، وده اسمه “المأزق”، وعلينا أن نعمل حسابه بحرفنة ومسئولية يعنى انت لازم تتوقعه من حيث المبدأ، فالمريض ذهانى واتحجز فى مستشفى قبل كده، ووالده الله أعلم بآلامه وصعوباته والظلم اللى يجوز يكون لحق به من الاعتقال والغربة، وأمه الله يرحمها ماتت والولد محتاجها، كل ده تحطه فى حسابك، بس ما يمنعكش أنك تواصل، وتستحمل وتأدى واجبك، وتضبط الجرعة طول الوقت.

وضبط الجرعة زى ما بنكرر ما نقصدشى بيه جرعة الدواء بس، لأ ضبط الجرعة تشمل جرعة الضغط، وجرعة التوقيت، وجرعة الدعم الخارجى والدعم العلاجى، أنا بقولك لك متشكر، بس فى نفس الوقت باحذرك إن مسألة إنك تزنق العيان ورا بعضه كده وانت مش ضامن مين اللى حايسنده بره، ولا ضامن متانة علاقتك بيه فى المرحلة دى، تبقى مخاطرة حقيقية، ثم ما تنساش نفسك ياابنى ومعتقداتك ومواقفك الشخصية، الرسائل اللى بتوصلنى منك فى بريد الجمعة عن حالات تانية انت بتقول فيها أنا نشأت نشأة تقليدية، وبتقول أن العلمانيين أنا حافظها صم، والجدع ده أيوه إخوان، وهوّا زى ما انت شايف بيتعطل لدرجة المرض والغلط والإعاقة، فده يمكن يخليك تبص فى موقفك منه ومن الإخوان، ومن العلمانيين، مش موقف سياسى ولاّ دينى، بس موقف شخصى، قد يتدخل فى كمية الضغط ونوعه، يمكن تلاقى نفسك متحيز لأبوه الأخوانى ومزودها أو مستعجل فى الضغط مش فى اتجاه الانجاز والدراسة فقط، لأ، فى اتجاه الطاعة وسمعان الكلام وكده.

أنا ما اخبيش عليك، أنا اتعلمت من الحسابات دى كثير، ويمكن فى البداية أذيت ناس كتير، بس ربنا ستر، وهدّيت اللعب بعد كده، ومابقتش استعجل فى مثل هذه المواقف، طبعا بقيت أكثر جبنا، لكنى ما تراجعتش وبقيت أحسبها بالتركيبة والمرحلة أكثر فأكثر، عشان اتخذ قرارات صح واضبط الجرعة احنا معالجين محناش متفرجين ولا مستشكفين، يبقى لازم تتوزن الجرعة ولازم تحسبها بعد كل خطوة (وبعد كل ضغط) هوّا جاب النتيجة الإيجابية ولا لأ من الخطوة الفلانية، بس من غير تردد ولا تراجع خايب، لازم نشوف من واقع الحال النتيجة العلاجية أولا بأول، ماذا يفيد هذا الشاب فى هذا الوقت بالذات ما أمكن ذلك بس خلى بالك لو انت تجنبت مثل هذه المواجهة زيادة عن اللزوم، وعملت حسابك، وزاد خوفك على مريضك أو على نفسك فأعرف إنك قد لن تفيد أحد، لكن لو انت غامرت وافتكرت إنك مش لوحدك وانت واخد بالك من نفسك وأنك مسئول عن الجميع رغم أنك بتعالج واحد بس حاتبقى ماشى صح خلىّ بالك انت عندك الأب ده، وعندك الابن ده، وعندك انت شخصيا، وعندك الوقفة دى وعندك الجمود ده وعندك الدين العادى وعندك دينك الشخصى، وعندك موقفك السياسى أنا مش عايز اكركبها على دماغك، بس واحدة واحدة حاتتعلم من أخطاءك، ومن نقدك، ومن كل مستويات الإشراف.

 نيجى بقى لواقع الحال انت عملت كل حاجة قدرت عليها فى لحظة معينة، فلو الواد اتكلم و اعتذر زيادة عن اللزوم ما ينفعش، وبرضه لو أبوه انتهزها فرصة ونط وأخذ مكسب من اللى انت عملته وزودها فى اللى هوّا بيعمله، يبقى المسألة حاتخرج من إيدك، ثم لازم تاخد بالك برضه إن الحدوتة بتاعة الحياة بالنسبة للشاب ده ما كملتش، إنت ماجبيتش سيرة النسوان والخيال واللعب والجسد، والحاجات دى بتبقى موجودة فى التركيبة البشرية مهما كانت علاقتك بيه متركزة حوالين المذاكرة، وأبوه، والكلام ده، ومادام احنا فى منطقة تحريك النمو، نبقى ندور على الباقى يعنى بتدور بطريقة غير مباشرة من أبسط المداخل، مثلا عن علاقته بجسده هوّا الجدع د بيلعب ولا ما بيلعبش، مش قصدى بيلعب جيم على الكمبيوتر ولا الموبايل، لا بيلعب بجسده مع أجساد تانية فى عمره ولا لأ.

د.محمود: بيلعب

د.يحيى: بيلعب أيه؟

د.محمود: بيلعب كورة

د.يحيى:  امتى الساعة كام، وكام ساعة فى الأسبوع؟

د.محمود: مش عارف

د.يحيى:  ماينفعش، أنا دلوقتى باحط اللعب زى المذاكرة تقريبا، وباحدد نوع اللعب وباخاف من “الجيم” و”الحديد” و”كمال الأجسام” فى المراية، وباوصى تكون اللعبة مشتركة أو مزدوجة على الأقل، ومرة فى الأسبوع على الأقل وباكتب ده على الروشتة وفى برنامج العلاج

د.محمود: إزاى؟

د.يحيى:  ما أنا بقول لك أهوه: مثلا 4 ساعات مذاكرة يوميا و 3 ساعات لعب متصل أسبوعيا وأقول له دى مرتبطة بدى والصلاة، أنت قلت إنه بيصلى 3 مرات بس، طيب كويس انك أنت أتعلمت التكنيك ده، أنا الصلاة بتاعتنا باسميها بينى وبين نفسى تصالح مع إيقاع الطبيعة الحيوى من ورانا، لحد ما تدب فيها حاحات وعى تانية، وساعات أنبه أنها مسموح تكون من غير فهم ومن غير خشوع غير اللى المشايخ بيرعبوا بيه الناس يقوموا يبطلوا صلاة، أنا قلت لكم على الحديث اللى شفته فى النت مصادفة بيخلى كل الناس تشك من جدوى صلاتهم لدرجة إنهم يقولو بلاها ما هى محصلة بعضها، ومادام أبوه من الإخوان وهو ابتدأ بتلاتة أوقات من خمسة يبقى بداية كويسة، وساعات أزود الالتزام واحدة واحدة زى ما أكون بزود جرعة الدوا، فالمناطق بعد ما انت عملت هذا المجهود والعلاقة لسه متصلة يبقى ما تركزشى على المذاكرة لوحدها وتعظيم سلام للوالد الاخوانى وخلاص، نبتدى ندور على المناطق المكملة لمسيرة النمو البشرى لأى واحد فى السن دى.

ويبقى عندك محكات تانية لمسيرة العلاج، محكات مش مألوفة خذ مثلا: محك الفرحة، نادر جدا أن احنا بنخبط عليه، الواد ده فى وسط الهيصة دى ابتداء من العلاقة الطيبة اللى انت عملتها معاه هل عرفت إن كان هو بيعرف يفرح خمس دقائق فى الـ 24 ساعة، الفرحة دى لها معنى أخر، ممكن تقيس بيها العلاج، وساعات بتبقى مرتبطة بالحمد، يا ترى هوّ بيحمد ربنا وهو فرحان ولا وهوّا ضارب بوز، دى حاجات لازم تنتبه لها، بس أوعى تتسرق لمحكاتك انت، وانت عارف كلية الطب بتعمل فينا إيه.

وماتنشاس يا ابنى إن الإكلينيكى الجيد هو اللى يقيس خطواته زيه زى ملاحظات الشخص العادى مش بمجرد رص الأعراض وإيه اختفى وإيه ظهر الأكلينيكى العادى هو الذى يملك عين الشخص العادى، اللى بيحصل بقى فى تعليم الطب النفسى خصوصا إنهم هما بيروحوا شايلين عينينا وحاطين عينين الكتاب اللى احنا حفظناه، أو بنرجع له أول ما العيان يقولك أنا بسمع أصوات نروح رازعين نوع الهلوسة، قبل ما تشوف هو بيسمع إيه.

وأخيرا ماتنساش فى الحالة وضع أبوه الإخوانى، المعتقل، وهوّه بيكتب الشقة ويديله  عربية يا ترى ده كرم ولا رشوة ولا صفقة.

د.محمود:  هو بالنسبة للأب مش بيعايره ولا حاجة، الأب بيسكت تماما وحتى مابقاش بيرد على الولد يعنى بيسمع منه ويقوله خلاص، لما الولد يزودها فى حاجات زى كده

د.يحيى: يبقى بلاش نظلمه، هو ده أب جيد، بس  له لا شعور برضه، وهو وحيد بعد فقد زوجته، وبعد ما شعر به من ظلم سياسى بحق أو بغير حق، ودفع ثمنه معتقلات وكلام من ده، فخلى بالك

د. محمود: من إيه

د. يحيى: منه، ومن نفسك

د. محمود: حاضر

د. يحيى: ربنا يوفقك ويشفيه عشان خاطرك وخاطر أبوه وخاطرى قبل منكم

د. محمود: آمين

[1] – 30-3-2010

[2]  الإشراف يكون قبل المرور الأسبوعى الذى يجرى بالمسشتفى بحضور كل العاملين وتجرى فيه مناقشة لحالة واحدة من حالات العلاج النفسى ، فى العيادة الخارجية.

[3]- يحيى الرخاوى: كتاب “عندما يتعرى الإنسان” الطبعة الرابعة 2017 (الطبعة الأولى 1969) والكتاب متاح  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم.

النشرة السابقة 1النشرة التالية 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *