الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / من حالات الإشراف على العلاج النفسى: الحالة: (83) “الصعوبة والمصداقية .. والصبر .. والمسئولية”

من حالات الإشراف على العلاج النفسى: الحالة: (83) “الصعوبة والمصداقية .. والصبر .. والمسئولية”

نشرة “الإنسان والتطور”

الأثنين: 14-1-2019

السنة الثانية عشرة

العدد: 4153

من حالات الإشراف على العلاج النفسى

مقدمة:

للتذكرة: اليوم ننشر هذه الحالة من المقتطفات الإكلينيكية والعملية من الإشراف المنتظم، وهى الحالة (83) من هذه السلسلة عن الإشراف أى فى الكتاب الخامس (81 – 100)، ونأمل بذلك أن نكمل ما ينقص هذه الحالات من تعقيبات حتى تسهم فى مزيد من التوضيح والإفادة كما تبين لنا فى الأربعين حالة فى الكتابين الأول والثانى.

الحالة: (83)

الصعوبة والمصداقية .. والصبر .. والمسئولية  (1)

أ. أحمد: هى بنت عندها 23 سنة هى بقالها معايا سنة تقريباً كانت فترات التوقف هى فترات الإمتحانات، وزواجى، وكده، يعنى ماكنتش بشوفها فيها يعنى هى معاها شهادة متوسطة، بتشتغل فى كازينو بتاع قمار

د.يحيى: وإتخرجت منين

أ. أحمد: من دبلوم صنايع

د.يحيى: من كام سنة

أ. أحمد: دبلوم صنايع يعنى هى متخرجه وهى عندها 17 سنة يعنى من خمس ست سنين كده

د.يحيى: شغالة بقالها اد إيه؟

أ. أحمد: بقالها ثلاث سنين، فهى كانت الأول جايه بأعراض جسدنة وتوتر وكده

د.يحيى: بتدفع كام؟

أ. أحمد: بتدفع خمسين

د.يحيى: هى منين

أ. أحمد: هى من حلوان أصلاً

د.يحيى: مرتبها كام؟

أ. أحمد: هى بتحصل على أربع الاف تلاث ألاف فى الشهر يعنى

د.يحيى: دبلوم صنايع بتتحصل على أربع الاف؟

أ. أحمد: من كازينو القمار اللى فى فندق خمس نجوم، أنا ماكنتش أعرف طبيعة الشغل فيه أوى، يعنى كازينو القمار طلع فيه نسب حسب الشغل بتاعهم جوه الكازينو نفسه، يعنى المهم المشكلة البنت طالعة فى الأول مفيش مشاكل فى شغلها، وبعدين مع الوقت الأب توفى فى منتصف سنة العلاج، يعنى من 6 شهور كده، فبدأ يظهر مع ده مشاعر ذنب ولخبطة وتناقض عندها إن هى جوه الكازينو بتلبس لبس معين يناسب شغلة بالليل، طبيعة الشغل فيها تناقض، يعنى فيه إحتمال يحصل تجاوزات مش تمام، الكازينو ده ما بيخشهوش إلا عرب وأجانب بس ما بيخشهوش مصريين خالص تقريبا.

د.يحيى: هى بتشتغل إيه بالضبط فيه؟

أ. أحمد: بتبقى واقفة على ترابيزة قمار واقفة ترص ورق القمار

د.يحيى: القمار!!

أ. أحمد: آه

د.يحيى: فى السن دى؟ فين؟

أ. أحمد: فى فندق كبير بالقاهرة

د.يحيى: فيه كام فندق مسموح بيه بالقمار فى مصر بالشكل ده قصدى فى القاهرة

أ. أحمد: تقريباً كل الخمس نجوم هى إشتغلت فى كذا مكان يعنى

د.يحيى: وده شغل قانونى؟

أ. أحمد: آه، والكازينو ده مالهوش علاقة بالفندق، الكازينو ده إداره مستقلة أنا كنت فاكر إنه تبع الفندق بس عرفت بعدين

د.يحيى: البنيّة دى حلوة؟

أ. أحمد: آه حلوة آه، قوى

د.يحيى: إيه السؤال بقى؟

أ. أحمد: السؤال أولاً إن هى بره الكازينو محجبة بتصلى، وهى عندها تناقض فظيع جداً، والإحساس بالذنب دلوقتى موجود بين إن الفلوس ديه حرام ولاّ حلال، وبرضه بين طبيعة الشغل بين لبسها جوه غير برّه، وبين إن هى طول الوقت معرضه للتحرشات، وإن هى متشافه بشكل وحش، فأنا مش عارف طول الوقت الموقف الأخلاقى بتاعى أنا متداخل فى العلاج قد إيه؟

د.يحيى: إنت قولتلى بقالها أد إيه معاك؟

أ. أحمد: بقالها سنة دلوقتى

د.يحيى: إنت تقصد إيه بالموقف الأخلاقى بتاعك؟

أ. أحمد: يعنى الحرام والحلال

د.يحيى: وده بتسميه الموقف الأخلاقى بأمارة إيه؟

أ. أحمد: بأمارة ربنا يعنى

د.يحيى: ربنا يبقى فى منطقة الدين اللى طبعا فيه مكارم الأخلاق، لكن فيه موقف أخلاقى تانى حتى من غير دين!

أ. أحمد: أنا بأتكلم عن نفسى وعن ربنا يعنى

د.يحيى: يعنى إنت عندك قيم ثابتة وسقف يحدد موقفك، وانت حر فيه، بس يا ترى هوّا هوّا اللى يحدد موقفك من مرضاك؟ ومن البنت دى بالذات؟ ويا ترى هوَّا هوَّا اللى عند البنت دى برضه

أ. أحمد: هو الموقف من ربنا، هو مش أكتر من كده

د.يحيى: عندك حق بس دى حاجة مش نظرية نتكلم فيها، دى صنعتنا لها دور تانى  

أ. أحمد: بلاقى نفسى عايز أربط بين الفلوس اللى هى بتاخدها والحلال والحرام

د.يحيى: ليه بقى؟ انت مالك، انت مش بتاخد أتعابك

أ. أحمد:  ايوه الحمد لله، بس ما أنا باخدها من الفلوس دى برضه، وده بالنسبة ليها الظاهر هو ده اللى مأزمها برضه، يعنى ما بين إن هى تطلع تشتغل بره بى 200 أو 300 جنيه فى أى محل ملابس وده الواقع الحقيقى اللى حايحصل لإن معاها دبلوم صنايع والفرص بتاعتها هيا كده وبس، وما بين إن هى بتأخذ ثلاث أو أربع الآف أو ممكن تأخذ خمس الاف فى الشهر فى الشغلانة ديه مع باقى التضحيات واللبس والحاجات

د.يحيى: حاجات إيه بالضبط، هى بترفض أو بتصد محاولات التعليق ولا التحرش ولا لأ

أ. أحمد: هو الكازينو فى الفندق بيحميهم، ولو هى فيه زمايلها بيتساهلوا، هى مابتساهلش، يعنى الكازينو المفروض إن هو بيحميهم جوه الكازينو نفسه، ولكن لو هى عاوزه تعمل شغل مع العرب والأجانب ليهم كده ينفع إن هى تعمل

د.يحيى: هى مابتعملش؟

أ. أحمد: لأه

د.يحيى: هى ما اتجوزتش ليه ما دام حلوة قوى زى ما بتقول وبتأخذ خمس الاف، هى فرصها فى الجواز إيه

أ. أحمد: هى الفكرة عندها بس عندها أختها شغالة فى نفس الشغلة، هى فى كازينو شبيه تانى، يعنى مش شغالة فى نفس المكان، بس أختها وسلوكياتها عليها علامات أستفهام كتير أوى لدرجة إن أختها ليها ملف أداب.

د.يحيى: الأخت أكبر ولا أصغر

أ. أحمد: الأخت أكبر بسنتين بس سكة الأخت أطول فى السكه ديه

د.يحيى: بتقول فيه ملف أداب

أ. أحمد: آه

د.يحيى: لأختها؟

أ. أحمد: لأختها آه

د.يحيى: ليه عملت إيه؟

أ. أحمد: هى إتمسكت مرة أنا معرفش تفاصيل أوى، وهوّه جم فى مرة حصل كبسة على البيت أخذوهم من جوه البيت هى والبنت اللى بتجيلى، باتوا ليلة فى التخشيبة وكده، وبعدين ده من الضغوط الجديدة إن هى عاوزه تعزل من المنطقه علشان سمعتها وكده

د.يحيى: وانت مصدق ده كله حرفيا

أ. أحمد: المريضة بتقول لى إن أختى هى طبعاً مش قليلة الأدب، وإنها مش بتمارس أى حاجة لأه خالص

د.يحيى: النقطة ديه فحصتها مع غير المريضة

أ. أحمد: أنا جيبت الأم، بس الأم شخصية ضعيفة جداً وشايفة إن بناتها بيشتغلوا فى فنادق وبيكسبوا وخلاص

د.يحيى: بتقول الأب توفى من 6 أشهر

أ. أحمد: أيوه وكان ضعيف كان مالوش حس ولا خبر

د.يحيى: يعنى الأم ضعيفة والأب ضعيف

أ. أحمد: آه

د.يحيى: فى إخوات تانيين غير البنتين دول

أ. أحمد: آه فى بنت وولد فى التعليم لسه، هما أربعة

د.يحيى: السؤال تانى

أ. أحمد: السؤال الأول هى طول الوقت بتربط بين ربنا وشغلها وإن الفلوس ديه حرام ولا حلال

د.يحيى: هيّا محجبة؟

أ. أحمد: بره الشغل محجبة وبتصلى بشكل زيادة، جوه الشغل بتلبس اللبس الخاص بالكازينو ولعب القمار

د.يحيى: هى قالت لك إيه بالضبط فى النقطة ديه

أ. أحمد: هى عندها خناقة مع نفسها طول الوقت، بس زادت الخناقة ديه بعد وفاة الوالد وحضورها الموت، فبقت خايفة من ربنا وإن هى هاتقابل ربنا إزاى، وإن الفلوس ديه حرام ولا حلال وفى نفس الوقت الواقع إن هى حاتطلع تشتغل إيه بعد ما أقلمت حياتها على المبلغ ده، بقى هاتطلع بتقول إن هى معهاش حاجة، معايا دبلوم حاطلع اشتغل فى أى محل ملابس

د.يحيى: أنا سألتك عن فرصها فى الجواز إنت كلمتنى عن أختها

أ. أحمد: ما هو أختها جزء من قلة فرص الجواز

د.يحيى: ليه

أ. أحمد: هى فى المنطقه دلوقتى سمعتها وحشه علشان أولاً شغلهم بالليل وبعدين بيجيوا الساعه 8 أو 7 الصبح، ثانياً بعد حادثة الأداب ديه الحكاية اتنيلت، فبقت سمعتهم أوحش

د.يحيى: حادثة الأداب دى كانت إيه بالضبط؟

أ. أحمد: اللى حصل إن جه البوليس، أخذهم من بيتهم، أخذهم من جوه البيت يعنى، جه قبض عليهم من جوه البيت القضية كانت فى جريمة قتل مش عارف فى الفندق ولا جنبه، حصلت قصة كده يعنى، واتقفلت الحكاية وخلصت.

د.يحيى: مع ذلك البنت الكبيرة اللى سمعتها وحشه أكتر بيتقدملها ناس

أ. أحمد: البنت التانيه أقوى، ومش فارق معاها الكلام ده والحواديت ديه، بتمارس حياتها عادى

د.يحيى: هى البنت دى عندها 24 سنة

أ. أحمد: لأه عندها 25 سنة ديه، اللى معايا أنا عندها 23 سنة

د.يحيى: أصغر منها بسنتين

أ. أحمد: آه بسنتين

د.يحيى: السؤال بقى اعمل معروف

أ. أحمد: السؤال هو حكاية إن هى تسيب الشغل ولا تعمل إيه؟

د.يحيى: الحالة صعبة بصراحة، وسعت قوى، فلوس، وسمعة، وحلال وحرام دخلوا فى بعضهم

أ. أحمد: أنا مش عارف حاجة خالص، وكمان هى عايزة تعزل من الحتة أنا أيدت إن هما يعزلوا من المنطقه

د.يحيى: هوّا فى شقق جاهزة لهم

أ. أحمد: مفيش حل غير إن هى تدور على سكن تانى، وده الحل الأسهل الموجود دلوقتى هاتعمل إيه يعنى، علشان حتى أختها الأكبر وعلشان سمعتهم

د.يحيى: ومع كل ده بتقول علاقتها بربنا كويسة

أ. أحمد: آه علاقتها بربنا كويسة

د.يحيى: طيب ما تسيب ربنا يحلها، لو كانت علاقتها وحشه كنت إنت تحلها لكن علاقتها كويسة يبقى ربنا يحلها، دى حالة صعبة جداً يا ابنى، لو صدقت كل اللى انت قلته حرفيا يبقى أكيد فى الظروف دى المسألة فيها تحدّى، أنا مش قادر أتصور مصداقية المعلومات دى كلها بالشكل ده، انت مصدق كل ده كده مرة واحدة

أ. أحمد: ما أنا برضه باشك شوية، بس ما عنديش أى مصدر للتأكد من ده كله، وبعدين فرص جواز إيه فى الظروف دى؟

د.يحيى: دى مسألة مستحيلة لو الكلام ده كله كده ومع ذلك إحنا عايشين فى مجتمع له ظروفه المتغيرة، وبنتعلم، وأدى إحنا بندور سوا سوا، يبقى لاتتخلى عنها بعد سنة من الصبر والحيرة والتحسن زى ما بتقول، ولا تفتح ابواب الحلال والحرام أوى بالشكل ده، هى تفتحها زى ماهى عاوزه، وإذا فتحتها لدرجة تحول دون شغلها يبقى خير وبركة هى حرة خلاص تدفع الثمن تستنى الجنة، وإذا ما فتحتهاش متفتحهاش إنت لحد ما تتأكد من كل المعلومات

أ. أحمد: يعنى أعمل إيه؟

 د. يحيى: خلينا نرجع للجمله بتاعتك الأولانية بتاعه موقفك الأخلاقى، زى ما يكون جواك إنت مش مستريح وده جيد، ما دام جواك فهو جواك تشتغل بيه على قد ما تقدر، بس وإنت بتشتغل بيه تبقى مسئول عن عواقبه، وإنت موقفك الدينى بيقول لها لأه، وده صح من حيث المبدأ، لكن ما عندكش بديل جاهز، يبقى إنت بتبعت لها رسائل تصعب الصعب، فإنت بتحلها مع نفسك الأول يا إما تأخد فرص أطول تحترمها، وتحترم صراعها وانت بتدور على معلومات زيادة وتفكر فى أوليات أهدافك من علاجها وترتب الأمور مثلا الجواز ولا التعزيل من الحته، ولا إن ده مالهوش أى لزمه إلا الهرب المؤقت من موقع يمكن حاتلاقى الموقع التانى ألعن، ولازم نرجع للقاعدة الأولى اللى عمالين نكررها: هيا بتجى ليه؟ ومنتظره منك إيه؟ وانت نفسك تعمل لها إيه؟ وتقدر تعملها إيه؟

 بصراحة أنا لو مطرحك مش هلاقى إجابات سهلة على كل ده، ولسه مستغرب

أ. أحمد: إمال أنا أعمل إيه؟

د. يحيى: تتأكد أكثر وأكثر من المعلومات، وترمى لها الكورة فى ملعبها، وتلمح بلا أسئلة مباشرة هى بتيجى ليه؟ وهى تيجى لحد ما تظهر أسباب أقوى وأوضح إنها تلاقى حل، أو إنك تبطل، أو ربنا يفرجها من عنده.

أ. أحمد: ياه!!

د. يحيى: وادى احنا موجودين مع بعض وربنا المعين.

 

[1] –  بتاريخ:  22-7-2008   www.rakhawy.net (تم التحديث)

 

النشرة السابقة 1النشرة التالية 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *