الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / من حالات الإشراف على العلاج النفسى: الحالة: (82) “من الأعراض الظاهرة إلى السلبية فى واقع صعب”

من حالات الإشراف على العلاج النفسى: الحالة: (82) “من الأعراض الظاهرة إلى السلبية فى واقع صعب”

نشرة “الإنسان والتطور”

الأثنين: 7-1-2019

السنة الثانية عشرة

العدد: 4146

من حالات الإشراف على العلاج النفسى

مقدمة:

للتذكرة: هذه النشرة ننشرها من جديد لأنه لم تصلنا أيه تعليقات عليها نناقشها فى بريد الجمعة فلعل فى إعادة نشرها ما يحفز بعض الأصدقاء للمشاركة فهى الحالة (82) من هذه السلسلة عن الإشراف أى فى الكتاب الخامس (81 – 100) ، ونأمل بذلك أن نكمل ما ينقص هذه الحالات حتى لا تصدر بدون تعليق يسهم فى مزيد من التوضيح والإفادة كما تبين لنا فى الأربعين حالة فى الكتابين الأول والثانى.

الحالة: (82)

من الأعراض الظاهرة إلى السلبية فى واقع صعب (1)

د/ مروان: صباح الخير يا دكتور يحيى الحالة الأولى هو ولد عنده 17 سنه الخامس من 6 أخوات بس الأخ الصغير الأصغر منه غير شقيق حضرتك كنت حولتهولى تقريبا من 5 شهور هو حاليا فى تانية ثانوى، والده تقريبا أستاذ فى كليه اقتصاد وعلوم سياسية فى جامعة الأزهر

د/ يحيى: والده أيه؟

د. مروان:  أستاذ فى كليه الاقتصاد والعلوم السياسية فى جامعه الأزهر، هو الولد كان جئ بيشتكى بأنه بيحلم كتير قوى بالنهار ويقعد يتخيل حاجات مش موجودة خالص كأنه بيحارب حد مش موجود يتكلم مع ناس مش موجودة

د. يحيى: هو دخل المستشفى

د. مروان : لا هو ما دخلش المستشفى خالص

د. يحيى: بتقول بقاله كام شهر كده؟

د. مروان: 5 شهور دلوقتى وغير بقى جنب دا كله ما بيذاكرش وشاكك فى والده أن والده خد ميراث والدته

د. يحيى: هو الكام من أخواته

د. مروان: الخامس

د. يحيى: بعده إيه

د. مروان: بعده واحد صغير ما هواش شقيق

د. يحيى: وأبوه

د. مروان: أبوه دكتور فى جامعه الأزهر زى ما قلت

د. يحيى: دكتور ولا أستاذ

د. مروان:  لا أستاذ تقريبا فى كلية تجارة أستاذ فى كلية التجارة جامعة الأزهر

د. يحيى:  دكتور فى مادة إيه

د. مروان: لا ما اعرفش فى مادة أيه بصراحة

د. يحيى: والده عنده كام سنة

د. مروان: والده 55  سنة

د. يحيى: هه وبعدين؟

د. مروان:  الحاجات يعنى بعد ما ابتدينا والولد خد الدواء راحت التخيلات اللى كان بيعملها والناس اللى كان بيشوفها مش موجودة ويقعد يحلم أحلام يقظة كتير الحاجات دى كلها تقريبا هديت خالص ما كنش بيصلى بدأ ينتظم على الصلاة شوية العادة السرية كان بيمارسها كتير جدا كل ده قل اللى باقى حاجه بس والده اللى بيشتكى منها أن هو مش بيذاكر خالص حتى معاملته مع والده اتغيرت فى كلامه أن والده خد ميراث والدته

د. يحيى: بتشوفه فى العيادة

د. مروان: اه

د. يحيى: انا اللى حولتهولك من كام شهر، علشان إيه

د/ مروان: إنه كان بيحلم أحلام يقظة كتير وسايب الواقع تماما وعايش تقريبا طول اليوم فى الأحلام بتاعته دى

د. يحيى: يعنى حولتهولك فى الصيف

د/ مروان :اه

د. يحيى: وكان ساقط

د. مروان: كان ساقط فى تانية ثانوى

د. يحيى: الخمس شهور دول ذاكر ولا ما ذاكرش

د. مروان: لا مذاكرته مفيش خالص

د. يحيى: ودلوقتى

د. مروان: لحد دلوقتى

د. يحيى:  وانت بتعمل معاه ايه 

د. مروان: أنا باضغط عليه فيها بس مفيش فايدة

د. يحيى: طيب ما نفعش فى الخمس أشهر دول،قوم تعمل ايه؟

د. مروان: أنا عرضت على والده فعلا دخول المستشفى بس والده من شكوى الولد يعنى ما بيصرفش وما بيعملش أى حاجة ليهم، وحاجات كده، وكلمت والده فى موضوع المستشفى أكتر من مره وحاسس بمقاومه جامدة

د. يحيى: بس بيكمل معاك

د. مروان: اه

د. يحيى:  بياخد الدواء

د/ مروان: اه هو ماشى على الأدوية اللى كتبناها له

د. يحيى: وبعدين؟

د. مروان: هو كده يعتبر الواد واقف مطرحه

د. يحيى: فيه تاريخ عائلى

د. مروان: لا مش قوى هوّا عنده عمّ وعمة، جت سيرتهم كده بس مش مرض يعنى

د. يحيى: مالهم

د. مروان: العم تقريبا شيزيدى وهما ما قالوليش بالظبط

د. يحيى:  السؤال بقى

د. مروان: هو انا مع التحسن اللى حصل فيه شويه حاجات كده باقية بسيطة فى الأعراض، أنا حاسس إنى عملت اللى علىّ وكفاية كده

د. يحيى: الأعراض اللى هى ايه بقى

د/ مروان :اللى هى كان بيحلم وانه كان دايما بيشك فى والده ان والده سرق فلوسهم يعنى أنا شايف إن فى حاجات اختفت بس ما هواش التحسن اللى كان نفسى فيه

د. يحيى: أختفت لحساب ايه؟ ماخدتش بالك التغير ده إلى أحسن ولاّ إلى أوحش

د. مروان: يعنى شفت ان ممكن يكون الدواء اللى وقفهم، هل ينفع ان انا على أساس أن اللى باقى بقى واللى الاهل بيشتكوا منه حكايه ان هو ما بيذاكرش هل ينفع ان انا أعمل الجلسات بدل ما هيه كل اسبوع كل أسبوعين وهوّا بيدفع 40 جنيه فى الجلسة وابوه مستكثرهم ما هو أبوه بخيل جدا

د. يحيى: وحاتخليه كل أسبوع ليه، أنت ما خدتش بالك إنك اللى انت بتقول عليه أحسن، أنا بشكك فيه أقول لك هو إلى الاحسن ولا إلى الاوحش، هوّا قلة المذاكرة وقلة كل حاجة كده مش تعتبر أعراض سلبية حلت محل الأعراض الظاهرة

د. مروان: يعنى انا لما كنت فكرت فى الحكاية انا كنت عايزأعرف بقى أن أختفاء الحاجات اللى هو كان بيحلم بيها وجئ عشانها وبيشتكى منها ده معناه ايه فى المرحلة دى

د. يحيى: فكرت لقيت إيه؟

د/ مروان :هى النقطة كلها فى وقفة الولد َ لدرجه أن أنا جبته العيادة وكنت بقعد اذاكرله، يعنى أنا جبته وكنت بقعد اذاكرله واسمّع له ساعات، بس لما يروح البيت بقى كل ده بيضيع مفيش حد بيضغط عليه خالص قلت لوالده اضغط عليه، أحرمه من أى حاجة فى المقابل، بس مافيش فايدة، والوقت بيمر يعنى مثلا بقالنا شهرين مثلا فى الحكاية دى

د. يحيى: طيب أظن انت تقدر تجاوب بقى، وانت شاطروبتشتغل فى المستشفى بقالك كتير، وعرفت احنا بنعمل إيه، تقدر تجاوب بقى أيه لزوم جلسات العلاج النفسى ده مادام الدنيا واقفة كده

د. مروان: هو أنا مايل أكتر انه يخش المستشفى

د. يحيى: نعم؟ نعم؟

د. مروان: يعنى انا كنت مايل إلى أنه يخش المستشفى

د. يحيى: ما انت قلت إن الراجل بخيل بيدفع الأربعين جنيه بالعافية، يبقى حايدفع مصاريف المستشفى إزاى، ومافيش قدامه سبب ظاهر مزعج

د. مروان: اه بالظبط

د. يحيى: طيب حاتعمل له أيه؟

د. مروان: مش عارف

د/ يحيى: لا لازم انت تجاوب المرة دى، انت بتقعد معاه ليه؟ لزومه إيه؟ ولا علشان 40 جينه

د. مروان: لا مش كده عشان نطلع بحاجة إيجابية حتى أى حاجة.

د. يحيى: طيب ما نفعتش 5 شهور، وأب بخيل والحاله ما بتتحركش تقريبا، تقعد معاه ليه    

د. مروان: يمكن يعنى

د. يحيى: نعم

د/ مروان :يمكن

د. يحيى:  طيب بتسألنى ليه؟ ما تستنى لحد “ما يمكنش” إبقى أسألنى ساعتها، ولا حاتقعد تستنى لحد امتى

د. مروان: اه صحيح

د. يحيى: حاتدى لنفسك فرصه قد ايه؟ كمان شهرين و تكون الامتحانات جت، وهل انت متوقع أى حركة والوالد اتحول لطوبة مركونة جنب الحيطة مابيتحركش، وابوه ولا على باله

د. مروان:  اه صحيح، طب أعمل إيه

د. يحيى: حاتعمل إيه فى ايه والراجل أبوه مش فاهم مع إنه المفروض انه أستاذ وعارف يعنى ايه مذاكره وامتحانات وبتاع، وأنت مش عارف يا ترى لو كمل يمكن  يبقى أحسن وإزاى؟ حاجه زى كده يا إبنى يعنى انك تقعد مع واحد زى ده علشان تاخد 40 جنيه مفيش اى مانع طالما عندك وقت، ما عندكش وقت يبقى غيره أوْلى بوقتك، لكن تقعد مع واحد زى ده وأبوه زى ده، تقريبا مفيش أى حاجة إيجابية بتساعدك أنت ممكن تفكر أنك تبعته إلى المراكز التانية اللى بتذكّر  لحد لما احنا نعمل واحد كده  حسب سياستنا، يعنى ممكن توديه عند د. “منى” يعنى علشان يذاكر، وإذا ما ذاكرش ورجع لك تاتى تعامله زى أى واحد جديد وتحط شروطك، وهما اللى يبطلوا يا إما يذاكر يا إما يشتغل، يا إما يجيش، وبعدين عندنا حاجه برضه أنا باعملها يمكن أنتو ما تقدروش عليها، أنا ساعات باشترط من تانى يوم ما يكون عندى، يا يذاكر يا يشتغل، يقولولى يشتغل إيه؟ أقول لهم أى حاجة: يبيع كبريت أو يلزق بلاط أو يلحم كاوتش أو أى حاجة، ساعات الواد يتخض ويحتار وساعات يلقطها ويلحق نفسه، بس ييجى والده بعد يوم بقى ولا يومين ودا راجل أستاذ فى الجامعة ويرفض بالطول وبالعرض، يبقى ساعتها تعتذر ويبقى عندك حق

د. مروان: لا أنا ما أقدرش أعمل كده

د. يحيى: أبوه بخيل مش عايز يدخله المسشتفى مش عايز يصرف عليه أنا خايف ليكون قرارك ده أستجابة  لبخل أبوه اذا كان بيمن عليك يعنى يلعن أبو فلوسه والنقطة الثانية الحقيقية هى خوفك من الانسحاب الغير مباشر يكون انسحاب عن أداء واجبك وأنت حاسبها لمصلحته، وده حقك، وبعدين ممكن تشوفه كل يوم يومين تلاته متابعة علشان تشوفه أشتغل ولا لأ، وفى الحالات دى بتحط جدول للعمل اللى اتفقتوا عليه: ميكانيكى مبيض محارة نقاش، يجيلك فى المرات دى معاه ورقه وقلم ومن الساعة كذا إلى الساعة  كذا، وتوقيع المعلم بتاعه، على فكرة أنا لما باعمل كده الواد ما بيصدقشى فى الأول، لكن لما بيلاقينى جاد ويشعر بحبى له من نوع تانى، وباقوله انت كده ابنى وكده ابنى، بس لو مركون جنب الحيطة وقاعد مابتعملش حاجة لا مذاكرة ولا شغل تبقى لا ابنى ولا أعرفك، ساعات الواد بيبص فى عيونى ويلاقينى جد، ويصدق وينوى، بس أول ما يدخل علينا أبوه خصوصا لو كان دكتور أو أستاذ زى حالتك دى، والواد يبص فى وشه يعرف إنه مستحيل إنه يقبل إنه يشتغل، يقوم الواد متراجع ويرجع فى كلامه

د. مروان: بس انا ما أقدرش أعمل كده

د. يحيى: طبعا، إوعى تعملها إلا لما تكون مليان بيها، انت دلوقتى تجيبه وتيجى لى،

 واللى فيه الخير يقدمه ربنا

[1] –  بتاريخ:  11-3-2008 www.rakhawy.net (تم التحديث)

 

النشرة السابقة 1النشرة التالية 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *