نشرة “الإنسان والتطور”
الأحد: 6-1-2019
السنة الثانية عشرة
العدد: 4145
من حالات الإشراف على العلاج النفسى
مقدمة:
للتذكرة: هذه النشرة ننشرها من جديد لأنه لم تصلنا أيه تعليقات عليها نناقشها فى بريد الجمعة فلعل فى إعادة نشرها ما يحفز بعض الأصدقاء للمشاركة فهى الحالة (81) من هذه السلسلة عن الإشراف أى فى الكتاب الخامس (81 – 100) ، ونأمل بذلك أن نكمل ما ينقص هذه الحالات حتى لا تصدر بدون تعليق يسهم فى مزيد من التوضيح والإفادة كما تبين لنا فى الأربعين حالة فى الكتابين الأول والثانى.
الحالة: (81)
ضرورة استيفاء المعلومات ولزوم التأجيل مع الإشراف المعاوِدْ (1)
أ.مراد: صباح الخير يا دكتور يحيى هى عيانة عندها 35 سنه مخلصة وواخده دبلوم صنايع متجوزة وعندها ولدين واحد عنده 11 سنة وواحد عنده 13 سنه والشكوى الأساسية اللى هى كانت جيالى بعد ما حضرتك حولتها لى بيها إنها كانت عاوزة تطلق، أشتغلت معاها فى الموضوع ده إن مافيش طلاق دلوقتى وإن احنا نأجل الموضوع ده علشان خاطر أولادها
د.يحيى: أنا اللى محولها لك؟
أ. مراد: أه حضرتك محولها لى بقالك 8 شهور يعنى قولتلها نأجل القرار ده ويعنى جوزها فى الوصف بتاعها عاوزها تبوس على أيديه ورجليه طول الوقت، بتقول إنه دايماً بيصورها وهى فى الحمام، التليفونات بتاعتها دايماً يبص فيها فى الشنطة يُدور عليها، خلاها اتحجبت وهى مش متحجبة، وهو بيشك طول الوقت، وأكتشفت أنا من حوالى 3 جلسات أنها دخلت فى علاقة كاملة مع واحد قعدت معاه بالضبط طول السنة بس همّا أربع أو خمس مرات يعنى كل شهرين مرة كل 3 شهور مرة تتصل بيه وتروح له، وهى دايماً طول الوقت هى قاعدة بتشتكى من العلاقة الزوجية، يعنى بتعبر عن الغياب الجنسى والغياب العاطفى طول الوقت إن جوزى ولا مدينى حقى فى الجنس ولا إنى أنا أتحب، ولا بيحسسنى إنى أنا سِتّ من أصله ولا أى حاجة
د.يحيى: هى بتشتغل؟
أ. مراد: لأه هى ما بتشتغلش
د.يحيى: إنت قلت معاها شهاده إيه؟
أ. مراد: دبلوم صنايع
د.يحيى: بين العلاقة والعلاقة مع الراجل ده تليفونات وحاجات
أ. مراد: أيوه بيتكلموا فى التيلفونات طول الوقت
د.يحيى: طول اليوم يعنى؟
أ. مراد: بالنهار وبالليل دايماً وبأستمرار أنا لما عرفت من جلستين أنا رفضت ده تماماً ووقفته وقلتلها ده ماينفعش خالص، باين هى كانت عاوزه زى تاخد موافقة منّى: بإن مادام جوزى ده فيه كل الحاجات الوحشة دى يبقى أنا ليا الحق أنى أعمل كده، قولتلها طبعاً مافيش حاجة اسمها ده قصاد ده، أنا رافض ده، وهى وافقت وهى كل شوية تقول لى إنها عاوزة تكلم الراجل ده بس على شرط تاخد منى الموافقة وأنا رافض ده تماماً، حتى المعلومات اللى هى كانت بتديها لى أنا كنت متشكك فى صحتها.
وبعدين جوزها لحد دلوقتى رافض إنه يتعالج نفسى أنا ما شوفتوش غير يمكن ساعة لما هى جات فى الأول، وهوه رافض إنه هو يجئ أو إنى أنا أقابله قالت له تعالى قابل الدكتور يحيى رافض تماماً برضه.
د.يحيى: هى لسه العلاقة ماشية مع الراجل ده لحد دلوقتى
أ. مراد: العلاقه أنا وقفتها بقالى 20 يوم ما هى دلوقتى ما بتكلمهوش
د.يحيى: عشرين يوم بس؟
أ. مراد: أيوه
د.يحيى: هى بتصلى
أ. مراد: هى بتقول أنا بدأت، بس أنا ما أعرفش أعمل زى حضرتك، إنها تبدأ تصلى حتى فرض أو فرضين ونبدأ واحدة واحدة
د.يحيى: عندها دخل خاص؟
أ. مراد: عندها دخل خاص
د. يحيى: منين؟
أ. مراد: تقريباً من والدتها ومن أولادها
د.يحيى: والدتها بتديها ولا ميراث؟
أ. مراد: لأه بتديها وفيه مساعدات تانية
د.يحيى: بتقول ومن أولادها ولا من والدها؟
أ. مراد: من أولادها: ولدين عندهم 13 و 12 سنه بيلعبوا فى فريق كره يد والماتش اللى بيكسبوه كل واحد بياخد تقريباً 90 جنيه يعنى بياخدوا فى الشهر كل واحد 700 أو 800 جنيه فى نادى كبير وواخدين بطولات كتير هى بتاخد فلوس أولادها وبتصرف منها
د.يحيى: بتقول أولادها عمرهم كام وكام؟
أ. مراد: “أيوه واحد عنده 13 سنه وواحد عنده 11 سنه تقريبا” فيه مرة جم معاها فى جلسة، فأنا كنت بكلمهم عن والدهم وقالوا لى أنه هو صعب ومازودوش عن كده!، وفرحت بيهم، وبمهارتهم وبشطارتهم وبراءتهم، ومكاسبهم، فكلمتهم فى ده وشكرتهم.
د.يحيى: وهو الراجل ما بيصرفش خالص
أ. مراد: الراجل بيصرف بس يعنى بصورة بسيطة جداً هى الجلسه اللى فاتت بتقولى جوزى ده انا مش عارفه أعمل معاه أيه؟
د.يحيى: الراجل اللى ماشيه معاه ده متجوز؟
أ. مراد: لأه هو على وش جواز يعنى حا يتجوز لسه، وهوه فى نفس عمرها، عنده 36 سنه
د.يحيى: وجوزها؟
أ. مراد: جوزها عنده 44 سنه أكبر منها بعشر سنين هى كانت بتقولى إنى يا إما أنا أوافق على ده، يا إما إنها تمشى فى الطلاق وتخلعه، بتقولى شوف لى حل
د.يحيى: انت شايف مدى إصرارها على الطلاق ليه؟
أ. مراد: يعنى بتقول لى ده أعيش معاه إزاى؟
د.يحيى: خلاص وافق
أ. مراد: أوافق على إيه؟ على الطلاق ولاَّ إن هى تخليها ترافق الراجل ده
د.يحيى: فى الغالب هى عايزاك توافق على الرفق
أ. مراد: هى بالنسبه لى أخلاقياً أنا ما أقدرشى أعمل كده
د.يحيى: وأنت مالك أنت، أنت راجل بتشتغل وظيفتك معالج نفسى مش معالج أخلاقى، كل اللى عليك إنك أنت بتحاول تعدل السلوك المضرّ للمريض واللى حواليه، أما تفاصيل الاختيار فده متروك لكل واحد حسب قيمه وظروفه ومكسبه وخسارته
أ. مراد: وولادهم الحلوين دول؟ أنا مش عارف همـّا طلعوا حلوين كده إزاى؟ أنا مش قادر أصدّق، ولا قادر أوقـّـف علاجها.
د.يحيى: أظن احنا تناولنا الموضوع ده فى الإشراف عدة مرات وماعانديش إضافه، ماتنساش إنك معالج إكلينيكى، وإنك انت فى مجتمع مصرى مش مجتمع سعودى أو خوجاتى وأعتقد إن فى المجتمع المصرى البعد الأخلاقى مهواش بُعْد غير طبى، هو طبى، أيضاً، يعنى مهواش بُعْد دينى، أو بعد حرية وكلام من ده، إنت بتحسبها بالعائد العاجل والآجل عليها وعلى ولادها وعلى من يهمه الأمر رغم إن جوزها زى ما انت وصفت، أو زى ما هىّ وصفته، والله أعلم إلى أى مدى الوصف ده يعنى صحيح ولا لأ، إلا إنك إنت مسؤل عنها وعن أولادها وعن مايصل إلى أولادها صحياً وأخلاقياً ودينياً أمام ربنا، هوّ فيه رابطة طبعا بين كل ده، ففى حالة زى ديه الحقيقة لو صح كلامها عن جوزها بيبقى فيه مشكلة إنسانية حقيقية مش عشان الجنس وبس، علشان يمكن فى حاجة أساسية مفتقداها برضه مش ضرورى تكون باينه للعيال، مش أنا قلت لكم المرة اللى فاتت إن شروطى فى جوز بنتى يكون واحد دمه خفيف وكريم وابن حلال وبيفهم وطيب، يعنى تلاحظ الصفات دول مافيهمش جنس قوى، يعنى ساعات الجنس بيظهر فى الصفات دول وساعات لأه، فى حاله زى ديه ورغم إننا إستبعدنا الجانب الأخلاقى بتاعك إنت مش بتاعها هى، ما أظنش إن الطلاق هو حل مثالى، يعنى هو وارد بقى ما دام الأمر وصل إنها تحصل على إحتياجها من مصدر أخر بالشكل ده، وأنا شايف إن أخذنها فلوس من أولادها بالشكل ده مش حلو خالص، دول ألف وخمسين جنيه فى الشهر، طيب يا ترى العيال شعورهم إيه بالنسبة للحكاية دى، يا ترى هل ده بيحصل برضاهم تمام، مافيش حد فيهم طلب منها إنه يحوش شوية فى حصّالته، يبقى انت لما تقول لها تصلى يمكن دى بداية إنها تراجع موقفها من العدل ومن الحق والمستحق، بصراحة يا ابنى هى حاله صعبه بالنسبة لى عشان فقر المعلومات وصعوبة تصور أولاد بالإيجابيات دى، ويبقى ده أبوهم ودى أمهم، لازم فيه حاجة ناقصة، بس خلى بالك انك تبقى حذر جدا من الخلط بين موقفك الشخصى الاخلاقى وخوفك الشخصى وقراراتك، وبعدين هى بتزنقك بأى حق يا توافق يا تطلقنى، بقى ده اسمه كلام؟ هوّا انت مأذون؟! ما تعمل اللى هى عايزاه وتتحمل مسئوليته.
أ. مراد: هى ما قالتهاش صريحه كده
د.يحيى: ايوه معلش انت شميت ريحة إن ده الهدف من استمرارها، عايزه أب أو أخ كبير أو سلطة علمية تمضيلها، طيب ماعزمتش عليها تشتغل؟
أ. مراد: لأ انا فعلا زقيتها فى سكة الشغل دلوقتى، هى معاها شهادة متوسطة وبتقول إن جوزها حايرضى إنها تشتغل، بس حاسة إنه حايطلع عينها فى الشك وحياخد فلوسها لما تشتغل
د.يحيى: شوف يا ابنى انت ترجع بقى ترتب الحاجات دى فى الشكل اللى انتوا وصلتوله لحد دلوقتى، الطلاق يترتب فى موضعه، وحكاية ولادها يترتبوا فى شكل أم وعيالها وسر تفوقهم وحلاوتهم، والرَّفق يترتب فى شكل احتياجتها وأخلاقها ودينها وظروف الواقع، وبعد ده كله يمكن تنجح إنك تفهم وتربط ويمكن ما تنجحش، الحالة دى يعنى ماهياش سهلة خالص خالص خالص، إنت لازم لازم تصر أن جوزها ييج، مش عشان تِصْلحهم وتطبطب عليهم قد ما إنك تدور عنده عن هل فيه شئ ممكن إصلاحه أم لا؟ هل كلامها كله صح؟ هل الراجل وحش للدرجة دى، مش ممكن عيليين بالجمال ده يطلعوا من أب بكل اللى وصفته أمهم كده، يعنى عايز يستعملها وخلاص، مش يمكن فيه إيجابيات وصلت للعيال هيا مش شايفاها، ودى اللى خلتهم حلوين كده، وبرضه تحترم سماحـُـه لها بالشغل حتى مع الشك، هم حاجتين عمليتين، واحد انك تشوف جوزها على حقيقته باى طريقه انت بقى وشطارتك، واتنين انها تشتغل وبعد ما تشتغل تشوف الدنيا ماشيه إزاى
أ. مراد: يعنى أنا أعمل إيه دلوقتى؟ ما هو مش راضى ييجى
د.يحيى: والله ما انا عارف انا صعبان عليّا الولدين دول اللى زى الفل، وهى زى ما تكون ما تستاهلهمشى
أ. مراد: برضه لسه مش عارف أعمل إيه
د.يحيى: يستمر الحال على ما هو عليه ما أمكن ذلك، بس تحاول تقفل الخرم اللى بيتسرب منه كل المجهود العلاجى ده
أ. مراد: أنهو خرم
د.يحيى: الراجل ده اللى حايتجوز بكره، وبيستعملها فى الوقت بدل الضائع
أ. مراد: يارب أقدر
د.يحيى: يارب يا شيخ، الحالة صعبة، وأدى احنا أهه معاك، ماتنساش
أ. مراد: شكراً.
د. يحيى: ربك يعينا.
[1] – بتاريخ: 27-4-2010 www.rakhawy.net (تم التحديث)