من حالات الإشراف على العلاج النفسى: الحالة: (64) “حدود الضغط فى اتجاه قرار صحيح”
نشرة “الإنسان والتطور”
الأثنين: 17-12-2018
السنة الثانية عشرة
العدد: 4125
من حالات الإشراف على العلاج النفسى
مقدمة:
للتذكرة: هذه النشرة ننشرها من جديد لأنه لم تصلنا أيه تعليقات عليها نناقشها فى بريد الجمعة فلعل فى إعادة نشرها ما يحفز بعض الأصدقاء للمشاركة فهى الحالة (64) من هذه السلسلة عن الإشراف أى فى الكتاب الرابع (61 – 80) ، ونأمل بذلك أن نكمل ما ينقص هذه الحالات حتى لا تصدر بدون تعليق يسهم فى مزيد من التوضيح والإفادة كما تبين لنا فى الأربعين حالة فى الكتابين الأول والثانى.
الحالة: (64)
حدود الضغط فى اتجاه قرار صحيح
أ. حازم حسن: هو عيان كنت اتكلمت عنه هنا فى الإشراف قبل كده، اللى هو والده ووالدته كانوا دايما فى مشاكل، هو عنده 22 سنة، هو له أخ واحد وكان فى كلية التجارة، وسقط كذا سنة وكان أهله دخلوه المستشفى عشان بيتعاطى حاجات خفيف خفيف كده، وحصلت مشاكل وبعدين خرجوه، والده وولدته منفصلين، والدته هى الست السمينة اللى كانت بتيجى تتخانق دايما دى.
د.يحيى: قعد فى المستشفى قد ايه ؟
أ. حازم حسن: قعد فى المستشفى شهر، وبعد ما خرج الدنيا إتظبطت شويه
د.يحيى: كان تشخيصه إيه ؟
أ. حازم حسن: يعنى، اضطراب شخصية وإدمان.
د.يحيى: وإيه سبب دخوله المستشفى
أ. حازم حسن: كان بطل يذاكر، وبيسقط، وزودها فى حكاية الحاجات اللى بياخدها دى.
د. يحيى: وبعدين؟
أ. حازم حسن: هوه لما خرج من المستشفى الدنيا بدأت تتظبط، وابتدى يذاكر شويه، بس رجعت الصعوبة تانى، وظهرت مشكلة تحويله من الكلية، وهو بيقول إن هوه ماكانش عاوز الكلية اللى هوه فيها دى خالص، وعشان كده هوه بيقاوم إنه يكمل فيها، وابتدى ياخد حشيش تانى، وبعدين دا عمل مشاكل شديدة بينه وبين أهله.
د. يحيى: طيب مش المشكلة دى كانت موجوده من الأول؟ من قبل مايخش المستشفى؟
أ. حازم حسن: أيوه، وأنا كنت دخلته لحضرتك فى العيادة، وحضرتك قلت له: ينجح الترم ده، وبعدين ممكن نفكر إنه يحول لو كان ده فى مصلحته، عشان مانسيبشى الموقع اللى احنا فيه واحنا مهزومين، لأنه ممكن يكرر الانسحاب من أى ضغط جديد مهما غيرنا، .. وهوه اقتنع شوية، وبعدين جت حكاية المستشفى، وطلع واتظبّـت تانى، لكن رجعت لقيته من أسبوعين بيقول لى انا عاوز أخش آداب علم نفس، فأنا اتكلمت معاه إن احنا اتفقنا إن التغيير دلوقتى مش فى صالحه، وقلت له رأيى إنى شايف إن التغيير إلى آداب علم نفس بالذات مش فى صالحه أكتر، وهو ابتدى يتكلم معايا بمنطق إنه مهتم باللى جرى له، وإن عنده فضول يشوف إيه الحاجات النفسية اللى حصلت له دى، وحصلت له ليه، وكده.
د.يحيى: وانت إيه اللى خلاك تقول له إن ده بالذات مش لصالحه، أنا موافقك، بس انا باسأل ليه يا ترى؟.
أ. حازم حسن: أنا كنت شايف ان الاختيار مش صح، أنا ربطت الاختيار ده بالمرض وسوء فهم فكرة العلاج النفسى، زى ما يكون هو متصور إنه حايدرس حاجات بتتقرا وحايطبقها على نفسه، يقوم يخف، وده كلام فارغ
د. يحيى: إزاى يعنى؟ من وجهة نظرك؟
أ. حازم حسن: ما انا كنت فى آداب علم نفس، وعارف إيه اللى بندرسه، ولا بيخفف، ولا له دعوة ، ولا له علاقة باللى بنتعلمه دلوقتى هنا فى العلاج العملى ده.
د.يحيى: معقول، بس والنبى ما تعمـِّـمـْـشى، لا كده، ولا كده.
أ. حازم حسن: المهم الجدع ده فِضِل مُصِر على قراره بالتحويل، وأنا مصر وشايف إنه غلط تمام، لدرجة إنى لما لقيته مصمم قوى كده، قلت له انت لو نفذت واخترت ده أنا مش حاقدر اكمل معاك، المصيبة إن أهله مش حاسس إنهم معايا خالص.
د.يحيى: هوه بقاله معاك قد إيه بعد ما خرج من المستشفى
أ. حازم حسن: 7 شهور تقريبا
د.يحيى: هوه فى كلية إيه انت قلت؟
أ. حازم حسن: تجاره انجليزى
د. يحيى: عنده كم مادة؟
أ. حازم حسن: ساقط فى تلات مواد
د.يحيى: السؤال بقى؟
أ. حازم حسن: أصله هو ما سمعشى الكلام، وحوّل خلاص من الكليه
د.يحيى: طيب وانت جى دلوقتى تسأل فى حاجة حصلت وخلاص، ما اللى حصل حصل، هوه أبوه كان موافق ؟
أ. حازم حسن: أبوه شويه آه وشويه لأ، أبوه كان عاوزه يفضل فى كلية التجارة، وهو اللى ضغط عليه يخشها من الأول.
د.يحيى: إنت قلت إن عنده أخ
أ. حازم حسن: أيوه عنده أخ، اه
د.يحيى: فين ؟
أ. حازم حسن: فى طب أسنان
د.يحيى: أبوه بيشتغل ايه
أ. حازم حسن: أبوه تاجر، وما عندوش فكرة آداب علم نفس يعنى إيه، ولا حتى تجارة إنجليزى يعنى إيه، أهو تجارة وخلاص.
د.يحيى: بصراحة أنا شايف إن العيان فرض عليك وعلى أهله قرار سلبى شويتين، اللى عمله ده هرب يعنى هرب، واخوه فى طب أسنان. يعنى المستوى الدراسى اللى الأب هيأه لعياله معقول، اللى يدخـَّل ابن تجاره انجليزى ويدخل اخوه طب اسنان يعنى يبقى أب فاهم وعملى، أنا مش فاهم إيه اللى خلاه يرجع فى كلامه، ويوافق على التحويل، مش الولد نجح قبل كده فى تجارة؟
أ. حازم حسن: أيوه، بس سقط فى الكليه بقاله سنتين
د.يحيى: ورا بعض؟ يعنى هما رفدوه
أ. حازم حسن: لأ ما اترفدشى ، لسه له سنه كمان
د.يحيى: بقاله سنتين، وعنده كام علم
أ. حازم حسن: تلاته
د. يحيى: همـّـا كلهم كام
أ. حازم حسن: أظن 7 مواد
د.يحيى: طيب مش ناجح فى اربعه وساقط فى تلاته ؟
أ. حازم حسن: آه
د.يحيى: طيب ، مش دى سكة أقرب برضه، كلية عملية، ولغة، وأبوه تاجر، يعنى البديل اللى هوه بيهرب فيه ده، ما لوش معالم إلا إنه اسمه “علم نفس”، وهوه عيان نفسى، وكل اللى شده للتحويل فى الغالب هى كلمة “نفسى”، وبعدين حايروح يحفظ شوية كلام نظرى، ويتهيأ له إنه بيتعالج وكلام من ده، يا شيخ حرام عليك، فالقرار ده سلبى بصراحة، بس انت لو فى بلاد بره وتتدخل قوى كده يمكن يقولوا إنت بتتحكم فيه وبتتدخل فى حريته وكلام من ده، إنما أنا ماأظنش ده بيحصل هنا لأن المعالج له حق أن يشير باللى شايفه، انت خبير مستشار برضه، مش معالج بس، وده رأيك العلمى، ومن حقك تقوله، ما دام انت ما عندكشى وسيلة ضغط إنك تفرضه، وبرضه من حقك تتوقف عن الاستمرار فى علاجه لو هو مامشيش على الخطة المتفق عليها لصالحه، احنا هنا فى بلدنا ، بنعدى حكاية حقى وحقك دى، وزى ما بنكرر هنا دايما، إن احنا بنشيل هم العيانين بتوعنا زى ولادنا، بنشيل هم العيان سواء سمع أو ما سمعشى، مش كده ولا إيه؟
أ. حازم حسن: أنا كنت عايز أدخله المستشفى
د.يحيى: بالذمة ده اسمه كلام؟! يا راجل تتنقل من “مش عايز أكمل معاه إذا ما سمعشى الكلام”، تروح ناطط على طول إلى “عايز أدخله المستشفى؟” ليه ؟ عشان يسمع الكلام؟
أ. حازم حسن: نوع من الضغط يعنى
د. يحيى: ضغط إيه يا راجل حرام عليك، مش إنت بتقول إن أهله وافقوه على اللى حصل، وسحبوا أوراقه وخلاص؟
أ. حازم حسن: أيوه، ما هم أهله صعب جدا، ولا فاهمين يعنى إيه آداب، ولا يعنى إيه علم نفس، وساعات يتهيأ لى إنهم زيه، فاهمين إن علم النفس حايخففه، أنا بصراحة صعبان علىّ الوقت اللى قضاه فى كلية التجارة، وبرضه مش عارف أوصل لهم ازاى إن دراسة علم النفس ما بتخففشى، أنا قلت لهم كل حاجة، وحاولت مع كل واحد لوحده، ومع المريض أكتر
د.يحيى: طيب ما انت عملت اللى عليك وزيادة، حا تعمل إيه أكتر من كده! السؤال بقى؟
أ. حازم حسن: هو السؤال إن هل من حقى بقى ما أكملشى معاه، ولا لأه؟
د.يحيى: أظن الأمر ده متروك لك، إذا كنت مش عايز تكمل عشان اختلاف الآراء، لأ طبعا لازم تكمل، إنما إذا كنت مش حاتكمل عشان شايف إن ده مصلحته، وعشان تزقه يدور على حد تانى يساعده، يمكن يلاقى حد غيرك يقف جنبه، حد يكون نَفَسُه أطول مثلا، يبقى تقول له كده بوضوح، وساعات فى الحالات دى المريض بيقبل التحدى وينجح فى اللى اختاره غصبن عن توقعاتك،
أ. حازم حسن: يعنى أبلغه كل الكلام ده وخلاص؟
د.يحيى: أظن المسألة مش مسألة مجرد تبليغ، المسألة هى توضيح حدود المساعدة، ومسئولية القرار، ومن الممكن تستعين بيّا لو كنت خايف قوى من تحمل مسئولية فشله نتيجة قراره ده، يبقى أما تيجى من سلطة علمية أعلى، همه حايخدوها جد أكتر، وانت ضميرك يستريح برضه، واللى يحصل يحصل
أ. حازم حسن: يعنى أعرضه على حضرتك،
د.يحيى: طبعا، ده حقك وحقه
أ. حازم حسن: هوه لوحده؟ ولا هوه وأهله؟
د.يحيى: أفضل لوحده الأول، وبعدين مع أهله إذا كان لازم
أ. حازم حسن: شكرا
****
2018-12-17