الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / من العلاج الجمعى: الموقف من الظلم: من خلال لعبة نفسية: فى جلستين من العلاج الجمعى (3 من..؟؟) قبول الظلم بوعى مسئول: أقوى من إنكاره أو ادعاء رفضه دون مواجهة

من العلاج الجمعى: الموقف من الظلم: من خلال لعبة نفسية: فى جلستين من العلاج الجمعى (3 من..؟؟) قبول الظلم بوعى مسئول: أقوى من إنكاره أو ادعاء رفضه دون مواجهة

نشرة “الإنسان والتطور”

12-4-2011

السنة الرابعة

 العدد: 1320

من العلاج الجمعى: الموقف من الظلم

عودة إلى: قراءة فى النص البشرى

من خلال لعبة نفسية: فى جلستين من العلاج الجمعى (3 من..؟؟)

قبول الظلم بوعى مسئول:

أقوى من إنكاره أو ادعاء رفضه دون مواجهة

(دروس من ألعاب العلاج الجمعى)

تنبيه: “قد تم تغيير أسماء المرضى احتراما لهم”

مقدمة المقدمة:

لا أحد يقبل الظلم، لكن اللعبة التى نشرناها الأسبوع الماضى قالت غير ذلك. وربما لهذا فإن عدد المشاركين من أصدقاء الموقع كان – ومازال–  قليلا جدا، ربما عزفوا عن المشاركة خوفا من احتمال أن يعترف أحدهم أنه – مثلنا– نحن أعضاء المجموعة، مرضى ومعالجين، يقبل الظلم: إذ يبدو أن الأسوياء جدا، يقبلون الظلم سرا، ولم لا ؟.

يبدو أننا نفضل أن نشكو من الظلم دون أن نفحص ضرورته، ولا أن ننظر فى دورنا فيما يلحقنا من ظلم سواء شاركنا فى ذلك أو ادعينا عدم المشاركة.

حين بدأتُ الكتابة لمناقشة هذه المسألة فوجئت أننى أمام مسئولية مترامية، وتذكرت أفلاطون فى محاورة الجمهورية وغيرها، وهو يبرر – على لسان سقراط – نوعا خاصا من الظلم مرة، ويهاجم الدولة الظالمة مرات ، إلا  أننى ما أن بدأت الكتابة حتى هاجمنى  داخلى بما يهدد أن أتعرى أبعد من تصور قدرتى على السماح، حتى شعرت أن المسألة تحتاج إلى انتظار وتمعن، وربما انتهيت أن تقتصر قراءتى على استجابات أفراد المجموعة، ولو بصفة مبدئية، وبالتالى لا يتعرى منى إلا ما قفز منى  فى المجموعة فى الجلستين من خلال اللعبات الثلاثة

ثم إنى حين هممت أن أكتب نشرة اليوم قررت مرة أخرى أن أؤجل مناقشة اللعبات الثلاثة مجتمعة على أمل أن تكمل بعضها بعضا.

بعض المقدمة المبتورة

(السطور التى كتبت الأسبوع الماضى)

ملاحظات مبدئية على استجابات اللعبة الأولى برجاء مراجعة نشرة: 5-4-2011

  • إن التسليم “بواقع” أن ثمَّ ظلما واقعا علينا لم يمنع الحركة فى اتجاه تغييره أو التخفيف منه.
  • إن اللعبة سمحت برؤية قدرٍ ما من المشاركة فى قبول المظلوم للظلم، ولو مبدئيا.
  • إن الاعتراف بالعجز الوقتى أو النسبى عن مواجهة الظلم كان جزءًا من الواقع وليس تسليما مطلقا للظلم.
  • إن نقد الذات من كل المشاركينفى كثير من الاستجابات كان أمينا وموضوعيا .
  • إن قبول الظلم ليس دائما ضعفا بل لعله عكس ذلك. (وهذا ما سوف نركز عليه فى هذه النشرة: حالة “رحاب”!)

……..

ثم إنى  أوقفت نفسى قسراً عن المضى فى القراءة ووضع الفروض، حتى لا افسد الفرصة على تلقائية الاستجابات التى قد تردنا من أصدقاء الموقع.

مقدمة جديدة لهذه النشرة:

إن رفض الظلم ، كما تـُـعلمنا مثل هذه الألعاب النفسية فى كل ما تناولناه، لا يتنافى مع قبولنا له، بشكل أو بآخر، لقد تعلمت من مرضاى، ومعهم،  طبيعة هذا التركيب الرائع للكيان البشرى وهو يحتوى الأضداد،  وقد كشفتْ هذه الألعاب الثلاثة على مدى أسبوعين بعض ذلك فيما يتعلق بقضية موقفنا مما يلحقنا من ظلم، ودورنا فيه.

يبدو أننا لا نبحث هذه المسألة كما ينبغى، ونفضل أن نتجنب الأسئلة المحرجة مثل :

 هل نحن نرفض الظلم  تماما؟ ومن البداية؟

هل نحن نرفضه بعض الوقت؟ أم طول الوقت؟

هل هناك احتمال أننا نشارك فيما يلحقنا منه؟ إلى أى مدى؟

ثم كيف نتحمله إن كان ضرورة، ولو مؤقتا؟

 وإلى أى مدى نسمح لأنفسنا أن نتعامل بالمثل؟

بمعنى: هل ما يصلنى من ظلم لا رادّ له هو مبرر مشروع أن أظلم أنا أيضا متى أتيحت لى الفرصة ، ناهيك عن صنع الفرصة بنفسى؟

إلخ

بالنظر فى نص الألعاب الثلاثة دعونا نأمل أن نحصل على بعض الإضاءات التى تهدينا إلى بعض المعرفة من قراءة استجابات أفراد المجموعة العلاجية، أطباء ومرضى، علما بأننا ما زلنا فى انتظار إسهام الأصدقاء.

حين قامت الانتفاضة الأخيرة التى أتمنى أن تتطور إلى ثورة مغيّرة بنّاءة بالمثابرة والمسئولية، كان من بين الدوافع إليها تراكم الظلم بصفة عامة، وعلى الفئات الأقل حظا فى الحصول على ضرورات الحياة بصفة خاصة، وقد شعرت أن الاقتصار على التركيز على  إزاحة الظلم دون النظر فى دور كل المشاركين فيه هو نوع من الإقلال من الفرص المتاحة للتغيير النوعى لحياتنا برمتها، إن  التركيز على تنحية الظالم، مع وجود نفس التركيبة هى هى لا ينتج عنه إلا إحلال ظالم محل ظالم آخر، بعضنا يتصور أن ذلك هو غاية المراد آملا فى أن إزاحة الظالم الأول هو فى حد ذاته ضمان لتولى أمورنا حاكم عادل، المطلوب متى سارت الأمور فى اتجاه ثورة كاملة، هو أن نغير تركيبة العلاقات، والنظام، والقوانين، والتطبيق، بحيث لا تفرز نفس الظالم تحت مسمى آخر.

ظروف تكملة اللعبة الأولى بلعبتين تاليتن:

هذه الفرصة التى سمحت لنا أن نفحص قضية الظّلـم داخلنا من خلال ثلاث لعبات فى أسبوعين لها ظروفها غير المألوفة على الوجه التالى :

بعد أن انتهت اللعبة الأولى كما نشرناها مع استجابات أفراد المجموعة الأسبوع الماضى، تصادف أننى لم أحضر الجلسة التالية، (وهذا نادر تماما)، خطر لى أننى يمكن أن أكون قد أخطأت فى حق مرضاى وزملائى لو أن ما تبقى من هذه اللعبة لديهم ليس إلا ما يشير إلى  نوع من التشجيع على “قبول الظلم ، لكى نعيش والسلام”، فشعرت أن اللعبة  لا بد أن تكتمل بشكل أو بآخر حتى نصحح هذا الخطأ لو كان قد حدث، لكننى تعودت، ومنذ أكثر من أربعين عاما ألا أحضر أية جلسة علاج جمعى وانا عندى مسبقا ما أنوى أن أطرحه  فى الجلسة المعنية، حتى لو كان مكملا لما أتصور أنه ينبغى أن يكتمل، وذلك حتى أعطى التلقائية لأكبر قدر من تحديد محتوى وآليات التفاعل فى الجلسة للجميع حسب ما يحضرنا فى الـ “هنا والآن”.

بعد اعتذارى عن غيابى الجلسة السابقة أعلنت ما خطر لى، دون أن أدعو لأى تفاعل أو لعبة أخرى يمكن أن تكمل ما بدأناه، حتى تقل مخاوفى بالنسبة لاحتمال أى أثر سلبى، وهاكم بعض مقاطع  مما دارحول هذه النقطة تحديدا: (1)

د.يحيى: طيب أنا ماكنتش حاضر يا د.محمد ويا د.مروة (الأطباء المتدربون الذين حضروا الجلسة السابقة) آسف  ..بس هو أنا انشغلت بعد ماروحت … على حكاية قبول الظلم دى،..حسيت إن يمكن يكون لها علاقة باللى جارى فى البلد اليومين دول…،  حسيت إن فيه حاجة ناقصة لازم تكمل، إنتوا كملتوها الأسبوع اللى فات يا ترى؟)

د.مروه: لأه مارضيناش نشتغل فيها لحد ما حضرتك تيجى

د.يحيى: يعنى!….. هو أنا عادة ماباحبش أشتغل فى حاجه شغلانى، أحب أشتغل فى حاجة جديده ومع ذلك الربطة بين الخاص والعام واردة،  ….. أنا ماعنديش شخصيا مانع أشتغل فيها، بس لأه، ….أنا بصراحة خفت لتكون اللعبة (أنا أقبل الظلم علشان) بتشجع على الظلم، بس احنا … عملناها بشجاعة جامده، واللى كان كان

رحاب: بس كانت صعبة

……

……

د.يحيى: ….إنما لمّا لعبنا كلنا قلنا أسباب قوية مقنعة جدا،  ….. يتهيألى بقى عشان كده لازم نكمل

محمود: طيب ما هو إحنا ممكن نغيّر الظلم بعد ما نقبله

سميرة: أهو كده إحنا جايين على نفسنا جامد

د.يحيى: ..أنا  مش عاوز أعمل عكسها ..أنا عايز نكمل والسلام،…. بس اللى إحنا قولناه كان صدق، وكان باين إنه جوه جوه،  قابلين شوية ظلم بمسئوليه غالبا، بصراحة  أنا إستغربت، يمكن كده احنا طلعنا أحسن من واحد عمال يخطب وإنه لا يمكن يقبل الظلم!!، وتلاقيه قابل الظلم من تحت لتحت ….

محمود: أنا اللى فاهمه إنى بعد ما اقبله، أغيّر بقى، التكملة بتاعتها التغيير، دى الشطارة..

د.يحيى: لأه إحنا بنشتغل “هنا و”دلوقتى”، أنا خايف التغيير يبعدنا، إحنا نشتغل والتغيير ده نتيجة، مش احنا اتعلمنا كده برضه؟ إحنا  لا بنغير ولابنصحح ـ إنت لو سألت حد بره الجروب، كله حايقول لك: “أبدا لا يمكن أقبل الظلم”………… وكلام من ده، ولما تيجى تبص بقى فى اللى حصل فى الجروب طلع إن كلنا بنقبل الظلم، كلنا، ولنا أسباب وجيهه تبرر وجود الظلم…..

محمود: بس حضرتك من ضمن الأسباب اللى إنت قلتها ديه قلت إن هو قَدَر. حضرتك قلت أنا قابل الظلم علشان إن هو علشان قدر

د.يحيى: طيب أديك فاكر أهه، وكلنا قلنا كلام مهم كده، واحسن من كده

محمود: أنا ديه كلمة حضرتك اللى أنا فاكرها إن هى قضاء وقدر

د.يحيى: ماشى بس كله كان مهم وكان صح وكان بسيط خالص وواضح ..

سميرة: بص يادكتور إحنا قبلنا الظلم وخلاص

د.يحيى: إتكلمى عن نفسك يا سميرة “أنا” و”إنت” و”هنا و”دلوقتى”

سميرة: آه أنا قبلت الظلم

د.يحيى: عندك حق، وبعدين؟ 

سميرة: أنا قبلت الظلم هى كلمة أنا قبلت الظلم ديه وأنا جايه على نفسى

…..

د.يحيى: وهو فيه حد فى كل اللى قاعدين قال أنا أقبل الظلم إلا لما كان جاى على نفسه

سميرة: ما هو كلنا جينا على نفسينا

د.يحيى: هل لما إنتى لما بتيجى على نفسك أو أنا باجى على نفسى ده فيه إحترام لنفسى ولا لأه

سميرة: أيوه، بس وفيه ظلم لنفسى برضه

د.يحيى: بس أنا خايف ليكون فيه فتح وسماح  لمزيد من الظلم، وخصوصا إن الظالم مفترى، لما يحس إن واحد قبل الظلم يكمل عليه

سميرة: أيوه

د.يحيى: (يبقى)…..  لازم الناس تدافع عن نفسها لازم انتى تدفعى عن نفسك

سميرة: بس ازاى ؟

د. يحيى: مش عارف، دا اللى خلانى انشغل واحس إننا لازم نكمل

سميرة: ما احنا لازم نكمل فيها لأن احنا كده جايين على نفسنا جامد لأن احنا قبلنا الظلم ورضينا بيه عشان خاطر ناس معينه

د. يحيى: طيب ايه رأيك لو نلعب عكسها انا لايمكن اقبل الظلم حتى لو ……(ونكمل)

……..

……..

سميرة: بس دى حيكون فيها كدب شويه يا دكتور

د. يحيى: يعنى دكها اللى ما كانش فيها كدب ؟ شوية كده وشوية كده

سميرة: لأ بس مش لدرجة ان انا مش حاقبل الظلم عشان كذا

د. يحيى: هى مش كده ، هى : لأه،  دانا لا يمكن اقبل الظلم حتى لو …..

سميرة: دا يبقى فيها كدب 90% انما التانيه كانت 50 %

د. يحيى: ايه رأيك يا د. مروه

د.مروه: انا موافقه برضه

د. يحيى: وانتى موافقه يا سميرة؟

د.مروه: بس هى اصعب من الاولانيه

د. يحيى: مش قوى، دا أنا خايف لا تتقلب خطب (يشير بيده كالخطيب) “… انا لا يمكن اقبل الظلم حتى لو حصل كذا وكذا” وهات يا مبالغة وبطولة …. وكلام من ده”

سميرة: طب ما احنا قبلنا الظلم قبل كده حا نرفضه تانى  ليه

د. يحيى: مش بنكمل الحواديت مع بعضها،  مش كله جوانا؟

سميرة: يعنى نعمل إن  احنا مش عايزين نقبل الظلم؟

د. يحيى: ما هى دى حقيقة برضه بس انا خايف من الخطب

سميرة: يعنى زى احنا ما دافعنا ان من حقنا إن احنا نقبل الظلم، ندافع ان احنا ما نقبلش الظلم

د. يحيى: مش ده موجود وده موجود ؟

سميرة: آه احنا اتكلمنا فى قبول الظلم

د. يحيى: ايوه ما احنا حانتكلم بقى فى بقية الحدوته

سميرة: يعنى فى عدم قبول الظلم

د. يحيى: ما احنا حانحط شروطنا بقى “على شرط…..”، ونكمل …

د.محمد: انتى مش قبلتيه: “علشان”؟

سميرة: آه

د.محمد: اقبليه دلوقتى بشرط

د. يحيى: …. على فكره شوفى يا سميرة اللى اتعلمناه هنا، وانتى  يعنى ماشيه معانا الحمد لله واحده واحده، ان كله موجود، أقبل الظلم موجود، ممكن اقبل الظلم من غير شروط موجود، بشروط موجود يعنى كله موجود فا بنقلّب فى كل الموجود  علشان نعرف نفسنا ونعرف خلقة ربنا، نقوم نبقى زى ما خلقنا، نقدر نعيش من غير ضلمه، غير كده بتبقى الدنيا ضلمه، واحد يخطب والتانى يخدع وهو مش واخد باله وحاجات كده، مش لاحظتى

سميرة: صح

د.يحيى: ايه رأيك يا محمود قدامنا اختيارات كتير دلوقتى “انا لا يمكن اقبل الظلم حتى لو….”

وفيه:  انا مستعد اقبل الظلم على شرط، نلعب مين فيهم

محمود: هى على شرط اوجه، نلعب على شرط دى

أسامة: اى حاجه، نلعبهم واحدة واحدة ماشى، نلعب الاتنين ماشى

………………

………………

(بدءً من هنا سوف نركز على مقاومة رحاب وعنادها وقوتها)

………………

……………….

د. يحيى: ايه رأيك يا رحاب

رحاب: انا قابله الظلم علشان

د. يحيى: ما علشان دى خلصنا منها يابنتى من أسبوعين

رحاب: لأ انا عمرى ما اخلص منها ابدا

د. يحيى: احنا دلوقتى قدامنا حاجتين تانيين عشان نكمل الحدوتة، أما “علشان” فاحنا لعبناها خلاص

رحاب: مافيش شرط للظلم انا قابله الظلم علشان حاجات كتير قوى باضحى علشانها

د. يحيى: يابنت الحلال ما علشان دى خلاص خلصنا منها المرة اللى فاتت

رحاب: انا عمرى ما اخلص منها، أنا قابلاه يعنى قابلاه

د. يحيى: لأ يعنى قصدى إحنا  كشفنا الغطا، هوه فيه حد بيخلص من اللى عنده مدام كله جوا؟! احنا بنعرف ونشوف، بنعرف ونشوف عايزين بقى نتنقل نقله تانيه سنه تانيه بقى

رحاب: لأ انا مش حا تنقل

د. يحيى: إنتى مش عارفه ان الدكتورة مروه هى الوحيدة اللى لها حق الاعتذار، يعنى حق إنها تولع النور الاحمر(2) وما تلعبشى، إنما  لا انا ولا الدكتور محمد ولا انت لينا الحق ده، الدكتور محمد ولع النور الاخضر من زمان

رحاب: لأ انا ليا حق مش لاعبة، أنا قابلة الظلم وبس

د. يحيى: يبقى حانضغط عليكى ،ده حقنا، زى ما حقك تضغطى علىّ وما اعتذرشى

رحاب:  لأه أنا قابلة الظلم ، عشان حاجات كتير أوى باضحى بيها

د.يحيى: أنا عارف

رحاب: مافيش شروط، أنا حا أقول أنا حا أقبل الظلم …عشان وبس

د.يحيى: ماشى ، بس احنا بنلعب اللى موجود وده إنتى لعبيته المرة اللى فاتت واللى مش موجود بنمثله

رحاب: لأه، لعبة “علشان” منطبقة علىّ، وبس

د.يحيى: ما هو كل اللى قبلوا الظلم ما هو متطبق عليهم

رحاب: هما حُرِّين

د.يحيى: حد كذب فيهم، واهم حايلعبوا النهارده، ويكملوا

رحاب: يبقوا كذابيين

د.يحيى: ما هو التمثيل كذب، هوا محمود المليجى يعنى لازم يبقى شرير عشان يمثل الشر؟

د.محمد: نكذب ليه ؟

د.يحيى: يا رحاب إحنا بقالنا 9 شهور وانت إتعلمتى الصنعه بتاعتنا، اللى موجود موجود اللى مش موجود بنمثله

رحاب: بس حا أكذب

د.يحيى: ماشى، مسموح، هو انتى اللى كاتبة المسرحية ؟

رحاب: بس أنا ما بامثلشى لما أنا أقول أنا قبلت الظلم علشان مثلاً ولادى السبعه يبقى أنا قابلاه، أقول حاجة تانية ليه ؟ 

د.يحيى: عشان تمثيل، وده جزء من العلاج

……..

رحاب: لو سمحت أنا مش موافقه

د.يحيى: ده لعب وكلنا بنشرك، واللى مش حاسس بإن ده جواه بيمثل

……..

……..

رحاب:لأه إنت مش فاهمنى يا دكتور إنت ….

د.يحيى: مش قوى، إنت عارفة إنى فاهم

رحاب: خلاص مثلوا إنتم،  أنا مش حا أمثل….

د.يحيى: إنت  عمرك يا رحاب ما رفضتى الرفض ده خلال 9 شهور

رحاب: علشان أنا أصلاً من ساعة لما أتولدت  وأنا مظلومة، وراضية، علشان مش حا أجى النهارده  أقول أحط له شرط

د.يحيى: مش يمكن يا بنت الناس اللى أحنا بنعمله ده بيورى لنا بقيتنا، يعنى انت  من ساعه لما أتولدتى، ولحد دلوقتى قابلة الظلم عشان ما فيش غير كده، مش يمكن نشوف فرصة سوا سوا

رحاب: ماشى

د.يحيى: كتر ألف خيرك نبتدى بإيه يا أسامة

أسامة: نبتدى “أنا قابل الظلم على شرط ….”

د.يحيى: نبتدى بإيه يا دكتور محمد

د.محمد: أى حاجه من الأثنين بس أنا مع أسامة علشان نبقى طالعين درجه درجه يعنى

د.يحيى: لأه بالعكس…. أنا نفسى  نروح الناحيه التانيه قوى يعنى نبتدى: أنا لا يمكن أقبل الظلم حتى لو….

د.محمد: وبعدين نرجع

د.يحيى: خلينا  نعمل السالك الأول

د.محمد: حضرتك حاتهزنا جامد أوى، حضرتك بالشكل ده بتهزنا 

د.يحيى: أسامة حايبتدى اللى هو مش عايزه

أسامة: لأه أى حد يبتدى

د.يحيى: إشمعنا يعنى؟ إختار أنت أى حد، وأقنعه يبتدى

أسامة: وأقنعه؟

د. يحيى : بس إسمع يا محمود عشان “رحاب”، احتراماً لمقاومتها خلى جسمك يمثل مش بس بالكلام

د.محمد: إزاى يعنى ؟ 

د.يحيى: يعنى تشوح وترفض ” …أنا مش ممكن أقبل وبزعيق وكلام من ده …، يعنى تجز على سنانك، تمثيل بقى، زى ما تشوف….

قطع

سوف أعرض استجابة رحاب فقط فى هذه النشرة لأنها تكملة لمقاومتها وإصرارها على عدم اللعب، حتى تظل تقبل الظلم

……….

……….

حين جاء الدور على رحاب لكى تلعب عادت إلى مقاومتها برغم موافقتها المبدئية، وبمجرد البدء فى اللعب عادت إلى اللعبة الأولى (قبل أسبوعين) وهى التى ظلت متمسكة بها ، بأن تقبل الظلم لأن هذا هو واقعها، واختيارها، وأن أى احتمال آخر سوف يخل من توازنها، وهذا هو مقطع يظهر المقاومة العنيفة حتى لعبت.

رحاب: أنا قابله الظلم لإنه موجود معايا

د.يحيى: ويعدين يا رحاب، ما هو علشان إنتى قابله الظلم قوى كده باعزم عليكى تلعبى عكسه، تمثلى عكس اللى انت متمسكة بيه؟

رحاب: بس الجروب كده حايخلص، وانت عمال تضغط علىَ

د.يحيى: مايخلص، احنا اتعلمنا منه كتير، انت كده بتضيعى الوقت، ثم إن ده حقك

رحاب: طب خلينى أنا لوحدى

د.يحيى: ده حقك

رحاب: مافيش كلام

د.يحيى: ده حقك إنتى

رحاب: أنا مستغنيه عن حقى يادكتور

د.يحيى: أنا اللى حاتحاسب عليه لما اطاوعك، ما ادكيش حقك، أنا شايف عنيكى كأنها بتلعب وبتوافق، وكأنها بتلعب معانا

رحاب: طيب خلاص إنت قلت ممكن عينيا تتكلم، أكنى إتكلمت

د.يحيى: لأه ما ينفعشى الكل لازم يشارك 

رحاب: طيب ما كده لو إتكلمت يبقى باكذب مش عارفه أقول إيه

د.يحيى: ما هو التمثيل كذب

د.محمد نشأت: وهو إنتى مصدقه إن كلنا قابلين الظلم فعلاً

د.يحيى: إنتى النهارده غريبة يا رحاب عن كل أسبوع، ما هو التمثيل كذب يا بنت الناس

رحاب: ما أنا مش عارفه أقول إيه

د.يحيى: قولى كده “أنا مش ممكن أقبل الظلم حتى لو …….” على طول يا شيخه، كده قوام قوام

رحاب: بس أنا كده حاروح البيت حاخرب الدنيا لو أنا ما قبلتش الظلم

د.يحيى: ما إحنا مع بعض ما هى سميرة كانت حاتخرب الدنيا وربنا ستر، ثم احنا بنلعب

رحاب: طيب ماشى بس ما أنا دلوقتى…..، بس اعمل ايه فى اللى جوه

د.يحيى: معلشى ما إحنا بنشيل مسؤولية اللى جوه واللى بره سوا سوا، ياللا يابنتى كتر ألف خيرك “أنا مش ممكن أقبل الظلم حتى لو ……..”

رحاب: يعنى حضرتك مصمم؟

د.يحيى: آه علشان خاطرى ياللا ….!

رحاب: طيب “يا سميرة أنا مش ممكن أقبل الظلم علشان خاطر ولادى “

د.يحيى: حتى لو ، اعملى معروف، احنا خلصنا من “عشان” دى

رحاب: حتى لو علشان خاطر ولادى

رحاب: يا أسامة أنا مش ممكن أقبل الظلم

د.يحيى: خلى بالك : المرة اللى فاتت قلتى علشان وفوتها لك

رحاب: (تقوم غاضبة وتهم بمغادرة المجموعة وهى متجهة نحو الباب) لأه خلاص

د.يحيى: حاتروحى فين يارحاب

رحاب: أنا حاخرج (تقوم من على الكرسى وتهم بالخروج) 

د.يحيى: مع السلامه

د.محمد نشأت: لأه خلاص أقعدى

د.يحيى: لأه ماتقعدنيش

رحاب: طيب مش حاقعد

د.يحيى: حاتيجى الجمعه اللى جايه بأمارة إيه

د.محمد نشأت: لأه خلاص حاتلعب يا د. يحيى حاتلعبى خلاص

د.يحيى: لو مشيتى  ماتجيش تانى يا رحاب إلا باتفاق جديد

رحاب:  (وهى غاضبة تشعر بجدية الحسم) عادى مافيش مشاكل

د.محمد نشأت: إقعدى يا رحاب وحاتلعبى أنا عارف

رحاب: مش عارفه أقول إيه يادكتور محمد

د.محمد نشأت: يعنى ” ما انتى عارفة، تقولى أنا مش حاقبل الظلم حتى لو….”

د.يحيى: مش فيه  قواعد؟ زيك زينا

د.محمد نشأت: أنا مش ممكن أقبل الظلم حتى لو ……..

رحاب: طيب

 د.محمد نشأت: تقولى أى حاجة بعد “حتى لو …..” حتى لو فراخ حتى لو كتكوت، أى كلام، إنت عارفة بنقبل أى كلام

رحاب: طيب خلاص

د.محمد نشأت: أى حاجه الله

رحاب: ياسميرة أنا مش ممكن أقبل الظلم حتى لو علشان خاطر نفسى

د.يحيى: برضه بتقولى “علشان” بتاعة المره اللى فاتت

رحاب: طيب أعمل إيه طيب؟

د.يحيى: ماينفعش

د.محمد نشأت: قولى أى كلام فارغ من غير “عشان”

رحاب: ياسميرة أنا مش ممكن أقبل الظلم حتى لو حاموت

رحاب: يا أسامة أنا مش ممكن أقبل الظلم حتى لو حاجى على نفسى

رحاب: يا دكتور محمد أنا مش ممكن أقبل الظلم حتى لو جيت هنا

رحاب: يا محمود(1) أنا مش ممكن أقبل الظلم حتى لو إنتوا ماجيتوش

رحاب: يا دكتوره مروه أنا مش ممكن أقبل الظلم حتى لو حضرتِك ماعاجلتنيش

رحاب: يادكتور يحيى أنا مش ممكن أقبل الظلم حتى لو حضرتك استغنيت عنى

رحاب: يا محمود(2) أنا مش ممكن أقبل الظلم حتى لو إنت مش فاهم حاجه

……..

رحاب: (لنفسها) يا رحاب أنا مش ممكن أقبل الظلم حتى لو جيت على نفسى

د.يحيى: شكراً جزيلا يارحاب كتر ألف خيرك يابنتى أنا آسف، تدى  الكوره لمين

رحاب: لسميرة

* * * *

اكتفيت فى هذه النشرة بحالة رحاب لأبين ما جاء فى العنوان بأن أظهر قوة رحاب ومقاومتها أن تتنازل عن “حقها فى قبول الظلم” وهو غير الشائع تماما، عند عامة الناس الذين يعتقدون فى عكس ذلك تماما

 نحن عادة نتكلم عن الحق فى رفض الظلم ، لكننى تعمدت أن أقدم مدى مقاومة “رحاب” وهى تعلن أن فى قبول الظلم بهذه الطريقة قوة ما بعدها قوة

ودعونا أولا نتذكر ما قالته فى اللعبة الأولى ” أنا قابلة الظلم عشان …”  وبالذات حين لعبت مع  د. دينا: وأعلنت أن فى قبولها الظلم بهذه الطريقة قوة خاصة ” أنا قابلة الظلم عشان قوية” ،

وفيما يلى نص اللعبة الأولى:

–       يا محمود أنا قابله الظلم عشان أنا مظلومة

–       يا دكتور يحيى أنا قابله الظلم عشان أنت ظالمنى

–       يا سميرة أنا قابله الظلم عشان حسه أنا هو حايفدنى

–       يا دكتور محمد أنا قابله الظلم عشان الحياة تستمر

–       يا أسامة أنا قابله الظلم عشان موجود

–       يا عبد الحميد أنا قابله الظلم عشان هو اللى ماشى دلوقتى

–       يادكتورا مروه أنا قابله الظلم عشان أنا باجى هنا

–       يا دكتوره دينا أنا قابله الظلم عشان أنا قويه

–       يا رحاب أنا قابله الظلم عشان أعيش

 وكأن تمسكها الآن بهذه اللعبة “أنا قابله الظلم عشان” ، ومقامتها القصوى للعبة الثانية “أنا لايمكن أقبل الظلم حتى لو…” لدرجة احتمال الانسحاب من المدجموعة وهو عكس الافتراضات العادية كما نتصورها، كل ذلك يمكن أن نقرأه على الوجه التالى”:

  1. هو بمثابة تأكيد على قوتها وهى تعلن قبولها الظلم ، حتى قالته تحديدا للدكتورة “دينا”: “عشان أنا قوية”
  2. وهو دليل على أن اللعب النفسى، حتى لو كان تمثيلا أو بدا أنه مجرد تكرار ألفاظ ، هو يحرك عمقا نحن نحتاج إلى تحريكه بجرعة مناسبة حتى نكتمل به، فلو أن اللعبة تمارس من السطح مجرد ترديد كلمات لما قاومت رحاب كل هذه المقاومة
  3. إن التلويح للمظلوم القوى باحتمال ألا يقبل الظلم حتى لو كان بكل بهذه القوة هو تهديد بتحريك لما استقر عليه باختيار داخلى صعب من أجل أن : يقر الواقع (أنا مظلومة)، (إنت ظالمنى)، وما هو أكثر فائدة = واقع أيضا (حاسه إنه حايفيدنى)، ثم استمرار الحياة (الزوجية) وغيرها (الحياة تستمر)، وأنه هو واقع راسخ (عشان موجود) وواقعى جماعى أيضا (هو اللى ماشى دلوقتى) ثم واقع المرض والعلاج (أنا باجى هنا ) وكل هذ دليل القوة وليس الخنوع (أنا قوية)

ثم مرة أخرى ما يوازى “الحياة تستمر عشان “أعيش”

  1. إن هذا النوع من القبول ليس هربا بحال من الأحوال، ولو علمنا ظروف رحاب وعيالها السبعة، وعملها الذى لا أحب أن اذكره تحديدا، لكنه عمل جسدى متنقل يوميا لأسياد مختلفين، ثم دعمها المادى للأسرة، وعلاقتها القوية ، برغم كل شىء بزوجها المعتمد جزئيا على كل هذا، ومسئوليتها عن أولادها، ثم مرضها الذى يأتى بها كل أسبوع الساعة السابعة والنصف صباحا.

وكل ذلك أو بعضه قد نعود إليه عند قراءة المجموعة مكتملة.

وبعد

نعرض غداً بقية الاستجابات للعبة الثانية دون تعليق

فى انتظار مشاركة أصدقاء الموقع أملا فى مقارنةٍ ما

وربنا يسهل

وهاكم الألعاب الثلاثة مرة ثالثة

يا فلان أنا قابل(ة) الظلم عشان ……..

يا فلان أنا مش ممكن أقبل الظلم حتى لو ……..

يا فلان أنا مستعد(ة) أقبل الظلم بشرط ……..

أما طريقة اللعب فنذكرها للمرة الثالثة:

المطلوب إن كنت ترغب فى المشاركة هو:

لا تحاول أن تجيب بالقلم والورقة (لو سمحت)

– تلعبها بصوت عال، مع نفسك أو مع صديق واحد أو اثنين يشاركانك (أو صديقة أو أفراد الأسرة)

– لا بد من تكرار العبارة ، وليس الاكتفاء بتكميلها

– كلما كانت الاستجابة أسرع، كانت التلقائية أجهز

– حاول أن تلعبها بأكبر  قدر من التمثيل (مشتملا الوجه والعيون والجسد).

– لا تحاول أن تسارع بفهم أو تفسير ما قلتَ

– يمكنك أن ترسل لنا استجاباتك إلى الموقع

– طبعا من الأفضل أن تسجلها لنفسك صوتيا، حتى لا تعتمد على الذاكرة (أو يمكن أن تكتبها لنفسك أولا بأول بعد أن تكون لعبتها بصوت عال)

[1] – وجدت أنه: من المستحيل اثبات نص الجلسة حرفيا بسبب الاستطرداد والتنقل والطلاقة والمساحة، لهذا تم الاختصار دون المساس بنص الكلام إلا نادرا مما يتحقق به الترابط مع وضع نقط مكان المحذوف ما أمكن ذلك أملا فى توصيل رسالة متماسكة.

[2] – “مكرر” من قواعد التدريب إن من حق المتدرب أن يعتذر عن المشاركة من بدء التدريب حتى يطمئن ولو بعد شهور، وهذا ما نسمية “النور الأحمر”، ثم إذا اطمأن يمكن أن يعلن للمجموعة أنه تنازل عن هذا الاستثناء بأنه “ولع النور الأخضر” وبعدها لا يستطيع أن يعود لحق الاستثناء حتى نهاية التدريب (سنة كاملة) أما المدرب (د.يحيى) فليس من حقه الاعتذار من البداية ويسرى عليه ما يسرى على المرضى من البداية للنهاية.

وفى هذه المجموعة أضاء الدكتور محمد النور الأخضر من الجلسة الثانية أما د. مروة ود.دينا فقد احتفظتا بحق الاعتذار حتى هذه الجلسة مع أنه كان قد مضى حوالى 40 أسبوعا، وهذا مسموح به.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *