نشرة “الإنسان والتطور”
الأثنين: 1-9-2014
السنة الثامنة
العدد: 2558
الأساس فى الطب النفسى
الافتراضات الأساسية
الفصل الخامس:
ملف الوجدان واضطرابات العواطف (18)
عواطف الأطفال والحيوانات وتقمص التشكيليين:
مفتاح نظريات التطور (2)
“اهتم داروين بحركات العضلات الصغيرة فى الوجه لكنه بعكس “دوشين” وآخرين قصرها على عدد قليل من العواطف، حيث كان “دوشين” قد جمع التعبير العاطفى للوجه فى أكثر من 60 لوحة فوتوغرافية ليثبت كيف أن العواطف متميزة. “وكتب داروين تعقيبا على هذه الملاحظات: “لا أعتقد هذا” وقصر ما أقره من عواطف على عدد أقل جدا، اختار داروين 11 من شرائح “دوشين”، ووضعها في ترتيب عشوائى وقدمها فى وقت واحد إلى أكثر من 20 من ضيوفه دون أية تلميحات أو أسئلة موجَهَهْ. ثم سأل أصدقاءه أن يخمِّنُوا اسم العاطفة التى تمثل كل شريحة، وجُدولت إجاباتهم”.
هذا هو ما جاء فى نشرة الإثنين : 28-7-2014 العدد: 2523 .
لم أتوقف طويلا أمام ما فعله دوشين، مع أن بداخلى اعتراض واضح على استثارة عضلات الوجه الصغيرة، والحصول على تعبيرات نعتبرها عواطف أصيلة، وقد فرحت أن داروين بدا لى معترضا على مثل ذلك، مع أنه انتقى أحد عشر تعبيرا، وأجرى بهم تجربته المنزلية. حين دخلت هذا المحيط المتلاطم من التعبيرات العاطفية، والعقول البيولوجية، ومستويات الوعى التصاعدية، بفضل عمنا “جوجل” تأكدت من حقى فى الاعتراض على ما قام به دوشين، وأنست لتعقيب داروين “لا أعتقد هذا” وإن كنت لا أدرى ما “هذا” الذى لا يعتقده، أما أنا الذى اشاركه فى أنه لم يعتقد هذا، فإننى أعرف ما لا اعتقده، وهو كثير جدا :
1) فأنا لا أعتقد أن عضلات الوجه هى التعبير المباشر عن عاطفة بذاتها، وإن كانت نافذة جيدة نطل منها إلى ما وراءها وجدانات ومشاعر ومسافات ونبض.
2) وأنا لا أعتقد أن العوطف لها عدد معين، لا الستين الذي استطاع دوشن أن يحصيها، ولا الأحد عشر التى أجرى داروين عليها تجربته المنزلية، ولا دائرة عواطف بلوتشيك (أمس).
3) وأنا لا أعتقد أن تصوير الوجه منفصلا عن الجسد كاف بتوصيل ما يعتمل بالإنسان (أو الأحياء) من عواطف
4) وأنا لا أعتقد أن التصوير الفوتوجرافى وحده قادرعلى نقل المشاعر التى أريد ان أقدمها وأتحدث عنها فى هذا المجال، وإن كان يمكن أن يفعل ذلك أحيانا.
5) ولا أعتقد أن التشكيليين العباقرة الذين استطاعوا أن يشكلوا بريشتهم وألوانهم أعظم وأعمق من التصوير الفوتوغرافى كانوا يستوحون ما يرونه أو يتذكرونه، فالأرجح عندى أنهم – كما افترضت فى داروين- كانوا يستثيرون الوعى المقابل لموضوع تشكيلهم سواء مَثُلَ هذا الموضوع أمامهم، أم تحرك بداخلهم فقط
6) وأنا لا أعتقد أن الصورة أو التشكيل مهما بلغت دقته وعمقه يمكن أن يقوم مقام مواجهة وعى المبدع (أو الإنسان العادى) بوعى الحيوان أو الطير أو الحشرات حتى، فالتواصل الحيوى هو التواصل الحيوى (1)
7) ولا أعتقد أن نظرية داروين فى اصل الأنوع أو أصل الإنسان تكتسب مصداقيتها مما حصل عليه من مشاهدات، وأثار، أو مما دوّن من ملاحظات وتربيطات، بقدر ما تكتسب مصداقيتها من اتساقها مع ما يمثله الإنسان الفرد وهويحتوى تاريخ الحياة كلها (كما سبق أن أشرنا)
لكننى أعتقد فى أمور أخرى لعلها تعوض موقفى الاعتراضى هذا، أذكر بعضها فيما يلى:
1- فأنا أعتقد أن البحث العلمى هو من حق كل من له منهج، له نتائج، تقاس من واقع الممارسة الفعلية، بما ينفع الناس، مع ما يمكن من تنظيمات ليست كلها فوقية بشرية مكتوبة ومقننة.
2- وأنا أعتقد أن أى معلومات مستقلة عن بقية المعلومات هى مفيدة فى حدود مجالها، لكنها قد لا تكون كذلك إذا استقلت عن مصادر المعرفة الأخرى، وقد تكون ضارة إذا أزاحت وسائل المعرفة الأخرى
3- وأنا أعتقد ان الأقل تشويها، من البشر وسائر الأحياء، مثل الأطفال والحيوانات، والأميين الحقيقيين الأقل اغترابا وعرضة للتشكيل والبرمجة المصنوعة، لهم فرص أكبر للإدراك الطبيعى، ومن ثم التواصل الطبيعى، وأيضا التطور الطبيعى، ليس كبديل عن أنجازات المجتمع ومعلومات العلوم المؤسسية، وإنما تضافرا معها وإكمالا لها.
4- كذلك فإنى أعتقد أن تشارلز داروين لو كانت قد أتيحت له فرصة التعرف على هذا المحيط من الإنجازات التصويرية، والتشكيلية، والتقنية، لكان حرّك فيه ما أثرانا أكثر فأكثر، ألم نقل أمس: والله يا عمّنا داروين لو كان فى متناولك كل هذه الثروة الجوجلية، إذن لعملتَ البدع أكثر مما عملت!!”، هذا بصفة عامة، فما بالك لو أنه تعرف على إنجازات فان جوخ (وقد عاصره بعض الوقت) من نفس المنطلق الذى نتحسس طريقنا إليه
5- وأخيرا فإنى أعتقد أن إرنست هيكل (مرة أخرى : صاحب نظرية الاستعادة) قد خطا خطوة عملاقة بعد داروين من خلال كل ما ذكرت سالفا،
وبعد
كنت أنوى كما وعدت سالفا أن أمارس التجريب مع اصدقاء الموقع، حقيقة أو تخيلا، وأن أعرض عليهم ما حضرنى من عواطف وانفعالات ومواقف ومستويات وعى وبرامج الحيوانات كما وصلتنى من محيط التشكيل والتصوير الذى غرقتُ فيه فرحا مستبشرا، أعرضه فئة فئة _ أيضا كما ذكرت: مثلا الحيوانات أولا، ثم الطيور، ثم الزواحف، ثم الأطفال، ثم الكبار، وان نحاول سويا أن نعيش (وليس بالضرورة أن نسمى) ما يصلنا من رسائل، وليس بالضرورة من عواطف، كل ما آمل فيه هو أن يصل الاختلاف، والعجز عن الاندفاع إلى ما اعتدناه
كما كنت أنوى أن أبدأ بحيوانات فان خوج (وربما طيوره وزواحفه) لما تحوى من عبقرية تشكيلية تكاد تمثل كل صورة منها نظرية تطورية بأكملها ،لكننى عدلت، أولا لأننى لا أريد أن أستدرج حتى أبدو كمن يفهم فى الفن التشكيلى أو نقده، وثانيا لأننى عجزت فى كثير من الأحيان ان أميز أعماله من أعمال غيره، ولهذا، وربما يكون لإخفاء اسم صاحب العمل فائدة حتى يكون الانطباع من الصورة مباشرا دون ربطها بمبدعها أو مصورها.
والدعوة عامة
- برجاء تأمل الصورة أولا
- لا تحاول أن تعرف اسم الحيوان أصلا
iii. أكتب ما وصل إليك منه (عاطفة، أو موقف، أو صفة)
- أكتب ما أثاره فيك الآن
- أكتب أى تعليق آخر تريد أن تكتبه
ملحوظة(1): أنا لم أميز إن كانت الصورة تصويرا أم تشكيلا، ، وسوف أكتب بجوار كل صورة بضع صفات أو عواطف ليست جامعة ولا مانعة، برجاء عدم الالتزام بها
ملحوظة (2): تكاد تفشل التجربة لو شاهدتها دون ألوانها على الحاسوب، أى أبيض وأسود، ولا أعرف لهذه المشكلة حلا، إلا أن افترض أن كل من يدخل الموقع يدخله عبر حاسوبه(عذرا)
وبعد
لاحظ أن ما ورد بدائرة بلوتشيك لم يرد فيما خطر لى – أو لك – إلا قليلا.
ونعيد نشر قائمة بما ورد فى دائرة بلوتشيك بعد إعادة عرض الدائرة.
جدول عجلة “بلوتشيك” للانفعالات
خنوع |
Submission |
عدوانية | Aggressiveness |
حب | Love | ازدراء | Contempt |
تفاؤل | Optimism | ندم | Remorse |
اشمئزاز | Disgust | رفض | Disapproval |
غضب | anger | روْع | Awe |
غضب عارم | rage | نشوة | joy |
تخوف | appretension | دهشة | Surprise |
قبول | acceptance | ثقة | trust |
صفاء | serenity | يقظة | vigilance |
اهتمام | interest | ملل | boredom |
انزعاج | annoyance | تأمل | pensiveness |
تشتت | distraction | حزن | sadness |
جذل | ecstasy | أسى | Grief |
ترقّب | anticipation | ذهول | amazement |
رعب | terror | إعجاب | admiration |
كراهية | loathing |
[1] – من هنا وجب التحذير من الاكتفاء بالتواصل الإلكترونى الأحدث بديلا عن حميمة اللقاء وجها لوجه، وبتعبير أدق حسب السياق الذى نحن فيه حيا لحى، شاملا الجسم والوجه والوعى وما لا ندرى !