الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقدمة كتاب: “دراسة فى علم السيكوباثولوجى” (شرح: سر اللعبة)

مقدمة كتاب: “دراسة فى علم السيكوباثولوجى” (شرح: سر اللعبة)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأثنين: 22-4-2019

السنة الثانية عشرة

العدد:  4251

مقدمة كتاب:

“دراسة فى علم السيكوباثولوجى”  (1)

 (شرح: سر اللعبة)

 مقدمة:

ذكرت‏ ‏فى ‏مقدمة‏ ‏الطبعة‏ ‏الثانية‏ ‏لديوانى ‏”سر‏ ‏اللعبة”… ‏أنى ‏تعلمت‏ ‏منها‏ (‏الطبعة‏ ‏الأولى) ‏الكثير‏، ‏ومن‏ ‏بين‏ ‏ذلك‏ ‏أن‏ ‏بعض‏ ‏الدارسين‏ ‏قد‏ ‏اعتبرها‏ ‏مرجعا‏ ‏أعانه‏ ‏فى ‏إبداء‏ ‏رأيه‏ ‏أو‏ ‏إثبات‏ ‏رأيه‏، ‏وكذلك‏ ‏أنى ‏تيقنت‏ ‏من‏ ‏غلبة‏ ‏طبيعتها‏- ‏وفائدتها‏- ‏العلمية‏، ‏قبل‏ ‏وبعد‏ ‏شكلها‏ ‏الفنى ‏إلى ‏أن‏ ‏قلت‏ ‏لكنى ‏فى ‏النهاية‏ ‏اخترت‏ ‏قسمة‏ ‏عادلة‏ ‏وهى ‏أن‏ ‏أنشر‏ ‏المتن‏ ‏وحده… ‏ثم‏ ‏أنشره‏ ‏مع‏ ‏الشرح‏ ‏لمن‏ ‏شاء‏ ‏من‏ ‏أهل‏ ‏العلم‏ ‏ومحبى ‏المعرفة‏ ‏فى ‏مرحلة‏ ‏تالية‏.‏

وهأنذا‏ ‏أفى ‏بوعدى، ‏مؤكدا‏ ‏للمرة‏ ‏الثالثة‏ ‏أن‏ ‏موقفى ‏هذه‏ ‏الأيام‏ ‏يتحدد‏ ‏أكثر‏ ‏فأكثر‏ ‏فى ‏أنى ‏أرجح‏ ‏الحديث‏ ‏باللغة‏ ‏العلمية‏ ‏على ‏ماسواه‏، ‏وذلك‏ ‏لاعتبارات‏ ‏تتعلق‏ ‏بنموى ‏الشخصى، ‏وكذلك‏ ‏لتبريرات‏ ‏تتعلق‏ ‏برؤية‏ ‏أولويات‏ ‏احتياج‏ ‏وطنى ‏وناسى، ‏وأخيرا‏ ‏لاعتبارات‏ ‏محدودية‏ ‏عمرى ‏بالنسبة‏ ‏للموقف‏ ‏اللازم‏ ‏لتدوين‏ ‏وإبلاغ‏ ‏ما‏ ‏رأيت‏ ‏وعرفت‏ ‏فى ‏مجال‏ ‏علمى ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏أرحل‏.‏

وقد‏ ‏كنت‏ ‏أتمنى ‏أن‏ ‏يصدر‏ ‏هذا‏ ‏العمل‏ ‏ومعه‏ ‏مراجعة‏ ‏تفصيلية‏ ‏للأعمال‏ ‏السابقة‏ ‏والموازية‏ ‏له‏ ‏سواء‏ ‏بالموافقة‏ ‏أو‏ ‏المعارضة‏، ‏وأن‏ ‏يدعم‏، ‏كما‏ ‏هو‏ ‏المألوف‏ ‏بالإشارة‏ ‏إلى ‏هذه‏ ‏البراهين‏ ‏والمعارضات‏ ‏اللازمة‏ ‏للحديث‏ ‏بلغة‏ ‏العلم‏ ‏هذه‏ ‏الأيام‏، ‏وهذا‏ ‏مايمكن‏ ‏أن‏ ‏أسمية‏ ‏التوثيق‏ Documentation. ‏ كما‏ ‏كنت‏ ‏أتمنى ‏أن‏ ‏تصحب‏ ‏هذه‏ ‏الدراسة‏ ‏عينات‏ ‏إكليينيكية‏ ‏مباشرة‏ ‏تدعم‏ ‏وتحقق‏ ‏ماجاء‏ ‏بها‏ ‏من‏ ‏أفكار‏ ‏وفروض‏ ‏وهذه‏ ‏مرحلة‏ ‏التحقيق Verification، ‏وقد‏ ‏كلفت‏ ‏فعلا‏ ‏بعض‏ ‏تلاميذى ‏بالبدء‏ ‏فى ‏المهمتين‏ ‏حتى ‏يصدر‏ ‏العمل‏ ‏متكاملا‏، ‏وذلك‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏أعفيت‏ ‏نفسى، ‏بناء‏ ‏عن‏ ‏اقتناع‏ ‏مؤكد‏، ‏واستجابة‏ ‏لنصيحة‏ ‏صادقة‏، ‏من‏ ‏أن‏ ‏أقوم‏ ‏أنا‏ ‏بهذه‏ ‏المهمة‏، ‏حتى ‏لاأعوق‏ ‏انطلاق‏ ‏أفكارى ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏تخطيت‏ ‏مرحلة‏ ‏التردد‏، ‏فلم‏ ‏أعد‏ ‏محتاجا‏ ‏أن‏ ‏أقف‏ ‏موقف‏ ‏المدافع‏ ‏ابتداء‏.‏

وما‏ ‏أن‏ ‏أنهيت‏ ‏مهمتى ‏الأولى ‏حتى ‏وجدتهم‏ ‏مازالوا‏ ‏بين‏ ‏متردد‏ ‏ومؤجل‏ ‏وخائف‏، ‏وزاد‏ ‏إلحاح‏ ‏طلبتى ‏الأصغر‏ ‏فى ‏صدور‏ ‏الشرح‏ ‏كما‏ ‏هو‏، ‏وهأنذا‏ ‏أستجيب‏ ‏لهم‏ ‏غير‏ ‏هياب‏، ‏إلا‏ ‏أنى ‏أحمل‏ ‏أمانة‏ ‏إكمال‏ ‏هذه‏ ‏الدراسة‏ ‏بالتوثيق‏ ‏والتحقيق‏ ‏لكل‏ ‏تلاميذى ‏بلا‏ ‏استثناء‏، ‏بل‏ ‏لكل‏ ‏من‏ ‏وصلته‏ ‏الرسالة‏ ‏التى ‏أردت‏ ‏إبلاغها‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏هذا‏ ‏العمل‏.‏

وقد‏ ‏التزمت‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏هذه‏ ‏الدراسة‏- ‏أساسا‏- ‏شرحا‏ ‏للنص‏ ‏الشعرى، ‏ولذلك‏ ‏فهى ‏قاصرة‏ ‏على ‏ما‏ ‏ورد‏ ‏من‏ ‏أعراض‏ ‏وأمراض‏، ‏أو‏ ‏شرح‏ ‏خطوات‏ ‏التقدم‏ ‏أو‏ ‏التعثر‏ ‏فى ‏مسيرة‏ ‏نمو‏ ‏الإنسان‏، ‏وإن‏ ‏كان‏ ‏ذلك‏ ‏لم‏ ‏يمنع‏ ‏أن‏ ‏أعرج‏ ‏كلما‏ ‏لزم‏ ‏الأمر‏ ‏إلى ‏تقديم‏ ‏مناسب‏ ‏لكل‏ ‏مرض‏ ‏تعرضت‏ ‏له‏، ‏أو‏ ‏إلى ‏استدراك‏ ‏لازم‏ ‏لأصول‏ ‏الظاهرة‏ ‏التى ‏أفسر‏ ‏يها‏ ‏هذا‏ ‏المرض‏ ‏أو‏ ‏ذاك،‏ ‏وقد‏ ‏لاحظت‏ ‏أحيانا‏ ‏كثرة‏ ‏مثل‏ ‏هذا‏ ‏الاستدراك‏ ‏حتى ‏هممت‏ ‏يحذفه‏ ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏طبيعة‏ ‏الدراسة‏ ‏وإصرارى ‏على ‏تسجيل‏ ‏ماأراه‏ ‏أمانة‏ ‏لامهرب‏ ‏منها‏، ‏دفعانى ‏إلى ‏أن‏ ‏أترك‏ ‏كل‏ ‏المادة‏ ‏كما‏ ‏هى ‏للدارسين‏ ‏والباحثين‏ ‏الآن‏، ‏أو‏ ‏على ‏الأرجح‏ ‏مستقبلا‏. ‏ولم‏ ‏استشهد‏ ‏أو‏ ‏أشير‏ ‏إلى ‏بعض‏ ‏ماسبق‏ ‏من‏ ‏آراء‏، ‏إلا‏ ‏بالقدر‏ ‏الذى ‏يضطرنى ‏إليه‏ ‏السياق‏ ‏فحسب‏، ‏خلاصة‏ ‏القول‏ ‏أن‏ ‏هذه‏ ‏الدراسة‏ ‏ليست‏ ‏مرجعا‏ ‏شاملا‏ ‏بحال‏ ‏من‏ ‏الاحوال‏، ‏ولكنها‏ ‏عينة‏ ‏خاصة‏ ‏تؤكد‏ ‏أبعادا‏ ‏محددة‏، ‏فى ‏مجال‏ ‏علمى ‏هذا:‏ ‏من‏ ‏أهمها‏ ‏طبيعة‏ ‏هذا‏ ‏العلم‏، ‏وبعض‏ ‏وسائل‏ ‏دراسته‏، ‏وضرورة‏ ‏معايشة‏ ‏مادته‏: ‏الإنسان‏- ‏ذاتا‏ ‏وآخرين‏-، ‏قبل‏ ‏الخوض‏ ‏فى ‏الإفتاء‏ ‏فيه‏.‏

أما‏ ‏بالنسبة‏ ‏لتفضيلى ‏كتابة‏ ‏هذا‏ ‏العلم‏ ‏بلغتى ‏الأصلية‏، ‏فإنى ‏قد‏ ‏أعلنت‏ ‏أسبابه‏ ‏منذ‏ ‏حين‏، ‏حيث‏ ‏أنى ‏أدركت‏ ‏يقينا‏ ‏أن‏ ‏أى ‏عمل‏ ‏إبداعى ‏أصيل‏، ‏وخاصة‏ ‏فيما‏ ‏يتعلق‏ ‏بماهية‏ ‏الإنسان‏، ‏لا‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يخرج‏ ‏منسابا‏ ‏متناسقا‏ ‏إلا‏ ‏بلغة‏ ‏الأم‏، ‏حيث‏ ‏تمثل‏ ‏اللغة‏ ‏فى ‏ارتباطها‏ ‏بجذور‏ ‏تكوين‏ ‏العقل‏ ‏البشرى ‏أساسا‏ ‏جوهريا‏ ‏يحدد‏ ‏طبيعة‏ ‏التفكير‏ ‏وخاصة‏ ‏فى ‏مجالنا‏ ‏هذا‏، ‏ولكنى ‏سوف‏ ‏ألتزم‏ ‏كضرورة‏ ‏مرحلية‏ ‏أن‏ ‏أترجم‏ ‏إلى ‏الإنجليزية‏ ‏ماينبغى ‏من‏ ‏تعاريف‏ ‏ومصطلحات‏ ‏كلما‏ ‏أمكن‏ ‏ذلك‏، ‏أو‏ ‏لزم‏ ‏ذلك‏. ‏إما‏ ‏فى ‏النص‏، ‏أو‏ ‏فى ‏الهوامش‏، ‏كما‏ ‏سأقوم‏ ‏بترجمة‏ ‏الخلاصة‏ ‏والتعقيب‏ ‏جميعا‏ ‏وقد‏ ‏أضفتهما‏ ‏إبتداء‏ ‏من‏ ‏الفصل‏ ‏الرابع‏ ‏حين‏ ‏بدأ‏ ‏الحديث‏ ‏عن‏ ‏أنواع‏ ‏المرض‏ ‏النفسى ‏نوعا‏ ‏نوعا‏، ‏ولعل‏ ‏فى ‏ذلك‏ ‏ما‏ ‏يعين‏ ‏الدارس‏ ‏المبتدئ‏، ‏ويطمئن‏ ‏ذا‏ ‏التكوين‏ ‏العقلى ‏المترجم‏.‏

يحيى الرخاوى 1979

****

وبعد (2018)

هذه ليست طبعة جديدة تماما برغم مرور أربعين عاما على الطبعة الأولى، وقد خضعتُ لضغط الكثير من الدراسين أو الزملاء أن يصدر هذا العمل كما هو بعد أن قاومت ذلك سنين عددا، إلا أن إلحاحهم وحججهم كانت أكبر من مقاومتى، فقررت أن أعيد طبع هنا الكتاب “الأم” مع الاكتفاء بتصحيح ما يتسر من أخطاء لغوية أو مطبعية أو شكلية، وحذفت بعض ما ظهر لى أكثر تفصيلا وتحديثا فى أعمال لاحقة، وأيضا قمت بتعديل التشكيل وخاصة بالنسبة لموقع المتن الشعرى الأساسى، كما استحسنت أن أكرر بعض فقراته كلما ابتعد النص عن الشرح، هذا بالإضافة إلى تزويد الشرح كلما لزم الأمر بهوامش تبين موقع ما استحدثُ فى كل موضوع، مجرد إشارة إلى مكان موقعها الإلكترونى فى النشرات اليومية (الإنسان والتطور) أو مستقلة، وأيضا إلى ما نشر ورقيا، كل ذلك فى الهوامش التحتية إذا لزم الأمر، هذا بالإضافة إلى عدد أقل من الهوامش الجديدة، الضرورية.

يحيى الرخاوى

8/2/2019

[1] –  مقدمة كتاب “دراسة فى علم السيكوباثولوجى” (شرح: سر اللعبة) (1979)، (والطبعة الثانية تحت الطبع حاليا 2019)  منشورات جمعية الطب النفسى التطورى، والكتاب موجود فى الطبعة الورقية  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى للتدريب والبحوث: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا حاليا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net 

 

admin-ajax (4)admin-ajax (5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *