نشرة “الإنسان والتطور”
الأثنين: 3-1-2022
السنة الخامسة عشر
العدد: 5238
مقتطف (73) من كتاب “حكمة المجانين” (فتح أقفال القلوب) (1)
الفصل الثالث: (من 211 إلى 398)
مع الناس، والزمن، والحب، و”الآخر”
(307)
إذا اكتفيتَ بمنح الحب غير المشروط، فأنت تفرّخ مخلوقات لا تصلح إلا للعيش فى جنة بلا شروط.
(308)
هناك من يعرض عليك قبوله الآن. وإلى الأبد، “كما هو”،
فى مقابل أن يقبلك كما أنت: لنفس المدة، وبنفس الشروط،
فيحمى كلٌّ منكما نفسه من حب الآخر الحقيقى
ما رأيك فى هذه الصفقة الآمنة؟
وهل هى آمـِـنة حقا؟
وهل هى ما تريد؟
(309)
أن تقبل شريكك كما هو وأن يفعل مثلك:
قد تكون خطوة حسنة ولازمة: لبدء التواصل..
ولكن إياك أن تتوقف عندها،
فتتجمـَّـد حركية التواصل.
(310)
كيف تكتم عنى بقية حضورك، ثم تدعى أنك معى بكامل وجودك؟
ومع ذلك فأنا خائف من اقترابك أكثر،
بقدر طمعى فى المزيد منه.
[1] – يحيى الرخاوى “حكمة المجانين” (فتح أقفال القلوب) (الطبعة الأولى 1979)، و(الطبعة الثانية 2018)، والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف.
المقتطف رقم 308 و الذى ينتهي بسؤال ” ما رأيك فى هذه الصفقة الآمنة؟ وهل هي آمنة حقا ؟ …..”
دليل الجواب على هذا السؤال موجود بالمقتطف رقم 309
ففي المقتطف الأول عاقبة القبول على هذا الشكل تؤدي إلى أن يحمي كل منهما نفسه من حب الأخر الحقيقي و يالها من سوء عاقبة
ثم تأتى فى المقتطف التالي بدليل الوقاية من هذا القبول و عاقبته بالحفاظ على حركية التواصل و حمايتها من الجمود
يا مولانا الحكيم ليت دعاة القبول المطلق و الحب اللامشروط _ و قد صارت دعوتهم موضة بلهاء _ ليتهم يقرأون بتمعن سطورك و يتتبعون كلماتك فهي بمثابة أشارات و علامات مرشدة على طريق الوعي و الارتقاء ……
الحمد لله الذي جعل للحياة مرشدين راشدين حكماء مثلك يا مولانا …..
وبارك الله فى صدق إبداعك فى التلقى
المقتطف
كيف تكتم عنى بقية حضورك، ثم تدعى أنك معى بكامل وجودك؟
ومع ذلك فأنا خائف من اقترابك أكثر،
بقدر طمعى فى المزيد منه
التعليق :
وما العمل يا استاذي.. هذا هو المأزق رغم ذلك نقترب وبرغم من ذلك نخاف.. عاطفة الخوف واحتياج القرب ورغبة الطمع … وكأنهم يتبادلون الحضور او يتواجدوا معا …
ولم لا؟
هذا هو الجارى.