نشرة “الإنسان والتطور”
الأثنين: 31-8-2020
السنة الثالثة عشر
العدد: 4748
مقتطف (4) من كتاب “حكمة المجانين”
(فتح أقفال القلوب) (1)
الفصل الأول: (من 7 إلى 75)
عن العادى، والوسائل، والقدرة، والنجاح
(وأشياء أخرى)
(19)
حين تلف الدورة كلها، قد تدرك معنى الروتين الحى:
فى توافقه مع دورة الأكوان الممتدة.
(20)
ما أسهل الهرب من مسئولية الحياة:
بأن ندعها: “لله”، شكلا لا فعلا
أو “للحزب”، صياحا لا مسئولية
أو “للحكومة”، اعتمادية لا عـَمَلا.
(21)
الغاية قد تبرر الوسيلة التى تمكـِّـنك أن تستعمل اللغة السائدة حتى يسمعك الناس،
لكن الوسيلة قد تطمس الغاية إذا ركـَّزْتَ أكثرَ فأكثر فأكثر على أن “يسمعك الناس”!.
(22)
الظلام، والنسيان، والوحدة،
قد تنسيك الغاية قبل أن تصل إليها،
فتستعبدك الوسيلة تحت أخبث العناوين،
سارِعْ واحـْمِ نفسـَك بالنور، وبالآخرين.
(23)
إن من يخاف من امتلاك الوسيلة، التى تساعد فى ترجيح كفة الخير:
يُعفى نفسه من اختبار قدراته وصدقه،
وأيضا من التعرف على أبعاد غايته.
(24)
الوسيلة تستدرجـُكَ باستمرار إلى وسيلة أخرى فأخرى،
فاحذر من التمادى حتى لا تصبح الوسيلة هى نهاية المطاف،
دون أن تدرى.
(25)
الذين يهاجمون الثائر على المكاسب الوسيطة،
يحسدونه على قدرته على حسن استعمالها،
ويبررون، بالتالى، عجزهم عن مسئولية امتلاكِها.
(26)
بعض الذين يهاجمون الثائرعلى المكاسب الوسيطة،
يريدون احتكارها ليدعموا بها قدرة الشر،
وقد أمِنوا عجز المثالىّ الأعزل.
(27)
مكاسبك التافهة، ونقصك الظاهر،
يسمحان أن تراجع نفسك حتى لا تتألـــَّهْ.
(28)
لا تدافع عن نفسك لتبرر اكتسابك المكاسب الوسيطة،
فناقدوك نافعوك لا محالة:
إن كانوا صادقين: فنقدُهم لصالحك:…..تألـَّم وتعلـَّم وعدِّل مسارك،
وإن كانو كاذبين: فلن يضرَّك نقدهم، ولن يتفهموا دفاعك،
وإن كانوا عميانا عن ما تستعمل فيه قدرتك،
..فدفاعـُك لن يبصّرهم لأن عماهم دفاعٌ عن عجزهم.
الردّ الأوحد هو الاستمرار:
…… فى الفعل الصبور المستمر النافع الناجح.
(29)
ليس من الأنانية أن يرتبط العمل الخالد باسمك،
لأن اسمك حينذاك ليس أنت.
[1] – يحيى الرخاوى “حكمة المجانين” (فتح أقفال القلوب) (الطبعة الأولى 1979)، و(الطبعة الثانية 2018)، والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط www.rakhawy.net .