الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطف وموقف … عن الشعر والنثر

مقتطف وموقف … عن الشعر والنثر

“يوميا” الإنسان والتطور

19-11-2007

مقتطف وموقف

… عن الشعر والنثر

قبل المقتطف:

المقتطف من كتاب أسامة الدناصورى[1] (وليس الديناصورى، نبّهنَا إلى ذلك، وأصرّ، وتنازَل، ثم أصرّ ..) أنهى الكتاب (أعنى الكتابة) فى 8/12/2006، ومات.

مات وهو ينتظره (الموت)، ويتمناه، ويتحداه، ويرحب به، ويرفضه، وينتصر عليه بموته هكذا، مات يوم 5/1/2007 (أقل من شهر)

قرأت الكتاب مرغما بمناسبة أنه سوف يناقش فى ندوتنا الشهرية 7/12/2007، تلك الندوة التى كنت قاطعتها محتجا لأول مرّة منذ أكثر من ثلاثين عاما الشهرين الماضين لأسباب ذكرتها (يومية 28-10-2007 “هرمان هسّه وتجليات التعدد إلى التكامل (إليه..)”)(1)، أعود لها مضطراً فأتعرف عليه بعد أن رحل، أعود احتفالا بموته، أعنى احتراما لموته.

 كان ابنى محمد – لم يطرق باب الشعر قبلا- قد كتب قصيدة (لم يسمّها كذلك) نشرتْ له – على حد علمى- لأول مرة فى أخبار الأدب [العدد741] بتاريخ 23-9-2007 كتبها فى هذا الذى جرى، يجرى، أعطانى القصيدة، أو ربما هالة ابنتى – زوجته- هى التى أعطتنيها، كان متردداً، فهو عادة لا يعطينى ما يكتب، ولا ما ينشر، ولا ينبهنى إلى ما يفعل، هو على وشك بلوغ سن أسامة بعد شهرين (46 عاما!)،

 ربما كان أسامة صديقه، وربما لا، أنا لا أعرف أصدقاء محمد،

مرة غامرت وعرفت بعضهم عن قرب، رفضونى بقدر ما رفضتهم، فهمتُ وابتعدتْ،

لكننى كنت – ومازلت حريصا- على استمرار صداقتهم مع بعضهم لبعض، أفرح بهم من بعيد لبعيد، لا أريده أن يصير مثلى، هو دمث فى حدود ما أعلم،

 أنا أخبّط فيمن يقترب بلا هوادة، ولا استئذان لايتحمل، لايستطيع أن يردّ لى تخبيطى، مع أنى أسمح “بمعاملة المثل” (وهل ثّمَ تخبيطٌ بعد سماح؟!!)

  ينصرف من اقترب،

لا أندم

ولا أفرح

وأنتظر

 يطول انتظارى، فأنتظر.

قرأت قصيدة محمد، كتب فى قصيدته.. “أعرف أنى لا أعرف معنى الحب” هل توجد صداقة بلا حب..؟

نعم!!

لماذا نصرّ على أن نسمّى الأشياء؟

 فما بالك بالعواطف؟!

قرأت كتاب (كتابة) أسامة حتى أتعرف على محمد إبنى، وربما تعرفت على صديقه أوضح، أو على نفسى والفضل كله لأسامة الدناصورى”،

 الذى ذهب ولم يذهب،

مع أنه لم يحضرْنى قبلاً.

الكتاب (قبل المقتطف)

لم أعد أفضل استعمال كلمة ملحمة، مع أننى رحبت بها حين وضعها شيخنا نجيب محفوظ قبل الحرافيش، الكتاب قصيدة ملحمية طويلة كل من يذكر رواية الحرافيش، دون أن يذكر أنها “ملحمة الحرافيش” لم يلتقط المراد،

أضفت كلمة “ملحمة” قبل اسم روايتى “الجزء الثالث من ثلاثية المشى على الصراط“، التى ستصدر عن الهيئة العامة خلال أسابيع ، ظل اسمها مدة طويلة “الرحيل والعوْد” وفجأة أضفت كلمة ملحمة دون اقتناع، كنت قد بحثت عن أصل كلمة ملحمة فى نقدى “لملحمة محفوظ، ووجدت لها تعريفا مناسباً يليق بملحمة الحرافيش، لكننى لم ألتزم به على علاّته، فتجرأت وأسميت الجزء الثالث من ثلاثيتى: “ملحمة الرحيل والعودْ“، وفى انتظار نقدٍ قاسٍ (إن وجد أصلا) أتحمل مسئولية ما فعلت!.

كتاب (كتابة) أسامة الدناصورى ملحمة بالمعنى الجديد الذى ارتضيته، دون أن أحتاج إلى تعريف جديد

إذا أردتَ أن تقرأ الكتاب من أسخف مدخل فاقرأه باعتباره سيرة ذاتية.

أما إذا أردتَ أن تتسع ساحة تلقيك له بما يستحق، فاقرأه من خلال ما سجله محمد بدوى على ظهر الغلاف… هو “كتابة فضاء المرض وتجربته”.

 ولا حتى ذلك،

 مع أنه قريب من ذلك.

فماذا هو:

أنا شخصيا قرأته، باعتباره قصيدة ممتدة، (أو اكتشفت ذلك بعد أن انتهيت منه)، رفضت أن أسميها فى البداية، لكن كل العناوين التى خطرت لى كان بها كلمة “الموت“، لماذا؟ مع أن المؤلف (من واقع قصيدة محمد) لم يمت بعد؟

منذ كتب أدونيس فى رثاء صلاح عبد الصبور “الموت: ذلك الشعر الآخر”، وأنا أقتطف قوله هذا وأعود إليه دون أن أزيد عليه أو أشرحه،

انشغالى بحكاية الموت هو هو انشغالى بحكاية الحياة،

كلا الانشغالين لا مبرر لهما، -على قدر علمى-

لا أعرف نوعا آخر من الأحياء تشغله هذه القضايا السخيفة فى أى مستوى من مستويات وعيه،

 مؤخرا، حين توقفت عن الانشغالين معا، وجدت نفسى أعبر الحاجز بين الحياة والموت،

خرجت من التجربة منتبها إلى أن كل المطروح علينا هو أن نقرر إن كنا سنختار الحياة طالما نحن مازلنا نسمى كذلك (أحياء) أم لا، حتى لو اخترنا الموت بوعىٍ مسئول، فقد اخترنا الحياة.

 أسامة اختار الحياة وهو يعيش الموت كل دقيقة، بل كل ثانية، اختارها بملء وعيه، اختارها ضد كل الحسابات، وكتب كتابه “كتابته” فوصلنى من خلالها اختياره الأصعب من الصعب، هذا …

قصيدة محمد

أتوقف الآن فجأة، وأترك أسامة، أو أذهب إليه من باب آخر، من خلال صديقه، أحاول أن أتعرف عليه من قصيدة محمد، اكتشف أن عنوانها فيه كلمة الموت، لكن فى صيغة الفعل المضارع “يموت”رسالة إلى رفيق يموت”،

محمد كتبها ربما بعد شهر أو شهور من موت صديقه،

 فلماذا؟ الفعل المضارع “يموت“،

 أول مقطع فيه دعوة للقتل

 “….أو حاول قتلى لأموت أنا بدلا منك”.

…لكنه سرعان ما يقرر أن الدورة دّوارة وهو يؤكد لصديقه:

 “لكنك ستموت، وقريبا جداًَ”،

وللأسف هو يختم القصيدة بنفس الموقف (لا نفس المقطع)،

“حاول قتلى بدلا منك،

لكنك أنت الأقرب،

 ستموت قريبا جداًَ،

وستعرف”.

لاحظت اختفاء كلمة “لأموت

فى البداية قال: حاول قتلى لأموت أنا بدلا منك

وفى النهاية قال

“حاول قتلى بدلا منك”

لماذا أنت واثق هكذا يا محمد أن صديقك سيموت؟

“وقريبا جداً؟”

إذا كان الخلود مستحيلا –كما بينتُ فى نقدى فى ملحمة الحرافيش-  فإن الموت أكثر استحالة

حين قال نجيب محفوظ على لسان جلال (جلال الأول: صاحب الجلالة)

“الموت لا يجهز على الحياة، وإلا أجهز على نفسه” (هـ 64) عقبُت على ذلك ناقداً    (هـ 95) هكذا:

.. الموت (لا الولادة الجسدية) هو البداية، والحياة هى إرادة التخلق من يقين الموت والوعى به، “ثم أضفت كيف أن محفوظ حدد مسرح ملحمته “.. فى الممر بين الموت والحياة“، وليس بين الولادة والموت، فالموت هو الأصل، والحياة احتمال قائم،

أتراجع الآن لأنه يبدو أن الذى يخلّق الحياة ليس يقين الموت والوعى وإنما هو الموت ذاته!!

هل بلغك بعض ذلك يا محمد؟ هل صديقك أسامة “يرغب” (فعل مضارع) فعلاً أن يمضىَ فورا؟

لماذا هذا اليقين يا “محمد” وأنت تقول:

 أعلم -علماً تاماً- أنك ترغب فى أن تمضى فوراً

هأنت استدركت قائلاً:

 لكن ينقصنى تمام العلم!!

شكرا

لم يصلنى من كتاب (كتابة) أسامة أنه رَغِبَ أبداً أن يمضى فوراً

استأذنك يا محمد نعود إليه لأسامة .

ياه!!

ما كل هذا؟

عنوان اليومية هو “عن الشعر والنثر

والباب الذى سمح بذلك هو: مقتطف وموقف،

 أين المقتطف وأين الموقف؟

المقتطف الأول:

نبدأ بجان بول سارتر  فى كتابه ما الأدب (2)

“…. وعلينا أن نسجل هنا تفرقة أخرى: هى أن ميدان المعانى إنما هو النثر؛ فالشعر يعدُّ من باب الرسم والنحت والموسيقا. وقد لامنى قوم زاعمين أنى أبغضُ الشعر محتجين، لزعمهم، بأن مجلة العصور الحديثة Les Temps Modernes قلما تنشر شعراً.. ولكن فى هذا الدليل على أننا نحبه، على خلاف ما يزعمون”.

وحسبنا فى إقناعهم أن يلقوا نظرة على الإنتاج الأدبى المعاصر ليروا فيه ضآلة الشعر.

يقول هؤلاء الناقدون فى زهو المنتصر : “لن تستطيع بحال أن تحلم بجعل الشعر “التزامياً”؛ وهذا حق. و(أنا) لم أرْمِ إلى هذا؟ ألأنه يستخدم الكلمات كالنثر؟ ولكنه لايستخدمها بنفس الطريقة؛ بل لنا أن نقول: إنه لا يستخدم الكلمات بحال، ولكنه يخدمها. فالشعراء قوم يترفعون باللغة عن أن تكون نفعية.

المقتطف الثانى:

 تذكرت هذا المقتطف الأول من سارتر بمجرد أن قرأت فصل أسامة، “عن الشعر والنثر” (89 – 104)، رحلت إليه، ثم عدت إلى أسامة فوجدته قد حلَّ الاشكال تقريبا هكذا:

“الشعر والنثر وطنان، مختلفان، ومتمايزان. كلّ له ناسه، ولغته، وطقسه، وأشجاره، وثماره.

كنت أسكن أرض الشعر، وأعتبر نفسى مواطناً من الدرجة الأولى.

ولأن أرضَ الشعر أرضٌ فوق واقعية، فهى ليست هى بالضبط فى عين كل قاطنيها.  فالبعض يراها واحةً خصبة، وأرضاً، مثمرة، وأشجاراً خضراء طوال العام. والبعض الآخر يراها جرداء وعرة. يظل يسير فيها فراسخَ وأميالاً، عابراً السراب تلو السراب، حتى يظفر فى النهاية بشجرة وحيدة، تتدلّى منها ثمرة واحدة يتفيأ ظلها قليلا، ثم يعاود السير، بعد أن يبتل ريقه بالعصير الحلو، وتهدأ معدتُه.

كلا البعضيْن يشفق على الآخر .

فالأول من فرط إشفاقه على الثانى لايراه. أما الثانى، فإنه يرى الأول جيداً، ويعرف كم هو بائس. ويعرف أيضاً أن ما يكنزه من ثمار. ما هى إلا(زَنْزَلخْت) لايصلح لشئ.

أما أرض النثر: فهى كالغابة المتشابكة الأغصان، كل أشجارها مثمرة، وقريبة المنال. لكن الثمار المرجوّة دائماً خفية. إذ لا يراها سوى قاطنيها. لا .. ليس كل قاطنيها. بل ذلك الذى يمكنه أن يكون حطّاباً، وطالعَ نخل، وصياداً، ومستكشفاً، وقصاصَ أثرٍ، فى شخص واحد.  حتى تمكنه الغابة من ثمارها العزيزة.

لقد غزوتُ أرض النثر مرات معدودات من قبل. فى كل مرة كنت أتسلّل على وجل واستحياء، وأعود سريعاً، بعد أن أختلسَ ثمرة صغيرة.

الآن، بعد أن تجرأتُ وتوغلتُ قليلاً، أوشك أن أقول:

 (بائسٌ هو الشاعر الذى لم يعرف النثر أبداً)

(الحياة نثر)، وما على الكاتب سوى أن ينقلها من واقعها إلى الورق.

ولكن السرّ كله يكمن فى عملية النقل هذه:

كيف ترى نثر الحياة: ومن أية زاوية، وأى المفردات يسترعى انتباهك أكثر من الآخر؟

ثم الغلالة الرقيقة، التى تغلّف المشهد الذى وقع اختيارك عليه.

تلك الغلالة التى هى روح الكاتب، ومزاجه الخاص. والتى تحوّل تلك المشاهد إلى نصوص.

المشاهد الغافلة، التى تسبح فى ديمومة الوجود. والتى تنزلق عليها الأعين دون أن توليها أى قدر من الاهتمام.

إلى أن تأتى عين الكتاب، فتضعها بين قوسين، ثم تنقلها بحرص إلى الورق، لتبدأ حياةً جديدةً لا تنتهى.

هذا المقتطف الثانى من كتاب (كتابة) أسامة، نخرج منه برؤية مختلفة لما أسماه نثراً، إن المسألة ليست فى تقسيم خطابنا الأحدث شعراً أم نثراً ولا فى تعريف أى منهما، وإنما هى فى التعرف على حركية اللغة من خلال كلٍّ منهما، دون حاجة إلى الفصل بينهما تعسفا.

طيب، ألهذا أسميتُ كتابة محمد هذه “قصيدة” ؟

ثم إننى حين بدأت يومية اليوم، قلت إن كتاب (كتابة) أسامة قد وصلتنى قصيدة ممتدة،

فليكن المقتطف الثالث والأخير هو ما كتبه محمد فى صديقه، لصديقه، عن صديقه، عن نفسه، لنفسه، لى، وقلت أُنهى اليومية باقتطاف محدود من تلك القصيدة.

حاولت أن أقتطع مقطعا أو اثنين من القصيدة فلم أستطع،

 خفت أن أظلمه، فقلت:

 ماضرّنى لو أثبتها كلها، ثم أعلن موقفى من كل ذلك فيما بعد؟!

فها هى ذى :

المقتطف الثالث والأخير:

رسالة إلى رفيق يموت

ستموتُ قريباً جداً.

ابصقْ فى وجهى، أنتَ ومن يرغبُ فى أن يرأفَ بكْ،

أو حاول قتلى لأموت أنا بدلاً منكْ،

لَكنَّك ستموتْ،

وقريباً جداً

(1)

هـا أنـتَ وقـدْ أصبـحتْ

تعـرفُ وحدكْ

ما كـنّا نسـعى نعـرفُهُ سوياً

ها أنت وقد أصبحـتَ تعـاينُ ما يهجسُ أحـيانـاً،

إذ أستشعر موتى يمـشى جنبى

ها أنتَ وقدْ أصبـحتَ الأقـربْ.

ابصـقْ فـى وجـْهِى واكْـرَهْـنِى،

أو حـاولْ قتـلى بـدلاً منـكْ

لكـنْ فلتسـعـد بالحـظِّ الطيـبْ

ولتـأمـل فـى وصـلٍ طـيـب

أو

فلتسـعـد بالـوصـلِ الطيـب

ولتـأمـل فـى حـظٍّ طـيـب

(2)

أعلـمُ -علـماً تـامـاً- أنّـكَ ترغـبُ فـى أنْ تَمـضـى فَـوْراً

أعلـمُ أنِّـى أرْغـبُ فـى أنْ أمضـى فـوراً -أيضـاً-

لكـنْ يَنْقصُـنِى “تمـامُ العـلـمْ”

أنـتَ الأقْـرَبْ

أنـتَ الأوْثَـقُ والأوْكَـدْ

لا تحْسِـدْنَا، نحـنُ الأضْعَـف،

نحْـنُ المازلنـا لم نتـأكَّـدْ بَعَدْ

لا تتـرَدد واذهَـب، وافرَح بمُضِيِّـكَ نحوَ يَقينٍ مُطلَق.

لا تحسـب أن العـدم هنـاك

لا تحسـب أن هنـاك عـدم

حسبك أنك أنـت الآن هنـا

وهو الممكن إثبـاتـه،

أو غـاية ما يمـكن إثبـاتـه

هل تقـدر أن تثـبـت شيئـاً آخـر عنّـِى لـى؟

أو عنـَّـك لـك؟

 (3)

هل أحبَبْتُـكَ يَوْمَاً؟؟

هل ما زلـتُ أحِـبُّكْ؟؟

أعـلمُ عنـِّى، …. أما عـنْك فجـاوبْ أنـتْ

أعـرفُ أنِّـى لا أعـرفُ معـنىً للحـبْ

لكـنْ، أيضـاً أعـرف : أنَّ مماتَـك جعَـلَ ممـاتى يَمْـشى جَنْبِى

أنتَ الأوْكَـد

وتأكـدتُّ الآنْ

أنَّ حيـاتى كانَتْ تَمْـشِى جَنْبَ حيـاتِك أيضاً

لا أعرفُ كيـفْ

إلا أنَّ فراقـك ذكَّـرَنِى برَحـيلى

ذكَّرَنـى أنِّـى لَسـتُ قريبـاً منـهم

ذكـرنى أنـكَ أنـتَ الأقـربُ منـه:

“اليـنـتـظـرك”

وأنا أسْـعَى

وحْـدِى أمْضِـى

وحـدَكَ تَمْضِـى

لا أعـرفُ إنْ كـانَ الْيَـنْـتَـظِـرُك يَنْـتَظِرُكْ.

……………….

هلْ أحْبَبْـتُكَ يوْمـاً؟؟

هلْ ما زلـتُ أحبُّـك؟؟

ولماذا يبدو أنِّى لَمْ أعْرِفْ إلاَّ الآن؟!

(4)

أنـتَ الآن الأقـْرَبْ؛ فـارْشـدْنِى

هلْ تَتَـألـَّـم؟

هل يـلْـزَمُ أنْ نَتَـألـَّم؟ .. ولمـاذا؟

لا! لن أسْـأَلَ “ولمـاذا”

فـ “لمـاذا” تُنْـزِلُنَـا الآن…

من مرتبـةٍ أعْـلَى للأدْنَـى

لكـنْ قُـل لـى، عَلِّمْـنِى

هـل أصبحـتَ تحـبُّ الألَـمَ الآن؟؟

هـل وافَـقْـتْ؟؟

أمَّـا زلت تعـارضُ/تـرفـضُ؟؟

أحْـلـمُ أنِّـى يَوْمـاً لَـنْ أرفُـض

أحْـلـمُ أنِّى سَوْفَ أُعَلـِّـمُ نفسىَ أن أستَسْلم

لكـنْ: كيـفَ سيصبحُ أَلَـمِـى أَلَـمَـاً

إنْ لـَمْ أرْفُـض؟؟

أنت الأَعْرَف؛

قـل لى هَمْـَساً: هل تَتَـألـَّـم؟

قـل لـى ولَـوْ فـى السِّـرْ:

هل أنتَ هُنَـاكْ؟ هل تَعْـرِف بَـعْد؟

يا بختَـك: أنـْتَ الأَقْـرَبْ.

ابصـقْ فى وَجْـهِـى واكْـرَهْنِى

أو حـاولْ قَتْـلِى بَدَلاً مِنْـك

لَكِنَّـكَ أَنْتَ الأَقْـرَبْ.

سَتَمُـوتُ قَريـباً جـداً

وسَتَعْـرِف.

الموقف:

أى موقف ينتظره منى القارئ/ الزائر، بعد كل هذا؟

تجاه أى مقتطف من كل هذا؟

كتاب أسامة؟

أم المقتطف من رأى أسامة فى الشعر والنثر؟

 أم المقتطف من سارتر؟

 أم قصيدة محمد؟

سبق أن اقترحنا عنواناً جديداً هنا فى اليومية اسميناه “مقتطفات بلا موقف

هل يجوز هذا العنوان لهذه اليومية تصحيحا للعنوان الأصلى؟

 

[1] – من رواية كلبىَ الهرِمْ .. كلبىَ الحبيبْ، أسامة الدناصورى، 2007، دار ميريت

[2] – من كتاب ما الأدب، جان بول سارتر، ترجمة د.محمد غنيمى هلال، 1961 ، ص 8 ، 9 ، مكتبة الانجلو المصرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *