الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطف من كتاب: “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه” الحالة: (3) “تقول له ..؟ أم تخفى عليه؟”

مقتطف من كتاب: “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه” الحالة: (3) “تقول له ..؟ أم تخفى عليه؟”

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 17-3-2021

السنة الرابعة عشر  

العدد: 4946

الأربعاء الحر:

مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه  (1)

الكتاب الأول الحالات: من (3) إلى (20)

تذكرة:

ننتقل اليوم، وكل أربعاء، – كما ذكرنا الأسبوع الماضى – إلى عمل آخر أقل تنظيرا وأكثر ارتباطا بالممارسة الكلينيكية العملية وخاصة فيما هو “العلاج النفسى”، فنواصل بالنشرة الثالثة من سلسلة الكتب الخمس التي صدرت بعنوان “العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه، وطبعا ما سوف ينشر هو مقتطف محدود لحالة واحدة كل أسبوع، ومع ذلك فقد تتخطى الحالة الواحدة الخمس صفحات (وأحيانا –نادرا-  إلى تسعة)، لكننى وجدت أنه يستحيل تجزئتها على أسبوعين وإلا انقطع الحوار وضاعت الفائدة، ولا يحتاج الأمر إلى التنويه إلى أن أسماء المتعالجين ليست هي الأسماء الحقيقية، وأننا حورنا أى معالم قد تدل على صاحبها احتراما لحقوقه وشكرا لكرمه بهذا السماح بما يفيد من قد يمر في مثل محنته،

جزى الله الجميع عنا خيرا

 **** 

الحالة: (3)

تقول له ..؟ أم تخفى عليه؟ (2)

بعض ملامح الحالة:

  • الإستعجال فى المشورة

  • العلاقات “الحرة” (المشبوهة) وموقف المعالج

  • مصارحة الزوج الخطيب بالماضى؟

  • تقمص المعالج بالخطيب وتأثير ذلك

  • ذكرى العلاقة الأولى، وتأثيرها حالا

  • أثر التاريخ الأسرى

د. وائل: هى الأولى من أربع إخوه وأخوات، عندها 27 سنة، بتجيلى بقالها تقريباً شهرين بانتظام كانت مشكلتها اللى جاية بيها الأساسية إنها جاية تشتكى إنها مش عارفة تتكيف مع جو البيت مش عارفة تتعامل مع باقى أفراد الأسرة.

د.يحيى: هى بتشتغل؟

د. وائل: لأ مابتشتغلش، يعنى هى اتنقلت بين كذا شغلة، بس حالياً ما بتشتغلش.

د.يحيى: كام أخ وكام أخت؟

د. وائل: 3 غيرها، بنت وولدين غيرها وهى الكبيرة هو والدها رجل أعمال، هى عربية لكن الأسرة فى مصر من زمان.

د.يحيى: رجل أعمال فين؟

د. وائل: هنا، هو شغله هنا أساسا، لكن له علاقة برضه ببره

د.يحيى: أنا اللى محولها لك؟

د. وائل: آه حضرتك محولها لى من شهرين ووصيتنى عليها خصوصا إن لها اتنين من إخوتها دخلوا فى قصة التعاطى وواحد حالته وصلت لمرحلة صعب، وبيتعالج.

د.يحيى: إنت بتشوفها بقالك شهرين بتقول مش كده؟

د. وائل: أيوه شهرين، آه.

د.يحيى: طيب فيه إيه؟ مش هى بتحضر بانتظام؟

د. وائل: أيوه ما مابتفوتش مواعيد، المهم يعنى أنا قعدت قى الأول بس أجمع معلومات عشان أفهم.

د.يحيى: طيب ما هو دا طبيعى، ومستعجل على إيه، دول شهرين، المهم، فين بقى السؤال؟

د. وائل: المشكلة إن البنت دخلت من سنتين ونص بالظبط دخلت فى علاقة كاملة مع واحد من الشباب تعرفه، كان فى علاقة عاطفية بينهم قبلها.

د.يحيى: طيب وبعدين؟

د. وائل: وبعد كده هى انفصلت عنه وسابته خالص.

د.يحيى: وبعدين؟

د. وائل: وهى دلوقتى اتعرفت على ولد تانى واضح إنه ولد كويس من اللى بتحكيه عنه، ومن طبيعة تصرفاته.

د.يحيى: والولد الأولانى؟

د. وائل: لأ أنا باحكى عن التانى، هى اتعرفت دلوقتى على واحد تانى

د.يحيى: سابت الأولانى بعد العلاقة الكاملة دى بأد إيه؟!

د. وائل: بسنة.

د.يحيى: واستمرت العلاقة الكاملة مع الأولانى قد إيه؟

د. وائل: حوالى سنة ونص.

د.يحيى: سؤالك بقى عن إيه؟

د. وائل: البنت متقدم لها التانى ده، الولد الكويس، وهى محتارة تعرّفه باللى حصل ده ولأ لأ .

د.يحيى: أنا فاكر إحنا ناقشنا الموضوع ده قبل كده، آه، إتعرّضنا له أظن فى أكتر من حالة.

د. وائل: أيوه.

د.يحيى: طيب إيه اللى انت فاكره منه، هو مافيش قاعدة عامة طبعاً، لكن لو سمحت نربط المسائل ببعضها.

د. وائل: طبعا.

د.يحيى: طيب، إيه فى اللى إحنا ناقشناه يمشى على الست دى؟ وإيه اللى عايز تعرفه جديد؟

د. وائل: أنا فاكر آه، فاكر إحنا قلنا إيه .

د.يحيى: قولنا إيه؟

د. وائل: يعنى هو حضرتك وقتها، اللى أنا فاكره، أصل الكلام دا بقاله أكتر من سنة، حضرتك قلت للدكتور”….” حاول تتقمصها من ناحية، وتتقمص خطيبها يعنى اللى حايبقى جوزها من ناحية تانية، بالدور يعنى، وإن الواحد يشوف ممكن يتصرف فى الموقف ده ازاى.

د.يحيى: طيب: وبعدين؟

د. وائل: أيوه أنا فاكر إن فى الحالة اللى فاتت قلنا لأ، البنت ماتقولش

د.يحيى: مش قوى كده، إحنا اتناقشنا وفضلنا إنها ما تقولشى فى المرحلة المعينة بتاعتها، كل حالة لها ظروفها، وبرضه كل مرحلة تختلف عن المرحلة اللى بعدها واللى قبلها، إيه الفرق بين الحالة دى والحالة اللى فاتت، حصل إيه لك وإنت بتشتغل لما افتكرت إن إحنا قلنا كده زمان؟

د. وائل: أنا شخصيا إتخضيت من الموقف، بس قلت ساعة ماكنا بنتناقش المرة اللى فاتت هوا ده يِمكن الصح، لما جت الحالة دى لقيت نفسى مستصعب إن هيـَّا ماتقلـّهوش، برضه فى نفس الوقت يعنى مستصعب إنها تقول، لما سمعت حالة د.”….” ما كنتش جوا الموقف، لكن لما لقيت نفسى مسئول عن مريضة بالذات، فَرَقت معايا، لقيت نفسى فى وسط موقف مشابه، فَرَقَتْ..

د.يحيى: فى الحالة اللى فاتت كان رأيك اللى بصحيح إيه؟!

د. وائل: أنا قلت أنا كنت موافق على رأى حضرتك

د.يحيى: هوا ما كانشى رأى حضرتى قوى، إحنا اتناقشنا ووصلنا للممكن ساعتها.

د. وائل: آه

د.يحيى: طيب، أنا مِحترم إنك شايف موقفك بأمانة، محترم ملاحظتك إن اللى بيسمع غير اللى بيمارس، وده مهم جدا فى الإشراف، إحنا مش بنحفظ ونروح نسمّع للعيانين، وأنا ما عنديش مانع نتناقش ونعيد ونزيد مهما اتكررت نفس الحالات، لأن ما فيش حالة زى التانية، ثم إن الإشراف زى ما اتفقنا بيناقش مشاعر ومواقف المعالج المتغيرة طول الوقت، تمام زى ما بيناقش مشاعر ومواقف المرضى، أنا متشكر يا وائل إنك خدت بالك من الفرق بين السماع وممارسة الصعوبة من جديد.

د. وائل: بصراحة أنا احتسْت.

د.يحيى: ده جيد، بس خلى باك إنك فى النهاية مش انت اللى حاتحكم عليها إيه اللى تعمله، إنت حاتناقش وتقترح بوضوح، ولازم تحط مرحلة المجتمع بتاعنا فى الاعتبار، مش بس المجتمع العام، لأ مجتمعها الخاص.

د. وائل: يعنى أعمل إيه، وما هو أنا جزء من المجتمع ده برضه؟!

د.يحيى: أيوه ولأه، يعنى لا إنت تمثل المجتمع، ولا هى، ولا عيلتها، ولا بلدها إحنا جزء من المجتمع صحيح، بس كل واحد له دوره المختلف فى المجتمع بتاعه، ومافيش حاجة تنفع لكل المجتمع كده مره واحده، كل مجتمع صغير له ظروفه الخاصة.

د. وائل: طيب، بس يعنى….

د.يحيى: شوف يا وائل الرجالة بصفة عامة فى مجتمعنا وصلوا لحد فين، لما يكون الرجاله هفأ، والمجتمع أى كلأم، تاخد بالك من كل ده، مش معنى كده أنا بـَاعـَمـِّمْ، أنا صحيح باستهيف الرجالة اليومين دول، وبرضه مش واثق فى نضج المجتمع كله، بس ده مش معناه إن الكل كده، خلى بالك المسألة مش مسألة تحضُّـر وحرية وكلام من ده، المسألة مسألة احترام وتعلم وكـَبـَران، ياراجل: “من كان منكم بلا خطيئة”.

د. وائل: يعنى إيه؟ أنا حاسس إن شعورها بالذنب ورا رغبتها إنها تقول له.

د.يحيى: إوعى تتطمن لحكاية الشعور بالذنب دى، دا أنا كتبت فيها كتير، أنا شرحت إزاى إن اللى بيشعر بالذنب زيادة عن اللزوم فى الغالب هو اللى ما بيتعلّمش، وده برضه مالوش دعوة بالتوبة أو بالاستغفار، التوبة هى إعلان التعلم، مش عقاب النفس زى ما بيحصل مع الشعور بالذنب.

د. وائل: طيب ونفرّق إزاى؟

د.يحيى: المفروض ده متروك ليك إنت وخبرتك ولمدى معرفتك بالبنت وباللى حواليها، وباللى حايتقدم لها، ثم إن شهرين مش كفاية، لازم تاخد وقتك لحد ما تقدر توزن الوضع، مش معنى كده إنك تقعد محتار وتدّعى الحياد، لأ، إنت تبدأ بمسئوليتك وإحساسك وخبرتك، وتشوف لو أنت أبوها، أخوها، هىّ، تشوف حاتعمل إيه دلوقتى وبعيدن، وما تفرضشى اللى شفته فى نفسك عليها، مهما تصورت إنك صح، اللى أنا بقول لك عليه له أهميته مش إنك تفهم نفسك وبس، هوه مهم إنك تعرف احتمال تداخل موقفك الشخصى مع دورك العلاجى، حاتعرفه من خلال أمانتك دى، يقوم يبقى حكمك أقرب للواقع، إنت بتشوف نفسك فيها ومعاها ومعاه، مش عشان تحكم عليها أو عليه باللى ينفع لك إنت، لأ، دا عشان تقرب من الموضوعية، وتبعد عن الأحكام المطلقة سواء من الناحية الأخلاقية أو من الناحية الاجتماعية أو حتى الدينية، إنت طبيب تساعد الناس إنهم يبقوا سُـلام عشان يحكموا بأنفسهم ويتحملوا مسئولية حكمهم زى ما أنت بتتحمل مسئولية حكمك، المسألة مش مسألة حياد، إنت بتعلن رأيك مش بتخبيه، وبس، أنا مثلا رأيى المبدئى هوا إنها ما تقولشى، لازم أعترف بده لنفسى ابتداء، باقول كده لأنى عارف الرجالة، أنا بقولك نقطة البداية عندى مش نقطة النهاية، باقولك الأصل، لكن ده مجرد إعتراف بالاحتمال الأرجح عندى، وليا شروط إنها ما تقولشى، لو وصلنى إنها اتعلمت بصحيح، اتعلمت قوى، واتوجعت قوى لدرجة إنها اتغيرت فعلا، يبقى فى الأغلب باعتبر بينى وبين نفسى إن مش هى اللى غلطت الغلط ده، دى اللى كانتها، كأنها لـَمـَّا تـِتـْعـَلمْ بصحيح: تبقى واحدة تانية، يبقى هى لما بتخبى مش بتكذب أو بتضحك عليه، يمكن تخبيتها دى تكون نوع من التقدير لضعف الرجل عموما، أو ضعف الشخص ده بالذات، وده مش عيب، الضعف مش عيب وأيضا يمكن تخبيتها تكون برضه حسن فهم للى وصل إليه المجتمع اليومين دول، المجتمع بتاعنا عمال يتدهور بسرعة فظيعة جداً فى هذه المناطق بالذات، أظن إن الممارسات دى زادت، وفى نفس الوقت الإدعاء زاد، والشهامة تراجعت، وأيضا السماح ما عدشى فيه سماح من غير لىّ دراع.

د. وائل: يعنى إيه؟!

د.يحيى: الرجالة ساعات تقولك آه آه وبتاع ومش عارف إيه ومسامح وما يجراش حاجة، سنة اتنين تلاتة، أكتر أقل، بعد كده الراجل من دول يتهز أى هزة، هب الحريقة تولع، وهات يا: “إنتى مش فاكرة كنتى كذا كذا، ياللى إنت كيت وكيت”، وحاجات فظيعة عمرها ما كانت باينة عليه فى الأول، ده ساعات بيحصل بعد 30 سنة وساعات أكتر، أنا شفت مصايب من دى كتير، يقعد الواحد من دول يقول لنفسه أنا راجل جدع وبتاع وعامل نفسه شهم وفهمان، وبعدين ييجى عند سن مثلأ 55 أو حتى 80 يقولك بقى مش إنتى بقى اللى مش عارف إيه !! أنا كمعالج لما أعرف إن موقفى كده من خلال خبرتى، أعلنه لنفسى أولا، وأقول إن الأرجح إنها ماتقلوش، آجى بقى بالنسبة للبنت دى بالذات، المسألة تتوقف عليها، ومدى قدرتها على احتواء التغيير، والمسئولية الجديدة، وده متروك لك ولها، إذا كانت البنت يعنى واثقة من نفسها فعلا (مش بس بتقول أنا واثقة)، وكانت قادرة تحط الخطأ فى مكانه، وتتحمل مسئولية اللى حصل، ومسئولية إنها تخبى ده، مش تكذب، وتقول ما هو ربنا عارف كل حاجة ومش محتاج قوالة، إذا كان الأمر كذلك، فهى حاتوصل لقرار سليم برضه من خلال وضوح موقفك اللى حايوصل لها غصبن عنك، يعنى لو انت شخصيا من غير ما تعرف حكمت عليها حكم نهائى إما بسوء الخلق زمان، أو بالكذب دلوقتى، فده حايوصل لها بشكل أو بآخر.

د. وائل: يعنى موقفى أنا شخصيا حا يأثر عليها؟

د.يحيى: طبعا، حتى من غير ما تقوله، ثم خلى بالك: فيه حاجة تانية مهمة، ساعات قولانها لخطيبها ده ما يكونشى لمجرد تجنب الكذب، أو نتيجة للشعور بالذنب والندم والتوبة، ده ساعات يكون نوع من إيذاء النفس، وتشوية لصورتها، قال يعنى بتعاقب نفسها بكده، ثم إنها برضه يمكن تطلب منه ثمن اعترافها ده بشكل خفى حتى عنها، وتبالغ فى ده، ومش ضرورى تكون عارفة الثمن، اللى بتطلبه إيه، وساعات تبالغ فى طلبات عاطفية منه، ومهما إداها يا إما ما تصدقش يا إما ماتشبعش يا إما تفركشها من غير ما تاخد بالها، وكلام من ده، كل ده طبعا بيحصل من تحت لتحت غالبا فى  اللاشعور.

د.وائل: بس أنا حاسس إنها عايزة تقول له، إيه موقفى أنا؟

د.يحيى: ما هو انت مش حا توافق ولا حاتعترض بشكل مباشر، إحنا بنقلّب فى المسائل. ثم فيه حاجة غير ده كله: يمكن هى عايزة تقول له عشان تختبره، يعنى تروح رامية الكرة عنده، يقوم يبان إن كان حايستحمل ولا لأ، وحتى لو استحمل سنين، يمكن يسقط فى أول امتحان بعد كده، يسقط ويتفـقس من حاجة بسيطة، زى ما قلنا: خناقة، اختلاف رأى، رز شاط، يروح قالب الدنيا زفت، يعنى مش ضرورى تحصل حاجة كبيرة عشان يبان اللى جواه، مش ضرورى بعد الجواز يشك مثلا إنها حاتعمل علاقة، مش ضرورى يخاف على بنته لتتطلع لامها، ما حدش يقدر يحسبها بالقلم والورقة، إنه وافق أو ما وافقشى، إنه سامح أو ما سامحشى، إحنا ما نقدرشى نلزم اللى جواه بموافقته أو سماحه، الحاجات دى أنا شفتها فى عيادتى، حاجات بسيطة خالص، خناقة مع أخته يروح فايع فى مراته يقولها دى ستك، وهو عينه أو لاشعوره بيشاوروا على حاجة تانية، إتأخرت مثلا عن النزول عشان تركب العربية معاه، تروح العاصفة قايمة، مجتمعنا ضعيف جداً، عشان كده أنا بابتدى بالأرجح عندى، إنها ما تقولشى له، هى يجوز تقول، باعتبار إنها عملت اللى عليها ومسحت ذنبها وهو حر، فى حين إنها لو اكتسبت خبرة حقيقية من كل ده، ومن العلاج، حاتبقى قوية وواثقة، وحاتعرف مين ده اللى تقول له، وهوه يستاهل ده ولا لأه، وطبعا حايتضمن ده مدى نضجه ووعيه وإيمانه الحقيقى.

الحكاية محتاجة وقت ومحتاجه وعى منك جامد قوى، لو إنت رايح تتجوز واحدة فى الظروف دى، حاتفضّل إيه؟ حا تفضل إنها تقول لك مثلاً، وبعد ما تقولك حاتكذب على نفسك وتقول سامحت، ولاّ فيه احتمال إن حاجة حا تحصل جواك ما انتش عارفها؟

 مرة تانية إنت مش مقياس، بس ده يساعدك على نوع من العدل ولو بنسبة بسيطة، وأيضا على احترام ضعف البنى آدمين، المسألة عايزة شغل شريف فى كل اتجاه، مع كل الأطراف، وربنا يستر.

د. وائل: ربنا يسهل.

د.يحيى: فيه حاجة بايخة أنا أحب أقولها فى الآخر، هى يمكن تكون محرجة لكم شوية، بس ده علم، إحنا هنا بنتعلم، هوا الجدع الأولانى ده كان إيه بالنسبة لها، كان بيغذى أى حتة فيها، لازم برضه تحترم ده مهما كانت فاقت وسابته، الحتة دى خلقة ربنا برضه، إيه اللى خلاها تقعد معاه المدة دى؟ سنة ونص؟ مش يمكن هى عايزة تعترف للجدع الجديد ده عشان يمشى، عشان مش لاقية الحتة دى فيه، أنا متأسف، إنما احترام النفس الإنسانية لازم يكون ما لوش حدود، وإلا ما نبقاش دكاترة، العلاقة اللى تقعد المدة دى، وعلاقة كاملة، ما هياش لعب عيال، لازم بتغذى حاجة، لازم ندور عن بقايا الخبرة الأولى ونحترمها واحنا بنرفض الغلط، الخبرة ما بتتقاسشى بس بالغلط والصح، الخبرة خبرة، والنمو نمو، أنا آسف، المسائل صعبة عليك يا وائل فى الأول إنما إنت كمان بتكبر، بنكبر سوا، إمال عاملين الإشراف ده ليه. خلى بالك الخبرة اللى فيها إعادة نظر فى أفكارك الأولى حاجة تانية، يا أخى دا حتى الجواز اللى هوا جواز على ميه بيضا بصحيح وعايز ينجح  بيكون فيه إعادة نظر برضه وهوّا يا إما يفشل يا إما يتقلب كذب وتلصيم يا إما التعاقد يتجدد باستمرار، البنى آدم بنى آدم وبس، زى ربنا ما خلقه، والمسألة صعبة بجد، وإحنا اتعرضنا بمهنتنا دى لخدمة البنى آدم كله على بعضه، ولا ّ إيه !! وربنا يقدرنا.

د. وائل: طيب وحكاية أخوها وأخوها التانى وإنهم عندهم حاجات هما رخرين؟!

د.يحيى: آه، عليك نور، دى حاجة مهمة برضه، مش المسألة إنها عيلة سايبة وطلع منها كل الأخطاء دى، لأ، إنت لازم تاخد بالك إن فيه برامج جاهزة فى تركيبة العيلة دى، لازم نوفر لها الظروف اللى تستوعبها صح، وإلا خد عندك، أنا باسـَمـِّى الاستعداد الوراثى”برامج”، والبرنامج هنا مش استعداد للبوظان، ولا للمرض، هواستعداد وخلاص، استعداد بينبهنا إن مع العيلة دى لازم نبذل جهد أكتر، ونحسبها حسابات أصعب، المسألة مش ده وحش وده كويس، المسألة نبتدى من جديد ازاى.

د. وائل: بس حضرتك بتصعّبها علينا كده

د.يحيى: الله!! مش أنت اللى بتقدم الحالة، مش إنت اللى بتسأل، ثم خلى بالك أنا ما ردتشى على سؤالك

د. وائل: آه صحيح، بس أنا عرفت.

 د. يحيى: أنا أشكرك.

د. وائل: شكراً يا دكتور يحيى.

****

التعقيب والحوار:

د. أسامة فيكتور:

يبدو أن من فائدة عرض حالات هكذا أن تساعدنا فى تنمية التقمص مما يفيد عملية العلاج.

د. يحيى:

لكن أرجو أن تنتبه أن أغلب التقمص، خاصة فى بداية الممارسة يحدث لا شعوريا، وعلينا أن نبحث عنه على أى مستوى من مستويات الإشراف، وأن ننتبه أنه بداية مش نهاية، أنا أتقمص اللى قدامى عشان أفهمه أكثر وأساعده أحسن، مش عشان اللى حاحس بيه وأنا متقمصه أخليه يعمله.

أ.عماد فتحى :

موافق على أنه ليست هناك حالة مشابهة لحالة أخرى ولكن هذه اليومية بهذا الشكل مفيدة جداً ونشرها هكذا بدون تعليقات نظرية يجعلها أكثر تحريكاً، ويشير إلى الخطوط العريضة التى تحرّك الأفكار.

د. يحيى:

هذا طيب، وهو غاية المراد بصراحة

أ. محمود محمد سعد:

أرى أنه مادام الزوج متفاهم، يمكن أن تخبر الزوجة زوجها بتاريخها لأن عدم الإخبار هو خيانة، أما إذا ترتب على هذا الإخبار ضرر بسيط، فيجب على الزوجة التحمل.

د. يحيى:

 ما هذا يا محمود؟ سبحان الله يا أخى! عدم الإخبار لزوج مهزوز هو الخيانة؟ والضرر الذى سيترتب “بسيط” إن شاء الله!! والزوجة وحدها هى التى تتحمله؟ ما كل هذا بالله عليك؟

 شعرت يا محمود أن عليك أن تقرأ المناقشة من جديد، وأن تحترم المرأة أكثر كثيرا، وأن ترى خيبة الرجال وضعفهم وغرورهم أكثر بكثير جدا، ثم إنه ليس زوجها بعد، ألم تلاحظ، هو خطيبها فقط.

 ولعلك تحتاج أن ترى ذلك فى نفسك أولا، أو أساساً. أنا أسف

د. تامر فريد:

حاولت بكل أمانة إن أتقمص خطيب المريضة، وجدت صعوبة كبيرة، فى تقبل ذلك، لم أستطع مسامحتها فى البداية وفضلت ألا أعرف. أما بعد ذلك فلا أعرف ماذا جرى؟ شعرت إن شيئا ينقصنى، وأننى أحتاج فرصة كى أتخطى ذلك وأتقبل، أما كيف، لا أعرف؟

د. يحيى:

منتهى الأمانة يا تامر، هكذا يمكن أن نحترم ضعفنا وننمو ونحن ندفع الثمن متألمين فخورين بأننا نحاول ونأمل ونواصل، وعلى الله زميلك اللى أصدر أحكام نهائية حالا، الأستاذ محمود سعد، يصدقك ويفكر شويتين.

 

[1] –  يحيى الرخاوى: “كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه، ” منشورات جمعية الطب النفسى التطورى (2018)، والكتاب موجود فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مؤسسة الرخاوى للتدريب والأبحاث: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا حاليا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net 

[2] – نشرة الإنسان والتطور:  16-3-2008 www.rakhawy.net

 

 

admin-ajaxadmin-ajax (1)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *