الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطف من كتاب: “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه” الحالة: (21) “عن حركية الطبيعة البشرية، وجرعات تنظيمها”

مقتطف من كتاب: “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه” الحالة: (21) “عن حركية الطبيعة البشرية، وجرعات تنظيمها”

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 21-7-2021

السنة الرابعة عشر  

العدد: 5072

الأربعاء الحر:

مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه (1)

الكتاب الثانى الحالات: من (21) إلى (40)

تذكرة:

ننشر اليوم، وكل أربعاء، – كما ذكرنا – عملاً أقل تنظيرا وأكثر ارتباطا بالممارسة الكلينيكية العملية وخاصة فيما هو “العلاج النفسى”، فنواصل نشر الحالة (21) من الكتاب الثانى من سلسلة الكتب الخمس التي صدرت بعنوان “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه”، ولا يحتاج الأمر إلى التنويه إلى أن أسماء المتعالجين ليست هي الأسماء الحقيقية، وأننا حورنا أى معالم قد تدل على صاحبها احتراما لحقوقه وشكرا لكرمه بهذا السماح بما يفيد من قد يمر في مثل محنته، أو خبرته أو علاجة!

جزى الله الجميع عنا خيرا

****

الحالة: (21)

عن حركية الطبيعة البشرية،

 وجرعات تنظيمها

د. أحمد على: ممكن أعمل تحديث لحالة كنت اتكلمت عليها هنا مرتين.

د. يحيى: طبعا، هوا إحنا لينا شغلة غير كده! بس تفكـّـرنا بيها الأول.

د. أحمد على: هى بنت، حضرتك محولها لى عندها 26 سنة، هى مساعد باحث، ووالدها مهنى أكاديمى عالم، أختها الصغيرة لسه فى ثانوية عامة وأمها قاعدة فى البيت. كانت مرت بصدمة كدا، زى خبرة وعدّت، مع خطيب، ماكملتشى معاه، بس زى ما تكون اكتشفت من خلال الخبرة دى إنها عندها برود، لقت نفسها مش قادرة تتجاوب مع خطيبها، مع إنها سابت نفسها ليه، بس مش سيبان كامل، وبعدين لما اكتشفت مشاعرها دى، حست إن مستقبلها حا يبقى صعب جدا مع الرجالةً، إزاى حاتتحط فى حاجه زى كده وهى كده، المهم ما حصلشى نصيب إنها تكمل الخطوبة، وبعدين دخلت بعدها بمدة مش طويلة فى مرحلة ثانية وبدأ يجيلها تخيلات (فانتازى) على واحدة صاحبتها، وحست ياستثارة جنسية ناحية صاحبتها دى، وقعدت الحكاية مدة لحد ماراحت إجازة طويلة شوية من الشغل، الحكاية خفت.

د.يحيى: أظن أنا فاكر الحالة دى شوية، فيه حاجة تانية ظهرت؟

د. أحمد على: أيوه، كان موازى للحكاية دى إنها تقضى وقت كبير قدام الكمبيوتر، مش بتتفرج على حاجات مش هية، لكن كانت الحكاية دى بتسليها بس بتاخد وقت جامد، المهم هى انتظمت فى العلاج، وده خلاها تنتظم فى شغلها وماشى الحال، وزاد تقدير الناس لشغلها.

د. يحيى: فين المشكلة الجديدة اللى انت عايز تتكلم فيها دلوقتى بقى؟

د. أحمد على: هى كانت راحت مصيف مع أهلها فى اسكندرية ورجعت فيها نقلة كويسة، أنا متصور كده، مثلا بتقول لى إنها حاسة بلذة جامدة فى الشغل، وإنها حست إن الحياة متغيرة.

د.يحيى: طيب ما هو دا تمام التمام، فيه إيه بقى؟ إنت بتشوفها بقالك قد إيه؟

د.أحمد على: حوإلى سنة دلوقتى.

د. يحيى: برافو عليك، مش ده تغيير نوعى إيجابى، هو مين بيحس بلذة فى الشغل اليومين دول؟

د. أحمد على: أنا مش مستريح قوى، يعنى فيه حاجات كثيرة هى مفتقداها لسه، صحيح هى عمالة تشتغل أحسن وبتجيب الشغل فى البيت وبتحس وهى بتنجز إنها مبسوطة، فأنا بصراحة سألتها عن القديم، وبالذات عن حتة التخيلات إياها دى، فهى بتقول لى بقإلى فترة من ساعة النقلة دى مافيش الحركة اللى كانت جواها ناحية البنت دى أو أى بنت تانية وكده، يعنى وقفت خالص، بس فى نفس الوقت ما فيش قبول بالنسبة للخطاب اللى ممكن يجولها، عندها لسه قلق وخايفة بدرجة شاغلانى.

د.يحيى: الحمد لله…،…، السؤال بقى فين السؤال؟

د. أحمد على: أنا بأعمل تحديث للحالة أولا، للزملاء ولحضرتك، يعنى بالخص المشوار بتاع البنت والمسيرة بتاعتها ماشية إزاى، وبانقل لحضرتك دلوقتى إنى أنا عندى تخوف، والسؤال هو: هل أزق فى اتجاه إنها تقبل اللى بيتقدمولها برغم شعورها ده؟ يعنى هل الوقت مناسب؟ أنا حاسس طول الوقت إنى عاوز أزق بشكل سريع، عشان يبقى فيه حد فى حياتها، ونشوف الدنيا حا تمشى إزاى، يعنى بصراحة فضولى إنى أنا أشوف رد فعلها يبقى إيه؟ فهل أكمل فى الزّق؟ ولا أعمل إيه؟

د. يحيى: برضه أنا بافتكر الحالة أكتر وأكتر، وبصراحة أنا عايز أحترم فيك رؤيتك لنفسك، وبالذات لحكاية الفضول دى، هوه مش فضول قوى، ما تظلمشى نفسك، إحنا مش بنتفرج على عيانينا، إنت عايز تعرف هى وصلت لحد فين بعد الخبرة اللى شككتْها فى نفسها، فعوضتها بالفانتازيا اللى حكيت لنا عنها، وده حقك، لأ دا مش بس حقك دا واجبك، خصوصا بعد حكاية اللذة فى الشغل، لحسن يكون الشغل هوا راخر تعويض على حساب تنمية مسئوليتها نحو علاقة بشرية طبيعية حقيقية.

د. أحمد على: بصراحة أيوه، يعنى أنا عندى إهتمام أعرف هى النقلة الإيجابية فى الشغل اللى بقت تلاقى فيه نفسها ولذة وكلام من ده، هى دى بديل، ولا نقلة تطور حقيقى؟

د.يحيى: عندك حق، خصوصا إن دى مشكلة عامة شوية فى مجتمعنا بفرصه المحدودة، زى ما قلنا البنت لما بتوصل 29 يبقى فى حرج من كذا ناحية.

د. أحمد على: هى عندها 26سنة بس.

د. يحيى: ما أنا عارف، أنا باقولك زى ما باقول دايما، إن البنت لما بتوصل يعنى 29 سنة بيقى دخلنا منطقة الحرج، فيه حرج داخلى عادة البنت ما بتعترفشى بيه، وفيه حرج خارجى اجتماعى ممكن الأهل يقلقوا من ناحيتها، وَلاَ دَهْ عيب وَلاَ دَهْ غلط، يبقى الزقة من حيث المبدأ مشروعة، لأنك جزء من هذا المجتمع المحافظ ده بطريقته، وإنت عارف اللى بنكرره دايما إن الطبيب والد، يبقى الزق مشروع، إنما الاستعجال مش مشروع، إنت قدمت لنا الحالة دى قبل كده، قلت لك إنى أنا فاكرها، وتحديث الاستشارة حسب تطور الحالة جزء مهم جدا فى الإشراف وفى العلاج، حتى لو حانعيد الكلام، إنت فاكر اللى بنكرره عمال على بطال إن العلاج النفسى “وقت” و”توقيت”، (2) وفى الحالة دى فيه، برغم التقدم الواضح فى مسيرة العلاج، فيه ما يستدعى نظرة أعمق وإعادة حسابات بحرص جيد، عندك هنا الرغبة الجنسية المثلية، ولو على مستوى الخيال، يمكن تشير إن البنت أصبح عندها شك فى قدرتها عمل علاقة حقيقية مسئولة مع الرجل، أى رجل، خصوصا بعد مسألة البرود، اللى مرت فيها البنية دى مع خطيبها فى الخطوبة اللى اتفركشت، النقلات هنا مهمة: من خطوبة، لخيالات مثلية، للذة فى العمل، مع استمرار علاقة علاجية لمدة سنة بانتظام، أظن إنت فى وقفة مهمـَّـة، وفى وقت مناسب إنك تعمل حاجة، ويمكن ده اللى بتسميه “زق”، وبتشك فى نفسك وخايف تبقى فرجة أو حب استطلاع، ولا هوا حب استطلاع ولا حاجة، دى مسئولية طبيب أب معالج يا أخى.

إنت عملت عمل جيد، بس زى ما تكون هى سحبتك بعيد عن حقها فى مشاعر زى ما ربنا خلقها، يعنى سحبتك بعيد عن الجنس، وعن حقها فى إطلاق سراح مشاعرها الطبيعية فى الاتجاه الطبيعى، سواء بخيالاتها المثلية أو بنجاحاتها فى الشغل، فإنت حسيت بده، وعايز تزقها يمكن الناحية التانية قبل ما تشوف عمق المسألة، هل هى قبلت نفسها كأنثى لها رغبة جنسية رغم خبرة البرود الباكرة، ولا لأ، ثم إن البرود نفسه ممكن يكون إشارة إلى قوة حركية الجنس فى داخلها بما يحتاج معاه إلى “لأه” جامدة منها تظهر على شكل برود.

 إنت عملت عمل جيد إنك نجحت تحافظ على علاقة علاجية بناءة، من غير ما تتوقفوا كتير عند حكاية “الطرح” (3) وإنها تتعلق بيك بديل عن خيالاتها، وعن تصور برودها، الانتظام هنا فى العلاج مع التغير الطيب ده، حتى لو كان مجرد غطاء مرحلى، ده كله بفضل العلاج الجاد فعلا. يبقى من حقك بعد سنة تقول آن الأوان نخطى خطوة أوسع نحو الواقع، فتجيلك رغبة إنك تزقها ناحية قبول علاقة مع رجل بيتقدم لها، أو بيتعرف عليها كخطوة أولى، ده نوع من اختبار لمستوى تانى وصل إليه العلاج، وده أوانه حسب المعلومات اللى انت قلتها، بس هو برضه مسئولية زى أى مسئولية أب ناصح حريص على بنته، وفى نفس الوقت بيحترم لغتها، وبيعايش مراحل تغيرها أول بأول، سنة علاج منتظم ده وقت مش قليل فى السن دى، وإنت جواك بيحسبها يمكن غصبن عنك هنا بقى، تجتمع الأبوة، مع المجتمع، مع التقاليد، كل ده هو اللى بيزقك مش إنت اللى بتزقها عشان تتفرج، يا شيخ حرام تظلم نفسك.

فى نفس الوقت ما تخافشى من الكلام اللى أنا قلته دلوقتى عن سن 29 اللى بعده بسنتين تلاقى البنت نفسها فى العقد الرابع، الحمد لله ما حدش بياخد باله إن 31 سنة هى بداية العقد الرابع، إنما رابع إيه وخامس إيه، لازم وإحنا بنزق نبقى متطمنين فى نفس الوقت إن الفرص موجودة فى أى وقت، والبنات فى مصر دلوقتى بقوا مريّحين، أنا مش عارف ليه، دايما بيقولوا إن فيه احتمالات أفضل، منين؟ ما اعرفشى، بس لازم نحترم التغيرات اللى جارية فى المجتمع، الحسبة صعبة، بس حانعمل إيه.

د. أحمد على: يعنى أعمل إيه؟

د. يحيى: الله!! ما انت عملت وبتعمل، إنت عايز تعمل إيه أكتر من كده؟ سواء إنت أو حساباتك اللى جواك عمالة توزن أبوتك المهنية، ومشاعرك الإنسانية، والمجتمع والتقاليد والوقت فى ناحيه، وعمالة تحسب نضج البنت وجدعنتها ورؤيتها والتزامها الناحية التانية.

د. أحمد على: يعنى أستنى كده لحد إمتى؟

د. يحيى: لأ بقى، إنت مش مستنى ولا حاجة، أنا رأيى إنك تهدّى اللعب شوية ضد خوفك الداخلى عليها، وضد حماسك الأبوى، واللى يطمنك هوا انتظامها، وشغلها، واختفاء الخيالات إياها، ولو ظاهريا، أظن دى كلها حاجات إيجابية، ولا إيه؟

د. أحمد على: بس أنا قلقان برضه من حكاية ميولها الجنسية المثلية دى.

د. يحيى: أولا إقلق زى ما انت عايز، لكن يا أخى مش يمكن يكون ده دليل على إن الكبت عندها ما عادشى بالعنف اللى جعلها بارده فى الأول، خصوصا إن الميول دى مجرد ميول، لم تـُـختبر فى أى تفعيل، ثم يا أخى مش إحنا متفقين إننا ما نتحمسشى قوى للاستقطاب الجنسى ده: إمّا .. أوْ، وإننا نقبل الطبيعة البشرية بكل تاريخها، وبعدين نحاول ننظمها من خلال السماح والدعم والانضباط بالتدريج واحدة واحدة، مسألة الميول الجنسية المثلية مش ضرورى تبقى جنسية حاف كده، يمكن هى شكل من أشكال التعبير عن الحاجة إلى “موضوع”، إلى “آخر”، وما تنساش إن الخبرة الأولانية كان فيها إحباط وكلام من ده، مش يمكن الخيال قال لها تجرب نفسها الناحية التانية، يبقى الحركة مطلوبة حتى لو كان الموضوع – مؤقتا- مش هوه.

د. أحمد على: يعنى إيه؟

د. يحيى: مش عارف أقول لك إيه تانى، المهم إنت ماشى صح والسلام، ما هو إحنا لازم نقبل الطبيعة كلها على بعضها، وبعدين ننظمها ما أمكن واحده واحده، يعنى مثلا زى ما قلنا قبل كده: إنت تحب كل الناس، كل النساء، وبعدين تحب واحدة بالنيابة عن كل الحريم بالأصاله عن نفسها وبالنيابة عن كل النساء، شىء شديد الصعوبة، وغير مقبول إعلانه على مستوى الواقع، تصور كده لو بتقول لواحدة، “أنا باحبك بالاصاله عن نفسك وبالنيابة عن بقية نساء العالم”، فى الغالب حاتقلع اللى فى رجلها وتوضبك، بس نعمل إيه الصح صح، وآدى إحنا بنتعلم، وإذا فيه تحديث تانى وتالت، ورابع، آدى إحنا موجودين، حانروح فين؟

د. أحمد على: ربنا يسهل.

****

التعقيب والحوار:

أ. عماد فتحى:

عندى تساؤل أو استفسار: كيف يكون البرود إشارة إلى قوة حركية الجنس بما يحتاج معه إلى “لأّه” تظهر فى شكل البرود؟

د. يحيى:

يا أخى كلما زاد داخل الداخل نشاطا أصبح أكثر تهديدا باحتمال الانطلاق بلا تنظيم أو تحفظ أو مسئولية، من هنا يحتاج الأمر إلى ميكانزمات إنكارية وقامعة التى يمكن أن تصل إلى البرود، هذا هو الكبت.

د. محمد الشاذلى:

وصلنى أن الأزمة من البداية هى فى العلاقة بآخر، الإحباط الأول فى العلاقة بِذَكَر، والتهديد أو الخوف بفشل متكرر فى أية علاقة فى المستقبل، ثم الخيالات ناحية أنثى (ربما لكونها أكثر أمأنا لعدم إمكانية الاختبار والتجريب) ثم النجاح والتحقق الوظيفى (لا أدرى هل كان بديلاً أم مؤشراً للنجاح فى تخطيها أزمه العلاقة؟!)

أظن أن الدفع فى إتجاه الزواج هو محاوله استكشافيه لاختبار ما وصلت إليه حقاً وقد يساعد أكثر فى ضبط جرعة المحاولة والتحريك.

د. يحيى:

أوافقك من حيث المبدأ،

وكل الاحتمالات واردة

أ. محمد إسماعيل:

مش فاهم الطبيعة البشرية يعنى إيه؟ ولا قصدك إيه من الكلمة دى.

د. يحيى:

الطبيعة البشرية هى الطبيعة البشرية، وكل النظريات والفلسفات والأديان إنما تبحث فيها، وتحاول تحديد بعض معالمها ونحن عندنا فرصة للمشاركة فى ذلك، نتعلم من مرضأنا جوهر وجودنا مما يلحق بنا من تشويه نشاط كل من الجنس والعدوان والإيمان كل على حدة، ثم نتعلم معهم كيف تقبل كل هذا دون تشويه فى تضفّر نمائى، آسف،

 على أية حال الطبيعة البشرية هى ليست قضية مسلمة يمكن تعريفها فى كلمات، وعموما ولو مؤقتا هى الطبيعة بكل تاريخها الحيوى والحيوانى حتى مرحلة الإنسان فى نبض متصل، أنا آسف أنا صعبتها لكن لعلها تفتح لك الطريق.

أ. محمد إسماعيل:

إذن فأنا كمعالج لى حقى فى الفضول، على شرط مايعنيش فرجه وخلاص.

د. يحيى:

صحيح، لكن لا تنسَ صعوبة التفرقة بين الفضول والفرجه.

أ. عبده السيد:

– أريد توضيحا لكل ممايلى:

– إن البرود نفسه يكون إشارة إلى قوة حركية الجنس فى داخلها بما يحتاج معه إلى “لأه” جامده تظهر على شكل برود.

د. يحيى:

أنظر ردّى حالا على الابن عماد فتحى.

 أ. عبده السيد:

– إن الجنسية المثلية مش ضرورى تبقى جنسية حاف كده ممكن تكون شكل من أشكال التعبيرعن الحاجة إلى موضوع، إلى آخر.

د. يحيى:

أنظر رأى د. محمد الشاذلى فى بداية الحوار وأيضا ردّى على محمد اسماعيل.

أ. محمد المهدى:

– يجب تقييم النقلات التى قد تبين إيجابية ما يقوم به المريض خلال مراحل العلاج ووضعها وتقييمها فى إطار المسار التطورى للحالة، ذلك أن بعض النقلات التى قد تبدو إيجابية فى ظاهرها قد تكون بديلاً عن التطور الحقيقى.

د. يحيى:

هذا صحيح، وهو ظاهر فى هذه الحالة بشكل رائع (أرجوك لا تصعّبها علينا بالكلام الصعب كما أفعل أنا أحياناً).

أ. إيمان عبد اللطيف:

برجاء توضيح كيف أن البرود ممكن يكون إشاره إلى قوة حركية الجنس فى داخلها بما يحتاج معاه إلى “لأه” جامدة تظهر على شكل برود.

د. يحيى:

برجاء أن تنظرى ردّى على الإبن عماد فتحى.

أ. إيمان عبد اللطيف:

هل معنى ذلك أن الشغل ممكن يكون تعويض على حساب تنمية المسئولية نحو علاقة حقيقية، وأن الميول الجنسية ممكن تكون شكل من أشكال التعبير عن الحاجة إلى موضوع أو آخر؟

د. يحيى:

نعم، وليس المطلوب رفض ذلك، نحن نقبل كل المراحل، طالما هى مراحل، وخاصة بعد التذكرة أنها قابلة للاستعادة، ومن ثم إلى مواصلة النضج والتصحيح..

أ. إيمان عبد اللطيف:

ربما يكون نجاحها فى الشغل واهتمامها به بديلا عن الفانتازيا وعن علاقة بآخر مع احتمال أن يكون ذلك إيجابياً أو خطوة نحو الإيجابية.

د. يحيى:

هذا وارد أيضا، وقد سبقت مناقشته حالا.

أ. هالة نمّر:

“أتوقع إن ربنا ح يفرجها بالكبت اللى خفّ عنفه رغم التحويدة، واللذة المِتْحركة واللى ممكن تعُمْ .

الإشارة إلى أن البرود نفسه ممكن يكون إشارة إلى قوة حركية الجنس فى داخلها مما يحتاج معاه إلى “لأه” جامدة تظهر على شكل برود”.

 كل ده خلاّنى أنتبه إلى أن الخيالات والمشاعر والممارسة المثلية (فى بعض أحوالها) ممكن تكون إشارة إلى الحاجة العارمة للجنس الآخر (فى حالة اقتران ذلك بظروف نفسية واجتماعية غير داعمة للاتجاه الطبيعى) بما يحتاج معه أيضا إلى “لأه/ تحويدة” جامدة (ولو مؤقتة).

د. يحيى:

عليكِ نور.

د. أسامة عرفة:

انطباعى عن الحالة فيما يخص أخيولات المثلية انها إما مرحلة تثبيت، والمريضة تحاول النمو لمابعدها (اختبار العلاقة المجهضة) أو محطة نكوص بعد خبرة الغيرية المحبطة أو المتجمدة،

 هذه الفتاة مازالت تتحرك على فرض أن النكوص للمثلية هدأة مؤقتة لاعادة اختبار الغيرية ..

 هنا يكون دور المعالج مهما ودقيقا في عدم الاستعجال.

 وبلاش حكاية الزق .

عليه أن يقبل مرحلتها، وأن يصبر، ويواكب.

 وموافق تماما على تقليص الدور الأبوى تدريجيا جايز تعرف تعدى من خلال ذلك.

د. يحيى:

لم أعد يا أسامة استعمل هذه اللغة كثيرا “التثبيت” – النكوص للمثلية مثلا-، مع أننى لا أرفضها تماما، أظن أننى أسميها بأسماء آخرى.

شكراً لمداخلتك، وهى فى اتجاه صحيح بشكل عام.

 

[1] –  يحيى الرخاوى: “كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه، ” منشورات جمعية الطب النفسى التطورى (2018)، والكتاب موجود فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مؤسسة الرخاوى للتدريب والأبحاث: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا حاليا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net 

[2] – Time and Timing

[3] – Transference.

 

admin-ajaxadmin-ajax (1)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *