الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطف من كتاب: “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه” الحالة: (12) “إبعد عن المبدع، ولا تِتْخَلاّشْ عنه”

مقتطف من كتاب: “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه” الحالة: (12) “إبعد عن المبدع، ولا تِتْخَلاّشْ عنه”

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 19-5-2021

السنة الرابعة عشر  

العدد: 5009

الأربعاء الحر:

مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه (1)

الكتاب الأول الحالات: من (1) إلى (20)

تذكرة:

ننشر اليوم، وكل أربعاء، – كما ذكرنا – عملاً أقل تنظيرا وأكثر ارتباطا بالممارسة الكلينيكية العملية وخاصة فيما هو “العلاج النفسى”، فنواصل نشر الحالة (12) من الكتاب الأول من سلسلة الكتب الخمس التي صدرت بعنوان “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه، ولا يحتاج الأمر إلى التنويه إلى أن أسماء المتعالجين ليست هي الأسماء الحقيقية، وأننا حورنا أى معالم قد تدل على صاحبها احتراما لحقوقه وشكرا لكرمه بهذا السماح بما يفيد من قد يمر في مثل محنته، أو خبرته أو علاجة!

جزى الله الجميع عنا خيرا

ملحوظة: أثناء مراجعتى بروفة هذه المداخلة لإعادة نشرها فرحت أنها ظهرت هكذا فى حينها، وتصورت أننى عاجز عن أتابع مثل هذا النشاط الحيوى بنفس الشجاعة والإحاطة.

شكراً  للجميع

****

الحالة: (12)

إبعد عن المبدع، ولا تِتْخَلاّشْ عنه (2)

د. محمود نصر: (3)……..، هى روائية مبدعة، ولها وزنها، وكانت تعبت قوى، لدرجة احتاجت تدخـّل حاسم، ومستشفى، وكده، وخرجت كويسة جدا، وتابـْعِتْ معايا بانتظام، وكان بداية تعبها إنها كانت شغالة فى رواية، وجت لها كده أفكار خاطئة عن اضطهاد ومؤامرات من الناس، وحاجات من دى طول الوقت، كنت مديها سماح يعنى إن إحنا نتكلم فى احتمال إن الحاجات دى مش أكيدة على الأقل مش 100% ومافيش داعى نطول فى الكلام عليها، المهم ركزنا على الانتظام فى الشغل والانتاج، وبقت تروح شغلها بانتظام وهى شغالة فى نفس الوقت مترجمة، والحقيقة ملتزمة تماما، وكانت ماشيه كويس، وبصراحة كويس قوى، بس طول الوقت تيجى متأزمة، وبتعيط كتير، وتعبر عن خوف رهيب فى البيت، وحاجات زى كده، أنا بازود فى الدواء وأنقصّه على حسب الأعراض بتاعتها، ومابرضاش أزوّد فيه عشان أحافظ على حيويتها ونشاطها الذهنى والإبداعى بصراحة.

د. يحيى: طب وبعدين؟ ما هو كله ماشى تمام أهه، برافوا عليك إنت وهىّ.

د. محمود نصر: فجأة، المرة اللى فاتت يوم الحد، جت قالت لى أنا اكتشفت إكتشاف مهول.

د. يحيى: خير !!

د. محمود نصر: قلت لها إيه؟ قالت اكتشفت إن أنا مجنونة، فقلت لها إزاى؟ كانت قربت تخلص الرواية الجديدة بتاعتها، هى إدتنى أول فصلين علشان أراجعهم، كان فيه حاجات مش متربطة كده على خفيف بس يمكن العيب منى.

د. يحيى: ياه!! هى دى الست الجميلة اللى إدتنى روايتها هدية؟!

د. محمود نصر: أيوه، هى بتقدّر إبداع حضرتك جدا .

د. يحيى: هو العمل اللى ادتهولى ده كويس جداً، رواية أصيلة بجد.

د. محمود نصر: أنا خدته معايا خميس وجمعة، وبصراحة مالحقتش أقراه كويس.

د. يحيى: هو عمل عايز يتقرا بجد، يتقرا وانت قاعد أو حتى واقف، مش وانت متصلطح، إنت رأيك فيه إيه؟

د. محمود نصر: هى فعلا موهوبة، وتبان أصغر من سنها.

د. يحيى: ماشى كمل كمل، إنت شفت الإهداء اللى هى كتبتهولى؟! (ضحك)

د. محمود نصر: آه شفته آه

د. يحيى: واتغظت طبعا؟!(ضحك)

د. محمود نصر: آه طبعاً. (ضحك)

د. يحيى: برافوا عليك، إنت جميل شايف مشاعرك صح، كده فى السليم، كمّل بقى، جرى إيه بعد ما قالت إنها اكتشفت إنها مجنونة؟ وبعدين؟

د. محمود نصر: قالت لى أنا سحبت الرواية (الجديدة) اللى هى كانت جاهزة خلاص على أساس إنها تقدمها للناشر، قامت راحت سحبتها.

د. يحيى: يا خبر!! ليه؟ ليه عملتْ كده؟

د. محمود نصر: اللى حصل إنها لما كتبتها، وأنا كنت ماشى معاها فصل بفصل وباحط لها شوية ملاحظات وكده على الفصلين اللى اديتهم لى، هى استعجلت وراحت إدتها للناشر، كان كلمها استعجلها فقالت له أنا خلصت الرواية قال لها طب ماتجيبيها.

د. يحيى: وبعدين؟

د. محمود نصر: هى حطتها على CD وطبعتها وقعدت تقراها بعد التنسيق، فاكتشفت بقى إن القصة فيها تخاريف زيادة، وحاجات من الأفكار اللى بتقولها لى فى الجلسات، فاتخضت واكتشفت الاكتشاف اللى قالت عليه ده، وراحت سحبت الرواية وقالت للناشر أنا حا أجل نشر الرواية دلوقتى على أساس إنها حست إنها كده بتظلم نفسها وبتظلم قراءها، على أساس إنها بتخّرف فى الرواية، أنا مافهمتش قوى عشان هى قالت لى أنا حاسيب الرواية خالص دلوقتى، وحاركز فى شغلى، أنا بصراحة حسيت من جوايا إنى فرحت شوية.

د. يحيى: ليه بس يا محمود يابنى؟! فرحت على إيه يا شيخ!

د. محمود نصر: أنا حاقول لحضرتك ليه، لأن أنا حسيت إن الرواية دى يعنى فيها حاجات كتير أوى راجعه للأفكار المرضية بتاعتها يعنى بشكل غير مترابط، حتى فى الكتابات بتاعتها اللى أنا شفتها ومعلم لها عليها، يعنى بس فى نفس الوقت مخضوض من إن هى حاتعمل إيه إذا كانت كتابة الرواية نفسها كانت بتديلها دفعة ولمّة، يعنى بتحتويها شوية، زى مايكون يادكتور يحيى بتخش فى حالات فركشة وتطلع منها برواية، فركشة وتلم، بس زى ما تكون المرة دى الفركشة مالمتش على شكل أحسن، فضلت شوية أفكار مرضية، يعنى لسه بتقولى رغم إنى اكتشفت إن أنا مجنونة لكن لسه الاعتقادات اياها عندها زى ما هى تقريبا، يعنى البصيرة مانفعتهاش قوى.

د. يحيى: وإنت ولاّ هى اللى بتفرق بين الأفكار المجنونة واللى مش مجنونة إزاى؟ المهم: السؤال بتاع النهاردة إيه بقى؟!

د. محمود نصر: السؤال مش عارف أعمل إيه!

د. يحيى: إنت عملت عمل من أغرب ما يمكن، مش عايز أقول لك كلام جامد، بس أنا متغاظ، وماسك نفسى، هى واحدة مبدعة مبدعة، وروايتها اللى شفتها، ولما قابلتها وكلمتها، عرفت إنها أصيلة فعلا، تقوم إنت، وإنت دكتور معالج، تراجع عمل أصيل أثناء كتابته؟ وتبدى ملاحظاتك؟ ولا انت ناقد ولا حاجة، وحتى لو كنت ناقد يا شيخ، الناقد مالوش دور أثناء الكتابة، إنت قارئ جيد صحيح ولكن فيه عامل مهم فى الموضوع، زى ما يكون إنت خلطت أدوار المعالج، مع الصديق، مع القارىء مع الناقد، ماينفعش إنك انت أثناء العلاج تخرج من الموقف العلاجى، مع إنى باسميه دلوقتِ “نقد” النص البشرى، لكن لأ، ده ما يسمحلكشى تخرج منه إلى موقف تانى بالسهولة دى، المبدع، مريض أو مش مريض، وهو بيشتغل فى العمل، إذا كان إبداع حقيقى يعنى مش فتة، ماينفعش أى آخر يقعد يراجع وراه أول بأول، حتى هو نفسه لما بيراجع بيبقى بيبدع من جديد مش بيبقى وصى على نفسه، مايصحش نلعب فيه بالشكل ده، أنا لما قدمت رواية السراب بتاعة نجيب محفوظ فى ندوة ثقافية بعد خمسة وخمسين سنة من قرايتها أول مرة، لقيت فيها مناطق لغوية تحتاج لوقفة حادة ومراجعة حاسمة، وتأكدت إن هو لما قال لنا إنه ماقراش أى عمل له بعد طباعته، إنه كان صادق وبيعلمنا حاجة، وأنا لما جيت أراجع دلوقتى الرواية بتاعتى عشان الطبعة الثانية طبعاً لقيت فيها حاجات عايزة تصليح، ماقدرتش أقرب لها، الجزء الأول، الواقعة، ماغيرتش فيه حاجه، غير غلطة مطبعية، كلمة ناقصة، وخلاص. إنما الجزء التانى بتاع مدرسة العراة، مع إنه مكتوب بطريقة تشكيلية مكثفة لقيت نفسى فى حيرة شديدة جداً، أنا نفس المؤلف، وأنا اللى بقراه وباعمل مراجعة، بعد سنوات، ومن حقى أغير، ودى طبعة تانية، لقيت ماينفعش ألعب فيه إلا خفيف خفيف، دا مش عمل علمى، ولاّ كتاب مدرسى، تقوم تصدر منه طبعة مزيدة ومنقحة“، لأ، دى رواية كلها حوارات، وأحداث تلقائية.

ماينفعشى يا محمود يا بنى إنك تراجع رواية لواحدة بهذه الأصالة، والعمق، واحدة بتخاطر بمغامرات الكشف حتى المرض، تقوم تيجى انت تراجع لها روايتها أثناء كتابتها، وكمان تقول ملاحظاتك وتربط بينها وبين أعراضها، لا.. لا.. لا..، وكمان تفرح إنها سحبتها من الناشر!!! يا شيخ حرام عليك، إنت طبعا عملتها بحسن نية، وباجتهاد رائع، لكن ده مش حلو، لا لك ولا لها ولا للعلاج.

د. محمود نصر: ما أنا باسأل عشان كده، حسيت إن فيه حاجة لازم أتكلم فيها.

د. يحيى: هى إدّتها لك من خلال ثقتها فيك طبعأ وده كويس، لكنها إداتها لك أثناء اهتزازها المرحلى، وهى الظاهر خلطت هى كمان بين اهتزازها كمريضة وبين اهتزازها الرائع كمبدعة، هى عارفة –فى الغالب– إن اللى عملته معاك فى حكاية الرواية دى، مش حلو إبداعيا، أنا باتكلم من خبرتى الخاصة وأنا باكتب، إسمح لى أقول لك مأزق شخصى يمكن ينفعنا:

أنا اكتشفت إن فيه حاجة معطلانى شويتين فى انطلاقتى فى الكتابة الإبداعية، ما هو علشان تبقى مبدع بحق وحقيق، لازم يبقى فيه حته ضلمه فى وجودك، وضلمه أوى وما تعرفش انت هيه أنهى حته، من الحدوتة بتاعتك اللى بتتشكل منك وانت بتبدع، تلاقى نفسك تخش فى الحتة الضلمة دى وتطلع من غير ما تعرف تحددها: إمتى دخلت، وإزاى خرجت، لكن تبص تلاقى نفسك مش شايف إلا الناتج بتاع العملية كلها، ولو مافيش حتت ضلمه، يمكن ماتقدرش تبدع إطلاقا، وبرضه لو الحته الضلمة دى متسنكره بالضبة والمفتاح، ما تقدرش تبدع برضه.

 الحكاية دى عملت لى مشكلة بجد، يعنى إزاى أبدع وأنا متصور إنى ممكن أكون شايف كل حاجة، أو بيتهيأ لى كده، بأمارة إيه يعنى!! ما ينفعش، إنما لما تكون حته ضلمه وحركية الإبداع بما فيها من زخم شديد شغالة، وتلاقى نفسك لازم تعدى البرزج الضلمه ده، وانت بتعدى البرزخ، ومانتش عارف إنك بتعديه، ساعات يتنور منك غصب عنك، فتكمل، وتبص تلاقى نفسك الناحية التانية، وتلاقيك طالع منه وف إيدك اللى فيه القسمة، المتصوفه غالبا ما يقدروش يكتبوا قصص، مايقدروش يكتبوا إلا قصة خبرتهم، وأظن أغلب الصادقين ما بيكتبوش حاجة، حتى مولانا النفرى قالوا إنهم كتبوا عنه مش هوه اللى كتب، أصل مش ممكن الرؤية اللى بتنور كل المسرح بنور باهر قوى تسمح بإنك توصف أى حاجة بأى شكل، عينيك تعشى، بعض المتصوفة الحلوين، يمكن يكتب حكمة هنا، كلمتين هناك، يشاور على موقف، وانت وبختك، يا يوصل لك يا ما يوصلش، حاجة كده زى اللى عملها مولانا النفرى، إنما إن المتصوف يكتب قصة أو رواية فيها فلانة جت، وفلان راح، وقالى وقلت له، لا لا ما أظنش يقدر منْ أصله.

د. محمود نصر: يعنى إيه؟

د. يحيى: اللى عايز أقولهولك إن الإبداع، وحتى النقد وهو برضه إبداع، ما بيحاسبشى النص بالحسابات العادية، وإن البنى آدم، مريض أو سليم، ما فيش فرق، هو سر غامض على نفسه، وعلينا، وإحنا بنشتغل فى اللى نقدر عليه، إحنا بنـْحـَاول نخلى كل واحد يواصل المشى، يكمل، يعيش، صحيح أزمات المرض بتدى فرصة للمراجعة، لكن لا هيه ولا العلاج بيسمحوا بمعرفة كل حاجة كده عالمفتشر، الواحد ياخد بإيد العيان بعد ما وقع، يقوّمه، ويـِمـْشـِى جنبه، واحدة واحدة، ونخللى اللى جوّا جوّا إلا لو فرض نفسه علينا، وعطل اللى إحنا بنعمله، دى حاجة تانية، أما إننا نقعد نفحـّر، ونفسـّر، حتى فى شغل المبدعين، أو ننتهزها فرصة وهات يا تفتيش، وفتاوى وتفسير، لحد ما يتهيأ لنا إن الدنيا نورت، وفى الحقيقة نكون أنكرنا أو قفلنا على الزوايا الضلمة الرائعة اللى بتطلع لنا الحاجات الحلوة دى كلها، فاسمح لى، سيبك من الحداقة بتاعة التحليل النفسى والاجترار الكلامى والفتاوى العلمية الجاهزة يا شيخ، وخلى الناس تعيا وتخف، تقع وتقوم، وتضيف اللى تقدر عليه ما دام رجعت تاخد وتدى.

د. محمود نصر: وأنا إيش عرفنى؟ دلوقتى أعمل أنا إيه معاها؟

د. يحيى: شوف أما أقول لك: إنها تكتشف إنها مجنونة من خلال روايتها ماشى، إنما إنها تسحب الرواية من الناشر وترجع تعدلها بموافقتك عشان الاكتشاف ده، مش ماشى ولا نص مللى!!!!! على فكرة، دا أحياناً تبقى المسوده أرقى بكتير جداً من التعديل، بقولك ساعات، مش دايما، المسودة بيبقى التخطيط فيها سريع وتلقائى، إنما التعديل يبقى ابتدينا نولع النور، ونمسك العدسة المكبرة، والأستيكة، وربنا يستر بقى.

د. محمود نصر: يعنى أعمل إيه؟

د. يحيى: أنا مش عارف، أنا خايف على العمل، وخايف عليها، كتر خيرك، إنت عملت معاها حاجات كتيرة كويسة، هى ما دام بتثق فيك يبقى تقدر توصـّل لها، ولنفسك، حاجات كتير، الثقة فيك كطبيب ما يصحش تبقى هى هى الثقة فيك كناقد، أو حتى قارئ فاهم، فض الاشتباك بين الأدوار اللى دخلتْ فى بعضها ده مهم جدا، وما دام هى تعرفنى بالصفات دى مع بعض، وإحنا متفقين كل أربع مرات أو حسب ما تشوفوا إنكم تقابلونى وأشوف المريض معاكم كل ما يلزم، فأنا رأيى إنك تيجى إنت وهى، وأشد ودانها وودانك قدامها، وأحاول أبين لكم إن اللعب فى الإبداع بالشكل ده يعتبر وصاية ممكن تكون له نتائج زفت، مش معنى كده إنى أهز صورتك قدامها، إنما أقول اللى أنا قلته دلوقتى بشكل تانى، إمال إشراف يعنى إيه، إنت عملت اللى عليك، وهى بنت حلال.

د. محمود نصر: هى كانت متراخية خالص فى تخليص الرواية حتى كان عندها الأفكار إياها وهى بتكتبها على الكمبيوتر ومع ذلك كتبتها.

د. يحيى (مقاطعا) ما أنا بقول لك أهه، أحسن حاجة تعملها هى إنها تحط اللى عملته بين قوسين من غير ماتقرب له دلوقتى، وتروح راكنه كل الحدوته دى شوية، وانت تبطل كلام فى الرواية ولا تاخد منها ولا فصل واحد بعد كده، وتلزم دورك كمعالج.

د. محمود نصر: الحقيقه يادكتور يحيى أنا كان هدفى إنى أنا أديها ثقة فى الشغل يعنى.

د. يحيى: كتر خيرك، لكن برضه، يعنى حكاية إنك تزقها عشان تخلص الرواية شىء وإنها تاخد رأيك أول باول فى اللى بتكتبه دلوقتى شىء تانى، ممكن إنك مثلا تقرا رواية هى كتبتها من زمان وتقول رأيك، إذا طلبته، إنما إنها تاخد رأيك فى اللى بتكتبه دلوقتى، أثناء إعدادها وقبل تقديمها للناس فيفتح الله، خلى بالك هى مش مبتدئة ناقصة تشجيع، هى خلاص أثبتت نفسها فعلا، وهى مبدعة فعلا، مش معنى كده إن أى حد مبدع مهما بلغ مش محتاج تشجيع ورؤية وحتى تصحيح، لكن يمكن التصحيح ييجى فى الرواية اللى بعدها، بعد ما يوصله نقد جيد من الشغل اللى فات، لكن كده، لأ، ما فيش نقد أثناء الكتابة.

د. محمود نصر: دا مش بس أثناء الكتابة، دى بعد ما خلصتها تراجعت على أساس إنى أنا أبدى ملاحظاتى قبل التشطيب النهائى.

د. يحيى: يا بو حنفى دى مخاطرة حقيقية، أنا مش باقلل من قيمة ملاحظاتك على اللى كتبته، إنما اللى انت بتعمله ده حتى لو بناء على طلبها، دا ضد الإبداع وضد العلاج وضدها، و حتى ضدك انت كمان. والنبى ربنا يخليك تاخد بالك من خلط الأدوار تستشير مرة واتنين وتلاتة، أنا باحب البنيَة دى، وباحب شغلها، وفى نفس الوقت إحنا دكاترة، وصحتها وسلامتها وإبداعها كمان لازم يكونوا دايما همّا الأهم فى مسئوليتنا.

د. محمود نصر: طيب إذا كان كده أجيبها لحضرتك بقى يوم الأربع اللى جى.

د. يحيى: ما تستعجلش عشان ثقتها فيك، أنا باتكلم فى الموضوع ده حفاظاً على الرواية وحفاظاً على العلاقة معاك، بلاش تجيبها، دلوقتى لو سمحت، أنا مش عايز ألعب فى العلاقة العلاجية الإيجابية دى، أنا لما بيجيلى ناس مبدعين، هم مش كتير، تشكيليين، روائيين، مخرجين، شعرا، كلام من ده، مابعالجهمش، لحد ما واحده كتبت رواية عن حياتها تقريبا، أشبه بسيرة ذاتية، ووصفت موقفى ده فيها، هى جوزها فنان رائع، وكتبت إنى رفضت أعالجه بادعاء إنى خايف على فنه، هى ما ذكرتنيش بالاسم، لكن وصفت الموقف فى الرواية، وأنا استغربت إنها فاكرة الحوار بينى وبينها تقريبا بالحرف الواحد، مع إن الحكاية بقالها سنين، الوصف اللى وصفتنى بيه فى الموقف ده كان بالغ الدقة والدلالة، هى قالت عنى “هّو رجل يعرف كيف يتخلى”. إنت بتتخلى عشانه، عشان المبدع مش بتتخلى عنه، أنا عرفت من خبرتى إن حُسْن التخلّى نفسه مسئولية أكبر من شهامة التصدى، وأصعب، صحيح أنا فاكر إنى تخليت عن المبدع ده، رفضت أفتح له باب العلاج النفسى بالكلام والتقليب، مش معنى كده إن المبدعين مش مفروض يعيوا، وإذا عيوا ما يتعالجوش، لأ طبعا، لو واحد مبدع بيمر فى أزمة شديدة معطلة لازم يبقى فيه تدخل علمى مسئول، زى بنتنا دى، بس يكون دورنا دور علاجى داعم بالأصول، ساعات باحس فى الأحوال دى إن إحنا لازم نفضل حاضرِين كده من بعيد لبعيد، أو حاجة كده زى ما تقول “تحت الطلب”، لو الأمور احتاجت قوى.

د. محمود نصر: متشكر.

د. يحيى: ربنا يخليك.

****

التعقيب والحوار:

د. محمود حجازى:

أعتقد يا دكتور يحيى إن موقفك كأديب وناقد يطغى على موقفك كطبيب فى هذه الحالة، هذه المريضة رغم أنها مبدعة أصيلة لكن زادت حدة هذه الأعراض إلى الدرجة التى أوقفت حياتها واضطرتها لدخول المستشفى، كما أن كثيراً من المحتوى للرواية هو عبارة عن ضلالات كما أكدت هى والمعالج، فأخشى إن خوفنا على إبداعها يحرمها من حقها كمريضة، أى من حقها فى الاحتياج للمساعدة، أى فى العلاج.

 هى حسبة صعبة! لكن ماذا نفعل؟

 د. يحيى:

 من قال لك يا محمود إن كثيرا من محتوى الرواية هو عبارة عن ضلالات؟ حتى لو أكدت هى أنها ضلالات؟ هل مجرد قولها بذلك وتسَميتها من جانبها تصبح ضلالات يا أخى؟ وأين الحدّ الفاصل بين الضلال والحقيقة وإسأل بيراندللو فى “لكلِّ حقيقته” أو “هنرى الثامن”، ومن قال لك أننى (أو أننا) نحرص على إبداعها أكثر مما نحرص على صحتها؟ تريد أن تنبهنا يا محمود إن ثَمَّ تعارضا بين حقها كمريضة وحقها كمبدعة، كيف ذلك؟ الإبداع هو قمة الصحة الإنسانية، ومع ذلك فإن المغامرة بالحفاظ عليه لابد إن تصحبها المغامرة بتحمل مسئولية المرور بالجنون غير المعلن أثناء إنتاجه، وذلك فى محاولة أن تحتوى تشكيلاتُ الإبداع عشوائيةَ الجنون، إن من يحرم أغلب الناس أن يكونوا مبدعين هو خوفهم من خوض هذه المغامرة الرائعة التى لايضمن أحد كيف تنتهى.

 إن أية تجربة محسومة النهاية قبل إن تبدأ لا ينتج عنها إبداع أصيل.

(تعقيب عام: جملة اعتراضية).

ما وصلنى من الأصدقاء عن هذه الحالة أزعجنى وأدهشنى، سواء ما وصلنى فى بريد الموقع، أو على “ميلى” الخاص، لم تكن دهشتى لأنه يختلف عن رأيى وموقفى، ولكن لأننى تبينت كم هو حجم الخلط الذى يعيشه أغلب الناس حين يتناولون ظواهر تتشابه فى البداية، وتنتهى إلى عكس بعضها البعض.

 لا أحد يبدع بحق، حتى فى الجنس، أو فى التطور الحيوى عبر التاريخ، إلا إذا غامر بالموت أو بالجنون دون شروط مسبقة، فقط، علينا – وعليه معنا – إن نهيئ الظروف التى ترجح – ولا تحسم– نهايةً إيجابية مسبقة بشكلٍ ما.

أ. علاء عبد الهادى:

أنا مش فاهم، أنا كنت حاسس إن أى عمل روائى أو غيره لازم يِتْراجع، طب إذا كان فيه كلام غير مترابط وأفكار مرضية فى محتوى الرواية، طيب إيه اللى هيوْصل للقراء؟ ورغم إنى مقتنع بكلام حضرتك بس التصرف اللى عمله الدكتور المعالج ناس كتير عموما، ومن المعالجين، بتعمله.

د. يحيى:

ليس معنى إن “ناس كتير بتعمله” إنه صحيح، ثم إننى لم أخطِّئ الزميل المعالج على طول الخط، بالعكس أنا شكرته يا أخى وقدرتُ جهده بقدر ما قدرّت سؤاله، هذا هو الإشراف، أليس كذلك؟ أما حكاية مراجعة الإبداع أثناء إفرازه فهذه مسألة فيها مخاطرة تشويه المسار الغامض الرائع للإبداع، وهى (المراجعة) نادرا ما تكون مفيدة.

أنا لست ضد المراجعة بشكل مبدئى مطلق، النشرات اليومية التى أكتبها فى موقعى أعطيها أحيانا لصديق لمراجعتها مع أننى أعتبر بعضها إبداعا، فلماذا أفعل ذلك أنا شخصيا، حين أقول إن المراجعة واردة، أنبه أنها ينبغى ألا تكون مراجعة للأفكار لنحكم إن هذا مترابط وذاك ليس مترابط، أو إن هذا فكر سليم وذاك فكر خاطئ، أو إن هذا كلام معقول وذاك كلام غير معقول، لا.. لا.. لا..، المراجعة واردة والمشورة جائزة، فى ظروف نادرة ومحددة تماما، ولا يأتى ذلك عادة من قارئ عادى ولا من طبيب معالج، خاصة لأن الطبيب قد يقوم بدور الأب الوصى بشكل ما، دون إن يدرى، وقد يكون فى ذلك ما يخنق الإبداع.

 ثم كيف نميز الكلام غير المترابط والأفكار المرضية من الكلام المترابط والأفكار السليمة من تداعيات الإبداع وجمالياته؟ هل قرأت مؤخرا حلمَىْ محفوظ 81، 82،(4) ثم هل قرأت تقاسيمى عليهما؟ وهل تستطيع أن تجزم بأن هذا ترابط إبداعى أم غير ذلك، (خصوصا لو شطبنا اسمَىْ الكاتبين)؟ وهل لو جاء مريض أو مَنْ كان مريضا مثل الابن رامى عادل(5) وقال مثل هذا الكلام: كيف ستحكم على مدى ترابطه أو سلامة أفكاره؟

يا علاء يا إبنى المسألة شديدة الصعوبة.

أ. رامى عادل:

من رأيى إن المجنون/المسخ حين يرى مدى بشاعته هو شخصيا..يصاب فى الصميم, يقتل. لا يكفى إن يتوقف أو يفر. الجميل إن تكتمل مسيرته فيأخذ – الشروة – بغثها وسمينها. مع السلامة.

د. يحيى:

هل رأيتِ يا علاء كيف أدرك الإبن “رامى” من خبرته وحدسه وإبداعه أنها شروة على بعضها، “مغامرة الجنون ووعد الإبداع”، التوقف أو الفرار يجهض العملية فتصبح مسخا مثل السَّقْط (الإجهاض) فى الشهر الثالث، أما الجميل – على رأى رامى – فهو أن تكتمل المسيرة فيأخذ صاحبها الشروة، هى ليست شروة، فاسمح لى يا رامى أن نقول: أن تكتمل شهور الحَمْل، بدلا من، أو بالإضافة إلىّ قولك “أن تكتمل مسيرته” حتى لا يكون ناتج المحاولة سقْطاً (مسخا مجهضا = جنونا)، بل طفلا (إبداعاً) كامل النمو.

د. مدحت منصور:

…..

….. وجدت فى موقعكم الكريم متنفسا للتعبير عما يجيش به صدرى ووجدت فى صدركم رحابة وعناية مما شجعنى على الاستمرار. والآن أسأل

أولا: عن الفرق بين الإبداع الصادق وتوهم الإبداع؟

ثانيا: متى يجب إن يتوقف الشخص مريضا كان أو صحيحا عن المحاولة؟

د. يحيى:

عن السؤال الأول: أرجو إن ترجع إلى أطروحتى، بالذات عن جدلية الجنون والإبداع، وفيها تمييز مرهق عن “الإبداع الزائف” و”الإبداع الفائق” وغيرهما.

أما السؤال الثانى: “متى يجب إن يتوقف الشخص مريضا كان أو صحيحا عن المحاولة”؟ فجوابه فيه مخاطرة، لأننى شخصيا أوصى بعدم التوقف أبداً، اللهم إلا إذا تكرر الإجهاض (أى لم تكتمل رحلة الإبداع، وحل محله جنون صريح المرة تلو الأخرى).

وأخيرا دعنى باستمرار أعترف لك إن أحداً لا يمكن التنبؤ بشكل كامل بمثل ذلك أى بطبيعة المآل (طبعا ولا أنا)!.

د. محمد أحمد الرخاوى:

فعلا المبدع هو الذى لا يعرف ماذا سيبدع إلا بعد إن يبدعه!!!!!
والأغرب أنه فى كثير من الأحيان يخرج أى إبداع من رحم المجهول التام فى رحلة سير مجهول قد يكشف أو لا يكشف!!!!

وبعد إن يكشف يكتشف أى مبدع حقيقى إن الإبداع هو أبدا ما لم يكشف حتى يكشف وهكذا ابدا!!!!

د. يحيى:

طيب يا أخى، يا ابن أخى، قلها لنفسك (“ما تْقًولْ لنفسك”)، ولا تتعجل الاستشهاد، وتستسهل الخطابة.

لماذا تشوه محاولاتك بخوفك من نفسك، فتسارع بالوصاية على ما تفعل، أو تمسخه بما تلحقه به؟ وفى كلّ خيرْ، ولكن….

… مع ذلك يا إبنى، فالإبداع هو أرقى أنواع الإرادة وأشملها، لكنها إرادة الإبداع بالوعى المتضّفر، وليست إرادة إتخاذ قرار الإبداع، ثم إنه لا يوجد شىء اسمه “المجهول التام”، هو فقط حضورٌ بعيد عن التناول المسطح الجاهز، صحيح إن سـَبـْر غور المجهول قد يكشِف أو لا يكشِف: وأن الإبداع هو أبدا ما لم يكشفِ حتى يكشِف، لكن دعنى أذكّرك يا محمد بدور المتلقى، وهو يكشف ما لم ينكشف حتى للمبدع، فهو الناقد الأول وليس الأخير.

د. أميمة رفعت:

أنا أيضا فزعت عند قراءة هذه الجملة: “وأنا كنت ماشى معاها فصل بفصل وباحطلها شوية ملاحظات وكده على الفصلين اللى اديتهم لى، هى استعجلت وراحت إدتها للناشر“.

أوافقك الرأى تماما أنه لابد من الفصل بين العلاج النفسى والنقد الأدبى. وردا على الضيف الفاضل الذى ظن أن ما كتبته هذه الكاتبة كله ضلالات، أسوق له بعض الأمثلة البسيطة:

الشاعر الفرنسى “جيرار دى نرفال” فى القرن التاسع عشر (وهو القرن الذهبى للأدب فى أوروبا) كان ذهانيا، وقضى فترة طويلة من حياته مترددا على المصحات النفسية وكان من عباراته الشهيرة إن “الحلم ما هو إلا حياة أخرى كاملة” “وعالم الأرواح ينفتح على مصراعيه من أجلنا” كان يكفيه فى قصائده أن تقابله كلمات بعينها فتتغير الصورة بأكملها فى ذهنه أثناء الكتابة لتنقل القارىء فجأة من بلد لآخر ومن زمن لآخر، بل ومن عالم الواقع إلى عالم الأرواح والآلهة القديمة وشياطين الأرض وما تحتها. لم يكن من الضرورى إن يفهم القارىء كل ما كان يكتبه. فشعره، برغم غرابته، كان له وقع سحرى فى النفس، حتى أن النقاد أجمعوا إن قصائده تفقد من سحرها إذا فسرت. وبذلك يكون “نرفال” قد سبق عصره فى الرمزية والسيريالية (اللامعقول) قبل إن تبدأ فعلا هذه التيارات الثقافية..فقط بذاتيته وتلقائيته وإبداعه الخاص جدا.

لم يصحح له أحد شعره، ولم يحكم أحد على أعماله من واقع حالته المرضية.

 “رينيه شار” شاعر فرنسى آخر من العصر الحديث (القرن العشرين)، كان يكتب قصائدا سياسية بأسلوب سيريالى. كنت أدرس إحدى دواوينه وأجد صعوبة شديدة فى التعامل معها، فجمله و أفكاره غير مترابطة، بل أنه على مستوى اللفظ والكلمة كان يختار أحيانا كلمات لا وجود لها فى اللغة أو يستخدمها نحويا بطريقة غريبة غير معتادة… لم يصف النقاد شعره بأنها (رطانة بلا ترابط)(6) ولم يصف أحد كلماته بأنها (جَدْلَغَةْ) (7) بل نهوا القارىء عن فهمها بطريقتهم فهى تعنى له هو الكثير…لم يكن ” شار” ذهانيا.. بل كان مناضلا سياسيا شديد البأس…

مثال أخير هو أحلام نجيب محفوظ،، عالم الأحلام والفانتزيا هو أساس الرمزية واللامعقول. وتخفى هذه الرموز وراءها عوالم أخرى، بعضها عند الكاتب والأخرى عند القارىء، قد يستطيع هذا الأخير التعرف على صداها وقد لا يستطيع، هذا لا ينفى وجودها أصلا…فهل نمسك القلم الأحمر ونصححها حتى نتعرف على شىء ما..أى شىء.. حتى لو كان عالما مزيفا خلقناه نحن بجرة قلم؟

أعتقد إن ما يمثل عائقا أمام العلاج النفسى أو النقد الفنى هو بالأساس الأحكام المسبقة.

أشكرك يا د. يحيى على توضيحك “العلاقة بين الجنون والإبداع” وأرجو ألا تتراجع، أكمله فهو يفيد الكثيرين، ومن لا يفيده الآن سيفيده لاحقا…

د. يحيى:

أرجو ألا أتراجع ليس فقط عن مواصلة تناول وشرح “العلاقة بين الجنون والإبداع”، ولكن عن أشياء أخرى كثيرة أشعر تجاهها أحيانا أنه قد آن الآوان أن أتراجع عنها، لهذا لن أتراجع عنها. (غالبا)

د. محمد شحاته:

سؤال يلح على خاطرى كلما قرأت فى هذا الباب: أين هذا من كل ما تعلمناه فى الكلية من علوم نظرية وتطبيقية (تشريح وأنسجة وطب المجتمع…الخ) يصلنى دوماً من تعليقاتك إحساس بأن هذا العمل يحتاج إلى إنسان خبير بالحياة ودروبها أكثر مما يحتاح إلى طبيب بمعنى السماعة وجهاز الضغط، أحتاج إلى خبرتك فى بداية الطريق حتى لا أمَل.

ما علاقة كل هذا بكل ذاك؟

د. يحيى:

كله متصل بكله،

أنا طبيب، أمارس فن اللأم(8)، وأتصور أن كل طبيب هو كذلك، أواصل نقد النص البشرى لصالحه، أعيش الإبداع فى الجسم المندمل بين نصفىْ المخ (9)، بقدر ما أعيشه فى حارة القصيَّرين، أو فى مغاور نجيب محفوظ، أو بجسدى سابحاً أو مستلقيا أو غير ذلك على شاطئ دهب، أو وسط جبال وادى فيران، أو مع نبض قلب صديقى عم على السباك، أرى أن الغوص فى خبرة الحياة ودروبها، هى هى خبرة السماعة وجهاز الضغط، ونبض الانسان، ولحن الطبيعة، وحركية الجسد ومن أىٍّ من هذه الوقائع والآليات كلها، أو منها مجتمعة، يصلنى لحن الإيقاع الحيوى المتناغم.

الله يسامح الأطباء الذين استسلموا لغير ذلك، ولا يسامح الشركات إياها التى تدفعهم إلى هذا الاستسلام، فيدفع المرضى الثمن!!

 

 

 

[1] –  يحيى الرخاوى: “كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه، ” منشورات جمعية الطب النفسى التطورى (2018)، والكتاب موجود فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مؤسسة الرخاوى للتدريب والأبحاث: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا حاليا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net 

[2] – نشرة الإنسان والتطور: 10-8-2008   www.rakhawy.net

[3] – نكرر: الأسماء وأية تفاصيل دالة على الطبيب أو المريض ليست هى الأصل، حرصا على احترام أصحاب الفضل فى أن نتعلم منهم ما يفيدهم ويفيدنا ويفيد من يمر بمثل معاناتهم، دون التعرض لشخوصهم.

[4]  –  يحيى الرخاوى: “عن طبيعة الحلم والإبداع دراسة نقدية فى “أحلام فترة النقاهة” لنجيب محفوظ، دار الشروق، الطبعة الأولى 2011، الطبعة الثانية 2015 

[5]- أحد أصدقاء بريد الجمعة،مريض سابق بالغ الشطح والشجاعة والإبداع.

[6] – Incoherence

[7] – Neologism

[8] – Art of Healing

[9] – Corpus-callosum

 

admin-ajaxadmin-ajax (1)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *