نشرة “الإنسان والتطور”
الأربعاء: 3-11-2021
السنة الخامسة عشر
العدد: 5177
الأربعاء الحر:
مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه (1)
الكتاب الثانى الحالات: من (21) إلى (40)
تذكرة:
ننشر اليوم، وكل أربعاء، – كما ذكرنا – عملاً أقل تنظيرا وأكثر ارتباطا بالممارسة الكلينيكية العملية وخاصة فيما هو “العلاج النفسى”، فنواصل نشر الحالة (33) من الكتاب الثانى من سلسلة الكتب الخمس التي صدرت بعنوان “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه”، ولا يحتاج الأمر إلى التنويه إلى أن أسماء المتعالجين ليست هي الأسماء الحقيقية، وأننا حورنا أى معالم قد تدل على صاحبها احتراما لحقوقه وشكرا لكرمه بهذا السماح بما يفيد من قد يمر في مثل محنته، أو خبرته أو علاجة!
جزى الله الجميع عنا خيرا
****
الحالة: (33)
عن السن والحيوية والآخر واللذة الذاتوية (2)
أ. أحمد عبد الفتاح: هى عيانة عمرها 55 سنة، شغالة فى حاجة كده مهمة فى شركة فى تخصص نادر شوية بتقبض، قصدى كانت بتقبض فلوس كتيرة قوى، مرتب كبير يعنى ، هى الفترة ديه واخده إجازة وهى متجوزة وعندها بنتين.
د. يحيى: جايالك منين؟ مين اللى حولها لك؟
أ. أحمد عبد الفتاح: هى صديقة واحدة كانت بتتعالج معايا، كانت جاية بحزن وخنقة وحاجات من دى
د. يحيى: إنت بتاخذ منها كام
أ. أحمد عبد الفتاح: باخذ 40
د. يحيى: مش قليل بالنسبة لدخلها؟ بتقول مرتبها كبير قوى
أ. أحمد عبد الفتاح: آه شوية آلاف كده كل الشهر، بس هوه ده المبلغ اللى كنت باخده من صاحبتها، فما قدرتش أزوده طبعا
د. يحيى: يعنى حاتزود كام يا خىْ، مش آخرتها خمسين، معلشى ماشى الحال ربنا يبارك لك، بتقول متجوزة؟
أ. أحمد عبد الفتاح: آه لها جوز ولها بنتين
د. يحيى: جوزها بيشتغل إيه؟
أ. أحمد عبد الفتاح: هو دلوقتى على المعاش، هو كان فى نفس الشركة، بس شغلة أقل بكتير من شغلانتها، وبرضه المرتب أقل.
د. يحيى: هى اتعالجت نـَفـْسى قبل كده ؟
أ. أحمد عبد الفتاح: لأ دى أول مرة
د. يحيى: المعلومات كده شكلها كفاية، بنتين وجوز فى المعاش وحزن وفلوس كتير وشركة كويسة، شوف عايز تقول إيه ؟ السؤال يعنى؟
أ. أحمد عبد الفتاح: يعنى هو الغريب إن من الاول بعد فترة كده بعد ماقعدنا واتطمنت، بدأت تحكى عن مشاكل جنسية، يعنى هى عندها مشكلة جنسية بينها وبين جوزها من أول الجواز تقريباً، يعنى هو عنده ضعف جنسى على حد قولها من بداية البداية، يعنى طول الوقت، والطلاق موجود بينهم من أول لحظة فى الجواز لحد دلوقتى تقريباً
د. يحيى: ولما هى لحد السن دى لسه ما همدتشى، بتعمل إيه بقى، هى مرافقة؟
أ. أحمد عبد الفتاح: هى مش مرافقة بمعنى مرافقة
د. يحيى: هوه فيه مرافقة بمعنى مرافقة، ومرافقة بمعنى تانى؟
أ. أحمد عبد الفتاح: لأ هو حصل حاجات زى علاقة خفيف خفيف، بس وهى مسافرة برة، إتعرفت على حد فى أمريكا، كان راجل مصرى، وقعدت معاه فترة بس على مستوى كلام وعواطف وبس
د. يحيى: عملت الكلام ده من إمتى
أ. أحمد عبد الفتاح: الكلام ده وهى عندها 45 سنة، يعنى من 10 سنين أو 12سنة
د. يحيى: يعنى بتحب عبر الأطلنتى؟
أ. أحمد عبد الفتاح: أهو ده اللى حصل، فهى لما جت مصر هنا حست إنها بتحبه جامد وطلبت الطلاق لكن ماحصلشى، وبعدين ما عادشى فيه حاجة بينهم
د. يحيى: السؤال بقى، السؤال ياحبيبى يا ابنى، هى قعدت معاك قد إيه ؟
أ. أحمد عبد الفتاح: هى بقالها 3 شهور ونص دلوقتى
د. يحيى: وبتيجى بانتظام؟
أ. أحمد عبد الفتاح: جدا
د. يحيى: السؤال بقى؟
أ. أحمد عبد الفتاح: هما سؤالين: أول سؤال إن هى عندها مشكلة مع بناتها طول الوقت، هما بنتين، وهى عايزة تجيبهم لى، هل ينفع أنا اشوفهم فى نفس الوقت اللى باشوفها يعنى، وهى حاسة بالذنب بالنسبة للى عملته، ومش عارف حا يبقى الموقف إيه
د. يحيى: الذنب بتاع أمريكا، ولا فيه ذنب تانى
أ. أحمد عبد الفتاح: الذنب بتاع أمريكا، وفيه راجل تانى موجود معاها فى الشركة كان حصل مداعبات معاه برضه.
د. يحيى: مداعبات كلام وحب، ولا مداعبات من غير حب، ولا إيه
أ. أحمد عبد الفتاح: مداعبات على مستوى البوس والأحضان
د. يحيى: بوس وأحضان وبس ، فين يعنى
أ. أحمد عبد الفتاح: كان بيبقى فى العربية وهما رايحين الشغل أو راجعين، ما هو الشغل بيحتاج تنقل مع بعض
د. يحيى: طيب ماشى
أ. أحمد عبد الفتاح: وهى حست بالذنب من كده، وده من ضمن العوامل اللى خلتها سابت الشغل، بتقول أنا سبت الشغل عشان بناتى.
د. يحيى: مش فاهم، عشان بناتها ما يعرفوش، ولا عشان إيه بالظبط؟
أ. أحمد عبد الفتاح: عشان كله ، مش عارف، وهى برضه مش عارفة
د. يحيى: والعاطفة لسة موجودة ناحية الأمريكانى ولا خلاص
أ. أحمد عبد الفتاح: لا خلاص، المشكلة فى زميلها ده دلوقتى
د. يحيى: مشكلة إيه؟
أ. أحمد عبد الفتاح: هو بيطلبها طول الوقت، وبرغم سنها ده، هو بيطلبها إنه عايز يمارس معاها، وهى بقت خايفة من نفسها
د. يحيى: طيب نرد على السؤال الأولانى، هوه كان إيه؟
أ. أحمد عبد الفتاح: كنت باسأل : هلى ينفع إنى أنا اشوف بناتها فى نفس الوقت، هى عندها بنت عندها 28 سنة
د. يحيى: ماتجوزتش؟
أ. أحمد عبد الفتاح: لأ لسه
د. يحيى: ماتجوزتش ليه
أ. أحمد عبد الفتاح: هى بيجلها عرسان وكل حاجه، وبترفض
د. يحيى: بتشتغل؟
أ. أحمد عبد الفتاح: أيوه بتشتغل فى شركة برضه
د. يحيى: طب والبنت التانية؟
أ. أحمد عبد الفتاح: البنت التانية لسة فى الدراسة وعندها صرع
د. يحيى: بتتعالج منه ؟
أ. أحمد عبد الفتاح: أيوه، وبقى ييجى على فترات، وهى نايمة بالليل بس
د. يحيى: وهى بتشتغل
أ. أحمد عبد الفتاح: لأه، هى دلوقتى فى معهد عالى مهم برضه
د. يحيى: وانت إيه اللى خلاك تسأل السؤال ده، الأم شافت إنك كويس، وإذا كانوا هم موافقين ما تعالجم يا أخى، لو سمحت حدد سؤالك أكتر
أ. أحمد عبد الفتاح: هل ينفع أشوف البنات برضه فى نفس الوقت، واحدة بعد واحدة، ولا مع بعض
د. يحيى: قصدك يعنى تعمل علاج أسـَرَى
أ. أحمد عبد الفتاح: أيوه
د. يحيى: لوحدك؟
أ. أحمد عبد الفتاح: أنا مش عارف، هى عايزانى أقعد مع بناتها كل بنت لوحدها
د. يحيى: هو العلاج الأسرى عادة بيحتاج أكتر من معالج مع بعض، المهم طيب فين السؤال التانى؟
أ. أحمد عبد الفتاح: السؤال التانى إنى أنا باضغط عليها إنها ترجع الشغل لأن قعدتها كده زودت المشاكل مع البنات، وإن كانت زى ما بتقول رحمتها من حكاية الإلحاح بتاع صاحبها قصدى زميلها ده
د. يحيى: هى واخدة أجازة قد إيه؟
أ. أحمد عبد الفتاح: 6 شهور
د. يحيى: واخداها بس بحجة الجدع ده، ولا قالت لك أسباب تانية ؟
أ. أحمد عبد الفتاح: بتقول برضه إنها مقصرة مع البنات، حا يضيعوا كده، البنت الأولى رافضة الجواز، والتانية عيانة
د. يحيى: وهى يعنى لما تقعد فى البيت البنت دى حاتتجوز والتانية حاتخف؟
أ. أحمد عبد الفتاح: ما هو عشان كده أنا باضغط عليها بصراحة عشان ترجع الشغل تقوم تقول: طب والبنات ؟
د. يحيى: بنات إيه يا راجل، هى حاترضّعهم ، دول عرايس
أ. أحمد عبد الفتاح: هى بتقول إن البنت الصغيرة دى اللى عندها صرع بتعمل شات على النت، هى إكتشفت ده، وكمان اكتشفت إن المحتوى بتاعه جنسى، لدرجة الكلام عن جواز عرفى وكده.
د. يحيى: طبعا عندها حق تنشغل، بس هى اللى بتعمله فى السن ده ، ما هو برضه ملخبطها إنها تشخط فى بنتها، وتنهيها عن اللى بتعمله، وكلام من ده
أ. أحمد عبد الفتاح: ما هو ده برضه إللى مخلينى أفكر أشوف البنات
د. يحيى: بصراحة هما سؤالين أصعب من بعض، هو الراجل صاحبها ده، ولا زميلها متجوز
أ. أحمد عبد الفتاح: آه، متجوز
د. يحيى: طب عندك سؤال ثالث
أ. أحمد عبد الفتاح: لأ ، كفاية دول
د. يحيى: كفاية ونص
أ. أحمد عبد الفتاح: المشكلة فى الحالة دى إن التفاصيل فيها كتير أوى، ومتشعبة
د. يحيى: شوف يا سيدى: أولاً كتر خيرك، وأحب أقول لك إنك معالج ناجح ، ما هو تعرف ده منين، إحنا صنايعية، فلما يجيلك عيان من عيان، يبقى شهادة لك إنك ماشى الحال، واحدة ست عندها 55 سنة ماراحتش لحد قبل كده ومرتبها يسمح لها إنها تروح لأشهر الدكاترة، وأغلاهم، تقوم تسيبهم، وتجيلك مباشرة، عن طريق واحدة صاحبتها، يبقى صاحبتها قالت لها كلام كويس عنك، هو ده سكة النجاح الأمين فى مهنتنا، نتايجك هى اللى تخلى العيانين ييجولك، واحد يجيب واحد، واحد يجيب واحد، ده بنسميه كبران زى كبران كرة الثلج اللى بتكبر وهى بتجمع الرذاذ حواليها، فكتر خيرك إنك ماهر وناجح، ده فـَتـْـح كلام، وفيه حاجة شكلية تانية لكن مهمة برضه أحب أعلمها لك إن مش عيب إنك تاخد فى العلاج النفسى بالذات أتعاب مختلفة كل واحد حسب مقدرته، يعنى فى واحدة زى دى، ماهيتها الشى الفلانى، كذا ألف، وهى بتقدرك أكتر لو بتدفع أكتر، حتى لو عرفت إن صاحبتها بتدفع أقل، وإنت تصارحها بكده، مش عيب، بس خلاص إللى حصل، بس طبعا المسألة مش مفتوحة عالبهلى، “من كل حسب ماهيته إلى كل حسب تحسنه!!”، لا طبعا، أنا باتكلم عن المدى اللى بتتحرك فيه، وحقك إنك تعيش.
النقطة التالتة: قبل ما نخش فى أسئلتك، إن عيانتك بتقول سنها 55 سنة، ومن حيث المبدأ إحنا بنقول إن العلاج النفسى هو عملية تغيير، فلازم تعمل حسابك إن التغيير فى السن ده لا هو سهل، ولا هو ممكن أحيانا، ده لو تغيير حقيقى، صحيح فيه احتمال تغيير جذرى فى أزمة منتصف العمر، لكن إحنا قربنا على آخر منتصف العمر، مع إن المنتصف ده ممتد من سن عشرين لسن ستين سنة، لكن المسألة ما عادتشى سهلة، ولا مريحة واحنا بنشتغل بعد ما كل حاجة استقرت مطرحها فى شخصيتها على ما يبدو، بيبقى الأمل فى التغيير قليل شوية، لأ شويتين، لما تضيف بقى لكل ده ظروف الواقع مع زوج بالشكل ده زى ما هى بتوصفه، سواء كان ده صحيح قوى ولا نص نص، إنما فيه مشكلة فى الزوج بلا شك، إن ما كانتشى فيه، يبقى فى استقبالها ليه، زى ما هى بتقول إنها من يوم ما اتجوزت، وفيه ضعف جنسى عنده، ومع ذلك واضح إنها هى ما همدتشى لحد السن دى، مش ممارسة زى ما انت قلت، إنما رغبة واعتراف بحاجتها والكلام ده. وباين إنها ست مصحصحة ومحتاجة إن ما كانشى جنس، محتاجة تعاطف إنسانى حقيقى لايستبعد الجنس، وعلى فكرة إحنا لازم نبعد حكاية السن اللى بتتكرر على العمال على البطال وهى مش صح قوى، وبالذات بالنسبة لسن اليأس والكلام الفارغ ده، إحنا لازم نتعلم من عيانينا على الأقل إن الجنس ده خلقة ربنا، وإنه زيه زى الأكل والشرب، يفضل لحد ما نموت، يعنى كون بقى إن هى عندها 55 أو 65 أو بتاع إحنا لازم نحترم اللى بتقوله لنا، دى حياة، والحياة لا تشيخ، البنى آدم يشيخ إنما الحياة لا تشيخ، على أد البنى آدم ما له علاقة بالحياة على قد ما إنت بتشتغل معاه فيها، إحنا مجرد أفراد بنمثل بعض تجليات الحياة، أما الحياة فهى أقوى وأقدر، يعنى إحنا مااحناش الحياة ولا إحنا افراد منفصلين عن الحياة، الموقف ده نفسه يخلى شغلك مع ست زى دى ما فيهوش حكم عليها بالانطفاء لمجرد السن،
نيجي بقى للظروف الخاصة بالست دي، السؤال الأول المحدد هل أحسن تشوف بناتها فى نفس الوقت ولا لأ؟ بصراحة، طبعا هوه وارد إنك تشوف بناتها، دى وظيفتك إنك تساعد الناس، بس المسألة دى تخصص دقيق أنا ماعرفشى فيه قوى، أعتقد إن الأفضل مش إنك تشوفهم واحدة واحدة كأنهم واقفين فى طابور كل واحدة مستنية دورها، أظن إذا وافقنا إنهم محتاجين مساعدة علمية منظمة، يبقى نفكر فى اللى بيسموه “علاج أسرى”، وده حاجة تانية خالص غير العلاج الفردى، وغير العلاج الجماعى، أنا ماعرفش فى الحكاية دى قوى ، أنا فيها أعتبر من ركن الهواة ، إنت لازم تسأل دكتورة منى بنتى، أو دكتورة نهى صبرى، أنا حولت لهم حالات كتير، وأظن نسبة النجاح مش قليلة، وفى الحالة دى لازم إشراف مباشر أو غير مباشر، يعنى تفضل تسأل منى ونهى باستمرار وانت بتمارس وتتعلم، وهل حا تشرك الأب ولا لأه ، وكلام من ده، وبرضه تسأل إذا الأب رفض، يبقى تكمل مع بقية الأفراد ولا لأه، وتاخد بالك من عيانتك اللى عندها شعور بالذنب زى ما بتقول، حاتقول إيه قدام بناتها وتخبى إيه، ويبقى العلاج الأسرى على حساب إيه وكلام من ده. يبقى ده رد السؤال الأولانى،
نييجى بقى للسؤال التانى، إنت بتضغط عليها ترجع لشغلها، اللى فيه الراجل ده، أنا رأيى إنك صح، وهى برضه صح، يعنى إنها ترجع للشغل آه، بس يا ريت وهى بالجوع ده، وبرغم سنها ده، تشوف شركة تانية، وانت بتقول إنها شاطرة وعندها خبرة وكلام من ده، أنا ما باحبش حد يقعد فى بيته، لا راجل ولا ست ، حتى بعد المعاش، أنا بيجيلى الواحد سن 57 يشتكى بصداع، فبدال ما أشوف عنده اكتئاب وتوتر والكلام ده، أسأله إنت حاتعمل إيه بعد تلات سنين؟ الحكاية دى بقت عاملة زى الوسوسة فى شغلى، وساعات باقعد اتخانق خناقه كبيرة جداً على أساس لو ماكنش الواحد ولا الواحدة من دول يسمعوا الكلام ويستعدوا لما بعد المعاش ، يمكن أهدد بالتخلى عن مسئولية علاجهم، للدرجة دى الحكاية بتوصل معايا، تقوم انت تيجى واحدة ست بالحيوية دى، وتقعد فى بيتها كده، طبعا لأ. بس المسألة عايزة حسبة عشان الراجل ده، والجوع ده، والجوز بنات دول، وكل الكلام والحواديت دى. يبقى لولقت شغلة فى شركة تانية يبقى خير وبركة، بس ده لا حايشبع جوعها، ولا حايحميها، لانها جعانة جعانة زى ما هو باين، فتبقى عايزاك جنبها مدة أطول حبتين.
برضه لازم تفكر فى طبيعة علاقتك بيها، هى عندها 55 سنة، وانت كذا وعشرين سنة، يا ترى إنت تمثل إيه بالنسبة لها ؟ ما فكرتشى هى معتبراك إيه ؟ هى أمك ولا بنتك ولا الإثنين، وكله وارد وكله علاج، وكل ده شىء طبيعى، وعلى فكرة استمرار علاقتها بيك، وطلبها إنك تعالج بناتها اللى هم فى سنك برضه يوضع فى الاعتبار بشكل إيجابى لصالحك ، يعنى فى الغالب هوه وصل لها إنك بتقوم بعمل جيد ومنظم وله نتايج طيبة، نقوم نعرف إن المسألة ما هياش بالسن، وإنما بالمسئولية والصنعة أساسا.
أ. أحمد عبد الفتاح: طب فيه حاجه أخيرة ، أنا ما شاورتش عليها يمكن تكون مهمة
د. يحيى: خير؟
أ. أحمد عبد الفتاح: هى لحد النهارده بتعمل العادة السرية
د. يحيى: بقى ده اسمه كلام؟ !! واحدة فى السن دى، والمسألة الجنسية عندها باللخبطة دى، وما تقولشى لنا حاجة زى كده من بدرى؟ مش يمكن ده بيدل على صعوبة أساسية ، مثلا إنها متعودة بشكل مزمن على هذا النوع من الاستكفاء الذاتى من صغرها، ومش يمكن ده هو اللى أدى لضعف جوزها جنسيا لما حسّ إنها مستغنية عنه، وبعدين دى مسألة يمكن عمرها أربعين سنة، يمكن بدأت وهى بنت وعلقت معاها ، أظن دى حاجة مش ثانوية
أ. أحمد عبد الفتاح: أنا برضه فكرت فى علاقة ده بالضعف الجنسى اللى هى بتوصفه عند جوزها، بس تصورت إنها بتعمل كده نتيجة إنه مش بيرضيها، دلوقتى فهمت إن العكس يمكن يكون صحيح
د. يحيى: ساعات الست لما تبدأ بالاستكفاء الذاتى وتعشق جسمها ونفسها تبعد بشكل تلقائى عن أى احتياج تانى، بس ده ما يفسرشى علاقاتها التانية سواء مع الجدع الأمريكانى، أو مع الجدع اللى فى الشغل، بس ما تنساش برضه إنها لا مع ده، ولا مع ده، عملت جنس كامل، الظاهر إنها كانت بتاخد حاجتها من البوس الاحضان، والمكالمات بعدين تكمل بمعرفتها
أ. أحمد عبد الفتاح: ياه !! دا الحكاية صعبت أكتر
د. يحيى: لا.. ما تكبرهاش قوى كده، إنت تكمل، وتستشير د. منى، أو د. نهى على حكاية العلاج الأسرى دى، وتفرح باللى انت عملته، و إذا حبيت تعرضها تانى وتالت كل شوية، أهلاً وسهلاً .
أ. أحمد عبد الفتاح: شكرا
****
التعقيب والحوار:
د. مشيرة أنيس
“وهى ارتدت نحو جسدها تلاعب نفسها وتستلذ منُّهْ فِيهْ”
ممكن حضرتك توضح أكثر هذه النقطة…يعنى العادة السرية نحن نتعامل معها “تابو” وعيب وحرام ولكن يصلنى الآن أن لها معنى وربما فائدة؟
د. يحيى:
الرد على هذا التساؤل الجيد يحتاج إجابة مفصلة لا تحتملها المساحة هنا دلوقتى، لكننى أذكرك بإشارة إلى موقف الامام ابن حنبل بالذات، وإلى التفرقة بين “جلب الشهوة” و”درء الشهوة”، وفى نفس الوقت إلى خطورة مضاعفات الاستكفاء بالتلذذ الذاتى بديلا عن السعى إلى الحوار الجسدى مع شخص (موضوع، “آخر”) حقيقى فضلا عن الحوار المتعدد القتوات، وهذا حديث يطول فأرجو أن تسمحى لى بتأجيله.
ملحوظة: تعجبت لندرة المشاركة بالتعليقات على هذه الحالة فى بريد الجمعة مع أنها بالنسبة لى أثارت أكثر من قضية، لكننى لو تطرقت لكل ما أثارت فسوف أكتب كتابا، ففصلت أن ألتزم بالمنهج، وأكتفى بهذا التعليق الواحد،
ومازالت الدعوة عامة!
[1] – يحيى الرخاوى: “كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه، ” منشورات جمعية الطب النفسى التطورى (2018)، والكتاب موجود فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مؤسسة الرخاوى للتدريب والأبحاث: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا حاليا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط www.rakhawy.net
[2] – نشرة الإنسان والتطور: 24-5-2009 www.rakhawy.net
خرجت من من الحالة والاشراف عليها ..بالكثير ومنه..
*إحنا مجرد أفراد بنمثل بعض تجليات الحياة، أما الحياة فهى أقوى وأقدر، يعنى إحنا مااحناش الحياة ولا إحنا افراد منفصلين عن الحياه.
* مش عيب إنك تاخد فى العلاج النفسى بالذات أتعاب مختلفة كل واحد حسب مقدرته، يعنى فى واحدة زى دى، ماهيتها الشى الفلانى، كذا ألف، وهى بتقدرك أكتر لو بتدفع أكتر، حتى لو عرفت إن صاحبتها بتدفع أقل، وإنت تصارحها بكده، مش عيب، بس خلاص إللى حصل،
*إحنا لازم نتعلم من عيانينا على الأقل إن الجنس ده خلقة ربنا، وإنه زيه زى الأكل والشرب، يفضل لحد ما نموت، يعنى كون بقى إن هى عندها 55 أو 65 أو بتاع إحنا لازم نحترم اللى بتقوله لنا، دى حياة، والحياة لا تشيخ، البنى آدم يشيخ إنما الحياة لا تشيخ.
*ساعات الست لما تبدأ بالاستكفاء الذاتى وتعشق جسمها ونفسها تبعد بشكل تلقائى عن أى احتياج تانى..
عليك نور
يا رب تظل تذكر بعض ذلك
يبقى لولقت شغلة فى شركة تانية يبقى خير وبركة، بس ده لا حايشبع جوعها، ولا حايحميها، لانها جعانة جعانة زى ما هو باين، فتبقى عايزاك جنبها مدة أطول حبتين.
فى مثل هذه الحاله هل العمل ممكن يشبع جوعها ويسدد حاجتها ام انها سوف تتخذ العمل كنوع للبحث عن شخص آخر يسدد جزء من من احتياجها؟
وهل ممارستها للعاده السريه والانغماس فى ذاتها يجعلها فى حاجه للبحث عن علاقه مع شخص اخر؟
وهل وجود صراع داخلى ما بين انها محتاجه تتشاف وتتحس وما بين عمرها وكبر عمر بناتها يجعلها تبحث عن من يسدد جوعها؟
أسئلتى كثيره وارجو سعه صدركم.
أعتقد أن طلبكِ سعة صدرى، جعلتنى أقبل كل أسئلتك على أنها اقتراحات يقظة وقابلة للاختبار
ثم نرى
مازلنا بحاجه لمزيد من المعلومات عن والد تلك السيدة والخبرات المكبوته سواء في الطفولة او ما يليها لان ذلك من يساهم في سلوكها لحد كبير إن وجد .. ثم نحن بحاجة لمعلومات عن مدى رضائها عن نفسها وكيف تعتقد هى عن قيمة نفسهاوالمرأة بشكل عام ؟
الحالة مقتطف محدود مما يعرضه الممارس أو المتدرب
والمزيد من المعلومات دائما مفيد، لكن في نهاية النهاية نحن “هنا” و”الآن”
نواجه بتحدّى “إذن ماذا”؟ حتى لا ندمن الـ “لماذا” فندمن الماضى بلا طائل
والله المعين