الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (46) الفصل الأول: الطفل يرحب بالشيخوخة ويغازل الموت

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (46) الفصل الأول: الطفل يرحب بالشيخوخة ويغازل الموت

نشرة الإنسان والتطور

الخميس: 4-11-2021                               

السنة الخامسة عشر               

العدد: 5178

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (1)

وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”

 بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (46)

الفصل الأول: الطفل يرحب بالشيخوخة ويغازل الموت

الأصداء

46- ‏رجل‏ ‏يحجز‏ ‏مقعدا

بدأ‏ ‏الاوتوبيس‏ ‏مسيرته‏ ‏من‏ ‏الزيتون‏ ‏فى ‏نفس‏ ‏اللحظة‏ ‏التى ‏انطلقت‏ ‏فيها‏ ‏سيارة‏ ‏رجل‏ ‏من‏ ‏مسكنه‏ ‏فى ‏حلوان‏، ‏غيرت‏ ‏كل‏ ‏منهما‏ ‏سرعتها‏، ‏أسرعت‏ ‏وأبطأت‏، ‏وربما‏ ‏توقفت‏ ‏دقيقة‏ ‏أو‏ ‏أكثر‏ ‏تبعا‏ ‏لما‏ ‏لاقته‏ ‏فى ‏سيرها‏ ‏من‏ ‏ظروف‏ ‏الطريق‏. ‏ولكنهما‏ ‏بلغا‏ ‏ميدان‏ ‏المحطة‏ ‏فى ‏وقت‏ ‏واحد‏، ‏بل‏ ‏ووقع‏ ‏بينهما‏ ‏صدام‏ ‏خفيف‏ ‏أتلف‏ ‏مصباح‏ ‏الاوتوبيس‏ ‏وكشط‏ ‏مقدم‏ ‏السيارة‏. ‏وكان‏ ‏رجل‏ ‏يمر‏ ‏فانحشر‏ ‏بين‏ ‏السيارتين‏ ‏وسقط‏ ‏فاقدا‏ ‏الحياة‏،‏كان‏ ‏يعبر‏ ‏الميدان‏ ‏ليحجز‏ ‏مقعدا‏ ‏فى ‏قطار‏ ‏الصعيد

 

أصداء الأصداء

هذه‏ ‏فقرة‏ ‏أريد‏ ‏أن‏ ‏أرفضها‏، ‏فهى ‏تقول‏ ‏ما‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يقوله‏ ‏غير‏ ‏محفوظ‏ ‏فى ‏مسلسل‏ ‏خفيف‏، ‏لنخرج‏ ‏منه‏ ‏مندهشين‏ ‏فى ‏بلاهة‏ ‏أنه‏ “‏يالسخرية‏ ‏الأقدار‏” ‏يموت‏ ‏البريء‏ ‏صدفة‏ ‏فى ‏زحمة‏ ‏الحياة‏، ‏وينجو‏ ‏المتصارعون‏ (‏صدفة‏ ‏أيضا‏)، ‏على ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏زحمة‏ ‏الحياة‏، ‏إذن‏ ‏ماذا؟

العنوان‏ ‏كالعادة‏ ‏يخفف‏ ‏من‏ ‏حدة‏ ‏الرفض‏، ‏لأنه‏ ‏يوحى -‏على ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏شيء‏- ‏أن‏ ‏هذه‏ ‏الضحية‏ ‏كانت‏ ‏هى ‏التى ‏حجزت‏ ‏مقعدها‏ ‏عند‏ ‏القدر‏.‏

 

[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية  2018  – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net

admin-ajax (1)

admin-ajax

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *