الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه الكتاب الخامس الحالات: من (81) إلى (100) الحالة: (91) صعوبة امتداد التقمص وعمقه

مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه الكتاب الخامس الحالات: من (81) إلى (100) الحالة: (91) صعوبة امتداد التقمص وعمقه

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 28-12-2022

السنة السادسة عشر  

العدد: 5597

الأربعاء الحر:

مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه

الكتاب الخامس الحالات: من (81) إلى (100)

تذكرة:

ننشر اليوم، وكل أربعاء، – كما ذكرنا – عملاً أقل تنظيرا وأكثر ارتباطا بالممارسة الكلينيكية العملية وخاصة فيما هو “العلاج النفسى”، فنواصل نشر الحالة (91) من الكتاب الخامس من سلسلة الكتب الخمس التي صدرت بعنوان “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه”، ولا يحتاج الأمر إلى التنويه إلى أن أسماء المتعالجين ليست هي الأسماء الحقيقية، وأننا حورنا أى معالم قد تدل على صاحبها احتراما لحقوقه وشكرا لكرمه بهذا السماح بما يفيد من قد يمر في مثل محنته، أو خبرته أو علاجه!

الحالة: (91)

صعوبة امتداد التقمص وعمقه[1]

د.محمد: هى حالة حولتها لى حضرتك تقريباً بقالنا 6 جلسات يعنى 6 أسابيع هى ست عندها 42 سنة، الأعراض كلها أعراض وسواسية كانت هى متجوزة وعندها طفل واحد عنده 7 سنين وكانت عندها مشكلة فى الإنجاب .. لو حضرتك تفتكرها: هى دى اللى كان عندها مشكلة ماكنش فيه حمل ولا خلفة وعملوا الحاجات بتاعة طفل الأنابيب كذا مرة، وبتاع لحد ما نجحت فى أخر مرة وحملت وخلفت

د.يحيى: عمرها كام قلت لى؟

د.محمد: عمرها 41 سنة بالظبط

د.يحيى: 41 ومتجوزة بقالها قد أيه؟

د.محمد: 17 سنة

د.يحيى: بقالك معاها قد أيه؟

د.محمد: 6 جلسات 6 أسابيع

د.يحيي: السؤال

د.محمد: طيب أنا كنت لمحت لحضرتك إن هى الأعراض الوسواسية حصل زى أنطبعت على الطفل أبنها، يعنى الأبن بقى يقلدها بشكل تلقائى

د.يحيي: إزاى؟

د.محمد: إبنها اللى عنده 7 سنين بقى نسخة منها تقريبا

د.يحيي: وهى عاوزه تخلف تانى؟

د.محمد: لأ طبعا، هى مش حينفع تخلف تانى، الزوج عنده مشكلة أصلا فى العلاقة الجنسية ويعنى مافيش علاقة، يا دوب بتستمر بينهم يمكن نصف دقيقة أو أقل

د.يحيي: يا خبر!

د.محمد: أه ده جوزها، فدى مشكلة تانية، يعنى لكن أنا باتكلم بالنسبه للإبن الصغير

د.يحيي: ليه مش هى المشكلة الأولانيه

د.محمد: بصراحة الابن صعبان علىّ أكتر، أنا خايف عليه جامد

د.يحيي: طيب، وخوفك ده معطلك ولا محمّسك

د.محمد: مش عارف، الإبن بدأ يقلدها بشكل مزعج جداً فأنا، قلقان على الولد فهل نبدأ فى علاجه يعنى؟ فأبدأ أزق فى علاجه إن هو يتعالج؟

د.يحيي: السؤال إيه؟

د.محمد: ما هو ده السؤال: هل ينفع أن أحنا نبدأ علاج للأبن من غير ما أهله ما يطلبوا

د.يحيي: انت عرضت عليها ده؟

د.محمد: لأ لسه، ما انا مش عارف نبدأ علاج لابنها دلوقتى ولا إمتى؟ هل ينفع أن أبنها يبدأ علاج فعلاً وهى بتتعالج، هل ينفع أن نبدأ علاج الاتنين مع بعض

د.يحيي: هوّا الإبن اشتكى من أى حاجة؟

د.محمد: ظهر عليه نفس الأعراض بتاعه الأم، مثلا أنه هو قبل ما يقعد على مكان يمسحه كام مرة، يعنى، وبيغيب فى الحمام وكده

د.يحيي: نمرة واحد يستحسن تستشير زميل أو زميلة فى نفسية الأطفال، ده تخصص دقيق بصراحة أنا ماليش فيه قوى مع إنى لما باحاول بانجح، بصراحة أنا مش متأكد إن ده الوقت المناسب ولا مش مناسب، ونمرة 2 لما نستشير يعنى حايبقى فيه مسئولية مشتركة علمية ومهنية بينك وبين معالج الأطفال النفسى ده تخصص فرعى دقيق، ولعلمك فإن الأطفال بيحتاجوا أساليب تانية يعنى مثلا: بيشتغلوا ويلعبوا ومش نصايح وأوامر وكلام من ده، ثم إن الوساسوس عموما عند الأطفال بتعتبر طبيعية فى سن معين، ثم إن العلاج يختلف وغالبا حايكون قبول الوساوس عند الأطفال نسبيا، احنا ما بنحرصش أن احنا نضيعها قد ما بنحرص أن نضيعها عند الكبار لأنها ممكن تكون مفيدة وعلامة أن الطفل بيكبر فمحتاج حاجة تِلـُّمِه، من ضمنها بعض الوساوس، أما إن فى رابط بين اللى عنده وعند والدته، وإنه حصل له ده لما شاف أمه أظن ما تفرقش، بعد كده هل يا ترى علاج الطفل، إذا نجح، حايفيد علاج الأم ولا لأ، أنا مش متأكد.

د.محمد: أنا متصور إنه حايفيد

د.يحيي: ليه بقى؟ أصل أنا خايف لتكون زِهِقت من الأم وبتستسهل، ثم هل هى حاتوافق؟ أصل خطر لى احتمال أنها تكون بتتونس بالمشاركة أو تكون بتوزع شوية وساوس على الولد، وتيجى أنت تعالج الولد ويخف نتنيل هى بستين نيلة.

د.محمد: ما هو أنا شاكك فى ده

د.يحيى: ثم إن فيه حاجة مهمة تانية، احنا عمالين نتكلم عن الست دى من غير ما نفتكر ظروفها والفروق الفردية والكلام ده، انت مش فاكر أنا قلت كام مرة إزاى بنتقمص العيان واللى حواليه بكل التفاصيل، انت قدرت تتقمص الست الأم الجميلة دى وهى رايحة جاية على الدكاترة عشان تحبل، وجوزها زى ما بتقول، انت تقمصت فشلها فى كل مرة تحاول فيها حكاية الأنانيب دى لحد ما ربنا رزقها بالابن الوحيد الجميل ده، مش ده برضه تعمل حسابه وانت بتفكر فى الولد وإنه أصبح وجوده له دلالة تانية غير أى أم عادية عندها تلات أربع عيال وجوزها مش كده

د.محمد: أه صحيح، أنا كده اتوجعت أكتر، والظاهر حاتلِخمْ أكتر

د.يحيى: ده طبيعى وبرضه هو شرف مهنتنا، ربنا معاها ومعانا ومعاك

د.محمد: يا رب

*****

التعقيب والحوار:

أ. نهى عبد الحميد

الطفل تلقائيا ممكن يقلد الأم ليه قال أنه بقى عنده وسواس؟؟

وليه مش مركز اأكتر مع الأم

د. يحيى:

هذا قد يصح بداية فحسب، ولكن الطفل قد يواصل الوسواس بعد ذلك دون تقليد، أما تركيز المعالج أو عدم تركيزه مع الأم  فهذا ليس له علاقة بما جاء بالحالة.

د. أحمد الأبراشى

المقتطف: انت مش فاكر أنا قلت كام مرة إزاى بنتقمص العيان واللى حواليه بكل التفاصيل.

التعليق: عندك حق يا د. يحيى، محتاجين طول الوقت نشوف القاعدة دى ، وخاصة واحنا بنتعامل مع التفاصيل والمعلومات، والا حانبعد عن المريض نفسه .

د. يحيى:

هذا صحيح،

وصعب

أ. إسلام نجيب

فعلا لاحظتها فى العائلات اللى بيكون فيها الأب بالذات مصاب بوسواس قهرى بيقلده الأبناء ثم بدرجة أقل الأم ودرجة ليست بقليلة كما فى الحالة المعروضة…

وده بيلقى مسئولية العلاج على المعالج إن يغير مسار الأسرة ..مسئولية كبيرة كبيرة…لكن دون إلزام …اللى يقدّره عليه ربنا …

كما أن الأم فى الحالة تلقى وسواسها على الإبن تقريبا تأكيدا لأفكارها..مع تقليد الإبن لها …(تغذية) ..(وتغذية مرتدة) فلابد من شغل جامد من المعالج لكسر هذه الحلقة المتينة المقفولة..

د. يحيى:

الحالة صعبة وتستأهل كل ذلك

وغير ذلك

د. رضوى العطار

المقتطف: ثم إن الوساوس عموما عند الأطفال بتعتبر طبيعية فى سن معين، ثم إن العلاج يختلف وغالبا حايكون قبول الوساوس عند الأطفال نسبيا، احنا ما بنحرصش أن احنا نضيعها قد ما بنحرص إننا نضيعها عند الكبار لأنها ممكن تكون مفيدة وعلامة إن الطفل بيكبر فمحتاج حاجة تِلـُّمِه، من ضمنها بعض الوساوس

التعليق: أول مرة أعرف المعلومة دى رغم انها مهمة جداً.. وجيدة جداً.

د. يحيى:

انت يا رضوى تشحذين قدرتك على التعلّم بشكل جيد

بارك الله فيك

د. رضوى العطار

المقتطف: د.يحيى:  ثم إن فيه حاجة مهمة تانية، احنا عمالين نتكلم عن الست دى من غير ما نفتكر ظروفها والفروق الفردية والكلام ده، انت مش فاكر أنا قلت كام مرة إزاى بنتقمص العيان واللى حواليه بكل التفاصيل

التعليق: معاك حق، استغربت بصراحة ان المعالج ركز كل المواجدة أو أغلبها على حد غير مريضه الأساسى، مهما كان، احنا همنا مريضنا أولا وطبعا أسرته ومجتمعه الصغير لكن بنفس الترتيب ده، مريضنا أولا ومصلحته فيما لا يؤذى عالمه الصغير فالكبير…

بصراحة كمان متعاطفة مع الزميل ده نوعا لأن أحيانا المعالج لما بيلاقى ان تقمصه للمريض مؤلم جدا ويمكن أكبر من احتماله، ينقل تقمصه ده على حد من عيلته، يستحمل انه يتوجع لما يتقمصه واهو يبقى فيه ريحة التقمص برضه لكن الألم أخف من تقمص المريض الأساسى طريقة coping يمكن ، يمكن لو المعالج لقط تقمصه بيعملها والحكاية تمشى وتبقى فرصة لنموه واحترامه لمقاومته.

د. يحيى:

هذا كله وارد، وجيد

أ. شرين سيد محمود محمد

هل من الممكن وجود احتمال ان يكون الوسواس اللى عند المريضة نتيجة علاقتها مع زوجها والعلاقة دى سبب تأخير الانجاب عندها بالاضافة ان اللى عند الطفل مجرد تقليد وليس مرضا، الاطفال دايما بيحبوا يقلدوا الاشخاص اللى قدامهم وبالذات الاشخاص المحبوبين ليهم وبالاخص اذا كان الشخص ده أمه والأم أقرب شخص للطفل

وأعتقد أن العلاج بالنسبة للحالة دى وجود الزوج ضرورى جدا للعلاج يعنى العلاج مش مع الست فقط ولكن بمشاركة زوجها معها فى العلاج

أقصد لابد من علاج الزوج أيضا وبكده يكون علاج المريض بمشاركة بيئته الاجتماعية.

د. يحيى:

علاج الأسرة، بأكملها أو أغلب أفرادها: هى طريقة معروفة بالعلاج الأسرى، وهى طريقة ناجحة ولها تدريب خاص، وهى تخصص دقيق له قواعده وتقنياته، وأحيانا تكون الأسرة هى المريضة والمريض ليس إلا أحد أعراض مرضها.

أ. مريم عبد الوهاب

تعليق عام: أنا بخاف من حالات الوسواس يا دكتور… ماعرفش ده مقبول ولا ماينفعش.. ولا ده معناه إيه.. بس باحسه تقيل وقاسى.. وببقى متألمة جدا لألم العيان بيه.

د. يحيى:

أرجو تحديد نوع الوسواس الذى يخيفك، والأرجح أنه الوسواس الفكرى ذو المحتوى الدينى، ذلك أنه حين يسمح المعالج لنفسه بالتقمص اللازم قد يحرك عنده احتواء وجهه نظر الوسواس (وليس فقط وجهه نظر المريض) وهذا أمر يحمل تهديدا إذا صدق المعالج التقمص واحترم مريضه بجدية كافية، ومما يطمئن أن المطلوب، والحاصل عادة هو أن يكون هذا التقمص مؤقتا، أو مرحليا، وربنا يستر، وهذا ليس هو أسلم الطرق، ولكنه وارد.

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: محمد: إبنها اللى عنده 7 سنين بقى نسخة منها تقريبا

التعليق: هل الجينات المورثة فى الاستعداد للاضطرابات ومدى نشاطها بتختلف بين الأب والأم؟

د. يحيى:

ليس تماما

الجينات هى الجينات

وقوانين الوراثة دقيقة وعديدة وتشكيلاتها متنوعة بشكل لا يسمح بالاختزال، أو التعميم.

د. كريم سعد

المقتطف:  ..الأطفال بتقلد بالذات الأب والأم وفكرة أن أقول للأم اللى تعبت عشان توصل للطفل ده إن ابنك عيان بالمرض بتاعك هاتكون صعبة عليها جدا وممكن يصعب علاجها.

  التعليق: أنا رأيى علاجها هى هايغير من تصرفات الطفل تلقائيا.

د. يحيى:

ليس دائما.

د. نجاة انصورة

المقتطف: ….. “ثم ان الوساوس عموما عند الأطفال بتعتبر طبيعية فى سن معين، ثم أن العلاج يختلف وغالبا حايكون قبول الوساوس عند الأطفال نسبيا”.

التعليق: فتحت لى أفق اخر نحو وساوس الأطفال اعتقد ولست متأكدة بان الوساوس بهذه المرحلة تتضمن التقليد والتكرار كإحدى محددات النمو!؟

  أتوقع أن الحالة وبعد مشقة الحمل بعد محاولات عديدة محبطة عشر سنوات زواج، وقدرة الزوج والخوف من فقد طفلها كل ذلك قد يجعلها تتوجه نحو “تدمير الذات” على صورة وساوس.

د. يحيى:

بعد شكرى لاجتهادك يا نجاة، لا أظن أن من وظائف الوسواس التى أعرفها أنه يقوم بتدمير الذات، فهو سجن محكم وإعاقة عنيدة وحذر مرعب عادة، فهو لا يدمرّ الذات ولكنه يدعمها بدعامات شديدة الصلابة، لكنها بالغة الزيف قاهرة الإعاقة.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 3-3-2019 www.rakahwy.net

 

تعليق واحد

  1. د.محمود عبدالغني

    راجعت قدرتي على التقمص واكتشفت أنها أهم درس اتعلمته من مدرسة الرخاوي وهى القدرة على النظر من داخل رؤية المريض فأشوفه وأشوف من عينه فأشوف ورطته وتبقى بعدها ورطتي ويوصله ده ونبقى سوا فيها ولقيت مسافة بعيدة لسة محتاج أتعلمها وأقطعها وأصبر على ألمها
    والحالة كلها فرص تعلم ومراجعة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *