الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه الكتاب الرابع الحالات: من (61) إلى (80) الحالة: (74) الموقف الحـُكمى، والموقف العلاجى، واستعجال التغيير

مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه الكتاب الرابع الحالات: من (61) إلى (80) الحالة: (74) الموقف الحـُكمى، والموقف العلاجى، واستعجال التغيير

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 31-8-2022

السنة الخامسة عشر  

العدد: 5478

الأربعاء الحر:

مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه

الكتاب الرابع الحالات: من (61) إلى (80)

تذكرة:

ننشر اليوم، وكل أربعاء، – كما ذكرنا – عملاً أقل تنظيرا وأكثر ارتباطا بالممارسة الكلينيكية العملية وخاصة فيما هو “العلاج النفسى”، فنواصل نشر الحالة (74) من الكتاب الثالث من سلسلة الكتب الخمس التي صدرت بعنوان “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه”، ولا يحتاج الأمر إلى التنويه إلى أن أسماء المتعالجين ليست هي الأسماء الحقيقية، وأننا حورنا أى معالم قد تدل على صاحبها احتراما لحقوقه وشكرا لكرمه بهذا السماح بما يفيد من قد يمر في مثل محنته، أو خبرته أو علاجه!

الحالة: (74)

الموقف الحـُكمى، والموقف العلاجى، واستعجال التغيير [1] 

د.أحمد شلتوت: هو مريض حضرتك كنت محوله لى من حوالى شهرين ونص، عنده 42سنة، كان جاى بأعراض وسواسيه، هو بيشتغل محاسب فى مؤسسة كبيرة، ومن طبيعة شغله إنه يراجع الحسابات كتير أوى

د.يحيى: ما هو كل محاسب لازم يراجع الحسابات!ّ ولا إيه؟

د.أحمد شلتوت: بس ده كان بيقعد يراجع الحسابات لدرجه إنه كان بيقعد فترات طويله بعد شغله، يعنى بعد ساعات العمل يقعد فى الشغل بتاعه يراجع، وبرضه ده بيخليه يتأخر عن تسليم الشغل اللى معاه فى معاده زى زملاته

د.يحيى: بقاله قد إيه معاك

د.أحمد شلتوت: بقاله 3 شهور تقريبا

د.يحيى: والحالة كلها بقالها قد إيه

د.أحمد شلتوت: هو لف على دكاتره كتير من ساعة لما بدأ يتعب، بس ماكنش لاقى النتيجه اللى هو عايزها وبعدين لما جه لحضرتك بيقول دى كانت أول مره إن حد يقعد معايا ويتكلم معايا كده

د.يحيى: حد اللى هو أنا؟ ولا أنت؟

د.أحمد شلتوت: اللى هو حضرتك، وبعدين هوه قعد معايا بناء عن توصية حضرتك، فهو العيان جالى حوالى 4 مرات الأولانيين كنا اشتغلنا أكتر الوقت فى النقطه دى

د.يحيى: أنهى نقطه

د.أحمد شلتوت: نقطة الأعراض الوسواسيه اللى فى الشغل اللى معطلاه

د.يحيى: وبعدين؟

د.أحمد شلتوت: على ثالث أو رابع مره حسيت إن الأمور مش مطمئنه فطلبت إنى أقابل مراته، هو الأول ماكانش مرحب، بس يعنى بعد كده جابها على الجلسه الرابعه تقريباً

د.يحيى: عندهم عيال؟

د.أحمد شلتوت: … آه عندهم اثنين ولد وبنت

د.يحيى: عمرهم؟

د.أحمد شلتوت: 5 سنين و 7 سنين

د.يحيى: مراته بتشتغل؟

د.أحمد شلتوت: لأه ما بتشتغلش، لما مراته جت واتكلمت معاها حصل تغير تام فى نظرتى للحاله، لأنها اتكلمت على مشاكل أكبر من الوسواس بكتير، ظهر لى من كلامها إن فيه حاجة فى الشخصية، يعنى هو شخصيه سلبيه جداً اعتماديه جدا، بيرفض تحمل أى مسئوليه بأى شكل من الأشكال لدرجة إن هو اتأخر فى جوازه قوى خوفا من المسئولية، مراته بتتكلم على إنه هو ما بيعملش أى حاجه فى البيت، مالوش أى دور ناحية مراته أو ناحيه ولاده

د.يحيى: هى بتشتكى من ده ولا ماشى الحال وانت اللى نكشتها؟ وهوه موقفه إيه من علاقتهم؟

د.أحمد شلتوت: هو ماجابش سيره خالص فى الثلاث أو الأربع مرات قبل ما أقابل مراته، ماجابش سيره من ناحية أى صعوبة من ناحية مراته ولا الكلام ده خالص

د.يحيى: يعنى هوه كان شايف إن دى حاجة تستاهل إن الدكتور يتكلم فيها ولا إن ده تدخل مالوش لازمة؟

د.أحمد شلتوت: لأه هو كان تعليقه على الكلام ده كان بيقول إن احنا خرجنا بره الموضوع

د.يحيى: موضوع إيه؟ البطء فى تقفيل الحسابات وكده؟

د.أحمد شلتوت: أه موضوع الحسابات

د.يحيى: ومراته؟

د.أحمد شلتوت: مراته بتحكى على إن له قوالب ثابته فى حياته، هو مثلاً عنده مشوار كل أسبوع بيروحه لوالدته، بيروح عندها ويدخل ويقعد عندها فتره معينه ويخرج، حتى لو كانت هى نايمه، حتى لو ما شافهاش

د.يحيى: هى والدته عايشه مع مين؟

د.أحمد شلتوت: والدته عايشه لوحدها

د.يحيى: تماماً؟

د.أحمد شلتوت: تماماً

د.يحيى: ووالده؟ متوفى؟

د.أحمد شلتوت: آه والده متوفى

د.يحيى: من إمتى؟

د.أحمد شلتوت: لأ، من زمان، من حوالى عشرين سنة كده.

د.يحيى: واخواته؟

د.أحمد شلتوت: عنده 3 أخوات

د.يحيى: رجاله ولا ستات

د.أحمد شلتوت: رجاله

د.يحيى: السؤال بقى

د.أحمد شلتوت: السؤال: هو بالنسبه للعيان ده أنا لقيت صعوبه شديده معاه بعد ما قابلت مراته، وهوه برضه اتلخبط، بدأ يقطع، ما عادشى منتظم على الجلسات زى ما كان الأول، وأنا ما بقيتشى لاقى له مدخل ينفع إنى أحفزه أو أغيّره بالنسبة للبيت، كل ما أحود على الكلام فى اللى جارى فى البيت، يروح مقفل ومتكلم عن الشغل، والوسوسة فى الشغل وهوه متمسك بالشغل ده أوى على أمل إنه حا يترقى وحا يبقى قديم وياخد وضع أحسن

د.يحيى: فيه عنده تاريخ أسرى للمرض النفسى؟

د.أحمد شلتوت: لأه مافيش، على حد كلامه

د.يحيى: طيب، مش عارف إنت بتسأل على إيه بالضبط، أى منطقة عايزنا نناقشها؟

د.أحمد شلتوت: أصل كمان باين الشغل حا تتغير طبيعته، بيقولوا إنهم بيجددوه فا بيمشوا الناس على قد ما يقدروا، والناس اللى حا يفضلوا حا يقعدوا فى بيوتهم لحد ما التجديد يخلص، وده ممكن ياخد سنتين، يعنى هوه معرض فى أى وقت فى الفتره اللى جايه أنه يتسوح يلاقى نفسه فى الشارع، أو قاعد فى البيت مستنى الفرج، وانا عمال أقول له ندور على شغل احتياطى، ما فيش فايدة، أقول له العيال حايتشردوا، وهو ولا هو هنا، مراته قالت إنه من كتر ما هوه مش مسئول ما كانشى عايز يخلّف من أصله.

د.يحيى: إزاى؟

د.أحمد شلتوت: كان رافض الخلفه، رافض الإنجاب، ما وافقشى إلا بعد ضغط من الأسرة

د.يحيى: طيب، وهوه جنسياً كويس مع مراته

د.أحمد شلتوت: هوه ما جابشى سيرة، بس مراته اتكلمت فى الحته دى، وقالت إنها بعد ما حملت وخلفت مرتين العلاقة بقت على فترات متباعده قوى

د.يحيى: كل قد إيه؟

د.أحمد شلتوت: كل ثلات أربع أسابيع، وهو بيعملها مابيكملهاش للاخر علشان يتجنب أى فرصه للحمل.

د.يحيى: ده بيسموه العزل، وده موصوف فى الدين عندنا

د.أحمد شلتوت: أيوه بس هوه بيعملها عشان يتهرب من المسئولية، مراته عندها مشاكل صحيه تمنعها إنها تاخد حبوب أو تركب لولب.

د.يحيى: طيب سيبك من حكاية الحمل دلوقتى،

د.أحمد شلتوت: من ناحيتها هى يعنى متضرره، بتقول إنها ما بتستمتعش خالص

د.يحيى: ده من الأول للآخر؟ من ساعة ما اتجوزوا؟

د.أحمد شلتوت: أيوه، من الأول للأخر

د.يحيى: قبل الخلف وبعد الخلف؟

د.أحمد شلتوت: قبل الخلف وبعد الخلف

د.يحيى: طيب وبعدين؟

د.أحمد شلتوت:…المشكله عندى فى العيان ده إنى حاولت أقولّه مثلاً نفكر فى مشروع، نحسن نفسنا شويه، إنت راجل محاسب قديم وعندك خبرة طويلة، ألاقيه مصدّرلى ابتسامه بلهاء، وبيسمع الكلام وخلاص على كده، وكل ما نفتح حته زى ديه يرمى لى حته الأعراض الوسواسيه ديه فى الشغل وبس، وإن هو بيعيد الحسابات كتير، وكلام من ده.

د.يحيى: السؤال بقى؟

د.أحمد شلتوت: هو ده السؤال، أنا مش عارف أحفّزه ازاى، مش عارف شخصيه زى دى أدخل لها منين

د.يحيى: انت زى ما تكون شايف إن الراجل ده زى ما يكون ميت، ما بيتحركشى

د.أحمد شلتوت: أيوه بالظبط

د.يحيى: بالظبط إيه؟ أنا بانبهك إن ما ينفعشى يكون موقفك بعد تلات شهور، أغلبهم زق ونصايح، يكون بالشكل ده، طبعا إنت صادق وده شعورك، ماينفعشى تزيـّفه، لكن لازم تشتغل فيه، أنا شايف إن شعورك ناحيه العيان واخد موقف حُكمى، أكتر منه موقف علاجى، إنت ناسى إن فيه ناس عاديين لا بيتعالجوا ولا حاجة، وراقدين فى الخط الرقدة المهببة دى؟ الناس دول يعنى ندفنهم بالحيا يعنى عشان بنزقهم ما بيتزقوش؟

د.أحمد شلتوت: يعنى أعمل إيه ؟

د.يحيى: يا أخى مش انت دكتور، وهوه عيان بيجيلك، وبيستنجد بيك، حتى لو كان ما بيتحركشى، هوه إيه اللى بيخليه يجيلك بانتظام إلا إنك دكتور، وإن جوّا جواه نِفُسه يتغير؟

 د.أحمد شلتوت: يعنى أعمل إيه ؟

د. يحيى: يا أخى لما يكون واحد سجن نفسه فى السانتيمتر بتاع الحسابات بتاعته بالشكل ده، والسجن ده حاميه من أى تغير غير محسوب، أو مش حاميه حتى، بس مطمِّنه إن المسألة لما تكون محسوبة، يبقى هو فى السليم ضد المفاجآت، وهات يا حسابات ووساوس: “محلك سر”، مش برضه تحترم خوفه اللى موقفه قبل ما تحكم عليه بالموت بالسهولة دى، ثم إن فيه جوانب أخرى غير الحسابات والشغل ومراته لازم تحطها فى الاعتبار يمكن نفسك تتفتح شوية، إنت ما قلتلناش مثلا علاقته بولاده شكلها إيه

د.أحمد شلتوت: هى برضه علاقه سطحيه جداً لأنه رامى المسئوليه كلها على مراته

د.يحيى: يعنى هوه من الأول ما كانشى عايز يخلف، ولما خلف خلع

د.أحمد شلتوت: آه

د.يحيى: برضه معلشى، إنت يادوب قعدت معاه كام اسبوع، وماشفتش مراته إلا فى نص السكة تقريبا، مش يمكن مراته خدت المبادرة بطيبة، وبعدين استحلتها عشان تركبه ولو لاشعوريا، وهو ما صدّق وريّح، وكانت النتيجة إنه طلّع عينها، ونسى ولاده؟ كل شىء جايز يا راجل، مش احنا قلنا ميت مرة إن كل جريمة عاملها اتنينً، هنا مش جريمة قوى، إنما أهى مصيبة والسلام، مصيبة لأن نتيجتها سلبية على الجميع، هو مش مبسوط، ومش عايش إلا فى السنتمتر بتاعه عمّال يلف حوالين نفسه فيه، وهى شايله الحمل لوحدها وقرّبت تنخ، وأظن العيال ضايعين وربنا يستر، طبعا النتيجة سلبية على الجميع، ومش معقول ده كله يتغير فى أربع أسابيع وخصوصا مع موقفك الحُكمى ده.

 د.أحمد شلتوت: يعنى فيه أمل؟ أكمّل يعنى؟

د.يحيى: يا جدع انت!!! طبعا، ما دام بييجى، وربنا موجود، والست مستحملة ولو شوية كمان، يبقى فيه أمل طبعا، مش هوه محاسب بيعمل شغله مظبوط ويمكن يترقى، وبيدور على شغل تانى تحسبا للاستغناء، يعنى هو ما وقفشى ورقد فى الخط وقال الحقونى وبس، وحتى لو قال الحقونى ما هى دى ميزة برضه، مش ضرورى يكون معنى كده إنه عايز يتشال وبس، لأ، مجرد مجيئه وانتظامه، يخلينا نحط احتمال إن نفسه فى حاجة تانية.

د.أحمد شلتوت: طيب إزاى أقدر أستغل طيبة مراته أكتر من كده شويه؟

د.يحيى: عندك حق من حيث المبدأ، لكن خلى بالك: العلاقة وصلت لنوع عايز الحذر شويتين وانت بتحاول تفهمه، مراته ست غلبانه مش حا تقدر تعمل حاجه أكتر من اللى هى بتعمله، يمكن المطلوب إنها تعمل حاجة أقل، أنا متصور إنها كل ما تحاول تقرب بحق وحقيق، يمكن تبص تلاقيه حا يترعب، أو حا يعتمد أكتر، ثم ما تنساش الإشارة اللى انت قلت لنا عليها اللى بتورينا علاقته بأمه اللى بيروح لها بالانتظام ده، صحيح ده برّ الوالدين وكل حاجة، بس يروح، ويقعد عندها نفس الساعات فى نفس المعاد كل أسبوع حتى وهى نايمة، يعنى تحط ده فى الاعتبار

د. أحمد شلتوت: بس ده عنده 42 سنة

د.يحيى: أظن إنه فى السن دى لازم نحترم اللى اتعود عليه من ناحية، إنما نفكر فى احتمال اللى بيتسمى “أزمة منتصف العمر”، ودى تعنى إشارة لاحتمال هزّه تفوقه تخليه يشوف إن اللى اتعود عليه مهما كان مستمر ومتكرر، ما عادشى نافع

د.أحمد شلتوت: يعنى بعد ده كله ممكن يتغير؟

د.يحيى: يا راجل بلاش تستعمل تعبير “يتغير” بالسهولة دى، التغيير ده عادة فى العلاج بيبقى نتيجة، مش هدف أولى، وبعدين هنا فيه كذا مجال تقدر تشوف فيه اللى بتسميه تغيير من عدمه، طبعا بعد المدة الكافية، يعنى مثلا، سامحنى، أنا فى الحالات اللى زى دى بيصعب عليّا اللى حواليه أكتر ما هو بيصعب عليا، وبابقى وانا بعالجه عينى على العيال اللى مالهومشى ذنب دول، يعنى باحس بمسئولية نحو الأسرة كلها، ويمكن هنا ولاده أهم من مراته، لأن مراته رخره ممكن تكون اتعودت على السلبيات الزفت دى، إنما بافكر هما ولاده حا يوصلهم إيه من هذا الوجود الخانق اللى قرب يبقى وجود ميت، فده بيحمسك إنك تصبر، ينوبك ثواب من احتمال إن تحسنه، يبقى فيه وقاية للعيال دول، ودايما تفتكر إن منتصف العمر الفرصة فيه مش أقل من نقلة أزمة المراهقة،

د.أحمد شلتوت: يعنى أستنى لحد إمتى وبعدين أقول إنه مش نافع خالص؟

د.يحيى: يا أخى، يا أخى، دول شوية أسابيع يا دوب، إحنا لسه بنقول يا هادى.

د.أحمد شلتوت: يعنى أعمل إيه بالظبط

د.يحيى: تمارس شغلتك طول ما هو بييجى، وتسيب النتيجة على الله، وكل ما الوقت يمر والعلاقة تتوثق، تقدر تزود جرعات الضغط والشروط سنـّة سنـّة، ولازم حا يوصله إنك رافض الاختيار الساكن ده، واللف حوالين نفسه طول الوقت، ولما حايبقى حريص على علاقتك بيه، ورأيك فيه، يمكن تبص تلاقيه فى لحظه معينه راح متحرك ناحية اللى انت عايزه له، إنت عليك إنك ترصد الحركة فى أى اتجاه، أكتر ما ترصد حكاية يتغير ويتحسن والكلام المعتاد ده، يمكن يتحرك نحو مراته، نحو الجنس، نحو إبنه، نحو بنته، نحو نفسه، يضبط نفسه بيقدر يفرح، بيقدر يندهش، أى حاجة جديدة، تبص تلاقىِ نفْسَك اتفتحت ويمكن تقبله أكتر فى أكتر بدل الموقف الحكمى الفوقى ده.

د.أحمد شلتوت: يا رب اقدر أشوف حاجة تستاهل الاستمرار

د.يحيى: يا راجل أنا شايف إنك مستعجل قوى، مرة تانية باقول لك إنك بقالك يا دوب شوية أسابيع، أى حركة حقيقية عايزة وقت، اللى اتكونِّ فى أربعين سنة مش سهل إنه يتتعتع فى شهر، وبعدين كل ما تزهق تتلفت نحو بعض الإيجابيات اللى موجودة تصبرك، أهو بيشتغل والعيال بيكبروا وحا يتجوزوا، والوليه مراته مستحمله ربنا يعوضها خير ويصبرها، وكلام من ده يمكن ربنا يبارك لك ويبارك له.

د.أحمد شلتوت: كله على الله

د.يحيى: ربنا يسهل

****

التعقيب والحوار:

د. ايمان الجوهرى

طيب ما هو ممكن نشتغل مع العيان ومراته فى وقت واحد علشان نحرك الأمور.. يعنى الست دى أكيد عندها مشاكل هى كمان من سلبيه جوزها (اللى ممكن تكون هى ساعدت فيها فى علاقتهم من الأول بوعى او بدون) يعنى نخلى الست تتكلم مع جوزها فى احباطها وضيقها ونخليه يشوف النظره السلبيه اللى عند مراته ليه وأنه خيب أملها وبدل ما الست تتكلم عن جوزها تتكلم معاه فى مشاعرها الحقيقيه من رفض وتحمل وأستياء. ممكن المواجهه دى لو كانت حقيقيه مش مفتعله تبقى حافز على الحركه للامام فى هذه الأسره.

د. يحيى

علاج الأزواج (العلاقة الزوجية) هو تخصص داخل التخصص، وأظن أن فيه كثير مما تقولين، وابنتى د. منى تخصصت فى ذلك جزئيا، وانت تعملين معها بعض الوقت على قدر علمى ويمكن أن تفيدانا فى ذلك.

فقط أرجوك يا إيمان أن تتذكرى أن كل ما أوصيت به من مواجهة طـّيبة قد تنقلب تصادما خطرا يهدد كيان الأسرة كلها، إذن لابد أن يتم ذلك مع وجود وسط مناسب، بمعاونة وسيط حرفى واعٍ.

أ. مريم عبدالوهاب 

 المقتطف :د.يحيى: يا جدع انت طبعا ما دام بييجى وربنا موجود 

التعليق:  اجمل الكلمات اللى بحبها منك استاذى (ربنا موجود)

احساس بالمعيه والرعايه بتوقفك عن انك تحس ان اللى بتديه للناس مش منك أد ما هو تسخير ربنا ليك عشان خاطر عباده 

د. يحيى

هذا هو، على شرط التدرّج في توصيل المراد

أ. مريم عبدالوهاب 

 المقتطف: د.يحيى :سامحنى انا فى الحالات دى بيصعب عليا اللى حواليه اكتر ما هو بيصعب عليا وببقى بعالجه وعينى على العيال اللى مالهومش ذنب 

التعليق: ربنا يبارك فيك يا استاذى ..اتعلمت من النقطه دى نظره الرعايه الشامله خاصه فى الحالات اللى بيكون فيها العيان مسئول عن اسره …عينى على اللى حواليه اقوم اتنشط واتقوى بربنا على استكمال المسيره بحب ورضا 

د. يحيى

الحمد لله

د. نجاة أنصوره

أولاً:  إستوقفتنى “أحادية العَرَض”  الذى يبدو إنه إنصب على الحسابات فى صورة تكرار ومعاودة، ولا أعرف إذا ماأعتبرنا تهربه من المسؤولية البيتيه تنطوى بالفعل من ذات المنطلق الوسواسى ؟ وما إذا كان عدم إرتياح المريض لفتح سيرة علاقته مع زوجته واولاده ومسؤولياته تندرج تحت نفس المنطلق الوسواسى أيضاً فى صورة (كرب) مما يجعله يقفل الحديث عن ذلك الجانب فور فتح المعالج له ؟

لم أجد فى سرد الحالة فى عمومها ما يوضح لى ذلك .ولكن لو أعتبرناه ” كرب ” فكان يجب التركيز المكثف هنا على تبديد هذا الغرض والإشتغال على تفكيك التشوه أولاً وقبل أى خطوات أخرى حتى قبل التركيز على المعاودة والتكرار فى الحسابات لأن الكرب هو الوصلة الرابط بين ” التكرار ” وبالتالى كل مناحى حياته 

د. يحيى

عذرا، فأنا لا أستعمل مصطلح كـْرب ده عادة

وأيضا أنت ما زلت تعودين للتركيز على التشخيص هاديا ومرشدا أول

وعلى فكرة أنا لا أعرف ترجمة “كرب” إلى الإنجليزية، أقصد لا أريد أن أعرف.

 د. نجاة أنصوره

ثانياً:  مستوى المشاكل التى يعانيها العيان أعتقد إنها لا تنتظر المراهنة على عامل ” الوقت ” فبعض شكاوى المرضى قد يكون الوقت فيها مقابل خسارات فادحه وتتطلب تدخلا مباشرا وربما ” توجية وارشاد ” فقد يكون المقابل ضياع الزوجه والأولاد وفقد المعونه إذا ما فقد وظيفته ,,, وكل هذا يحتاج لهنا والآن بما تعنى الكلمة من معنى أشمل .

د. يحيى

ومع ذلك يظل القرار للمريض

ويظل العلاج النفسى ليس مرادفا “للتوجيه والإرشاد” فى المقام الأول، ولكنه التشكيل والإبداع من الطرفين.

د. نجاة أنصوره

ثالثا:  ربما أيضاً كان من الأفضل البدء فى توجيه زوجته نحو ” عمل ” مبكر سواء من الناحية الوظيفيه أو أدوار فعالة تقوم بها للضغط من جهتها على زوجها لإقحامه فى المسؤوليه والشعور بمخاطر سلبياته، مع الإيفاء أيضاً بضرورة معاملته بروح الصداقة حتى يتجاوز المحنة للمزيد من التقبل والإنصياع لأراؤها.

رابعا:  كما كان يجب التركيز بأسئلة مباشرة للمريض عن مقاصده من ترك المسؤولية على زوجته  والوقوف على الأسباب الحقيقة المباشرة كما يراها ” المريض ” دون أخذ ذلك ضمن إمراضيته والسلام .

سادساً:  لم يوضح العرض أى نوع من العلاج السلوكى أو غيره الذى اتخذه المعالج من محاولات الكف من الوسواس فى  عرض ” التكرار ” أعتقد إن المعالج هنا ركز أكثر عن سلبيات المريض ( النتائج) نحو عائلته دون التركيز الأعمق نحو العرض المرضى ” التكرار – الوساوس ” وما يعكسه عن حياته كلها .

أما عن مستوى الإشراف الأكبر والتوجيه فكان بالفعل فى مستوى المسؤولية حيث التوجية كان منصباً على ضرورة حرفية النظر فى النتائج وتحفيز المعالج عن إستنباط معالجتها بالنظر الأعمق والتدبر المبدئي. 

د. يحيى

شكرا يا نجاة على هذه التفاصيل

لكننى توقفت غير قليل على “الينبغيات” التى وردت فى تعقيبك، ثم إن مبادئ ما يسمى العلاج السلوكى هو يتداخل بشكل مباشر فى أى علاج على أى مستوى بل هو أساس أى تربية هادفة سليمة. 

 شكراً.

أدعو الله أن تخف درجة خطابتك وأوامرك وأستاذيتك لصالحك وصالح مرضاكِ

(وصالحنا).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 27-4-2010  www.rakhawy.net

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *