نشرة “الإنسان والتطور”
الأربعاء: 6-7-2022
السنة الخامسة عشر
العدد: 5422
الأربعاء الحر:
مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه
الكتاب الرابع الحالات: من (61) إلى (80)
تذكرة:
ننشر اليوم، وكل أربعاء، – كما ذكرنا – عملاً أقل تنظيرا وأكثر ارتباطا بالممارسة الكلينيكية العملية وخاصة فيما هو “العلاج النفسى”، فنواصل نشر الحالة (66) من الكتاب الثالث من سلسلة الكتب الخمس التي صدرت بعنوان “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه”، ولا يحتاج الأمر إلى التنويه إلى أن أسماء المتعالجين ليست هي الأسماء الحقيقية، وأننا حورنا أى معالم قد تدل على صاحبها احتراما لحقوقه وشكرا لكرمه بهذا السماح بما يفيد من قد يمر في مثل محنته، أو خبرته أو علاجه!
****
الحالة: (66)
مسئولية المعالج تتصاعد مع صعوبة
وتعقد الحالة!! [1]
د.محمود شلقامى :… هو شاب عنده 30 سنه التانى من أربعة إخوه، معاه بكالوريوس بيشتغل فى شركة خاصة، يعنى هو جالى تقريباً من سنه، كان بيشتكى من أعراض اكتئاب وقلق كده، وكان فيه شوية أعراض وسواسية ودى كانت أول مرة يطلب فيها العلاج
د.يحيى: وبعدين؟
د.محمود شلقامى: هوا جالى من سنه تقريباً هنا فى المستشفى،.. بعد فترة فضل منتظم معايا لفترة 4 شهور الدنيا اتحسنت شوية بالدوا، وشوية بالجلسات، الأمور مشيت.
د.يحيى: كان بييجى كل أسبوع بانتظام ؟
د.محمود شلقامى: أيوه، منتظم، كان بيبجى كل أسبوع
د.يحيى: وبعدين؟
د.محمود شلقامى: فى نهاية الأربعة شهور كانت الدنيا أتحسنت بشكل واضح خالص بالنسبة للأعراض اللى هو كان جى بيها، وفجأة قال لى إنه عايز يقول لى حاجه ما قالهاليش، كان أول مرة يكلمنى فيها، يعنى زى ما يكون كان محرج قبل كده
د. يحيى: يبقى انت نجحت تكتسب ثقته غالبا ، إيه دى بقى؟
د.محمود شلقامى: هو له أخت أصغر منه بـ10 سنين يعنى سنها دلوقتى 20 سنه تقريبا، من 8 سنين حصلت بينهم علاقة جنسية كاملة ، كان هو عنده 22 سنة وهى 12- 13 حاجة كده
د.يحيى: طيب طيب وبعدين
د.محمود شلقامى: العلاقة الجنسية دى استمرت بينهم لمدة سنتين
د.يحيى: علاقة كاملة ؟ يعنى مابقيتش بنت
د.محمود شلقامى: أيوه، مابقيتش بنت
د.يحيى: كانت كل قد إيه
د.محمود شلقامى: إحنا قعدنا حسبناها كده تقريباً كانت حصلت تقريباً 8 مرات فى خلال السنين دى كلها
د.يحيى: غريبة !! متأكد ؟ 8 مرات بس؟ وكل مرة كاملة
د.محمود شلقامى: لأه، قصدى تمان مرات كاملة، والباقى مش كاملة
د.يحيى: الباقى يعنى كل قد إيه ، وازاى ؟
د.محمود شلقامى: يعنى مداعبات كتير بقى، مالهاش عدد
د.يحيى: وأهلهم كانوا فين
د.محمود شلقامى: لأ هما اهلهم موجودين، وهما بيعملوا الحاجات دى فى الوقت اللى بيكون أهلهم بره البيت
د.يحيى: مش هوه له أخوات تانيين
د.محمود شلقامى: ليهم يعنى، فيه أخ أكبر منه ده متجوز ومسافر بره، وفيه ما بينه وما بين أخته دى أخ مات فى حادثة من 6 سنين
د.يحيى: الأخ مات من ست سنين، والعلاقة من 8 سنين مش كده؟
د.محمود شلقامى: من 8 سنين
د.يحيى: يعنى قبل موت الأخ ده بسنتين
د.محمود شلقامى: أيوه
د.يحيى: بعد موت الأخ زادت العلاقة ولا زى ما هى
د.محمود شلقامى: لأ بدأت تقل، بدأت تقل لغاية لما وقفت خالص
د.يحيى: وقفت إمتى؟
د.محمود شلقامى: وقفت تقريباً من بعد وفاة الأخ بسنه يعنى من 5 سنين بالظبط
د.يحيى: ولما وقفت العلاقة انقلبت إيه ؟
د.محمود شلقامى: بقوا واخدين جنب من بعض كده
د.يحيى: يعنى كره؟ خوف؟ رغبة من بعيد؟ ندم؟ أى حاجه؟
د.محمود شلقامى: اللى هو بيوصّلهولى إنه حاسس بالذنب طول الوقت
د.يحيى: وهى؟
د.محمود شلقامى: أنا ماشفتش البنت
د.يحيى: هوه بيصلى
د.محمود شلقامى: بعد وفاة أخوه دخل فى قصة دين وبدأ يصلى، ومربى دقن
د.يحيى: وهى متحجبة؟
د.محمود شلقامى: أيوه، متحجبة الحجاب العادى
د.يحيى: قابلتها
د.محمود شلقامى: مانا قلت ما قبلتهاش
د.يحيى: طلبت مقابلتها
د.محمود شلقامى: ماحدش فى العائلة كلها يعرف إنه بيتعالج من أصله.
د.يحيى: ليه؟
د.محمود شلقامى: يعنى هو مخبى عن أهله إنه بييجى العياده، حاولت معاه أكتر من مرة انه يجيب حد أقابله، بس ما ركزتش على أخته، ما كنتش عارف أنا لو قابلت أخته كنت ممكن أعمل إيه، يمكن كنت أضرب لخمة أكتر. يعنى الموضوع صعب علىّ تمام
د.يحيى: بتقول هوه كان معاك بقاله 4 أشهر
د.محمود شلقامى: لأ ، هوه كان معايا بقاله سنه، قعد منتظم معايا فى الأول 4 شهور وبلغنى بالقصة دى قرب آخر الأربع شهور الأولانيين
د.يحيى: وبعدين؟
د.محمود شلقامى: قطع خالص
د.يحيى: إيه ده، يعنى قال لك القصة دى، وراح خالع بعدها على طول؟
د.محمود شلقامى: مش على طول، حكى عن الذنب، مرة اتنين وبعدين قطع كل الشهور دى، وبعدين جه من يومين
د.يحيى: جه يعمل إيه بقى ؟
د.محمود شلقامى: انا حاقول لحضرتك حالاً، هوه جه من يومين بيقول لى ان حصل إن الحكاية اتكررت، والعلاقة الجنسية رجعت، وإنه متلخبط جدا.
د.يحيى: هى البنت بقى عندها كام سنه دلوقتى ؟
د.محمود شلقامى: هى أصغر منه بـ8 سنين، يبقى هى دلوقتى22 سنه
د.يحيى: وهو 30، بس لما بدات العلاقة كان عندها 12 أو 13 سنه ، وهو 22 مش كده
د.محمود شلقامى: تقريبا
د.يحيى: هه، وبعدين، ولما العلاقة رجعت يعنى، رجعت كاملة، ولا مداعبات خفيف خفيف؟
د.محمود شلقامى: لأ، كاملة، حصلت المرة دى تقريباً من شهر، وهو بيقول إنه متشكك هو وهى إن يكون حصل حمل
د.يحيى: كمان؟!
د.محمود شلقامى: أنا مش مصدقه قوى المرة دى
د.يحيى: يعنى!! بس مش معنى كده إنك تكدبه، أصل الحكاية ملخلخلة حبتين.
د.محمود شلقامى: أنا مش مصدقه انها حامل، يعنى حتى الطريقة اللى بيحكى بيها وإحساسه بالموضوع مش هوه
د.يحيى: السؤال إيه بقى بعد ما أتحفتنا بالمعلومات الصعبة دى
د.محمود شلقامى: أنا مش عارف أعمل إيه فعلاً، مش عارف أتصرف فى الحالة دى خالص
د.يحيى: الحكاية دى فعلا بقت حكاية، أديكو زى ما انتم شايفين المجتمع من برّه رايح فى ناحية، ومن جوه زى ما يكون رايح الناحية التانية، الحكاية بتزيد فعلا، ولا يمكن عمل مسح ليها عشان نعرف تواترها، إحنا فى العيادات معلشى بنعرف أكتر وأكتر عشان الثقة، ومريض بقى وكلام من ده، إنما حقيقة الوضع فى المجتمع الأوسع تقريبا ما حدش عارفه، وفى المناطق اللى احنا بنتصور إنها محافظة ومتدينة وكلام من ده ، تبص تلاقى مفاجآت مرعبة، يعنى مثلا أنا لاحظت إنها فى الصعيد مش أقل من حتت تانية ، يمكن اكتر، وفيه جملة سمعتها مش فى عيادتى، كنت باتناقش مع حد قال لى إن البنات فى الصعيد يقولوا على أبوهم لما يعملها “هوه أولى بِلَحْمُه”، يعنى المسألة مش ضرورى تبقى غصبن عن البنت وكلام من ده، المهم تكون فى السر، أنا مش عارف أقول لك إيه يا محمود، حدد سؤالك أكتر، هى البنت خلـّصت جامعة؟
د.محمود شلقامى: أيوه، خلصت الكلية
د.يحيى: 22 سنة، وخلصت!! تبقى شاطرة، ماشى الحال
د.محمود شلقامى: أيوه كانت بتنجح السنه بسنتها
د.يحيى: خلى بالك المسألة فيه فرق بين إن ده يحصل وعندها 12 أو 13 سنة، وإنه يحصل تانى بعد فترة وهى عندها 22 سنة، ومتخرجة
د.محمود شلقامى: ما انا عارف، أنا حسيت كده، أعمل أنا إيه؟
د.يحيى: إحنا نمشى واحدة واحدة، الأول تفكر نفسك إنك طبيب، وطبيب نفسى، وفى نفس الوقت إنت فى مجتمع مصرى، إللى كررنا فيه ميت مرة إن الطبيب والد، والمصيبة إنك فى الحالة دى والد العيان ، ووالد اخته برضه، مع إنها ماهياش عيانتك، إحنا هنا بنتعلم كده، ولا إيه؟ يبقى نبتدى بالمصيبة اللى ما تأكدناش منها بتاعة الحمل دى، لازم نتأكد منها، مش من كلامه، ما انت شاكك فى كلامه وبتقول إنه وهو بيحكى عن الموضوع ده زى ما يكون الحكاية مش كبيرة ولا حاجة، يعنى مش باين على وشه برغم إنه بيسألك، يا أخى إنت دكتور، وعارف إن اختبار الحمل بسيط فى أى أجزخانة حتى ببلاش، ولا بتلاتة تعريفة، يبقى تطلب منه بشكل واضح إنها تعمله، عند مختص، فى معمل، فى مستشفى، دا مجرد عينة بول من غير ما هى تروح ولا حاجة، على قد ما انا فاكر،
د. محمود شلقامى: وإذا رفض
د. يحيى: يرفض بتاع إيه بقى؟ ما أظنشى، مهما كان بيكذب، أو مش عارف حجم المصيبة، هوه نفسه عايز يعرف المسألة وصلت لحد فين،
د. محمود شلقامى: وإذا طلع إيجابى ، يعنى حامل، أنا أعمل إيه
د. يحيى: هوه احنا مش قلنا الطبيب والد، لو بنتك لا قدر الله وانت عرفت، حا تعمل إيه؟
د. محمود شلقامى: يا نهار اسود،
د. يحيى: اسود أبيض، الوالد والد
د. محمود شلقامى: أنا مش قادر أتصور
د. يحيى: برضه طبيب، والطبيب والد ، سواء اتصورت أو ما اتصورشى
د. محمود شلقامى: يعنى إيه؟
د. يحيى: الوالد والد، فيه والد يمكن يضربها بالنار لما يعرف انها حامل، وإذا عرف إنه من اخوها أظن حايضربهم هما الاتنين، وفيه والد يستر ويستغفر ويسند لحد ما تعدى، تختار تكون مين فى دول؟
د. محمود شلقامى: إللى تشوفه حضرتك
د. يحيى: أنا مالى ياعم، كفاية اللى عندى، هوه انت فكرك إنى مش في شغلى باتدبس عشرات المرات فى حاجات زى كده أشكال وألوان؟ المهم بعد التحليل أظن ما فيش حل إلا إنها تسقط نفسها وفورا، وانت عندك حجة علمية إنها بتاخد أدوية عشان ما ينزلشى العيل متشوه، ما هو لازم البنت حاتتعب نفسيا وتاخد دوا، مش كده ولا إيه؟!
د. محمود شلقامى: مش ده يبقى تحايل؟
د. يحيى: تحايل إيه يا ابنى، دى مصيبة سودا، وهى فعلا حا تحتاج دوا غالبا من الأدوية اياها دى، ثم إحنا فى إيه ولا فْ إيه، المسألة بدرى بدرى، والبنت لازم تتستر، برغم إنها لحد دلوقتى مش العيانة، أخوها هوه اللى بيجيلك، مش كده ؟
د. محمود شلقامى: أيوه، لكن هى اللى حا تعمل عملية، يبقى لازم اشوفها وكده
د. يحيى: عليك نور، بس خلى بالك إنت لازم تبقى حذر جدا إن هما يستعملوك من غير إذنك، يعنى بالشكل ده إنت تنتهزها فرصة، وتتعرف على البنت بعد ما كان صعب تقابلها من أصله عشان هوه قال إنه مخبى عن أهله، يبقى ده سبب وجيه، وتساعدهم هما الإتنين إنهم يشوفوا حجم الورطة، وتحط شروطك لصالح علاج الولد، ولصالح مستقبل البنت فى نفس الوقت.
د. محمود شلقامى: ما انا خايف الحكاية تتقلب وعظ وإرشاد، وحضرتك بتنبهنا إن ده ماينفعشى
د. يحيى: وعظ وإرشاد إيه يا جدع انت، إحنا فى مصيبة سودا، وانت أبوهم هما الاتنين، والحكاية متقطعة، ومتفتفتة ، ولازم تلحق تنقذ ما يمكن إنقاذه.
د. محمود شلقامى: يعنى أعمل إيه؟
د. يحيى: هوه انت خايف لو طلعت حامل، ونصحت بتسقيطها من إيه يعنى؟! خايف أحسن تتعود عليها وتستسهل، يعنى هى جت على كده، إنت عارف المسألة الأخلاقية دى مش عايزة تسهيلات وتلاكيك، يعنى انت بتصدق إن حبوب منع الحمل هى المسئولة عن انتشار ممارسة الجنس فى البنات الصغيرات اللى فى بلاد بره؟ دى قيم وتنظيمات اجتماعية وثقافية، وكله داخل فى كله، إنت تأدى دورك، وتمنع الأذى، وتاخد بإيد اللى محتاج لك، وتسيب الأمور بعد كده تنظم نفسها. الثقافة الجنسية دلوقتى فى عدد من بلاد بره إنهم يعلموا العيال ازاى ما يجيلهمشى إيدز، والبنات ازاى ما يحبلوش وهما صغيرات، إنت الست اللى كانت حا تبقى نائب الرئيس ما كين ده ولا مش عارف اسمه إيه، إنت عارف دعايتها كانت عبارة عن إيه؟
د.محمود شلقامى: لا ما اعرفش
د.يحيى: دى ست من الحزب المحافظ، وبتدافع عن حق حمل السلاح للرجل الأمريكى وكانت ملكة جمال من 20 سنه وعندها 6 عيال ومن ضمنهم بنت حامل، أظن دى كانت من ضمن الدعاية اللى متصورة إنها تنفعها فى الانتخابات، يعنى شايفه إن حمل بنتها يمكن يجيبلها كام ميت ألف صوت كده بالصلا عالنبى، وحمل السلاح كام ألف، وحلاوتها كام ألف، كل ده وهى مش عارفة أفريقيا قارة ولا سوبر ماركت، يا راجل المسائل بتختلف بين الثقافات اختلافات فظيعة إحنا مش عارفينها، فإنت واجبك كطبيب إنك انت تبص فى المجتمع بتاعك وبسرعة تساهم إيجابياً فى مساعدة الناس دول مهما بلغ مستواهم الخلقى أو الدينى عشان يقفوا على رجليهم، ويبدأوا يشوفوا الحدود ويشوفوا هم عايزين إيه بالضبط فى حدود ثقافتهم، وطبقتهم ، وقيمهم، وانت تقريبا بتسند من بعيد لبعيد.
د. محمود شلقامى: إحنا سبنا العيان، وبنتكلم عن أخته اللى انا ما شفتهاش، أنا مش عارف أعمل له إيه
د. يحيى: ما دام هوه بييجى ويقطع، وبعدين لما يتزنق ييجى تانى، يرمى فى وشك حكاية جديدة وقبل ما تكلمه فيها يقطع، يبقى المسألة عايزة حسم وإعادة تعاقد وإعادة تحديد الهدف والمراحل والكلام ده، يعنى العيان ده بقى آن الأوان تسأله مباشرة هو عايز إيه من العلاج ده، هى المشكلة أخلاقية، ولا مشكلة إعاقة سلوكية وتكيف، ولا عايز يخش الجنة مادام قعد على كرسى الاعتراف ولا إيه بالضبط، وبعد ما يحدد، تحدد انت إن كان عندك اللى هوه عايزه ولا لأه، يمكن فى الأخر هو يحدد موقفه فى أعراضه وخلاص، مثلا عنده توتر، وعايز يقلل التوتر، وسلامتك وتعيش، ساعتها بقى إنت حر، يا تقلل له التوتر بشوية دوا، يا تشوف إيه اللى ورا ده، وبعدين تشوف هو عايز إيه بعد كل القضايا الأخلاقية دى ، خلـّـى بالك المبادئ، والفلسفات ماهياش موضوع علاج، دى حاجات بتظهر على السطح، وحسب علاقتها بالإعاقة أو الأعراض بنحوّد عليها على قدها، إنما ما يصحش تجرجرنا لمسائل تجريدية ولا مطلقة تبعدنا عن دورنا الأساسى كأطباء ومعالجين ناس بذاتهم فى ظروف كل واحد مختلف عن التانى فيها.
د. محمود شلقامى: طيب وهو الجدع ده عايز إيه؟
د. يحيى: هوه انت بتسألنى ولا انا اللى أسألك، ثم إنت مش واخد بالك إنّ االحاجات دى كانت بتحصل مع اخته ، كل فين وفين، برغم إنها علاقة كاملة زى ما بتقول ، إيه تمان مرات فى ما اعرفشى كام سنة، تفتكر إيه اللى كان حايشهم ما يعكوهاش كل يوم والتانى، مش لازم كان فيه حاجة زى موانع أخلاقية، أو دينية هى اللى بتهدّى اللعب بالشكل ده، ده إذا كان مافيش كذب خالص، حتى لو ما صرحوش بالموانع دى لنفسهم بشكل مباشر، إنت لازم تدعبس فى المنطقة دى، وحاتلاقى مؤشرات تحدد لك انت وهو إيه المطلوب فى المرحلة دى بالضبط، وإيه اللى ممكن، وده يوصلك لإيه اللى تقدروا تعملوه
د. محمود شلقامى: ده لو جه تانى
د. يحيى: لأ بقى، إنت تقعد تدوشنا الدوشة دى كلها ، وما انتش عارف إن كان حاييجى ولا لأه، بس عندك حق، ما انت قلت لنا من الأول إنه انقطع، وبعدين طبّ عليك يقول لك الكلمتين اياهم دول، وخلاك تضرب اللخمة دى كلها، ما هو انت بقى لو طبّ عليك تانى أول حاجة تعملها إنك تحدد معاه مدى التزامه بالتردد على العلاج فى الاتفاق الجديد، مش كده ولا إيه!
د. محمود شلقامى: يعنى إن ما جاش منتظم ما كملشى معاه
د. يحيى: من حقك طبعا، ما هو فيه خوف من مجيئه المتقطع ده إنه يكون بيستعملك، حتى وهو مش قصده، يعنى كل ما ضميره ينقح عليه، ولا الدين يتحرك جواه، ينط لك على كرسى الأعتراف، ويتهيأ له إنه بالشكل ده بقى مريض ومعذور، ويروح يكمل اللى هوه فيه لحد ما ينقح الشعور بالذنب عليه تانى وهكذا، لا ياعم إحنا قلنا ميت مرة إننا نسامح نسامح، ونسمع نسمع، إنما نشتغل محللين تحت الطلب لأه وستين لأه.
د. محمود شلقامى: طيب والبنت الغلبانة دى، ما حضرتك بتقول إنى مسئول عنها برضه.
د. يحيى: ده صحيح، بس هى مسئولة مية فى المية أولا، إذا كنا نفوت ونعذر ونفهم وهى سنها 12 سنة، دلوقتى هى عندها 22 سنة زى ما بتقول، تبقى مش مسئولة ازاى!!، ثم إنها بالرغم من إنها مش عيانتك بشكل مباشر لكن المسئولية ممتدة زى ما اتفقنا، وعلى فكرة هوه لو جابها وكان شجاع مسئوليتك حاتزيد، وفى نفس الوقت، يمكن يوصلك منها كلام تانى، يمكن مثلا يوصلك منها أسباب تانية للى حصل غير اللذة الجنسية، لأن الحكاية لو كانت جنس وبس، لذة وبس، كانت بقت أكتر من كده بكتير، طالب اللذة للذة ما بيهمدشى منين ما فيه فرصة، إنما لو هى محتاجة للشوفان، إنها تشعر إنها متعازة، دى حاجة تانية، ساعات البنت أو الست تدفع الجنس تمن للحصول على الحاجات دى وهى مش واخدة بالها، ثم خلى بالك الخبرة الأولى فى السن البدرى ده بتبقى لها وضع تانى، أنا فيه قصة مهمة كتبت لها نقد كويس، اسمها “اسم آخر للظل” مؤلفها واحد اسمه “حسنى حسن” كان وصف حاجة كده لإحدى شخصيات القصة، هى بنت، خالها نام معاها وهى يمكن عندها 11 سنة، علاقة كاملة برضه، وهى حست بلذة معينة قعدت تدور عليها بقية حياتها وأظن حسب ما أنا فاكر ما لقيتهاش، أظن أنا فهمت ساعتها إيه اللى ممكن تشعر بيه البنت فى السن دى، غير الاغتصاب والكلام ده، يمكن حاجة زى كده هى اللى خلت البنت دى ترجع بعد المدة دى تقبل اللى بيعمله أخوها،موضوع المحارم ده يا محمود موضوع قديم وجوهرى ومهم جدا، هوه أساسى فى التركيب البشرى نتيجه لتاريخه الحيوانى والإنسانى أيضا، وما كانشى محتاج كل الدربكة والحواديت اللى فرويد عملها حواليه عشان يفسره بأوديب ومش أوديب والكلام ده، فيه أساطير كتيرة تفسره بشكل أكثر مباشرة ووضوح وتقربنا أكتر من الفكر التطورى، بدل سجن الرموز ده، وبعدين نحتاس ونقعد نحاول نحلها يا نعرف يا مانعرفشى. نرجع مرجوعنا للجدع ده، إنت قلت إنه دخل الدين شوية وربى دقنه، مش كده؟ هو لسه مربيها ؟
د.محمود شلقامى: أيوه
د. يحيى: واخته محجبة مش كده؟
د. محمود شلقامى: أيوه
د.يحيى: خلى بالك أنا مش باسأل عشان أدمغ نوع معين من التدين، لأه، أنا بافكرك إن كل الأبعاد لازم تتاخد فى الاعتبار فى المرحلة اللى جاية، يمكن يكون النزوع الدينى كامن، أو ناقص، مش بس بتاع الحلال والحرام، لأه بتاع النضج والعلاقة بربنا، اللى هى مش ضرورى تكون هى هى العلاقة بالضمير والثواب والعذاب زى ما بيشيعوا، ده بيبقى جزء لا يتجزأ من النضج الحقيقى
د. محمود شلقامى: إزاى؟
د. يحيى: أنا فاكر إن منين بتيجى فرصة فى الكلام عن الجنس ولا عن الدين بنقول ازاى، وانت كل ما تعالج أكتر وتشوف عيانين أكتر، حا تعرف ازاى، وان شاء الله تهضم كل ده لحد ما تعمله لوحدك من غير ازاى، وتقدر ترجع للموقع بتاعى وتقرأ عن الغريزة الجنسية من التكاثر إلى التواصل [2] وأيضا عن الغريزة الإيمانية [3] يمكن فيها ملامح إجابات
د. محمود شلقامى: بصراحة أنا لسه محتاس
د. يحيى: بصراحة عندك حق، وآدى احنا مع بعض وربنا يستر.
****
التعقيب والحوار:
أ. زكريا عبد الحميد
فعلا المجتمع فيه مفاجآت مرعبة..وماحدش عارف رايح على فين…؟ والعبد لله رصد نتفة صغيرة من سطح سكن كان فيه من أربع سنين، كان فيها مداعبات بتحصل بين المحارم وسجلتها فى مخطوطة كتاب لم اجد له ناشرا بالطبع (بالمناسبة يا د.يحيى هل قرأت كتابى – العائش فى سيناريوهات- وماهو رأيكم ؟ هل وفقت فيه)
د. يحيى:
أظن أن ما خفى علينا مما هو جارٍ أكبر بكثير مما نعرفه، وعلى كل من يرى ولو نقطة محدودة، ولو تحتمل الخطأ، أن يرصدها، ويشكلها بأدواته المتاحة فيضيف إلى مساحة ما نرى، ما نحن أحوج أن نراه.
أما عن كتابك يا زكريا فأنا آسف أننى لم أقرأه، ولا أذكر أنه عندى، فمن أين أحصل عليه؟
أ. منى حامد
استفدت كثير اوى من الحالة دى للشغل ولى شخصيا
ربنا يخليك لنا ويمتعك بالصحه والقدره على العطاء
انزعجت شويه من فكرة ان الطبيب والد، وصى، سلطه، مرجع. انا رافضه الفكره من ناحيتن، ناحية تقليل احساس المريض بالمسئوليه عن اختياراته، وكنت حضرتك دائم التأكيد عليها (كنت بحضر جروب القصر العينى من حوالى 20 سنه ولسنوات عديده متفرقه ثم انقطعت لظروف العمل والسفر وغيرها)
ومن ناحية ثانيه، الابوة تحمل الطبيب اكثر مما يحتمل وقد تعطيه احساس ومشروعيه لفرض وصايته وقيمه وتحيزاته وربما نواقصه الى آخره من تحقيق مصالحه هو.
انا سعيده جدا بالموقع ومذهوله من كم الجهد المبذول فيه
ربنا يخليك
د. يحيى:
أهلا مُنى، والله يا شيخة كنت أنتظرك هكذا مع أننى لا أذكرك شخصيا طبعا، لكننى فرحت لأن تعقيبك فيه “نعم”، وفيه “لا”، أنا مازلت أرى أن الطبيب والد فى ثقافتنا بالذات، وبالتالى فإن فيه كل مزايا وعيوب الوالد كما ذكرت، وعليه كل هذه المسئولية قبل وبعد ذلك.
د. رضوى العطار
المقتطف: “موضوع المحارم ده يا محمود موضوع قديم وجوهرى ومهم جدا، هوه أساسى فى التركيب البشرى نتيجه لتاريخه الحيوانى والإنسانى أيضا، وماكانشى محتاج كل الدربكة والحواديت اللى فرويد عملها حواليه عشان يفسره بأوديب ومش أوديب والكلام ده، فيه أساطير كتيرة تفسره بشكل أكثر مباشرة ووضوح وتقربنا أكتر من الفكر التطورى، بدل سجن الرموز “
التعليق: فرض محترم جدا
د. يحيى:
أتذكر يا رضوى أننى أجبت بتفصيل أكثر عن هذا الموضوع، وفرض: “نحو (أجرمية الأسرة) Grammar of the Family فى نشرة سابقة [4] ، وفى ندوات كثيرة يمكن الرجوع إليها، كما أننى كتبت كتيباً كاملا فى نقد “عقدة أوديب” [5]
د. دعاء مجدى
مبدئياً كان الله فى عون المعالج الحالة صعبة جداً عليا
لو افترضنا إن أخت المريض، هى المريضة وراحت قالت للمعالج بتاعها إن جالها عريس هتقوله ولا مش هتقوله؟
د. يحيى:
لا يمكن إصدار أحكام عامة لو سمحتِ
أ. فؤاد محمد
هو امتى يا دكتور يحيى الموت يحرك الداخل زى الحاله اللى قبل اللى فاتت، وامتى الموت بيهدِّى او بيطفى الداخل لحين إشعار اخر بما ان فى الحاله دى الموضوع هـِدِى بعد موت الاخ، الحاله اللى فاتت الموضوع زاد، مع اختلاف نوعية كل حالة عن الأخرى هنا وهناك.
د. يحيى:
لا يمكن الإجابة هكذا بشكل عام، فلكل حالة – كما رأيت- ملابساتها وظروفها
أ. مصطفى عيد
السلام عليكم …
انا مصرى كندى و اعمل كطبيب و معالج نفسى فى كندا. من خلال عملى تمر على حالات مشابهة و ربما اكثر تعقيدا و يسعدنى التواصل معكم لمناقشة مثل هذه الحالات من زوايا متعددة بما فى ذلك اختلاف الثقافات بين البيئة الشرقية و الغربية.
تحياتي…
د. يحيى:
أهلا بك وبارك الله فيك
أظن أن اختلافات الثقافات وأيضا اختلاف قواعد وضبط وربط الممارسة المهنية تختلف اختلافا شاسعا بين الثقافات بما لا يسمح بتعميم الردود
ومع ذلك فأهلا بك وفقنا الله وإياك.
أ. يوسف حسين عزب
شعرت بفارق جوهرى هنا عن الحالات السابقة..إذ انكم هنا فى معظم الردود تتحدثون عن الاصل النظرى سواء لردودكم او الراى المخالف إن صح التعبير ،وهذا ما يهون امكانية التعليق على العمل بخلاف الحالات السابقة اتصور ان الامر تعلق فيها بفنكم (بالفن الخاص بكم) فى العلاج دون اصل نظرى وكان ذلك معجز عن التعليق
د. يحيى:
لعل عندك حق
د. نجاة انصورة
* الحالة بالفعل غاية فى الصعوبة ومتشابكة جداً وكثيرة المتغيرات ومهمة من حيث الحدوث وضرورة التصدى والمواجهه كى لا يكون العلاج النفسى مدعاة للإتيان بمثل هذه الأفعال المشينة وربما استسهالها .خاصة وإن درجة المرض لم تسبب إعاقتهما دراسياً ولا مهنياً وهذه بحد ذاتها نقطة فارقة . إلا ما ترتب عنها من ذنب وهذا وارد وبالرغم من ذلك فلم يحقق الذنب وظيفته بالكف عن الممارسه ولم يراجع الطبيب المتابع بعد تغيب الا ليلقى عليه وزر اعتقاده بالحمل وكإنه جاء ليعرف وماذا بعد ؟
وهنا شجعت موقف دكتور يحيى وهو بدفع الطبيب بخطوة سريعة لتدارك الموقف مهما كانت التداعيات الأخرى بالتأكد من الحمل والإسقاط الفوري
د. يحيى:
هذه لمحات إيجابية مهمة
شكرا
د. نجاة انصورة
المقتطف: “خايف المسألة هنا تتقلب وعظ وإرشاد”
التعليق: مش من الضرورة تتقلب وعظ وإرشاد إنما من المهم جداً ان تتقلب “توجية وإرشاد” هذا الفرع من فروع علم النفس يستخدم علاجياً وله نتائج غاية فى الأهمية .
د. يحيى:
أظن أن الوعظ والإرشاد المراد تجنبهما فى العلاج النفسى هو النوع اللفظى الخطابى الفوقى، بلا مشاركة أو مواجدة.
د. نجاة انصورة
لم أفهم أيضاً استغراب الدكتور محمود للطريقة الباردة التى يتكلم بها العيان عن موضوع الحمل ,,, ماذا نتوقع من عيان غير البرود والحديث ببرود والإستجابة ببرود وكل حياتهم برود وظلام والمنظومة الإنفعالية لديهم منتهية والبرود السمه الأكثر بروزاً للعرض وللأحداث بالأساس فلو كان عدم تصديقه نابع من تشكيكه نتيجة برود العيان بسرد الموضوع فأعتقد هنا إنها مشكله مهنية بالدرجه الأولى بالنسبة للطبيب .
السؤال: هو الذنب اللى خلى العيان يستنكر فعله بعد أكثر من تسع سنوات ويربى دقنه وقرر ييجى للعلاج ؟ ولو نعم هل هذا يشجعنا تغيير النظرة التقليدية للذنوب واعتبارها حافزاً نحو التغيير والإنجاز ولو فى بعض الأحيان ؟ ولو مكنش الذنب هو اللى أظهر بصيرة العيان للعلاج فبصيرته هنا بذلك قاعدة مهيأه نحو التغيير ؟
د. يحيى:
التوقف عند الشعور بالذنب هو ذنب فى حد ذاته [6]
أما التعلمَ فالتغير نتيجة للخطأ الذى يبدو ذنبا فهو من أولويات مسيرة التعلم والتطور،
ولا يمكن تحديد أين يقع موقف المريض من هذا أو ذاك لكن اسمحى لى يانجاة برفض ما جاء فى مقدمة تعقيبك من حكاية “.. ماذا نتوقع من عيان غير البرود، والحديث ببرود …الخ” هذا تعميم ضار مهما كان وراءه من تألم واستنكار.
عذراً
_____________________
[1] – نشرة الإنسان والتطور: 24-12-2018 www.rakhawy.net
[2] الغريزة الجنسية من التكاثر إلى التواصل ، محاضرة ألقيت فى منتدى أبو شادى الروبى (لجنة الثقافة العلمية) 15/12/1998.www.rakhawy.net
[3] – أطروحة “الغريزة التوازنية الإيمانية” نشرت فى مجلة سطور ، عدد يوليو 2004 ، قراءة فى الفطرة البشرية الأسس البيولوجية للدين والايمان،www.rakhawy.net
[4] نشرة الإنسان والتطور، -1-2009 بعنوان: عن المؤسسة الزواجية والعلاقة بالموضوع، وأيضاً نشرة: 17-9-2016، بعنوان: الطبنفسى الإيقاعحيوى (89): رابعاً: التاريخ الجنسى
[5] – يحيى الرخاوى، “إعادة قراءة فى عقدة أوديب”، لم ينشر ورقيا بعد.
[6]- نشرة الإنسان والتطور عن “الشعور بالذنب” بتاريخ، 27-1-2008، وأيضا نشرة: 28-1-2008، بعنوان: النفّـرى..، والشعور بالذنب www.rakhawy.net
الحالة مرعبة يا دكتور يحيي رغم ان الموضوع اصيل في تطور الانسان، اعتراف المريض للمعالج اول مرة وصلني انه اعتراف ذنب ام تاني مرة واصلني منه رغبة للعلاج حقيقية لان المصيبة كبيرة وعدم احساسه بيها ميكانزم دفاعي علشان مايزودش الوجع جواه.
اتمني يرجع ويواظب ويكمل، وربنا يلهم المعالج حسن التصرف ويبقي اب عاقل.