تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (81) الفصل‏ ‏الثانى: ‏فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏

نشرة الإنسان والتطور

الخميس: 7-7-2022                         

السنة الخامسة عشر

العدد: 5423

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) ^[1]

وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”

 بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (81)

الفصل‏ ‏الثانى

فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏!!

الأصداء

81 – ‏سر‏ ‏النشوة

حلمت‏ ‏بأننى ‏صحوت‏ ‏من‏ ‏نوم‏ ‏ثقيل‏ ‏على ‏أنفاس‏ ‏رقيقة‏ ‏لامرأة‏ ‏أية‏ ‏فى ‏الجمال‏، ‏رنت‏ ‏إلىّ ‏بنظرة‏ ‏عذبة‏ ‏وهمست‏ ‏فى ‏أذنى “‏إن‏ ‏الذى ‏أودع‏ ‏فى ‏سر‏ ‏النشوة‏ ‏المبدعة‏ ‏قادر‏ ‏على ‏كل‏ ‏شىء‏، ‏فلا‏ ‏تيأس‏ ‏أبدا‏”.‏

أصداء الأصداء

يعود‏ ‏إلينا‏ ‏الحلم‏ ‏هذه‏ ‏المرة‏ ‏أقرب‏ ‏إلى ‏العلم‏ “‏حلمت‏ ‏بأنى ‏صحوت‏!!” ‏لتظهر‏ ‏فيه‏ ‏امرأة‏ ‏أخرى، ‏ولكنها‏ ‏محددة‏ ‏المعالم‏، ‏فهى ‏آية‏ ‏فى ‏الجمال‏، ‏إلا‏ ‏أنك‏ ‏تشعر‏ ‏مباشرة‏ ‏أنه‏ ‏جمال‏ ‏مختلف‏ ‏عن‏ ‏جمال‏ ‏المرأة‏ ‏التى ‏اختارت‏ ‏قلب‏ ‏الطرب‏ ‏مقاما‏ ‏لها‏ (‏فقرة‏ 79)، ‏وهى ‏لا‏ ‏تنادى ‏أو‏ ‏تغرى ‏وإنما‏ ‏تنظر‏ ‏بعذوبة‏، ‏وفيها‏ ‏سر‏ ‏النشوة‏ ‏المبدعة‏ (‏وليس‏ ‏النشوة‏ ‏فى ‏ذاتها‏، ‏وليست‏ ‏النشوة‏ ‏فقط‏). ‏كل‏ ‏هذه‏ ‏الرقة‏ ‏المبدعة‏ ‏قادرة‏ ‏على ‏أن‏ ‏تذيب‏ ‏أى ‏جمود‏ ‏أو‏ ‏تجهض‏ ‏أى ‏هرب‏، ‏ليس‏ ‏فقط‏ ‏بما‏ ‏هى، ‏ولكن‏ ‏بما‏ ‏تدل‏ ‏عليه‏ ‏من‏ ‏قدرة‏ ‏من‏ ‏أودعها‏ ‏هذا‏ ‏السحر‏ ‏المخترق‏، ‏فكيف‏ ‏يتأتى ‏أن‏ ‏يتمادى ‏اليأس؟

____________

[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية  2018  – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net