نشرة “الإنسان والتطور”
الأثنين: 30-12-2019
السنة الثالثة عشرة
العدد: 4503
مقتطف من كتاب:
الترحال الأول: “الناس والطريق” (1)
الفصل الخامس: “أغنى واحد فى العالم” (4 من 8)
(ما زلنا فى نفس الفصل)
……………….
……………….
الأحد 2 سبتمبر 1984
كنا قبل السفر قد استخرجنا تأشيرة دخول إلى أسبانيا، لكننا عدلنا حسما حتى لا تنقلب الرحلة إلى خطفِ نظر، أو فرطِ عدو. فليست المسألة: كم بلدا زرنا، وكم كيلومترا قطعنا، دون أن نزور أو نقطع ما يقابلها من طبقات الداخل، ومساحات الناس؟. وكان ترتيبنا فى هذا اليوم أن نتجه غربا إلى “كان” وما بعدها (سان رافائيل، وسان دييجو)، ولم أكن قد تذكرت بوضوح أن “كان” هذه: هى هى “كان” التى يتردد اسمها كل عام مع أسماء أفلام ومؤتمرات ومناورات فنية لا أفهمها، وأنها هى هى التى يتباهى بالإقامة فيها أو زيارتها أثرياء العرب ومغامروهم، وكنت قد زرتها أمس مع مصطفى فى عجالة من أمرى لنقابل “المرحوم” د.حلمى شاهين فى بعض أمر ولدى هذا، فوجدته يجلس على الكراسى المرصوصة على الشاطئ فى تراخ حر، يجلس وحيدا وكأنه راض أو سعيد، وفهمت معانى أخرى للرضا، مثل تناسب المُراد مع المُتاح، أو تصور التميّز والاستقلال..، أو أى معنى لا يخطر على بالى، المهم أن “الرضا” ليس هو فقط ما أعرفه بهذا الإسم.
بدا لى هذا الشيخ الطيب فى أهدأ حالاته وهو يحكى، وهو يشكو، وهو يصر، وهو يفخر، وقد أخذ يصف لى تغير أحوال “كان” عما كان، وكيف أن الفندق ـ مثلا ـ أصبح مليئا باللبنانيين بحيث لم يعد يجد فيه المناخ الذى يُشعره بالنقلة، ومن ثم بالإجازة أو السياحة، إذْ ما فائدة أن تشد الرحال لتتكلم نفس لغتك، وتسمع نفس النكت، وأسخف، وتتلقى المقالب ذاتها وأسطح..، وتغتاب، وتنِـم، وتقارِن، وتزن، على الموجة المعتادة ذاتها؟؟.
عدت أقارن كلا مـِـن رفض الدكتورحلمى شاهين و رفضى بذلك الالتحام الذى ألاحظه بين أفراد الجنس الأصفر الغازى لهذه الحضارة الغربية، يغزونها ومعهم لغتهم وأطعمتهم وتقاليدهم. وأقارن بين انزعاجى (الداخلى) إذا سمعت صوت مصرى أو عربى يصيح أو يغنى، أو يهرج، وأنا فى سياحتى الأوربية، وبين حدبهم على بعضهم وإصرارهم على الالتصاق والتميز والتمسك بكل ما هُم، فألوم نفسى وأشك فيما تقدم من أعذار أوتبرير. ومن هذه التبريرات أننى أتصور أننى لشدة رغبتى فى استعمال الرحلات للاستكشاف والتعرى، أريد أن أعرّض كيانى لأكبر مساحة ممكنة من وجود آخرين فعلاً، على أرضية مختلفة، فلعلّ هذا هو ما يجعلنى حريصا على عدم إضاعة وقتى مع من يمكن أن أجدهم فى بلدى، وأكاد أقنع بهذا التبرير، لكن زوجتى تقدّم تفسيرا أقسى: وهو أنى أحب مصر الأرض، ومصر الأم، ومصر الأمل، ومصر القبر، ومصر المعنى، ومصر الرمز، ولكنى لا أحب المصريين اللحم والدم، لا أحبهم أشخاصا محددين حاضرين فى وعيى فعلاً، فأنزعج انزعاجا بالغا لاحتمال صدق هذا التفسير، وأحاول أن أُفـهـمها ـ ونفسى ـ أنه لا يوجد شئ اسمه “مصر” دون “مصريين”، لكنها لا تقتنع، ولا أنا، فأدارى خجلى من عِرْيِـى وأعترف بضرورة أن أجاهد نفسى فى هذه المنطقة، لعلى أتخطى هذه الفجوة بين ما هو مصر ومَنْ هم مصريون. تلك الفجوة التى ضبطتنى زوجتى متلبسا بتوسيعها بالتجنـّى المتواصل على كل من هو مثلى، بلدياتى، وقد حاولتُ أن أنقل أزمتى هذه إلى الكهل الوطنى الحكيم (د. حلمى شاهين) بمناسبة احتجاجه على غلبة العرب فى المطعم والكافتريا والاستقبال بحيث أفقدوه شعوره بالسفر وبأوربا، ولكنى أجد فكره بعيدا عن تصورى، عزوفا عن المواجهة، مكتفياً بالأحكام والاحتجاج والتسليم فى آن، وأراجع قدرة هذا الجيل (عمر الدكتور”حلمى شاهين” هذا حوالى ثمانون عاما) على التمسك بوطنيته بكل عنف (ربما فى مواجهة الاستعمار) وفى الوقت ذاته، على سهولة التأثر والانبهار بهم.. وإلى آخر مدى، وأحسده على أحادية النظرة مع ذلك، وكأنه ـ شخصيا ـ خارج اللعبة، فلماذا أورّط أنا نفسى بكل هذه المراجعات والمواجهات؟
كان ذلك أمس، وقد استفدت من هذه الزيارة الخاطفة للدكتور حلمى أنى استطعت أن أقوم بدور المرشد لصحبتى فى هذا الجزء من الرحلة حتى “كان” فى اليوم التالى، وقد وصلناها فى الضحى، وبعد لفة سريعة، قررنا أن نمضى بعض الوقت حول اللسان الداخل فى الشاطىء.
يجذب نظرى ـ بوجه خاص – عجوز وحيد، لا تقل سنه (حسب نظرنا)، عن تسعين عاما، وهو يمتطى صهوة شئ أشبه بقارب صغير، قطعة خشب ملساء، فى مقدمتها شراع متواضع، وهو يمسك بحبال الشراع قرب المؤخرة فى إصرار وعناد عجيبين، وينقلب القارب فيعوم الكهل فى نشاط ويعود يقفز ليمتطى صهوة قاربه، ثم ينقلب، ثم يعاود، ثم يتمكن لبضع عشرات الأمتار، ثم يتمايل فأتمايل معه، ثم يسيطر وينتظر، فنفرح له وبه مشفقين، آملين أن نمضى قبل أن ينقلب من جديد، ويخفف عنى كل ذلك بعض آثار صورة الأمس عن هذه الحضارة وما آلت اليه،
أتساءل عن علاقتنا نحن ـ حتى الشباب ـ بالحركة الجسدية أصلا، حتى المشى، وأتساءل أكثر عن معنى التقدم فى السن لدينا، وما الذى يدفع هذا الكهل لأن يقوم بكل هذا وحيدا عنيدا، ولماذا يتركه الناس ـ هكذاـ بكل سماح وثقة، بلا نصيحة معوقة أو شفقة معجزة، وكيف يتمسك بهذه الحياة، بما تبقى له من قدرة كما يمسك بحبال الشراع الرقيقة فوق هذا اللوح فى مهب الموج والريح؟ وماذا بعد مثابرته هذه وعناده فانتصاره؟ أين سيصب ناتج انتصاره فى فعله اليومى وقد ناهز الثمانين؟ ولا أستطيع أن أتخيل معالم يومه العادى أبداً. كما أنى لا أجد إجابات مقنعة أو حتى تقريبية، فأتوقف عند هذا الإختلاف، وأتمنى ألا أنسى كل ذلك،أو بعض ذلك، فما أحوجنى إلى مثله فى أحيان كثيرة.
ونمضى بعد “كان”، فى اتجاه سان رافائيل، وما إن نتجه إلى الشمال الغربى، حتى نجدنا نصّاعد فى السماء، ويتململ الركب خوفا من أن تنقلب الفسحة الترويحية (حسب توقعاتهم) إلى مغامرة جديدة (غير محسوبة) ذاكرين جبال يوغسلافيا المتواضعة، إذ يبدو أننا مقبلون على ما هو أشد وأعتى، فأواصل الصعود دون أخذ رأيهم، ونظل كذلك حتى ترى سيارتنا زميلات لها وقد تلكأن حتى توقف بعضهن هنا وهناك على الجانبين. وكالعادة، تتباطأ هى الأخرى حتى تقف بجوارهن، فنجد أنفسنا على مشارف بلدة اسمها ثيو Theo، ونترجل للنظر من أعلى الجبل، فنرى مايشبه الخليج الصغير شبه المغلق، وكأن البحر قد استأذن الجبل ليرتاح فى حضنه، فصار هذا البعض مثل حمام سباحة هادئ مفتوح على الموج فى اتجاه واحد، أو كأن الجبل قد قضم قضمة من البحر فاستطعمها فلم يبلعها، فوقفت فى حلقه يلوكها بمتعة خاصة واختيار متجدد، ولم نكن قد ابتعدنا عن “كان” إلا قليلا، ونقرر أن ننزل إلى هذا الخليج، نتنصت على هذا الهمس بين البحر والجبل، وقد يأخذ عَلِى وأحمد غطسا، لعلنا نتذوق مباشرة ذلك الطعم الشهى الذى منع الجبل أن يتعجل فى ابتلاع قضمة البحر. نعم.. حمام سباحة “خلقة ربنا”، ونجد المهبط معدا بدقة شديدة، سلالم حجرية، ثم منحدرات شبه مستوية، ثم سلالم، وعدداً بلا حصر من اللافتات الرائحة الغادية، وهكذا، ونرجح أنهم إما يستغلون مسار تعرجات الجبل الطبيعية فيقلبونها طريقا، وإما أنهم يحاولون التخفيف من حدة الصعود بكل هذه التعاريج، ونكتشف خداع النظر، فالخليج الذى بدا لنا من أعلى مثل حمام سباحة صغير هادئ ثبت أنه عميق إلى قاع القاع، وأن نبضه غائر قوى؟ بدت لى الطبيعة متآلفة فى قوة: قطعة البحر قد استقرت آمنة وهى ترقد فى حماية الجبل من كل جانب، لكنها لم تفقد زخمها وعنفوانها.
نقابل فى طريقنا على المهبط ذلك السنغالى الطويل الرفيع الأسود، وهو يمسك بيده عدة مشغولات جلدية، ومن الخرز، يعرضها للبيع بأثمان زهيدة فعلا، ويتعرف على جنسيتنا، ويتكرر الحوار “مسلم؟”. مسلم!: “لا إله إلا الله” “أهلا” “متى العيد الكبير؟” ياه!!، ونكتشف أن العيد ـ وكنا بصراحة قد نسيناه فى زحمة الترحال وضياع معالم الزمن ـ هو بعد ثلاثة أيام، ولكن ما الذى أتى بهذا السنغالى إلى هذا المكان، فى هذا الجبل؟. وما هذا الذى دفعه إلى أن ينزل إلى هنا يعرض بضاعته على عدد من الزبائن لا يزيد عن عشرة وليست عند أى منهم ـ فى الأغلب ـ نية الشراء؟ فما “لهذا” قدموا “هنا”؟. وهذا السنغالى؟ ماذا فى ذهنه؟. كم يكسب؟. وكيف أتى؟. ولماذا ـ هنا ـ بالذات؛ حيث لا تجمعات ولافرص، وأتأكد من أن هذه الدنيا تسير وفق حسابات أعقد وأخفى مما يبدو على ظاهرها، يقال عن بعضها مما يناسب المقام “أرزاق”، هذا المعنى الذى اختفى ـ تماما ـ وراء النظام التأمينى للحياة؛ فطالبُ الرزق الآن لا يسير فى مناكبها، ولا يقف على “باب الله”، ولا يحسب نفسه وجهده “سببا”، (.. فهو متسبب) يُجرى الله “من خلاله” ما يتجلى به فضله على عباده، كل هذا أصبح يعد موقفا سلبيا وقدريا وغبيا. أما الموقف الذكى جدا فهو انتظار قرار القوى العاملة، أو الوقوف فى طابور معاش البطالة فى الدول المتحضرة، ويبدو أن هذا السنغالى لم يستوعب ـ مثلى – هذه القوانين الجديدة بالدرجة التى تُقعده فى بيته. سألته (بعد المساومة، والتخفيض إلى النصف، والشراء، والرفض من بقية الرفقاء)، سألته: لماذا؟ هنا بالذات؟. وكيف؟. قال إنه طالب يدرس، ويريد أن “يصيـّف”، فيحاول أن يجمع مصاريف رحلته بهذه التجارة المتواضعة، وصدقته نصف نصف، ثم تذكرته بعد ذلك فصدقته تماماً لما رأيت مواطنيه من مختلف الأعمار يحملون البضاعة عينها بالعشرات فى البيجال، وحول الساكركير فى باريس. ولم تمنعنى شكوكى من أن أفرح بهذا الرحالة الشاب المتواضع ولمعة سواده تبرق تحت الشمس وكأنها أقرب ما فينا إلى الطبيعة الحية القوية حولنا، وأنا شديد الضعف أمام ذلك الأسود الرفيع الطويل، وهو عندى غير الزنجى، وغير السودانى (مثلا). فالزنجى عندى هو صاحب الأنف الأفطس والشفاه الغليظة والشهية المفتوحة لكل ما هو بدائى قوى شبقى متقد. والسودانى هو أنا وأنت وكل صاحب ملامح عربية “غامقة” وشهامة ورِقة فى آن واحد. أما رفيق الطريق هذا ذو الملامح المنمنمة، والسواد اللامع، والجذع الممتد مثل شجرة الأبنوس، فهو يشعرنى برهافة الطبيعة بدرجة تحرك فى داخل داخلى كل ما هو حمأ مسنون.
ثار داخلى يوما فى هذا الاتجاه نفسه المنجذب نحو السواد الفطرى حين رحت أتحدث بالإشارة مع فتى أسود، سواده لامع جدا، وهو طويل، ورقيق جدا، كان يقوم يتنظيف حجرة فندقى فى الخرطوم (سنة 1980) كان طويلا حتى حسبت أنه لن يمر بباب الحجرة إلا منحنيا، وكانت له بسمة رائقة رائعة تنفرج عن ذلك البياض الناصع الذى يذكرنى باللبن الحليب الطازج فى طاجن محروق، دون أن يغلى، ثم يذكرنى ـ أيضاً ـ بما هو قلب طفل لم يُختبر، وكان يوجد بطول خديه، وعلى جبهته، عقد منتظم من بروزات دقيقة مرتبة، وقد علمت من هذا الفتى السودانى فى الخرطوم (بالإشارة الإنجليزية ـ أساساـ فهو لا يعرف العربية ولا يجيد الإنجليزية) أنها وشم منذ الطفولة يميز أبناء قبيلته من البوير فى الجنوب، وقد أثارنى كل هذا حتى كتبت فيه شعرا، وان كنت قد أنهيت القصيدة رافضا هذا النوع من المشاركة بالانفصال الفنى الذى يخفف من نبض إيقاع الوعى، الشعر قد ينزع عن الإنسان نبضه الحاضر إذ يقلبه إلى رمز مغترب أو صورة بعيدة، مهما كانت جميلة، وكأننا نكتب فى الناس والأوطان شعرا أو نثراً أو وصفا؛ لنخفف بذلك من مسئوليتنا عن تحمل مسئولية المشاركة، فكرة قديمة، أزعجتنى وحيرتنى كثيرا.
تذكرت فتى البوير هذا، وأنا أتطلع إلى الفتى السنغالى على الدرج الحجرى الهابط إلى قضمة البحر عند ثيو، وجعلت أقول لنفسى “أفريقيا”، هذه الأفريقيا، يستحيل أن أكتمل أو أعرف ماذا أنا إلا إذا غرقت هناك فى محيط سوادها مباشرة، السواد هو الأصل.
…………
ونكمل الأسبوع القادم
الملحق
أستاذنكم فى نشر القصيدة التى كتبتها فى فتى الخرطوم برغم أنها لم تنزل فى متن الترحال الأصلى:
وهى قصيدة مهداة إلى ماسح أحذية التقيته فى فندق نجومىّ بالخرطوم، من قبيلة البوير، لعل طوله كان أكثر من مترين، نحيف بالغ السواد البراق، لا يتكلّم إلا لغته القبلية، 1982
مقصلة الشعر
والوشم حبّاتُ الزبيبِِ والعرقْ،
حلمات أثداءِ الأمومةِ والطبيعةِ والشبقْ.
والليل يشرق ساطعاً من وجه عملاقٍ رقيقْ،
حَمَلَ البدايةَ والمصيرْ،
فتُـطلّّ من عَينْيهِِ أحداثُ الليالى الصامتةْ،
قامت تمطّـت بعد دهرٍٍ ثائرٍ،
فى الكهف سرُّ الكونِ والبعث الجديدْْ،
رحـِمُُ الحقيقِة والأجــنّــةُ كامنهْ،
فى البذِر تنتظرُ المطرْْ.
-2-
يــا إبن أمّّ:
كيف السبيلُ إلى المياهِِ الغائرهْ؟ تروى القبورْ؟
من بعد ما مات الخلودْْ؟
والعين أطْفَأَهَا رماد الجرى فى غَيْرِ المحاجرْْ،
والقلب منقوع السآمهْ؟
-3-
أصدرتُ أمراًً غائما من فوق قمّة الهرمْ،
من مخبإ الصممْْ:
يا لمعة الحذاء فى حفل المساء،
ما بين سادةِ عجمْ.
فــَـضّ الغطاءَ وابتسمْْ،
فمضى الشعاعُُ السيفُ يخترقُ المدَى…،
فأُثيرُها ظلماءَ عاصفهْ،
تجلـــو الملاِمحَ ََ فى غَيَاباتِِ الحَزَنْ
-4-
وغرقتُُ فى سحب الدخان والشواءِ والشرابِ والعـَدَمْْْ.
فرأيته شطراً من الشعر انـْتـَظـَمْْْ،
صيـّرته رمزا قتيلا بين أصداء النغم.
حرفا تقلّب دَامـِـيـًـا من وخز هزات القلم
ليحل شعرا راقصا مِنْ وحـْىِ زخات الألم
***
نادى الخليفة حاجبهْ،
دخل النديم مُهلـِّلاً
قرأ القصيدة فانتشى،
قد راق مولانا الغناء.
الخرطوم: 18/1/1981
[1] – المقتطف من الترحال الأول: “الناس والطريق” الفصل الخامس: “أغنى واحد فى العالم” (الطبعة الأولى 2000)، وتتضمن ترحالات يحيى الرخاوى أيضا (الترحال الثانى: الموت والحنين ) و(الترحال الثالث: ذكر ما لاينقال ) منشورات جمعية الطب النفسى التطورى، والكتاب موجود فى الطبعة الورقية فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى للتدريب والبحوث: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا حاليا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط www.rakhawy.net