نشرة “الإنسان والتطور”
السبت : 7-4-2018
السنة الحادية عشرة
العدد: 3871
مقتطف من قصيدة:
هربا من هربى!
(ديوان “سر اللعبة”الطبعة الثالثة 2017)(1)
لا تجزع منى
إذ لو أمعنتَ الرؤيهْ
لوجدت الانسانَ الضائـِعَ بين ضلوعي
طفلا أعزل
لا تتعجبْ، لستُ الوحشَ الكاسر،
والشعرُ الكثّ على جلدى هو درعى
يحمينى منكم،
من كَذِب “الحب”،
من لغو “الصدق”
من سُخـْف “الحق”
أنتم سببُ ظهور الناب الجارح داخل فـَـكـَّىّ
أنتم أهملتمْ روحى
أذبلتمْ ورقى
فتساقطَ زهرى.
-1-
هل تذكر يا من تشكو الآن:
كيف لَفِظتَ وجودى؟
هل تذكر كيف لَصَقت ضياعَكَ بي؟
هل تذكر كيف لبسْتَ قناعَ الوعظ
والشيطانُ بداخلك يغني؟
-2-
لمّا عشتُ الوحدة والهجر
أغرانى الطفلُ الهاربُ بالغوص إلى جوف الكهف
وتهاوى القارب فى بحر الظلمة
لكنَّ هناك كما تعلم يا صاحب سر اللعبة
موتٌ باردْ
فطفقتُُ أجمِّعُ قوة أجدادى
مَن بين خلاياىْ
حتى أخرجَ وسْط البحرِ المتلاطمْ: بالكـُتـَلِ البشريهْ
حتى أجدَ طريقى الصعب
………….
………….
واسّتيقظ فىّ ابن العمِّ النمرْ ،
ولبستُ عيون الثعلبْ
ونـَـمـَـت فى جلدى بعضُ خلايا بصريـَّـه ْ
مثل الحرباءِ أو الحّية
وبدأتُ أُعاملُ عالَمَكم
بالوحش الكامن فى نفسى
أرسلتُ زوائدَ شعرية
مثل الصـُّـرْصـُـور أو الخـُـنـْـفسْ
أتحسـَّـسُ مـَـلـْمـَـسَ سادتـَـنـَا
ووجدتُ سطوحَكمو لزجهْ ..
تلتصقُ بمن يدنو منها ،
أو ملساءْ،
تنزلق عليها الأشياء
أو يعلوها الشوّكْ.
فجعلت أدافع عنى
هرباً من هربي
هربا من “همى” و”شكوكى”
……………..
……………..
ونكمل غدًا
[1] – كانت الطبعة الأولى 1977 والطبعة الثانية 1978، والديوان متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم.