الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطفات من كتاب: “الطب النفسى: بين الأيديولوجيا والتطور” الفصل الرابع: “الطب النفسى السلبى والطب النفسى الإيجابى” (2 من 2)

مقتطفات من كتاب: “الطب النفسى: بين الأيديولوجيا والتطور” الفصل الرابع: “الطب النفسى السلبى والطب النفسى الإيجابى” (2 من 2)

نشرة “الإنسان والتطور”

السبت: 17-2-2024

السنة السابعة عشر

العدد: 6013

مقتطفات من كتاب:  

“الطب النفسى: بين الأيديولوجيا والتطور”[1]

الفصل الرابع:

“الطب النفسى السلبى والطب النفسى الإيجابى”

………………………

………………………

(7) الطب النفسى الاسترزاقى:

 السعى للرزق ليس عيبا وليس ظاهرة سلبية، بل إنه من أهم علامات ما هو صحة وما هو شرف الوجود أحيانا، فمن حق الطبيب النفسى أن يكسب من ممارسة مهنته، لكن إذا كان الكسب من ممارسة المهنة أمرا طبيعا،[2] فإن التنبية واجبٌ حتى لا تنقلب المسألة ليصبح الكسب من المهنة هو المهمة الأولى والأخيرة للطبيب مقابل الخدمات التى يقدمها، إن حصل ذلك فلابد أن نعترف أنها ممارسة سلبية، وإن كنت استبعد وأحذر من تعميمها لسبب بسيط: هو أن المكسب على المدى الطويل عادة يرتبط بالنجاح فى أداء المهمة وإتقان الحرفة، ونجاح الطبيب حتى يزيد مكسبه هو أن يشفى مرضاه، فى نفس الوقت الذى يحصل فيه على مقابل عمله وجهده.

(8) الطب النفسى التَّرْجَمى:

هذا الطب الترجمى يركز على ممارسة الطب النفسى بتطبيق معطيات نتائج المعمل على المريض أولا بأول (بالعافية!!!) وأكتفى هنا بإيجاز بعض معالم نقده كما قدمتها فى ذلك المؤتمر السالف الذكر (فى الاسكندرية).

فالطب النفسى التَّرْجَمى هو العملية التى تنقل الاكتشافات العلمية مما “قبل الممارسة الكلينيكية” Pre- Clinical إلى التطبيق الكلينيكى بهدف تحسين محكات الصحة، وبالتالى الإقلال من المرض ومعدلات الوفاة وقد سبق لى نقده بالتفصيل، بادئا بالتنبيه على الحذر من فرط الثقة بكل معطيات المؤسسات ذات اللافتات العلمية التى تمارس العلم المؤسسى باهظ التكلفة، ومحاولة تعرية استعمال العلم لأغراض تجارية تسمى بأسماء علمية، ثم بالتأكيد على أهمية وتاريخية الممارسة الطبية عموما والطبنفسية خصوصا وأنها “من الممارسة إلى البحث العلمى وليست من البحث العلمى إلى الممارسة الكلينيكية، ثم كيف أن الممارسة الكلينيكية هى بحث علمى كامل طول الوقت، قد تحتاج دعما من العلماء الشرفاء حين تقترح عليهم فروضا قابلة للاختبار بأدواتهم العملية والكلينيكية، جنبا إلى جنب مع متابعات الممارسة ونتائجها بكل الطرق اللازمة.

وأخيراً: فإنى أنهيت نقدى بالتذكرة بماهية الطب عامة  “كـَـُفَنّ” من أول قول أبو قراط: “العمر قصير والفن طويل”[3]، وحتى فكرة “نقد النص البشرى“.

وقد خـَـلـُـصت من كل ذلك إلى أن هذا المسمى “الطب التَّرْجَمى”: هو ضد تاريخ الطب كله، وضد تاريخ الطب النفسى خاصة، ولا يدعمه العلم المعرفى العصبى، ولا المدى الذى وصلته البيولوجيا النفسية والعصبية، ولا إسهامات العلوم الكموية (الكوانتية)[4] وكيف أن المخ يعيد بناء نفسه، طول الوقت، وأخيراً فإن دور الوعى البينشخصى والوعى الجمعى فى العلاج هو أبعد عن البحث العلمى فى المعمل إن لم يكن ضده.

(9) الطب النفسى التسكينى:[5]

وهو المفهوم الشائع عند أغلب الناس (بما فى ذلك المرضى وأهاليهم) حيث يغلب على ظنهم، بل اعتقادهم، أن مهمة الطب النفسى هى “الترييح”، وأنه: “من المفروض يا دكتور إنك تريحنى”، وأنا عادة ما أحتج على مبدأ أن يعلمنى المريض أو أهله ما هو المفروض وما هو ليس مفروضا، ثم أعذرهم وأداعبهم أو أنبههم بلا مداعبة، أن يعيدوا قراءة اللافتة على الباب أو على العمارة فإذا كان المكتوب عليها فلان الفلانى “المريّحَاتى” فأنا تحت أمرهم، أمّا إذا كان المكتوب هو: “الدكتور فلان” فقط، فمهمة الطبيب هو أن يعالج المرضى بالطريقة التى تعلمها ومارسها وجربها وأعانت مرضاه طوال هذه السنين، بما فى ذلك احتمال ألم التغير والنمو، كمرحلة على طريق التعافى والصحة،  وتبدأ علاقة إيجابية أكثر جدوى وأنفع لكلينا.

(10) الطب النفسى المستورد:

(أ) وهو يعنى ممارسة الطب النفسى بقيم “سابقة التجهيز”، مستوردة من ثقافة غير ثقافتنا لأهداف لا تتفق مع طبيعة قيمنا، من أول الحرص على الحرية المزعومة، حتى خدعة المواثيق “المكتوبة” “جامعة” “مانعة” لما هى حقوق الإنسان المُـحْـتَكَرَة، أو “نوعية حياة مجتمع الرفاهية” دون النظر إلى الفروق الثقافية ولا إلى اختلافاتنا عنهم فى حقيقة وموضوعية امتداد دوائر الوعى: من الوعى الشخصى إلى الوعى البينشخصى إلى الوعى الجمعى إلى الوعى الجماعى إلى الوعى المطلق إلى الغيب، إليه، كل هذا بالنسبة لثقافتنا هى حقائق يومية موضوعية تسهم بفاعلية فى الشفاء، وحين تقتصر ممارستنا على تقزيم وجود الإنسان لينتهى عند هامة رأسه، مرجحا لما فيها من غلبة عقله الطاغى الظاهر: فنحن نتجاوز بذلك حقائق موضوعية، وننسلخ بعيدا عن ثقافتنا وعن الطبيعية وعن أصولنا.

(ب) وهناك نوع آخر من هذا الطب المستورد: وذلك حين نواصل استيراد الأحدث فالأحدث من نتائج الأبحاث المقارنة المعملية بالذات لتطبيقها دون اختبار هادف فى واقع ثقافتنا بما يترتب عليه الإسراع فى قبول واستعمال عقاقير أحدث، فأحدث باهظة الثمن جدا (جدا)، لا تتفق مع الوضع الاقتصادى للغالبية العظمى من  مرضانا، ونفضّلها تحت زعم شجب العقاقير الأنجع والأرخص بالمبالغة فى تصخيم ما يسمى آثارها الجانبية، حينئذ يصبح الاستيراد ليس قاصرا على استيراد الافكار ونسخ ثقافة من خارجنا، وإنما يمتد إلى استيراد مزاعم شبه علمية لصالح مؤسسات استثمارية سلطوية.[6]

(11) الطب النفسى المثالى :

من حيث المبدأ أذكِّر أننا نمارس مهنتنا مع بشر يسيرون على أرض الواقع، وأن أية أحلام مثالية براقة هى مشروعة ومأمولة، لكن علينا ألا نفرض ما نرجوه          – وغالبا عجزنا عن تحقيقه لأنفسنا – على مرضانا حُبًّا فيهم وأملا فى مستقبلهم كما نتصور.

ثم إننى أتقدم خطوة الآن بالنقد الذاتى لبعض الممارسات تحت مسميات جيدة وصحيحة لكن التمادى فى تصوير أنها الممارسات الوحيدة الصحيحة، وأن الوعود التى تلوّح بها ممكنة على أرض واقع يعلن بوضوح استحالة تطبيقها، هذا وذاك إنما يغلب على هذه الأنواع سليمة المنطق عميقة الجذور إلى ممارسات طوبائية غير واقعية، ومن ثم لا مفـَـرّ من أن تدرج تلقائيا تحت الطب النفسى السلبى، برغم بريق تنظيرها وروعته.

مثلاً: إن ما يسمى الطب النفسى التطورى إن لم يرتبط كل لحظة بأرض الواقع، فإنه يمكن أن يكون أقرب إلى الطبنفسى المثالى، وحين أربطه بنظريتى المسماة “النظرية التطورية الإيقاعحيوية” باسم الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى مركزاً على ضرورة ربط دورات الإيقاع بدورات  أقصر فأقصر على أساس أن المخ يعيد بناء نفسه باستمرار فى وحدات زمنية متناهية الصغر، فأنا أفعل ذلك احتراما لفروضى وفياسا عل دورات أطول يمكن رصد نتائجها مثل دورات النوم واليقظة، ودورات الحلم واللاحلم، حتى دورات الإيقاع النمائية والتوازنية وأغلب ذلك هو بعيد عن الاختبار والتحقق، وإنما يفترض قياسا وممارسة، لذلك فمن يعتبره أقرب إلى الطبنفسى المثالى هو محق بدرجة ما.

مناقشة بعض مواصفات الطبنفسى الإيجابى

أولا: يعرف الطب النفسى الإيجابى تقليديا، ويمارس على  أنه فرع من الطب يركز على التشخيص والعلاج للأمراض النفسية، بناء على تنامى الأدلة من الممارسة الكلينيكية، وكما يزعم هذا الطب النفسى الإيجابى، فإن هذا التعريف يحتاج إلى توسيع الخلفية الثقافية حتى نفهم ونحقق الحياة السوية الجيدة للبشر من خلال الدعم والتداخل الهادف لتنمية العافية السلوكية والعقلية.

المناقشة:

الطب النفسى هو أحد فروع الطب، لا أكثر ولا أقل، وبالتالى فإن مهمته المباشرة هى تشخيص علاج الأمراض الخاصة به، أما فهم ودعم الحياة السوية الجيدة لتنمية العافية، فهذه مهمة التربية والسياسة والمجتمع الصحى ثم الطب الوقائى الذى يقع جزء منه فقط فى مجال الطب النفسى فعلا.

المفروض أن النقد الذى يوجَّه للطب التقليدى كما ورد فى هذا التعريف يقتصر على التنبيه على الكف عن المبالغة فى التركيز على التشخيص على حساب التخطيط العلاجى الأشمل، وألا يقتصر العلاج على الإسراع بالتداوى لإزالة الأعراض دون أن يضع بقدر كاف احتمال إتاحة الفرصة (وليس فرضها) لإطلاق قدرات النمو، أما أن تزاح المهمة الأساسية هكذا ليحل محلها ما ليس طبا، فعذرا.

ثانيا: ويمكن تعريف الطب النفسى الإيجابى أنه علم وممارسة  الطب النفسى الذى يسعى لفهم ودعم العافية شاملا السمات النفسية الإيجابية فى الذين يعانون من المرض أو يكونون مستهدفين لخطر أن يصابوا بمرض عقلى أو جسدى، وهكذا يمكن أن يعود ذلك بالفائدة على الأسوياء الذين لم يلجأوا بعد للاستشارة الطبية.

المناقشة:

مرة أخرى نلاحظ تجاوز العلاج والمداواة والمواساة (وهو التعريف الأصلى لما هو طب) إلى دعم العافية والسمات الإيجابية، طبعا هذه مهمة رائعة، لكنها مرحلة لاحقة لمن شاء من “المرضى” واستطاع أن يواصل رحلة النمو من خلال ما أتاحته له فرصة المرض، أو هى مرحلة سابقة (وقائية) لمن لم يمرض أصلاً، ولكنها ليست حرفة التطبيب الأساسية.

إن الاهتمام بالأسوياء ابتداء فى المقام الأول إنما يخرجنا عن دائرة المهنة والتعاقد المتعدد المراحل بين الطبيب والمريض على مسار العلاج، ثم العمل على منع النكسة ما أمكن ذلك، ثم يضاف التأهيل للوقاية، بهذا الترتيب.

ثالثا: إن الطب النفسى الإيجابى مثل الطب التقليدى يركز على البحث عن أسباب الأمراض العقلية، لنتمكن من إعطاء العلاج الناجع والإقلال من مصاحبات المرض من معاناة أو إعاقة

المناقشة:

طبعا يركز ونصف، هذه هى مهمة أى طب خاصة إذا كان السبب قائما وكافيا وحاضرا، وخاصة إذا كان سببا مُدِيما Perpetrating أى أنه عامل فى استدامة المرض، إذا كان السبب كذلك: فلابد من إزالته أولا، أما إذا كان السبب ماضيا وحكْياً وتثبيتا فالتقليل من الاهتمام بالأسباب بالصورة التبريرية التى شاعت هو شىء جيد، ذلك لأن المبالغة فى التركيز على الأسباب سواء من منطلق تحليلى أو تفريغ ذكرياتى قد راح يروِّج له التحليل النفسى (السطحى) ووسائل الإعلام والمسلسلات والعامة حتى أصبح معوِّقا لا مساعدا، ومؤخرا فإن الطب النفسى أصبح يركز أكثر فأكثر على “هنا والآن” وحلت – كما ذكرنا– “إذن ماذا” بدلا من “لماذا”.

نعم لابد من البدء بتخفيف المعاناة وإزالة الإعاقة، ثم حسب ما وصل المريض بعد ذلك، وحسب خبرة المعالج وظروف المجتمع المحيط الواقعية يبدأ التأهيل من “الآن” لتدعيم الإيجابيات.

رابعا: ويؤكد الطب النفسى الإيجابى على مساندته لتعريف الصحة النفسية الإيجابية كما أوردته منظمة الصحة العالمية وأنها ليست مجرد ما ليس مرضا أو وَهـْنا، ولكنها حالة من تمام الصلاحية (الرفاه) الجسدية والنفسية (العقلية) والاجتماعية.

المناقشة:

(لاحظ كلمة “تمام”) هذا التعريف للصحة النفسية هو تعريف على العين والرأس، لكن علاقته المباشرة بالتطبيب ينبغى أن تتم بخطوات عملية متدرجة مختارة، ولا ينبغى الخلط بين تعريف الصحة وبين تعريف مهنة الطب عامة التى لها قواعدها وأصولها.

ثم نلاحظ أيضا حكاية “تمام” الصحة العقلية والاجتماعية Complete، وهل يوجد شىء فى الحياة الواقعية مع كل هذه الاختلافات الثقافية والاختلافات الفردية اسمه “تمام”، إن هذا يتجاوز ويهمل النظر إلى الكائن البشرى ككيان دائم النمو والتطور والإبداع، وأن مسيرته دائما ناقصة، بما فى ذلك تطور مستويات صحته مع كل أزمة نمو، إن الاعتراف بهذا النقص هو من أهم محركات الإنسان نحو المراحل الأرقى فالأرقى من مستويات الصحة (كما أشرت فى فرضى الباكر)[7].

خامسا: يؤكد هذا الطب النفسى الإيجابى على السمات التى ينبغى أن تتوافر حتى يستحق الشخص أن يكون صحيحا ويضمها تحت هذا المسمى ويسميها “السمات النفسية الإيجابية” وهى (حسب المقتطف):

المرونة، والاهتمام، والروحانية، والتدين، والحكمة (التى تتضمن التعاطف: والمواجدة)[8] والتفاؤل، والشجاعة، وأخلاقيات العمل، والتوجه العقلى المستقبلى، ومهارات التواصل البيننشخصى، والقدرة على الفرح، والبصيرة، والمسئولية الاجتماعية.

المناقشة:

حاضر حاضر: هل هذا طب أم هى شروط التقدم لوظيفة فى مسرحية “السكرتير الفنى” أم أنها المواصفات التى يستحيل ان يدعيها المرشح لمجلس الشعب!

عذرا

لكنها فعلا مواصفات أدعو الله أن أستطيع التمتع بما تيسر لى من نصيب منها قبل أن ألقاه سبحانه وتعالى ليغفر لى ما لم أستطع تحقيقه.

الخلاصة:

بعد مناقشة هذه المقتطفات المحدودة عن الطب النفسى الإيجابى هناك ملاحظات عامة كنت قد أشرت إليها فى البداية وأود أن أؤكد عليها مرة ثانية:

    • هذا التوصيف هو توصيف عام لا يضع فى الاعتبار النقلات والتطور الدائم

    • وهو توصيف عام لا يضع فى الاعتبار اختلاف الثقافات

    • وهو توصيف جامع لا يعمل حساب الفروق الفردية ولا حتى الفروق فى مراحل المرض وأنواع الأمراض.

    • وأخيرا فهو توصيف “جاهز” لم يعط الاهتمام الكافى لحركية الإبداع على مسار الفرد بكل مستويات معانيه.

لكل ذلك، وبرغم الحماس، فيستحسن النظر إليه نقدا بهذه الصورة أولاً.

……………….

…………………

ونواصل الأسبوع القادم  تقديم  الفصل الخامس: “الطبنفسى التطورى”

 ــــــــــــــــــــــــــــــــ

 [1] – يحيى الرخاوى: (2019)  الطب النفسى: بين الأيديولوجيا والتطور، الناشر: جمعية الطب النفسى التطورى – القاهرة.

[2] –  بل ويساعد أحيانا المريض أن يمارس العلاقة بجدية واقعية حين يدفع مقابل الخدمة، فيضطر أن يكون أكثر تعاونا وحرصا على الوقت وعلى التقدم نحو الشفاء.

[3] – Life is short, art is ling

[4] – Quantum Sciences

[5]  –  التطمينى/الترييحى

[6] – وهذا بعض ما يروج له الطب النفسى الترجمى.

[7]- مستويات الصحة النفسية على مسار التطور الفرضى.

– يحيى الرخاوى: (“مستويات الصحة النفسية” من مأزق الحيرة إلى ولادة الفكرة) منشورات جمعية الطبنفسى التطورى  الطبعة الأولى 2017  .

[8]- المواجدة هى الكلمة التى اقترحها الابن د. إيهاب الخراط ترجمة لكلمة Empathy وتميزاً لها عن كلمة Sympathy التى تعنى الشفقة وليس بالضرورة التقمص والمشاركة اللتين يمزان “المواجدة”

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *