الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطفات من سلسلة “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” الكتاب الأول: “النظرية والفروض الأساسية” (24)

مقتطفات من سلسلة “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” الكتاب الأول: “النظرية والفروض الأساسية” (24)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 13-2-2022

السنة الخامسة عشر

العدد:  5279

مقتطفات من: “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” (1)

الكتاب الأول: “النظرية والفروض الأساسية” (24)  

مقدمة:

نواصل اليوم هذا النشر المتقطع من هذا الكتاب، لعله الأهم، أن تُقْرأ نشرة اليوم التى سنقدم فيها ما تيسر من الفصل السابع، كما أوصى بالبدء بقراءة نشرة أمس.

                      يحيى

الفصل السابع

جدل مستويات الوعى “التناص” Inter-textuality  (7)

……………

مقارنة بين التناص فى نقد النص الأدبى

 والتناص فى نقد النص البشرى

“التناص” فى نقد النص الأدبى

“التناص” فى نقد النص البشرى

1- كل نص هو تناص

1- كل نص بشرى هو تناص

(حيوى إنسانى مستعاد متجدد )

a هذه عبارة بالغة الدلالة ، وبغيرها قد لا نستوعب المدى الذى سمح لى بهذه المقارنة وهذا القياس

a هذه الحقيقة ناقشناها طول الوقت مع الحديث عن نظرية الاستعادة، لكن الجديد هنا والجدير بالمقارنة هو أن فى ذلك دعوة ضمنية لتأكيد الكثير من المقولات السابق تقديمها متفرقة ومتباعدة ، ومن ذلك :

bلا أحد يبدأ من الصفر مهما كان مبدعا، إذْ يستحيل أن يخرج إبداعٌ من فراغ منفصل عن ما قبله 

bإن الشخصية البشرية هى دائمة التكوّن = “فى اليتكون” Always  in the making

cلا ينطبق ذلك فقط بالنسبة للنص الأحدث وعلاقته بالنص الأقدم، بل يمتد إلى  أى مجال وأى خبرة ومع أى تفاعل مع كل مستويات الوعى بطبيعة حركية الإيقاع

c إن الإبداع العلاجى غير قاصر على الناتج “الإبداعى” وإنما يمتد ليشمل تجديد الحياة وإعادة تخليق الذات بنسب بالغة الضآلة لكنها مستمرة مع الإيقاعحيوى السليم

dهذه الفكرة أساسية وهى من ناحية تربط تاريخ الثقافة بل والحضارة بعضه ببعضه، ومن ناحية أخرى تجعل الإبداع كله إعادة صياغة مهما بلغت درجة أصالته،إن إعادة الصياغة من عمق بذاته هى كل الإبداع

d إن الشخص العادى مبدع طول الوقت طالما ينام ويصحو، ويدهش ويتغير  دون أن يدرك عظمة ودلالة  هذا التحول المستمر برغم ضآلته

e إن القبول بهذه الفكرة جدير بأن يسهم فى إعادة قبول فكرة توحيد أصل البشرية، وليس فقط أصل الإبداع

e إن دورات الاستعادة –الإبداع- ممتدة بامتداد الإيقاع الحيوى طول الوقت، فهى دائمة ومتجددة من حيث المبدأ

f هكذا تصبح القاعدة أن الأقرب إلى اصالة الإبداع والإسهام فى مسيرة التآلف البشرى، والتكافل الإنسانى، هو الأكثر استلهاما – دون شرط حضور وعى ظاهر

f إن ما يسهل قبول هذه الأفكار هو امتداد الوعى الفردى إلى الوعى الجمعى إلى الوعى الجماعى إلى الوعى الطبيعى إلى الوعى المطلق إلى الوعى المفتوح النهاية

g إن نقد النص الأدبى من منطلق الاهتمام بربطه بأصوله وجذوره (التناص) يدعم تواصل المسيرة النقدية الإبداعية بشكل أو بآخر

g إن التناص بين البشر من حيث أنه استعادة إبداعية لمراحل الحياة تطوريا هو سر نجاح العلاجات المرتبطة بحوارات مستويات الوعى، أكثر من العلاجات المتمركزة على تعليمات كلامية أو  تفسيرات وتأويلات رمزبة

2- النص الأدبى هو من إبداع مبدع (متميز عادة إن كان يستأهل النقد)، والنقد من منطلق التناص: هو محاولة الربط بين نص أقدم ونص أحدث بما يميز كل منهما على مستويات التناص المتصاعدة والمتكاثفة

2- النص البشرى هو من إبداع  بديع السماوات والأرض وبديع كل شئ، وبالتالى فنقد النص البشرى ليس له علاقة مباشرة مقارنة بين ما أبدع بديع السماوات والأرض، وبين فرص النص البشرى فى مواصلة إبداع نفسه، إذ كل ما عليه هو أن يحافظ على جوهر النص الأصلى وغايته إلى بديعه فى ظروف متغيرة وأزمان مختلفة، من خلال استعياب فرص دوام الإيقاعحيوى لتجديد النص بما خلق به لما خلق له، وفى العلاج يتم التناص بين نص مازال محتفظا بمعالم ما خلق به وما خلق له “وعى المعالج”  (المفروض يعنى) ونص تعطل أو انحرف أو تفكك أو تشوه “وعى المريض”، وتزيد المسئولية  على  النص الأول الذى لم يتشوه حيث أنه لا يستطيع أن يغير بحق إلا إذا تغير هو بحق إلى ما يمكن.

3- التناص فى الإبداع الأدبى هو ربط النص الأحدث، بنصِّ أقدم وهذا يحتاج إلى جهد موسوعى، وذائقة نقدية إبداعية، ليس فقط لرصد التشابه والتباين، وإنما أيضا لتقدير روعة التماثل دون تماثل.

3- التناص فى النص البشرى يقتصر على الحركية الجدلية الإبداعية بين نصَّين خالقهما واحد، لكن كل نص منهما قد آل إلى ما آل إليه بتحويرات وتغيرات متعددة بقدر حرص – أو عجز- وقدرة كل منهما أن يجتمعا عليه ويفترقا عليه، وهو تناص لا تصلح فيه المقارنة ولا تفيد، وإنما يتطلب إسهاما من النصين، ومن كل وعى مشارك آخر يمكن أن يسهم  في  سلامة الجدل وحركية النمو لكلا النصين نحو مزيد من الإبداع والتواصل

4- التناص يمتد إلى نصوص أخرى أقدم أيضا – معروفة ومجهولة

4- التناص يمتد إلى نصوص بشرية في التاريخ وفى الحياة العادية ويجمعهم ما يسمى الثقافة المشتركة، والوعى الجمعى، فالجماعي، إلى الوعى المطلق

5- النص (فالتناص) يعيد – بلا وعى ولا قصد ظاهر – إبداع من قبله ولابد (إن كان تناصا جيدا) أن  يتخلق مستقلا دون أن يفقد صلته بالنص السابق

5- النص البشرى هو كيان جديد متجدد  من واقع انتمائه إلى نصوص قبله، كما أنه يمتد إلى نصوص ما بعده عرضا وطولا دونً أن يفقد هويته أو يتنازل عن انفراديته

6- لا يستعمل بشكل مباشر  الوعى البينشخصى ولا الجمعى، لكنه يمارس النقد الإبداعى من خلال جدل حركية مستويات الابداع معا

6- التناص في العلاج يجري بين وعى ووعى، بل وفى العلاج الجمعى بين عدد من مستويات الوعى: بشكل تلقائى في الصحو أحيانا، وهو ينشط أكثر في حركية الإيقاعحيوى أثناء النوم، ويجرى ذلك عند كل الناس، وليس للمبدعين فقط

7- النقد إبداع ثان للنص الأول، ولا يقتصر الإبداع على إعادة تشكيل النص، بل يمتد إلى إعادة تشكيل الناقد إن صدق إبداعه

7- العلاج يتخلق من خلاله  بالضرورة وعى مشترك أولا هو الوعى البينشخصي ثم (أو من البدء) الوعى الجمعى وهو يمتد إلى إعادة تشكيل المشاركين 

8- الناقد يربط  بين النصين السابق واللاحق بوعى الإبداع  النقدي

8-  المعالج المبدع يربط تلقائيا بين كل ما وصله من خبرات سابقة، بالإضافة إلى تنشيط ليس مقصود بوعى ظاهر بمستويات وعيه، وبين تشكيلات المريض وتشكيلاته الخاصة بحركية تلقائية.

9-  الناقد يحتاج إلى ثقافة مكثفة ومهارة ابداعيه

9الناقد (المعالج) يحتاج إلى تدريب وإشراف ووقت ومتابعة

10- الله حاضر، محيط، مشارك (بكل لغات الابداع)

10-الله  جامع لكل حضور مستويات الوعى حول محور واحد وامتداداته، (اجتمعوا عليه وافترقوا عليه).

(ونكمل الأسبوع القادم) الشرح المسترسل دون جدولة

 

[1] – انتهيت من مراجعة أصول “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” وهو من ثلاث أبواب: وسوف نواصل النشر البطىء آملا في حوار، منشورات جمعية الطب النفسى التطورى (2022) (تحت الطبع)

 

 

النشرة السابقة 1النشرة التالية 1

2 تعليقان

  1. ولذلك اغبي انواع الحضور هو الحضور المتكلس مهما كان ظاهر نجاحاته لانه ضد ابجديات الحياة والايقاع الحيوي والتطور والدهشة وفتح آفاق التلقي من كل حدب .
    يحضرني هنا ما اختزل في هذه الفترة الزمنية التي يعيشها هذا الكائن الرائع الغبي الظالم الجاهل علي الناحيتين

    الناحية الاولي هي ظن احتكار الحق المطلق من ( الظاهر فقط ) وهو ما يشكل اغلب اصحاب الديانات عموما واي دين منهم بريء غالبا . بمعني ( اني علي الحق المطلق طالما اني مسلم او اي دين آخر .) والدين هو طريق لفتح كل الآفاق للمعرفة والحضور وليس لغلق الآفاق وادعاء نهاية التاريخ .

    وعلي الناحية الاخري اصحاب الكهنوت العلمي المادي العدمي وكأنهم أتوا كل شيء مع وضوح الآية المدهشة البسيطة جدا تقول لهم “” انك ميت وانهم ميتون “”.

    يكتبون نهاية التاريخ ( لا ادري اي تاريخ وتاريخ من وبامارة ايه ؟؟ ). الله يجازيهم .

    يحاول ان يتنفس اقل القليل من البشر وسط هذه الجبال المتكلسة .

    واجرؤ ان اقول مثل ما قال سيدنا نوح لابنه وهو يأوي الي الجبل الذي ظن انه سيعصمه من الماء أ ن “” لا عاصم اليوم من امر الله الا من رحم “””.

    وقد تكون هذه الرؤية هي تأويل آية “” ثلة من الاولين وقليل من الآخرين “”.
    ربنا يرحم كل من تجوز عليه الرحمة . وهو ارحم الراحمين.

    • أنا آسف يا محمد يا ابنى
      يبدو أنه لم يصلك ما أردت بيانه
      ويمكنك – برغم ذلك– استكمال ما قرأت بالرجوع إلى النشرات التي أنشرها يوميا، فكم كتبت ونشرت عن هذا الموضوع
      وقد عزفت عن أن أوصيك بالرجوع إلى كل نشرات قراءة النص البشرى:
      نشرة 26-12-2007 “قراءة النص: بين التفسير والاستلهام”، نشرة: 1/1/2008، “المنتدى” والنص البشرى: من منظور تطورى ، نشرة 13-7-2010 ظاهرة التناص بين البشر (1)، نشرة 20-7-2010 ظاهرة التناص بين البشر (2) ، نشرة: 3-8-2010 حالات وأحوال الفرق بين تقدير المسئولية، وقراءة النص البشرى نشرة 20-7-2010 ظاهرة التناص بين البشر (2) ، نشرة 9-4-2016 حركية “التناصّ”: آلية الإبداع النقدى فى العلاج ، نشرة10-4-2016حركية “التناصّ”: آلية الإبداع النقدى فى العلاج(2) ، نشرة: 2-4-2016 قراءة النص البشرى من مدخل الإيقاعحيوى التطورى ، نشرة: 2-4-2016 الطبنفسى الإيقاعحيوى (27) Biorhythmic Psychiatry قراءة النص البشرى من مدخل الإيقاعحيوى التطورى (1) ، نشرة: 3 -4-2016 الطبنفسى الإيقاعحيوى (28) Biorhythmic Psychiatry قراءة النص البشرى من مدخل الإيقاعحيوى التطورى (2) ، نشرة: 5-2-2022 الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى “النظرية والفروض الأساسية”(21)
      يحيى الرخاوى: كتاب “تبادل الأقنعة”، دراسة في سيكولوجية النقد، قصور الثقافة، 2007
      – يحيى الرخاوى: كتاب “فقه العلاقات البشرية” (4) (عبر ديوان “أغوار النفس”) قراءة فى نقد النص البشرى للمعالج، منشورات جمعية الطب النفسى التطورى، 2018
      – يحيى الرخاوى: كتاب “فقه العلاقات البشرية” (3) (عبر ديوان “أغوار النفس”) قراءة فى عيون الناس، منشورات جمعية الطب النفسى التطورى، 2018
      – يحيى الرخاوى: كتاب “قراءة فى مستويات وجدل الوعى البشرى من خلال النقد الأدبى”، منشورات جمعية الطب النفسى التطورى، 2019
      – يحيى الرخاوى: كتاب “صراع الوحدة وجدل العلاقات البشرية” (يقين العطش)، منشورات جمعية الطب النفسى ، 2019
      – يحيى الرخاوى: كتاب “تزييف الوعى البشرى، وإنذارات الانقراض بعض فكر يحيى الرخاوى”، منشورات جمعية الطب النفسى التطورى، 2019، روزر اليوسف، الوحدة والتعدد في الكيان البشرى، أنا واحد ولا كتير، 6-1-2006،
      وكل نشرات نقد النص البشرى:
      مثلا: أخبار الأدب 2013 نقد النص البشرى، نشرة: 21-7-2014 “نقد النص البشرى”، ونشرة: 5-7-2015 “قراءة” النص البشرى، قبل “نقده”، ونشرة: 4-4-2016 “نقد النص البشرى: إبداعٌ خالصٌ”، وكتابى: عن طبيعة الحلم والإبداع “أحلام فترة النقاهة” نجيب محفوظ) دار الشروق 2006
      اللقاء العلمى أ.د.يحيى الرخاوى الطب النفسى: فن “نقد النص البشرى” إبداعا، 5 أكتوبر 2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *