الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطفات من: “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” الكتاب الثانى: “المقابلة الكلينيكية: بحث علمى بمهارة فنية” (32) الفصل الثامن: الأبعاد وفن حركية التصنيف (3)

مقتطفات من: “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” الكتاب الثانى: “المقابلة الكلينيكية: بحث علمى بمهارة فنية” (32) الفصل الثامن: الأبعاد وفن حركية التصنيف (3)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 26-6-2022

السنة الخامسة عشر

العدد: 5412

مقتطفات من: “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى”([1])

الكتاب الثانى: المقابلة الكلينيكية: بحث علمى بمهارة فنية” (32)

استهلال:

نواصل اليوم هذا النشر المتقطع من هذا الكتاب وآمل أن تُقْرأ نشرة أمس  قبل متابعة نشرة اليوم التي سنقدم فيها ما تيسر من الفصل الثامن.

          يحيى

الفصل الثامن

“الأبعاد” وفن حركية التصنيف (3)

………………..

………………..

البعد الثالث:

“إيقاعى (دورى) نابض  <==> غير إيقاعى غير نابض (دورى)

ويمكن التعرف على أبعاده كما يلى:

أ- الايقاعى النابض:

ويُرصد هذا البعد أيضا من خلال التدقيق فى نوع ومآل النوبات السابقة إذْ لا تترك اندمالا ثابتا، وأيضا نرصد نتيجة الأزمات التى لم تصل إلى نوبة (أزمات نمو أو أية أزمات دورية متكررة)، وقد تكون متكررة بشكل دورى في شكل نكسات معاودة،

وقد يساعد في تشخيص هذا البعد فحص تاريخ العائلة أيضا بحثا عن وجود سلوكيات دورية متواترة حتى لو لم تصل إلى درجة المرض، وأيضا قد تشير السمات الشخصية قبل المرض إلى تواتر الظاهرة الدورية فى الأداء اليومى أو النشاط العلاقاتى أو الإنتاج الإبداعى! حتى لو هى مظاهر غير مرضية، وهذا البعد يتوازى مع البعد النشط  دون المستتب وأيضا هو أقرب إلى البعد الوجدانى دون غير الوجدانى.

ب- غير النابض:

نفتقد هنا فى تاريخ العائلة أية دورات نبض، لكن قد ترصد بعض السمات الدالة على الخمود مثل دوام الهشاشة، أو اضطراد التدهور، كما هو الحال فى معظم أنواع اضطرابات الشخصية، وعادة ما يكون تاريخ العائلة سلبياً فيما يتعلق بالنوابية، ولكن يمكن أن يكون إيجابيًا لأى نوع من الأمراض المزمنة أو اضطراب الشخصية، إن وجدت، وقد تحدث الاستجابة للأدوية بشكل سطحى أو على حساب الحيوية والنمو.

 البعد الرابع:

 ذهانى  <=> غير ذهانى

لا ينبغى أن تكون المواصفات الذهانية وغير الذهانية مرتبطة فقط بوجود أو عدم وجود الضلالات والهلاوس، وإنما يمكن رصد هذا البعد كما يلى:

أ- الذهانى:

 يتميز هذا البعد بتواصل الانسحاب من الواقع وتشويهه، وكذلك في شدة الاختلاف عن المحيطين لدرجة العكس أو التصادم الخطر، ويمكن أن يحافظ المريض أحيانا على القدرة على التكيف واستمرار التواصل على مستوى أدنى بشكل متقطع متكرر لكن متمادى في السلبية سواء كان مستوى نكوصى اعتمادى، أو مستوى انسحاب من الواقع بكل مستوياته وذلك برغم وجود بعض الأعراض الجسيمة.

ب- غير الذهانى:

هنا يواصل المريض حياته بشكل أو بآخر: برغم وجود أعراض جسيمة (كالضلالات أو الهلاوس المتقطعة) لكنها غير معطـِّلة ولا مشوِّهة.

إن استخدام مثل هذا البعد بشكل مستقل عن التسمية السريرية (المستوى الأول)، سيسمح بمزيد من إدراج المتلازمات التى لا يُعرف أنها ذهانية مثل “الذهان الوسواسي” أو “الذهان الانشقاقى” (الرخاوى، 1989)([2]) فى مستوى الذهان بما يسهم في تسحين نوع العلاج والتأهيل عادة.

كذلك إن إضافة هذه الصفة غير المألوفة للتشخيص التقليدي قد يفيد في تحديد نوع التأهيل والتكهن بمسار المرض ومثال ذلك فإن تشخيص: “الفصام غير الذهانى” يمكن أن يصف الأنواع (البادئة) أو المتبقية الخفيفة من الفصام!!

وعلى الجانب الآخر فإنه يمكن وصف زملات عصابية أو اضطراب شخصية بالذهانية، مثل أن يوصف الوسواس القهرى بالذهانى إذا ما أعاق نشاط سائر أو كل الوظائف الحياتية للمريض حتى العجز الجسيم عن الحياة لسنوات عديدة لا يبدو لها نهاية، وذلك حتى دون أن يحتوى الفكر معتقدات ضلالية صريحة.

البعد الخامس:

 (التنظيمى الغائى  <=> عشوائى (كيفما اتفق)

ثم‏ ‏يأتى ‏هذا‏ البعد الخامس وهو ‏بعد‏ ‏صعب الرصد‏ ‏أكثر، وهو يحتاج إلى مهارة فنية وحدْس خبراتى، لرصده ووصفه بنوعيه:

 ‏ أ- العشوائى:

في هذا البعد تتميز ‏الاضطرابات‏ التي ترصد فيه باالتفكيكية‏ ‏العشوائية، وفرط التفسخ، وشذوذ التناثر، وتسارع التنقل بين الأعراض .

ب الغائى:

وهو الذى يبدو هادفا يغرى الفاحص أن يستمع إلى ما تقوله الأعراض وتهدف إليه وكأنه يوصل بالأعراض رسالة متماسكة رغم شذوذوها وشطحها، وبغض النظر عن شدة الأعراض الذهانية الصريحة.

تجميع الأبعاد

– I البعد الأول: نشط <=> مستتب

Active Versus <==> Established Dimensions

مستتب

نشط

*  الحالة مستقرة بعد همود النشاط البيولوجى البادئ، إن وجد، وقد لا تمر بمرحلة النشاط أصلا، ثم يستمر الاستتباب لفترة طويلة بشكل سلبى فى النهاية.

*  حالة الحركية النشطة المتغيره عادة ما تكون قصيرة أو معتدلة (لكنها يمكن أن تمتد إلى سنوات فى جميع التشخيصات باستثناء الحالات الحادة)

* يحتاج العلاج إلى ملاحقِة بالتنشيط والذبذبة المحسوبة فى التداوى مع العلاقة والمواكبة سعيا إلى أن يتحول إلى ما هو أقرب للنوع النشط، ويعامل حينئذ معاملة البعد النشطٍ.

*  وهى تحتاج إلى المبادرة بالعلاج بتدخل نشط. (حتى لا ينتقل المرض إلى الجانب الثابت المستتب عن طريق الإهمال أو فرط الدواء المستمر الثابت أو المتزايد)، حتى لو يكن ذلكن دليلا على الشفاء.

*  يستجيب المريض بشكل ضعيف بالتداوى المستمر وحده، الأمر الذى قد يزيد من تمادى المآل السلبى لو استمرت حالة الهمود أو تزايدت باضطراد برغم – أو بسبب- فرط التداوى.

* يستجيب المريض بالنسبة للأعراض عادة  للأدوية الكيميائية الفعالة المناسبة

 II  –البعد الثانى: وجدانى <=> لا وجدانى

Wijdanic versus<==> Non-Wigdanic

وجدانى

·   الوعى ممتلئ نشط

·   الأعراض  متنوعة متبادلة

·   الاحتفاظ بالقدرة على الدهشة، أو زيادتها

·   المزاج متماوج (أو متقلب)

·   المسافة متغيرة مع الموضوع

·    تغير ترتيب تركيب مستويات الوعى مع العلاج

·   مرونة التعامل نسبيا

·   الألفاظ تحتفظ بدلالاتها المألوفة

·   البصيرة موجودة جزئيا

·   احتمال دورى للمسار

لا وجدانى

·   حضور حاد ومفزع، أو خامد  فارغ

·   الأعراض فاترة، برغم حدتها المفاجئة أحيانا!

·   إنكار أو محو أو رفض أية خبرة جديدة

·   برودة التعامل والحضور المستقر

·   ثبات المسافة ومقاومة العلاقة بأى موضوع

·   استقرار التركيب حتى لو تغير السطح

·   نمطية الاستجابة وتكرارها

·   الألفاظ مفرغة من نبضها

·   بصيرة غائبة عادة

·   مسار متدهور أو متفتر

 

III– البعد الثالث:  إيقاعى (دورى) نابض <=> غير إيقاعى غير نابض (دورى)

Pulsating versus<==> Non-pulsating

إيقاعى نابض (دورى)

·    يشارك مع الجماعة

غير إيقاعى غير نابض (دورى)

·     أقل اندماجا مع ما ومن حوله

·         تاريخ عائلى ايجابى لزملات أو سمات دورية (أو دورات نشاط، أو إبداع)

·     قد يوجد تاريخ عائلى لاضطراب الشخصية أو أى اضطراب مزمن “مستتب”

·         إفاقة كاملة عادة بدون بقايا

·     الإفاقة منه غير كاملة تترك ندوباً في الشخصية

·         الدورات ذاتية النهاية محدد المدة عادة

·     متمادى المسار عادة، ولو ببطء نحو التدهور

·         يستجيب للعلاج عادة

·     يستجيب بسطحية للعلاج أو لا يستجيب إطلاقا

·    متكرر/معاوِدْ

·قد تتمادى النوبة إلى تشكيلات سلبية أخطر وأكبر

 IV البعد الرابع:‏  ذهانى <=> غير ذهاني

Non-Psychotic   <=> Psychotic

غير ذهانى

                       ذهانى

* الشخصية متماسكة ولو على مستوى أدنى

* تفسخ فى الشخصية

* مازال مرتبطا بالواقع بدرجةٍ ما

* ينفصل عن الواقع أو يشوهه

* الخطورة قليلة أو متجهة أكثر نحو الذات

* نوبات خطر جسيم على النفس  و/أو على الغير

* الضلالات والهلاوس غائبة عادة

* الهلاوس والضلالات إن وجدت معيقة أو معطلة

* الأداء اليومى يجرى بصعوبة لكنه مستمر على مستوى أدنى

* الأداء اليومى خامل أو انفجارى أحيانا

* التدهور خفيف أو غير ظاهر

* تدهور متماد فى الوظائف وسلوك نكوصى

* يواصل استعمال ميكانزمات دفاعية متنوعة بدرجات مختلفة

* استعماله للدفاعات شاذ وغير متوقع

 

V – البعد الخامس: التنظيمى الغائى  <=> عشوائى (كيفما أتفق)

Teleological<=> Chaotic

التنظيمى

·     يجرى إعادة تنظيم الشخصية ديناميًا وغائيًا ولكن لخدمة أهداف مرضية

العشوائى

·   الشخصية مفككة أو متناثرة كيفما اتفق

·   توجـُّه واضح بالأعراض وتوظيف النشاطات المرضية لخدمة لغة وأغراض المرض

·   الوعى الكمى المضطرب (فى مجموعِهِ متنوع، متذبذب، متنقل، متباعد)

·   يمكن من خلال “التناص” قراءة ما يريد أن يقوله المريض لنفسه، أو لنا بمرضه وبأعراضه

·   قد تتعدد الغائية في أكثر من اتجاه،

ولا يمكن قراءة ما يريد أو استنتاجه

·   وعى سليم نسبيا، أو يمكن فهم توجهه لخدمه أغراض المرض.

·   التمادى في البعد عن الواقع.

·   يتأخر العجز بشكل رئيسى إلا إذا تمادى إلى التعامل العلاجى  المقتصر على التسكين وإزالة الأعراض الظاهرة الشديدة والمبالغة في استعمال النيورولبتات طول الوقت أو حتى طول العمر.

·   يمكن أن ينتهى المسار إلى عجز دائم بسبب تشويش دائم وانحراف سلبى متمادٍ لمسيرة النمو.

·   وعى متسق في ذاته لخدمة أغراض المرض.

·   الوعى متخثر مشتت بعيد عن الواقع

 ………………..

………………..

 (ونواصل الأسبوع القادم)

__________________________________

[1] – انتهيت من مراجعة أصول “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” وهو من ثلاث كتب: وسوف نواصل النشر البطىء آملا في حوار، وهو (تحت الطبع) ورقيا، إلكترونيا حاليا بالموقع: www.rakhawy.net وهذه النشرة هي استمرار لما نشر من الكتاب الثانى: “المقابلة الكلينيكية: بحث علمىّ بمهارة فنية”.

[2] – six function psychoses Psychotic/Non-Psychotic Dimension ‏ (& Six Psychoses worth considered as independent categories)

Rakhawy,Y.(1979) Study in Psychopathology.(The secret of the Game) Cairo: Dar El Ghad  (In Arabic)

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *