الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مداخلات مضيئة، تتجاوز الحوار (مع د. جمال التركى)

مداخلات مضيئة، تتجاوز الحوار (مع د. جمال التركى)

“نشرة” الإنسان والتطور

3-2-2008

العدد: 156

مداخلات مضيئة، تتجاوز الحوار

(مع د. جمال التركى)

مقدمة:

أؤمن بالقدر، لأننى أؤمن بالغيب، لأننى أؤمن بالسعى، لأننى أومن بالكدح إليه كدحاً، لعلنا نلاقيه.

“كلّ القلم ما اتقصف يطلعله سِنّ جديدْ

وايش تعمل الكلمهْ يَابَا والقدر مواعيدْ

خَلق القَلَمْ مالعدَمْ أوراق وِمَلاَها

وانْ كانْ عاجبْنِى وجَبْ، ولاّ أتنّى بعيدْ”

الذى يجرى اليوم فى الموقع أو فى النشرة اليومية أعتبره تصديقاً لهذا الشعر الذى صدّرت به ديوانى “أغوار النفس”

 القدر – ياجمال- مواعيد (!) هو الذى جعلنا نلتقى، فى القاهرة، ثم فى صفاقس، ثم فى القاهرة فالقاهرة فالقاهرة

لا أعرف كيف يجد الإبن جمال وقتا، وسط كل مسؤلياته، ليقرأ ما أكتب يومياً هكذا، وأنا هنا أرجو من أقرب الأقربين أن يقول لى رأيه حتى أصحح نفسى أو أهذب لفظى أو أتمادى فيما أفعل، بلا طائل، لذلك كان عطاؤه هذا طيبا ومثيرا لهذا التساؤل: كيف يتابع هذا الإبن البعيد القريب، ويرد ويعقب هكذا بكل هذه العناية والجدية؟

****

هى إضافة وتوضيح، أكثر منها تساؤلات مثيرة لحوار.

فقررت أن أفرد لها يوما بعيدا عن حوار/ بريد الجمعة وسيكون دورى مختلفا عن دورى فى الحوار، وأتصور أنه سوف يقتصرعلى مايلى:

أولاً: أن أشير إلى اليومية التى يعقب عليها أو ينقدها أو يضيف إليها جمال بما هو رابط link حتى يرجع من لم يكن قد قرأها للأصل فى الموقع الخاص بى

ثانياً: لن يكون هناك تعليق منى حين تكون المداخلة إضافة وتوضيحا لما كتبت

ثالثاً: قد أعقب تعقيبا قصيراً، ما أمكن ذلك، على ما لا أتفق معه فيه، أو ما أراه يحتاج إيضاحاً ما.

رابعاً: قد أشير إلى بعض رأيى إذا كان قد سبق إنزاله بالموقع فى مكان غير اليومية، مع “رابط”  “link” توضيحا لما أريد الرد به على جمال ، وأيضا لمن يريد الإطلاع عليه ممن يتابعنا.

خامساًًً: سوف أعلن التزامى بالعودة إلى ما يصلنى من اقتراحات، أو يثار عندى من التزام حول نقطة محددة أو موضوع مثار، يحتاج إلى مثل ذلك.

(ملحوظة: كنت عادة أحرص أن أحذف العبارات التى تنفخ فى دورى أو فى شخصى خجلاً وحرجاً، ولكننى لن أفعل ذلك هذه المرة التزاما بما تقدم من تجنب الحذف أصلا، لكن رجائى أن يخفف الراسل من مثل ذلك، لأن مجرد عنايتهُ وجديته هى خير تشجيع لى، وهى أفضل من كل مديح. شكراً)

والآن إلى مداخلات الإبن د. جمال التركى.

المقتطف:

“… وأورد‏ ‏الآن‏ ‏تحديدا ‏بعض‏ ‏المواصفات‏ ‏الواجب توافرها (أو المأمول توافرها) ‏ ‏فى ‏الممارس‏ ‏الإكلينيكى ‏إذا‏ ‏ما أردنا‏ ‏الاعتماد‏ ‏على ‏حكمه‏ ‏التلقائى ‏كأداة‏ ‏تسجيل‏ ‏ذات‏ ‏كفاءة‏ ‏مقبولة‏…”

 الممارسة الاكلينيكية: بحث علمى 8-1-2008

د. جمال التركى

هام جدا تحديد المواصفات المأمول توفرها فى الممارس الاكلينيكى (مختص علم النفس والطبنفسى) خاصة مع تخرج عديد من الأطباء النفسانيين “المبرمجين” للوصف الدوائى دون أية مقاربات نفسمرضية، إلى حد أنا شهدنا “المعايدة الإلكترونية” (1) التى تتم بعرض مجموعة من الأسلئلة (المبرمجة سلفا) على المريض من خلال شاشة كمبيوتر، وبعد الإجابة عنها يتولى البرنامج معالجة المعلومات المدرجة وعرض التشخيص الطب النفسى الأكثر احتمالا، ثم اقتراح الأدوية المقترحة حسب تشخيصه، هنا لا يتعدى دور الطبيب النفسى إمضاء “الوصفة الالكترونية”، أو إدخال تعديلات على الوصفة إن رآى ما يستدعى ذلك، لقد وصل الأمر أن يعرض فى بعض العيادات على المريض الإختيار بين نوعين من الفحص: معايدة مساعدة بالكمبيوتر ومعايدة مباشرة مع الطبيب (أرفع تكاليف من المعتمدة بالكمبيوتر)(2)، وسعيا نحو مقاومة هذا الاتجاه سأعمل على تنزيل هذه المواصفات فى الشبكة وتوزيعها على الزملاء فى قائمة المراسلات.

المقتطف:

“… نبدأ بعرض مقتطفات من حالة نبين من خلالها خطورة التركيز على الشكل على حساب الجوهر، والتعامل مع الخارج دون الداخل، والاقتصار على النفخ فى جزء على حساب الكل مهما بدا بديعا فعلا، حتى يطغى على الكيان فيلغيه وتفشل عملية تشكيل الذات تكاملا..”

الاصل وصورة  9-1-2008

د. جمال التركى

أتفق معكم لما لخطورة التركيز على الشكل على حساب الجوهر فى عملية تشكيل الذات المتكامل إلى درجة الاضطراب التفككى أحيانا، شأن هذه الحالة. ولكن هذا يتطلب أرضية مهيأة. لذا من الأهمية عدم اغفال السوابق النفسعائلية، إنّ المرض النفسى (كما لا يخفى عليكم) لا تحدده العوامل الخارجية فقط إنما تفاعلها مع أرضية مهيئة (عوامل بيئية، أسرية، اجتماعية، إلخ …)  إن العوامل الخارجية لوحدها (مهما كانت وطأتها) دون أرضية مهيئة، ليست بكافية لظهور الاضطراب التفككى (الذهاني) ومن هنا فإن الرعاية العلاجنفسية غير كافية بمفردها دون العلاج الدوائى للتحكم فى حدة الأعراض التفككية والهذيانية

إن العوامل الخارجية لوحدها ( مهما كانت وطأتها ) دون أرضية مهيئة، ليست بكافية لظهور الاضطراب التفككى (الذهانى) ومن هنا فإن الرعاية العلاجنفسية غير كافية بمفردها دون العلاج الدوائى للتحكم فى حدة الأعراض التفككية والهذيانية .

د. يحيى:

أوافقك من حيث المبدأ، وأنصح بالرجوع إلى الموقع “التكامل بين استعمال العقاقير والعلاج النفسى (3) حيث نعْطى العقاقير بطريقة خاصة، تأخذ فى الاعتبار مسار العلاج، ويظهر فيها التناسب العكسى بين جرعة الدواء، فى مقابل إفراغ الطاقة فى العمل، وفى العلاقة بالموضوع ذى المعنى…. إلخ.

المقتطف:

“…وتصورت أن غيابه فى الحمام مؤامرة، فهى العصابة، وهو الغياب، وهو النداء بلا طائل، وهو المساء الظلام، وهى المسئولية على الجميع بدءا بغياب صاحب الشأن عن شقته، وإهماله لها، امتدادا إلى الظلام، تحت مظلة الفساد التآمري، واختفاء المعلم الرئيس…”

 الحلم (24)  10-1-2008

د. جمال التركى

هل من حق الراوى أن ينحى هذا المذهب… هل من حقه أن يتصور (إنه مجرد تصور وليس يقين) أن غياب القائد فى مهمة ما… “مؤامرة”، لماذا هذا “الفكر التآمري” الذى يسيطر دوما علينا، لماذا نعزوا كل بلوانا ومشاكلنا إلى الآخر المتآمر، لماذا نسيء الظن بالحاكم، إلى متى نعلق مصائبنا على شماعة “الفكر التآمري”، ألا تتماس هذه النزعة التآمرية مع التأويل الهذياني، مع الشخصية الهذائية (الفصامية)، ربما كان البعض من هذا صحيح، لكنها السذاجة بعينها والسطحية والغباوة إن سلمنا بظاهر القول (خاصة فى السياسة)، لقد انتهى زمن الحاكم الطيب،الحنون، الراعي، الذى يفدى رعيته بنفسه وأهله. لذا كان من الطبيعى أن ينتهى أيضا زمن الشعب الطيب، المسالم، الذى يعتقد الخير دوما فى قائده، إن نزعة “الفكر التآمري” تصبح أحيانا مطلوبة وضرورية فى مثل هذا الزمن دون أن تدخل فى إطار التأويل الهذياني، إنما ضمن إطار الوعى السياسى  للتمكن من فك شفرة “الخبر السياسي” وقراءة المستور وما حفى منه،إن الاكتفاء بما تحمله “المعلومة السياسية” من معنى ظاهر أعده قصورا فى الفهم  وسذاجة فى السياسة فى زمن لا مكان فيه للسذج والأغبياء

د. يحيى:

لاحظ يا جمال أن الإبداع إبداع، ومن حق الراوى الذى خلقه المبدع أن يفعل أى شئ، كما أن النقد هو إعادة إبداع لما وصل الناقد، ولا يجوز فى هذا أو ذاك القول أو التساؤل: “… هل من حق الراوى…الخ”!!

أنا مازلت مترددا فى مواصلة نقد أحلام فترة النقاهة، لأنها أحيانا ما تُقرأ هكذا – على أنها “آراء”، أو على أنها أحلام وليست تشكيلا إبداعيا إنشاءً ونقدًا، لا أوافقك أصلا على هذا التعليق برغم سلامة محتواه لو كان مقالا ينقد مقالا.

 آسف

المقتطف:

“…الأغنية القديمة التى كنا نغنيها أطفالا حين نقسم أنفسنا إلى فريقين للعب أو التنافس فى أى مجال كانت تقول “يا احنا يا هما يا كوم الريش، هما يموتوا، واحنا نعيش..”

 طقوس السبوع وجدلية الانفصال/ الاتصال 22-1-2008

د. جمال التركى

إن سيطرة مثل هذا التفكير علينا أدى إلى تضخم مَرَضِى للذات، وتهميش الآخر وعدم الاعتراف به حتى أننا لم نعد ندرك أن وجود الآخر المختلف فى وعيى، واعترافى به، هو تأكيد لذاتى وإثراء لها. وأنه بقدر ما أفسح المجال للآخر (فى وعيى) وبقدر تفاعلى السليم معه، بقدر ما يساهم هذا بشكل كبير فى صقل شخصيتى وتمحيص فكرى، إنه بقدر ما تضيق مساحة الآخر فى وعيى بقدر ما تضيق دائرة حركتى إلى درجة أصبح فيها متقوقعا حول ذاتى، أدور حول نفسى فلا أرى سوى ذاتى/ المشابه لذاتى وهكذا أحكم طوق العزلة حولى (غريبا عن العالم)

وعندها تتحول الأغنية إلى ضدها “هما يعيشوا  واحنا نموت”

عندما أدرك أن إلغاء الآخر (المختلف) من وعيى هو إلغاء لذاتى وموت لها، وأن إدراكى لهذه الحقيقة هى “حياة لى” فأعيش والآخر فى وعيى (يثرينى) كما يعيش الآخر وأنا فى وعيه إثراء له عندها تتحول الأغنية “إحنا وهما وغير ده مافيش” هما يعيشوا واحنا نعيش”

المقتطف:

“…إن المطلوب الآن ليس محاولات التوفيق بين الماضى والحاضر، أو بين الشرق والغرب، وإنما المطلوب هو محاولة التساؤل المبدئى عن جوهر ما هو نحن، وإلى أين” هل عندنا ما نضيفه..”

نوعان من التواجد البشرى 16-1-2008

د. جمال التركى

إسمح لى أن أقرأها كالآتى “إن المطلوب اليوم تنقية الماضى وغربلته .. على أن يبقى الماضى “ماض” نستمد منه ما ينفع حاضرنا ويثرى مستقلبنا، “ماض” فعلا فلا نعمل لإسقاطه على حاضرناً، ولا نتبناه لمستقبلنا (إنه إثراء لهما) .

عندما سعينا ردحا من الزمن خلاف هذا كان السقوط المروع والرهيب، كان التخلف المفجع .. فلا أصبح حاضرنا نسخة من ماضينا، ولا مستقبلنا مستقبلا حيا متفاعلا مع الزمان والمكان، إنه مستقبل جامد مشوه لا حياة فيه.

المقتطف:

“..إن المطلوب الآن ليس محاولات توفيق بين الشرق والغرب..”

نوعان من التواجد البشرى 16-1-2008

د. جمال التركى

أقرأها “المطلوب اليوم أن يكون إنسان الشرق والغرب “إنسانا”،

 قد نختلف فى عاداتنا أو ملبسنا، فى تفكيرنا الدنيوى وفى أكثر من هذا، “ولذلك خلقهم” ولكن لاحق لنا أن نختلف فى جوهر ما هو نحن وإلى أين نمضى مادام الأصل واحدا، والمصير واحدا، والخالق واحدا .

المقتطف:

“..تبدأ المواجهة بأن يتحمل كل واحد مسئولية حمل أمانة الدين الذى ولد به، والذى ليس له فضل اختياره، حتى لو أعاد النظر، فسيظل منغرسا فى خلاياه..”

من كلِّ صوبٍ وحدبْ، من كل دينٍ ودربْ  19-1-2008

د. جمال التركى

أفضل قراءتها ” تبدأ المواجهة بأن يتحمل كل واحد مسئولية حمل أمانة الدين الذى ولد به (ليس له فضل اختياره) أو الذى اعتنقه لاحقا واستقر فى وجدانه ( له شجاعة الاختيار).. ثم إن من حق من أعاد النظر تحمل مسئولية أمانة اختياره حتى وإن كان الدين الذى ولد عليه منغرسا فى خلاياه، أليس الإنسان مسئولا عن اختياره “الواعي” وليس عن المنغرس “اللاواعي” والذى انغرس فيه دون إذن منه.

المقتطف:

“…والعمر أقصر من أن يغرينا بالبداية مع رحلة البشرية حتى نتبين كيف وُلْدنا هكذا هنا، الآن، ثم يسمح لنا بإعادة النظر!..”

د. جمال التركى

أتفق معك أن العمر قصير، ولكن قد نختلف فى أنه بالإمكان أن يسمح للبعض (الصفوة، العلماء، الجادون الكادحون) إعادة النظر فيما وصلهم، فيما ولدوا به… فيما انغرس فى خلاياهم (جارودى وغيره..)

د. يحيى:

وماذا عن عامة الناس يا جمال؟ وماذا عن تكفير بعضنا لجارودى نفسه؟ بعد إسلامه؟ وماذا عن استعمالنا إسلام جارودى (الذى لم نفهمه حق فهمه) للدعاية والتسطيح؟

 الله سبحانه أرحم بعباده وأعدل من كل تصور بشرى محدود

 دعنا ندعو بالرحمة للجميع.

المقتطف:

المصارحة التى تبدأ بأن أعلنك عن موقعى، ودينى، وملتى، وحتى احتمال تعصبى الذى أعرفه والذى لا أعرفه، وأن تفعل مثلى، بنفس الشجاعة والوضوح..”

من كلِّ صوبٍ وحدبْ، من كل دينٍ ودربْ  19-1-2008

د. جمال التركى

وصلنى أن المصارحة لا تعنى رفع راية “إعلان الانتماء” بوسائل العصر المتاحة، لكنها تفاعل مستمر فى الزمان و المكان مع معتقدي، فيكون سلوكي/ فكري/ وجداني/ ترجمان هذا الإعلان، يقرأ فيه الآخر موضعى/ دينى/ ملَّتى/ احتمال تعصبى… وأقرأ فى تفاعله مع معتقده ما يقرأه في…  ذلك أنى خبرت فى تجربتى العلاجية أن “الإعلان الصريح” (رفع راية إعلان الانتماء عاليا)  عن المعتقد قد يكون أحيانا بلسما نرجسيا لرأب صدع ذات منجرحة دون أن يوجد أصلا أى تفاعل مع المعتقد، أحيانا لا يعد أن يكون ديكورا للشخصية.

د. يحيى:

يا جمال يا جمال، رفع راية إعلان الانتماء شئ، وأَنْ أتعَرف عليك كاملا وأنت على غير دينى بمحض إرادتك وطيب طمأنينتك شئ آخر، لا يجوز أن أخفى دينى عليك مراعاة لشعورك، ولا أنت تفعل ذلك. الدين يا جمال أى دين، ليس هو ما حاك فى القلب وخشيت أن يطلع عليه الناس!! دعنا نتصارح حتى النخاع لنعرف مدى جديتنا فى التعايش معاً، أعلم أنها مسألة صعبة، لكننى أتصور أنها هى الشرف بعينه.

المقتطف:

“… إن المصارحة حتى النخاع سوف تجعلك، وتجعل شريكك على الجانب الآخر، أكثر وعيا بظاهر وباطن كيف تتعاملان معا..”

من كلِّ صوبٍ وحدبْ، من كل دينٍ ودربْ  19-1-2008

د. جمال التركى

يتطلب هذا شخصية متماسكة واعية ومسئولية لا تهتز لأبسط نقد لمعتقد ما، ومن هنا وجب أن يتحول “المعتقد الذى ولد به”، فى مرحلة من مراحل العمر (مرحلة النضح الفكرى) اختيارا فكريا واعيا، حتى يستطيع أن يثبت ولا يهتز مهما اشتدت عاصفة التجريج (المعلن والمخفى) تجاه معتقده.

د. يحيى:

دعنا نأمل فى صلابة أكثر سنة 2008 لنحترم بعضنا البعض كما يليق بثقتنا ببشريتنا وعدل الله فى نفس الوقت.

المقتطف:

“… إن اعتقادك الداخلى جدا (والخارجى طبعا) أن عقله لن يكون أهلا للاحترام الحقيقى إلا إذا اعتنق دينك، هو إثبات أنك لا تحترم عقله أصلا، لأنه لم يرق إلى جودة عقلك فاعتنق دينك (مع أنك شخصيا لم تعتنق دينك إلا بمولدك)..”

من كلِّ صوبٍ وحدبْ، من كل دينٍ ودربْ  19-1-2008

د. جمال التركى

المشكلة الأساسية أن الجميع يقر احترام معتقد المختلف: قيمته وثقافته ويكون هذا الاعتقاد/ الموقف خارجيا (فى أغلب الأحيان) رغبة فى الظهور بمظهر الإنسان المتحضر/ المنفتح على الآخر فكرا وعقيدة وسلوكا، ويصر أغلبهم أن هذا حقيقة اعتقادهم الداخلى، ولكن مواقفهم وسلوكياتهم تدل عكس هذا، والأمثلة أكثر من أن تحصى.

المقتطف:

“…دعونا نحاول أن نبحث معاً، فى كيفية أن يتوجه سهم كدحنا، ونشاط أدياننا، وسعى كدحنا، كلٌّ من موقعه نحو محورٍ مركزىٍّ مشترك، لا نعرف عنه التفاصيل لكنه هو الحق الماثل، مع أنه ليس كمثله شئ، لكننا يمكننا وبصدق أن نعرف اتجاه السهم إليه عبر الناس..”

د. جمال التركى

كنت رائعا فى هذا المتقطف، رُفِعَتْ الأقلاُم وجَفَّت الصحف.

المقتطف:

“…ماذا نفعل مع أولادنا لنمنع مثل ذلك (“أى ذلك” مما يعرض من مشاكل ومصائب الشباب) قلت له بسرعة: “نسمع، ونسمح، ونحتار معهم..”

الأسرة والثقافة والطب النفسى والإدمان (1) 21 – 1 -2008

د. جمال التركى

أضيف عليها “ولا نختار لهم” ليصبح “نسمع، ونسمح، ونحتار معهم ولا نختار لهم”

د. يحيى:

أخشى ما أخشاه أن نختار لهم “من تحت لتحت” (أظن أننى فعلت ذلك مع أولادى) هيا نتعلم أن نختار لهم ونحن نعلّمهم كيف يرفضون هذا الاختيار، أو على الأقل نسمح لهم بأن يتعلموا ذلك إذا شاؤوا من أى مصدر آخر غيرنا، وهم يفعلونها ويتحملون مسئوليتها.

المقتطف:

“…. محاولاتى فى إعداد دليل الأسرة للوقاية من الإدمان عندنا فى مصر سنة 2003..”

حاولت ابتداء أن أحدد ما هى الأسرة (كما وصلتْ إليه فى مجتمعاتنا وثقافتنا الحالية) فوجدت أن عدم التجانس هو أهم ما يميزها، فيا ترى مَنْ أخاطب؟.

الأسرة والثقافة والطب النفسى والإدمان (1) 21 – 1 -2008

. جمال التركى

وجود “عدم التجانس” أمر طبيعى كما ذكرت، ولكنى أضيف أنك عندما تخاطبهم إنما تخاطب فيهم “القاسم المشترك”، ذلك القابع فى قاع الشخصية، إنه الموروث الثقافى (التربوى، الدينى، العائلى، الاجتماعى…) الذى يعد حجر الزاوية المشترك بين هؤلاء، جميع هؤلاء التلاميذ والذى يمثل أساس الشخصية القاعدية.

المقتطف:

“…وأنا أعاود النظر الآن وجدتنى أريد أن أضيف لفظ (فقط) وسط أى من هذه الجمل المنتهية، أى أنها (الأسرة) (فقط)  ليست تجمعا فى المكان..”

الأسرة والثقافة والطب النفسى والإدمان (1) 21 – 1 -2008

د. جمال التركى

إن إضافتكم لهذا اللفظ “فقط” على كل الجمل لما لا ينبغى للأسرة أن تكونه والذى عبرت عنه بالمراجعة وليس بالتراجع، اسمح لى أن أعتبره أكثر من مراجعة (قد يرقى أحيانا إلى التراجع)، ذلك أن النفى المطلق الذى استعملته فى هذه الجمل يقودنا إلى عدم الاعتراف بـ “الصفة المذكورة” فى حين أن إضافة كلمة “فقط” إلى النفى، يؤكد الصفة ولكن ينفى عنها صفة التفرد، فإذا كانت الأسرة ليست فقط تجمعا فى المكان فهى حتما إقرار بأنها تجمعا فى المكان إضافة إلى صفات أخرى.

د. يحيى:

لم أفهم جيدا ما تقصد، سوف أعيد قراءة الفقرة لاحقا، ولعل أحد المشاركين ينيرنى.

المقتطف:

“…إعادة التعاقد لا تشترط فسخ العقد الأول، (الطلاق) وإنما هى مجرد فرصة لتغيير بنود العقد، نتيجة  للتغير الحتمى للنمو البشرى المعتاد..”

الأسرة والثقافة والطب النفسى والإدمان (1) 21 – 1 -2008

د. جمال التركى

إذا كانت إعادة التعاقد لا تشترط “فسخ العقد الأول” ولكنه إعلان بإنتهاء عمره الافتراضى ببنوده التى هو عليها والتى لم تعد تتماشى (مع مرحلة من مراحل هذه العلاقة) مع التطور الذى أصبح عليه كل واحد منهما، هنا إسمح لى أن أسأل ما قيمة أى عقد إن لم تعد بنوده قادرة أن تستوعب علاقة فى مرحلة ما من تطورها، إن مثل هذا يفقد آليا مبرر وجوده حتى إذا بقى مدونا على الورق (لقد انتهى عمره الافتراضى) عندها يصبح العقد فاقد الصلاحية وفى هذه المرحلة فقط يكون قد تم فسخه نفسانيا ومعنويا وإن لم يتم قانونيا…

هذا يدفعنا إلى التساؤل مرة أخرى إن كان العقد يستمد فاعليته من شرعية القانون أم من شرعية الممارسة والحاجة إليه. إن الحاجة إلى إعادة التعاقد لا يعنى حتما فشل العقد القديم إنما إنتهاء مدة صلاحيته .

د. يحيى:

أوافقك تماماً، وأشكرك على هذا التوضيح، الورقة الرسمية آخر ما يهم (دينيا أساسا)، المهم هو أن نعرف، ونمارس، هذه الحركية المتجددة فى أى تعاقد علاقاتى، وليس فقط بين الزوجين، لتصبح العلاقة الناضجة اختيارا متجددا فعلاً.

المقتطف:

“…قد تصاب الوالدة بذهان النفاس بأنواعه مما قد يشير إلى نوع من اختلال التوازن، نتيجة للفراغ الذى نشأ من هذا الانفصال دون أن يمتلئ بدعم تعويضى من الخارج، ودون استيعاب أنه ليس انفصالا قسراً هجراً، بقدر ما هو إعادة تنظيم العلاقة من جديد..”

 طقوس السبوع وجدلية الانفصال/ الاتصال 22-1-2008

د. جمال التركى

اسمح لى بوقفة هنا، خاصة و أن موضوع أطروحة الدكتورة التى أعددتها (1985) كانت حول “ذهان النفاس  “puerperal psychosis  ” psychose puerperale” ،تعرضت فيها إلى المظاهر السريرية المختلفة لهذا الاضطراب، وكنت حينها قد أسهبت فى شرح ما ذهبتم إليه (وأغلب الأطباء ذو المنحى التحليلى فى تلك الفترة) من اختلال التوازن بين الفراغ/ الامتلاء إلخ..، لكن وبعد حوالى عقدين من الزمن أجمعت الأبحاث الحديثة أن لا وجود لاضطراب “ذهان النفاس” كوحدة مستقلة لها خصائصها و مميزاتها و حدودها الزمنية المرتبطة بالحمل و النفاس، إنما يعكس هذا المصطلح مجموعة من اضطرابات (ذهانية وعصابية ) غير واضحة المعالم. وتم التراجع عن استعمال هذا المصطلح لعموميته و ضبابيته، فى حين  تم الاعتراف باضطرابين فقط لهما علاقة بهذه المرحلة لما يصاحبها من تغيرات هرمونية لدى المرأة الأول: “اكتئاب اليوم الثالث” ” Post Partum Bleu ” وهو ما عبرت عنه بـ “كآبة النفاس” وكما ذكرت فهو اكتئاب طفيف وعابر يتزامن مع طفرة إدرار الحليب عند الأم والناتج عن تغيرات هورمونية سريعة فى هذه الفترة،  أما الثانى: وهو الأشد والأعمق والأخطر فهو “اكتئاب ما بعد الولادة Post portum / depression   / la dépression du post partum ”   والذى يعبر عنه بالإنكليزية بهذه الأحرف الثلاث    «PPD »   وهو اكتئاب جسيم “مالنخولى الشكل” يظهر فى الثلاثة الأشهر الأولى من الوضع بداية من الأسبوع الثانى أو الثالث فى أغلب الحالات) يستدعى التدخل السريع والحازم  مع ضرورة التفريق بين الأم ووليدها حماية لها وله،

    إذا استثنينا “اكتئاب اليوم الثالث” الذى يعد رد فعل نفسى طبيعي (فيزيولوجي) لتغيرات هرمونية أكثر منه اضطرابا مرضيا، عندها يصبح “اكتئاب ما بعد الولادة” هو الاضطراب النفسى الوحيد المعترف به علميا كوحدة سريرية قائمة بذاتها و مرتبطة بحالة الوضع (الولادة)، أما ما عداها من  مظاهر اضطرابات أخرى مشاهدة أثناء الحمل وبعد الولادة والتى عبر عنها بـ « puerperal psychosis »  فهى ليس لها أكثر من انتكاسات نفسمرضية لاضطرابات أخرى  قائمة الذات ومستقلة عن الحمل والولادة، لما تمثله هذه الفترة من ضغط نفسى شديد على المرأة يكون سببا فى انتكاس اضطراب سابق أو محدث الاضطراب كامن يتطور مستقبلا بذاته دون أية علاقة بالحمل والولادة.

د. يحيى:

هذه معلومات علمية رصينة ومفيدة ، وأنا أعلم مدى ارتباط أى باحث ببحثه الأول، لكننى أظن أنها معلومات لا تتنافى جذريا مع الفروض التى طرحُتها، حتى لو أرجعناها جزئيا إلى التغيير الجذرى للهرمونات، وهذا يحتاج لتفصيل لاحق . شكرا مرة أخرى.  

المقتطف:

“…حالات قتل (أو الشروع فى قتل) الوليد تحدث مع الذهان الصريح عادة أو ” بدون ذلك ليكون هذا القتل (أو الشروع فيه) هو المظهر الوحيد للذهان ..”

د. جمال التركى

اسمح لى قرائتها (نحن فى سنة 2008) كالآتي: “حالات قتل الأم لوليدها (أو الشروع فيه) فى فترة النفاس،  تحدث فى حالة “اكتئاب ما بعد الولادة” أو فى حالة ” ظهور أوانتكاس اضطرابات هذيانية/ وجدانية” لما تمثله هذه المرحلة من شدة وضغط على نفسية المرأة. أحيانا يكون قتل الوليد(أو الشروع فيه) هو المظهر الوحيد لاكتئاب ما بعد الولادة أو انتكاس/ ظهور اضطراب هذياني/ وجدانى فى هذه الفترة الضاغطة من حياة المرأة

د. يحيى:

ليس بالضروة يا جمال أن ذلك يحدث “لما تمثله هذه المرحلة من شدة وضغط على نفسية المرأة” عندى أنها مرحلة  إبداع رائع، ومسئولية مُفْرحة جديدة.

 قتل الوليد – خصوصا من نفس النوع: أنثى – قد يكون تفعيلاً للتخلص- بعد إسقاط- من الطفل داخلنا على المولودة، وهذا يحدث فى الاكتئاب الذهانى وغيره، وعلينا أن نفتح أكثر الأكثر من باب لقراءة النص البشرى، مع كل الاحترام للبحث العلمى الجاد، ونتائجه المتغيرة دوماً.

على فكرة ، أشرفت على رسالة ماجستير فى جامعة قناة السويس وحاولت – مع الباحث– تطبيق كل الفروض التى وردت فى هذه النشرة عن السبوع وخاصة فيما يتعلق “بكآبة النفاس” وفشل البحث أن يحقق أيًّا منها، وتصور الباحث أنها (الفروض) خطأ، وأن البحث هكذا أصبح غير ذى جدوى، لكننى – والمناقشين– رأيناه بحثا علميا رائعا، وظللت أنا – حتى الآن-  متمسكا بفروضى، معتقدا أن العيب كان فى اختيار المنهج، وليس فى الفروض، وأجلت إعادة النظر لحين الاهتداء لمنهج أعمق وأشمل. 

المقتطف:

“.. قلت:  لا أعرف إن كان قد وصلهم أم لم يصلهم.

قال: ليس مهما، هذه ليست مهمتك، فليصل ما يصل إلى أصحابه.

قلت: مهمة من إذن؟

قال: مهمة جمال التركي

قلت: هل تعرفه؟

قال: بارك الله فيه وفيك..”

النفّرى..، والشعور بالذنب(2)  28/1/2008

د. جمال التركى

هذه ليست مهمتـك/أنت/الرخاوي/المفكر/الباحث/المنظّر، إن رسالتك و أمثالكم توليد الفكر/تأصيل البحث/قراءة الإنسان/… أما السعى إلى تبليغ ما تصلون إليه للآخر (القريب/ البعيد) فليست من مهامكم، إنها إهدار لطاقة خلاقة فى غير مسارها… أليس كل ميسر لما خلق له … مهمتكم الإبداع وكفى.. أما ما عداه فاصرفوا النظر عنه إنه ليس من مهامكم

“..قلت: مهمة من إذن، قال مهمة جمال التركي”… أٌقرأها: ليست مهمة جمال التركى الفرد/الشخص/الذات، إنها مهمة كل من اقتنع/آمن/اعتقد بأي: فكر/مذهب/نظرية/قناعة/ أيديولوجيا/ لتبليغه إلى الآخر الإنسان (القريب/ البعيد)، إنك (ليس حتما أنت) لا تستطيع القيام بما يقوم به هو (هذه ليست مهمتك) وهو (ليس حتما أنا) لا يستطيع القيام بما تقوم به أنت، ألست معى فى أن الواحد يكمل الآخر، إن حاجتنا للثانى لا تقل قيمة عن حاجتنا للأول، إنه تكامل الأدوار، إنه اختلاف مكمل، ولذلك خلقهم.

“قلت هل تعرفه، قال بارك الله فيه وفيك”… الإجابة دالة، ومعرفتى للآخر/معرفته بى  قد لا تقدم ولا تؤخر شيئا، الأهم من معرفته أن يعمل فى الإتجاه الضام لغاية و احدة، عندها فليبارك الله مسعاه الجاد الكادح إلى الحق. توضيح: لم يصلنى أنه لا قيمة لمعرفة الآخر أو تهميش هذه المعرفة، ما وصلنى أن هذه المعرفة ليست بالدرجة الأولى. قد تكون هامة لكن الأهم السعى فى الاتجاه الضام …الأهم هو الأثر الذى  يخلفه سعيه فى الرقى بالإنسان وحمايته من الانقراض … فى ما تتركه و أتركه من أثر…فى أثرى وفى أثرك، إن كانا فى اتجاه “و لقد كرمنا بنى آدًم/الإنسان

د. يحيى:

ياه يا جمال، أزحتَ عنى عبئا ثقيلا، لكننى أخشى أن أكون أرهقتك باعتمادية الأب على ابنه، أرجو أن تعيد قراءة القصيدة التى أرسلتها إلى ابنى من ظهرى وهو بعد فى السابعة عشر، وقد نشرت فى يومية 11-1-2008

والتى قلت فيها:

“… تحمل عنى ولدى عجزى

وأنا الأقوى؟!

أدفعك تواصِلُ سعيى

وسلاحُكَ أقصر!!

لا يسكتُ نزْفى

لا أتراجع”

المقتطف:

“… مثل‏ ‏البرق‏ ‏بين‏ ‏الغيوم‏ ‏السوداء‏،‏ سوف‏ ‏تخترق‏ ‏كلماتى ‏ظلام‏ ‏فكرك‏،‏ لتصل‏ ‏إلى ‏إحساسك‏ – ‏وجدانك‏ – ‏مباشرة‏،‏ فلا‏ ‏تحاول‏ ‏أن‏ ‏تفهمها‏ ‏جدا‏! . ولسوف‏ ‏تشرق‏ ‏فى ‏فكرك‏ ‏بعد‏ ‏حين……!!!”

النفّرى..، والشعور بالذنب(2) 28/1/2008

د. جمال التركى

   ومن لم تخترق هذه الكلمات فكره ستحيط به العتمة.. لكن الأمل باق ما بقى الإنسان… لعلها يوما تصل عندما: ترفع الغشاوة/يشع النور /يصحوا الوعى، عندها تعود إنسانيته/يعود لإنسانيته، ثم يسموا… فيسموا… فيسموا… حتى أكون سمعه الذى يسمع به و بصره الذى يبصر به… إنه ينظر بنور الله ( أليست هى فراسة المِؤمن )… وليس بعد هذا من كلام.

المقتطف:

وقال لى:

أكتب ما ترى ولا تنتظر

النفّرى..، والشعور بالذنب(2)  28/1/2008

د. جمال التركى

أُكتب/وثِّْق/دوّن/سجِّل… ما ترى/ما يشع فى وعيك/ما تدركه حواسك/ ما ينشرح له صدرك/ ما يصلك..، لا يبقى إلا الأثر، وما تراه اليوم ( ما رفعت عنه الحجب ) ، قد لا يكون كذلك غدا (بعد سنة/شهر/اسبوع/ساعة/لحظات…)، ما أنت ميسر له الآن قد لا تدركه/يدركه وعيك غدا.. إنك اليوم، لست “أنت” غدا، وما يفتح الله  بهعليك الآن/هنا قد لا يفتح به عليك غدا/هناك.” فلا تنتظر، أليست الفرصة … و العمر…”

المقتطف:

“… ذكر الذنب تمسّك به، وإصرار عليه. هو دليل على الوجْد به، ودعوةٌ للعودة إليه، إنك لا تستغفر بذكره، أنت تحكى عنه..”

د. جمال التركى

    الكل يسأل الله الستر عند المعصية/الذنب… بلغنى أن “الستر” يتجاوز الآخر إلى ذات المذنب/العاصى الستر عن الحواس… أليس “ذكر الذنب” استرجاع له على مستوى الفكر /الشعور/ الإدراك/ الوعى و كل الحواس، ألا يرقى “استرجاع الذنب” على مستوى الحواس إلى مستوى “فعل الذنب” على مستوى الواقع” … أقرأها إذا ستر الله ذنبك عن الآخر فاستره عن حواسك ولا تتكلم به، إن الكلام عنه استرجاع/إصرار قد يوازى الذنب ذاته! .

“إنك لا تستغفر بذكرك له” ليس باستطاعتك طلب المغفرة والذنب جاهز فى وعيك/حواسك/مشاعرك/عواطفك.. تطهّر منه أوّلا، باعد بينه و بين مشاعرك الآن/هنا ثم استغفر، إنّه لا مغفرة إلا بعد إقلاع… ولا إقلاع إلا بعد تطهّر… ولا تطهر إلا بعد تنقية النفس والحواس، ولا تنقية لهما ولسانك ذاكر له/لهم (الذنب/الذنوب).. لا تنقية لهما إلا بعد أن تنأى عن الحديث عنه/هم. ألاَّ يحول ذكر الذنب بينك وغافر الذنب، ألا يعطل ذكر الذنب سعيك نحو “من سوّاك فعدّلك”، ألا يعيق ذكر الذنب كدحك لوجهه تعالى..  بلى، إنّ الوقوف عند السيئة وجْدُ بها…إنّ فرط الاستغفار (ليس الاستغفار) عنها تذكيرُ بها … إنّ الإعلان عنها إصرار عليها.

د. يحيى:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

 

[1] – المعايدة: الكشف (الاستشارة) بالعيادة – (غالبا!)

[2] – التسويد (البنط الأسود) من عندى، وهذا يفيد ردى أحيانا

[3] – Integration  between Drug Therapy and   Psychotherapy (especially for psychotics in Group Therapy)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *