الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / لعبتان: 6،5 عن: التحكُّمْ، والخوف من فقدهً

لعبتان: 6،5 عن: التحكُّمْ، والخوف من فقدهً

“يوميا” الإنسان والتطور

20-10-2007

الجزء الرابع

لعبتان: 6،5 عن: التحكُّمْ، والخوف من فقدهً

اللعبة الخامسة:

 “حتى فى الحلـم، أنا مابقدرش أسيب نفسى على راحتها .. لحسن…”

اللعبة السادسة:

 “سيب أنت الأول، وأنا ساعتها ….”

ضيوفنا الكرام هم نفس ضيوف حلقة “التحكم والخوف من فقده” (من برنامج “سر اللعبة” بتاريخ 30-3-2005)

 السيدة: منى، كلية الفنون الجميلة

الأستاذ: فوزى، مدرس تربيه فنية

الأستاذة: سوزان، صحفية

والدكتور: هانى مدرس مساعد (طب نفسى) جامعة 6 أكتوبر

(ملحوظة: للمتابعة، خاصة لمن لم يشاهد اللعبة الأولى والثانية يمكن الرجوع للأرشيف ليومية (3/10/2007 “يا خبر!! .. دانا لو سبت نفسى، يمكن”) ويومية (10/10/2007 “الجزء الثانى من لعبة التحكم اللعبة الثالثة والرابعة”)

***

 اللعبة الخامسة:

حتى فى الحلـم، أنا مابقدرش أسيب نفسى على راحتها … لحسن ..

منى: يا دكتور يحيى حتى فى الحلـم، أنا مابقدرش أسيب نفسى على راحتها … لحسن أنفّذه فى الحقيقة.

د/ يحيى: يا دكتور هانى حتى فى الحلـم، أنا مابقدرش أسيب نفسى على راحتها … لحسن أحلم باللى مش عاوز أحلم بيه وأشوف أكتر، يمكن ماستحملش.

د/ هانى: يا مدام سوزان حتى فى الحلـم، أنا مابقدرش أسيب نفسى على راحتها … لحسن أبقى محتاجُهْ كل شوية ، أبقى محتاج الحلم زى مايكون الحلم حايبقى إدمان، يبقى موجود .كده ماسيبش نفسى.

أ/ سوزان: يا استاذ فوزى حتى فى الحلـم، أنا ما باقدرش أسيب نفسى على راحتها … لحسن أصدّقه.

أ/ فوزى: عزيزى المشاهد حتى فى الحلـم، أنا ما باقدرش أسيب نفسى على راحتها … لحسن أصحى من النوم.

آراء بعد اللعب

د/ يحيى: حد وصل لّه حاجة جديدة؟

أ/ فوزى: أنا فعلا اكتشفت إنى ماباسيبش نفسى على راحتها إلا فى الحلم بعكس اللعبة.

أ/ منى: فى الحلم أنا ماقدرش أتحكم فى نفسي، أسيب نفسى بالعافية.

د/ يحيى: إيش عرّفِك؟

 اللعبة دى فقست حاجة علمية صغيرة ، إن الحلم بيتهيألك إنك إنتى مش بتعمليه، إنما اللعبة سرقتنا إحنا الخمسه علشان تورينا إن فيه جوه الحلم “إرادة ما”، وحدود ما، ومساحة.

“……………………….

 ……………………..”

إحنا لعبناها، إتسرقنا، وبعدما اتسرقنا، رجعنا فى كلامنا، علشان كده سميناها سر اللعبة.

يعنى لو قلنا محاضرة عنوانها: إننا فى الحلم نملك إرادة .. “مش حاتوصل للناس”، وإنما لما نلعبها ونتسرق إحنا الخمسة!!!، أنا ماتسرقتش أوى لأنى كنت منتمى للحكاية دى، يعنى ….

أ/ سوزان: بس إحنا ملتزمين بنجاوب على الاسئلة

د/ يحيى: على فكرة دى الحقيقة، ما دام سوزان نبهتنا: إفرض واحد مش مقتنع بالجملة، بيمثلها، وإحنا بنمثل برضه بنسرقه،

حد له تعليق على اللعبة دى بوجه خاص “حتى فى الحلم”، بالذات المساحة دى.

د/ هانى: اللى وصلنى يا دكتور يحيى ” ………………………………….”

إن الحلم فرصة إن أنا أشيل الجبس اللى أنا لابسه، ويمكن شوفنا ده مع الوعى ومع العيانين وكده ، إن النقلات بتفرق.

المناقشة

لا مفر من تكرار أن التذكرة بأن “ظاهرة الحلم” هى من أكثر الظواهر الحياتية عامة، والنفسية خاصة، التى أسئ تناولها علميا وشعبيا، حيث يتم التركيز على محتوى الحلم أكثر من النظر فى “عملية الحلم وحركيته”، كما أننا نتصور خطأ أن ما نحكيه هو ما نحلم به، مع أنه – حسب نظريتى (الإيقاع الحيوى ونبض الإبداع)  ليس إلا ما نلتقطته فى الثوانى قبيل اليقظة من بقايا المعلومات التى تحركت أثناء الحلم  لنستنج منها ما تحكيه، ثم يأتى الخطأ الأخير والأخطر، وهو اجتهادات تفسير الحلم بالرموز الثابتة أو حتى المتغيرة، طول الوقت سواء كان تفسيراً تراثيا (ابن سيرين مثلا) أو تفسير التحليل النفسى (فرويد).

اللعبة هنا – بتلقائية لم أتوقعها – أثبتت فرضاً فرعيا من فروض نظريتى فى الأحلام، وهو “أن فى الحلم قدْرُ من الإرادة”، سواء كانت تقوم بالإسهام فى تشكيل الحلم، أو كانت عملية تنظيمية – لا نعرفها – تحد من شطحات الحلم وكأنها تحد من شطحات الجنون.  هنا يجدر بنا أن نُسَمِّى الحلم باسم: “الجنون الفسيولوجى الإيجابى” هذا لأنه هكذا يقوم بدور “صمام الأمن” الذى يمنع ظهور التناثر العشوائى فى اليقظة.

عموما:

نلاحظ كيف أن الرأى بعد اللعبة قد أظهر نوعاً من التراجع النسبى، (أسيب نفسى بالعافية: مُنَى) أو أعلن عكس ما جاء فى اللعبة (ما باسبيش نفسى على راحتها – بعكس اللعبة: فوزى

 أما انتباه سوزان للسرقة أن “اللعبة سرقتنا” فهو أقرب (إلى الاعتراف بهذه الإرادة الجزئية فى الحلم) وهو ينَبِّه إلى أن الالتزام بألفاظ اللعبة هو الذى استدرج اللاعبين إلى ما صرّحوا به، فهى ملاحظة جيدة، تؤكد أن اللعبة قد صمِّمت لتقوم بهذا الدور تحديدا.

الاستنتاج

إن هذه الألعاب، ومنها هذه اللعبة تقوم بأدوار: “كشف المستور، وسرقة المكنون إلى نور البصيرة” (ولو جزئيا، ولو مؤقتا)

بالنسبة لقراءة بعض الدلالات “الفردية” لاستجابة المشاركين نلاحظ ما يلى:

مُنَى:

“مُنَى” احترمتْ الحلم كواقع بديل، يمكن لو أخذ فرصة سماح أكبر، فربما حلّ محل واقع اليقظة، وهنا أحب أن اشير إلى فرض آخر افترضته يؤكد أن الإبداع (ونحن نذكر الفرض القائل: إن الحلم هو نوع من الإبداع) هو واقعُ، أكثر واقعية من الواقع العادى الذى نعيشه، وهذا هو ما اسميته “الواقع الإبداعى” وباعتبار حالة الحلم هى نوع من الإبداع كما ذكرنا، يمكن أن نرجح أن هذا هو ما أشارت إليه “مُنَى” فى استجابتها.

سوزان:

 سوزان اَّيدت توجَُه “مُنَى” من منطلق آخر، فهى لم تَخَفْ من احتمال أن يحضر الحلم فى الواقع، لكنها خشيتْ أن تصدّقه، وهذا دليل غير مباشر على اعترافها بواقعيته الخاصة به.

فوزى:

كانت إجابة فوزى فى اتجاه استعمال الحلم حارسا للنوم، وهى الفكرة التى قال بها سيجموند فرويد بشكل مباشر، وموجزها أن المثير الذى حولنا (أو حتى من داخلنا) والذى يهدد بإيقاظ النائم، يجعلنا ننسج حلما يحتويه (يحتوى هذا المثير)، ومن ثَمَّ فإن الحلم يساعد على استمرار النوم كما نبّهنا فوزى، مؤيدا فكرة فرويد.

د. هانى:

 د. هانى أيضا أقر قوة الحلم، ربما كواقع بديل مثل “مُنَى”، “سوزان”.، وأيضا أقرّ قوته فى ذاته، حيث تصور أنه لو سُمِحَ له (للحلم) بالتمادى، فالتكرار، فإنه يمكن أن يصبح إدمانا لأنه، كما قال د. هانى، يمثل احتياجا ما، (لكن لا يمكن استبعاد أن د. هانى طبيب نفسى فى نفس الوقت).

د. يحيى:

مازال د. يحيى فى موقفه الذى يحدد له – حذراً – مساحة السماح  – حتى فى الحلم – بالتالى يعلن تخوّفه مِنْ أن ما يترتَّب على التعرية من رؤية، فبصيرة وربما مسئولية، قد تكون أكبر من احتماله، فهو يخشى و يكرر: أنه يحاول ضبط جرعة الرؤية حتى يتحملها.

خلاصة الخلاصة:

أن الحلم ليس ظاهرة عشوائية،

 وأن ثمة إرادة غير الإرادة التى نعرفها تساهم فى تشكيله وضبط مداه وتوظيفه إيجابيا فى الأحوال العادية.(بغض النظر عن محتواه، أو تفسير ظاهِره)

***

اللعبة السادسة

سيب انت الأول، وانا ساعتها ……

أ/فوزى: يا مدام منى سيبى انت الاول ، وانا ساعتها، حاوريكى

أ/منى: يا دكتور هانى سيب انت الاول، وانا ساعتها اسيب

د/هانى: يا دكتور يحيى سيب انت الاول وانا ساعتها حاوريك سيبان ماشوفتوش قبل كدة

د/ يحيى: يا مدام سوزان سيبى انت الاول ، وانا ساعتها، ربنا يستر

أ/سوزان: أعزائى المشاهدين سيبوا انتم الاول وانا ساعتها، ربنا يقدرنى عليكم

آراء بعد اللعبة

أ/ فوزى: من الواضح إن مافيش حد مستحمل حد، وإن كل واحد مستنى للتانى. بس سَيَبَاَنَهْ صُغَيّرة وحا يحصل انفجار

أ/ منى: معنى كده ان كل واحد ماسك نفسه على الاخر ومستنى اللى قدامه يدى المبادرة إن هو يبتدى

د/يحيى: انا رأيى دا اكتشاف جيد جداً: بمعنى إن المهم مش إنى ماسك نفسى علشان أنا عاوز أمسك نفسى، (برضه) لأ دا علشان اللى قصادى ماسك نفسه، و ده معنى يقولك “سيب وانا اسيب”، وحتى فى المفاوضات فى السياسة “سيب وانا اسيب”. سيب دى قصاد دى، وساعات المفاوضات اوالعلاقات تتعثر لمجرد ان كل واحد معاند وسيب انت الاول، علشان كده حكاية الحرية تنتهى عند حريه الآخر على العين والرأس لكن ده فى المعاملات الرسمية (ويمكن) عند الخواجات الذوق، إنما عند العلاقات لما تقّرب وتبقى حميمة أعتقد أن (المسألة) عاوزة درجة من المغامرة شوية (يومية 16/10 من ملف القيم والأخلاق: بحث علمى شعبى !!(2) و”خيركم من يسيب الاول”.

أ/ سوزان: انا وصلتنى دلوقتى ان العلاقات الانسانية …… أنا حسيت إن كل انسان علشان العلاقة تكون سوية لازم يتنازل- ده فى العلاقات كلها – حتى بنقول فى السياسة لازم تبدأ بتنازلات ولو بسيطة علشان الحياة تستمر.

د/يحيى: هو التنازل فيه سيبان؟ بس كلمة سيب بيتهيألى (واسعة شوية)

أ/سوزان: اوسَع، بس إزاى؟ هى بتبدأ بالتنازل، مش سهلة علشان كده باقول تحتاج قوة.

د/هانى: يادكتور انا وصلنى  حاجة من السيبان عدكم أنتوا الاربعة، انا حسيت مدام منى بتقول سيبان وانا اسيب ومدام سوزان بتقول ربنا يقدرنى، وفوزى برضه لما دًخل . أنا السيبان لما قلتها لحضرتك زى ما يكون معناها اكتر “اشوفك بتسيب بمعنى بتكسر الحدود اللى انا متوقعها، فانا حاسيب برضه

د/يحيى: أنا مش شايف الاختلاف اوى

د/هانى: انا حسيت انها سيب بمعنى سيب الضغط لكن (مش) سيب بمعنى سيبان …

د/يحيى: انا لما قلت ربنا يستر كانت بأنهو معنى فيهم ياترى؟

أ/ فوزى: هى وصلتنى بالمعنى (الشامل) …. (يعنى) ربنا يستر على الاتنين

آراء بعد اللعبة

بصفة عامة

أولا: أظهرت هذه اللعبة – حتى الآن – أن مسألة السماح بدرجة أقل من التحكم، تتطلب جوا عاما من السماح  الذى ظهر فى اللعبة فى استعداد أى واحد أن يسمح لنفسه بدرجة من السيبان لو أطمأن أن الآخر بدأ هذا السماح، أو على الأقل أنه مستعد للمعاملة بالمثل.

ثانيا: بدا إن الذى يطمئن إلى سيبان الآخر أولا، تنطلق منه طاقة سيبان تصل به إلى التقدم الجسور، وليس فقط إلى إطلاق ما بالداخل (فوزى: حاوَرِّيكى، د. هانى: حاوريك سيبان ماشوفتوش قبل كده – سوزان: ربنا يقدرنى عليكم)

وبالنسبة للقراءة فردا فردا

يمكن أن نلاحظ ما يلى:

فوزى:

……… لاحظنا فى اللعبات السابقة أن فوزى هو الأكثر دفاعا، لكنه يبدو هنا أنه حين أطمأن إلى سيبان الآخر أولا، سمح لهذه الانطلاقة التى اشرنا إليها فى الملاحظات العامة حاوَرِّيكى.

منى:

….. كانت استجابة “مُنَى” هادئة فى حدود الطمائنية للمعاملة بالمثل والاحترام المتبادل غالبا.

د. هانى:

برغم أن د. هانى طبيب نفسى صغير، إلا أن تركيبته الدفاعية (ربما من أسبقية وغلبة المعلومات النظرية) تغلغلت فيه أيضا مثل فوزى، وهو حين اطمأن، ترك اندفاعته المعقولة إلى مداها.

سوزان:

 كانت استجابة سوزان محكومة بأنها تخاطب المشاهدين، فسيبان المشاهدين – وهم كيانات غير حاضرة – لاتُطَمْئِنْ، وبالتالى فإننا ونحن نقرأ استجابتها “ربنا يقدّرنى عليكم” لا يمكن الجزم بما تقصد، هل معنى ذلك أنها فى مقدورها أن تتحمل كم هذا السيبان من مجموع المشاهدين حتى تسمح لنفسها بمثله، أم أنها استشعرت نفس الانطلاقة التى استشعرها فوزى ود. هانى؟

د. يحيى:

كانت استجابة د. يحيى أكثر تحفظا وعمومية “ربنا يستر”، تُرَى هل هو يدعو بالستر على ما سيسمح به من سيبان، بعد الطمأنئية لسيبان الآخر، أم أنه يشير إلى ما يمكن أن يسمح به أن ينطلق منه من “تعرية” أو “اندفاعة”؟

خلاصة الخلاصة

مازلنا نقدم ألعاب حلقة واحدة، ونشير إلى أن ما جاء من مشاركات نقدية من القراء حتى الآن، إزاء ما نشر من ألعاب ستة (بقيت أربعة) هو محدود جدا، فنتقدم بدعوة صريحة للقراء والزوار والنقاد للمشاركة والتصحيح، حتى نأمل أن نجمع المادة فى النهاية بعد هذا الصدور المسلسل، فيما يفيد أكثر، ربما، إن شاء الله.

تنويه

النقط الواردة فى المتن، حتى فى الاستجابات تشير إلى ما حُذف من النص لأسباب توضيحية،

 فى حين أن الأقواس الكبيرة هى عادة إضافة من التحرير حتى يتضح السياق

 مع الحرص على ألا يترتب على هذا أو ذاك أى تحوير للمحتوى. (ويمكن الرجوع إلى التسجيل للتأكد)

شكراً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *