الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الأربعاء الحر الديـوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات” المقامة الرابعة: قصيدة ليلة قدْر”

الأربعاء الحر الديـوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات” المقامة الرابعة: قصيدة ليلة قدْر”

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 24-10-2018

السنة الثانية عشرة

العدد: 4071

 

الأربعاء الحر:

الديـوان الثالث: ” دورات وشطحات ومقامات”

المقامة الرابعة: قصيدة “ليلة قدْر”

 

 

 

ليلة قدْر (1)

فى ‏بؤرة‏ ‏الهجر‏ ‏الهجير‏ ‏تساقط‏ ‏الحلُّ ‏المـُـسـَـرْبل‏ ‏بالقوافي‏، ‏واضمحلَّ ‏القولُ‏ ‏قبل‏ ‏النصف‏ ‏لم‏ ‏تلحق‏ ‏به‏ ‏بـُشرَى، ‏ولا‏ ‏ذكرَى‏،

  ‏ولم‏ ‏يلمحـْهُ‏ ‏لحظٌ‏ ‏عابر‏ٌ ‏كيما‏ ‏يفيقُ‏، ‏ولم‏ ‏يزلْ‏، ‏طفلٌ ينادى يستغيثُ ‏بوالدٍ‏ ‏متصلـَبٍ‏ ‏فوقَ‏ ‏المنابرِ‏، ‏والذهولُ‏ ‏يدغدغُ‏ ‏الوعىَ ‏المغلـَّفَ‏ ‏بالمراثى:

            عمُّـنا‏ ‏الماضى ‏يعزِّى ‏آسفا‏،

            ‏فيما‏ ‏لــيُـجهض‏َ ‏ذا‏ ‏الجنين‏ ‏المحتمل‏

‏                             (‏وبرغم‏ ‏أنَّ‏ ‏الحملِ‏َ ‏خارج‏ ‏الرحمْ‏!)‏

                                                    “لا‏ ‏تبتـئـس‏ْ”.‏

فازداد‏ ‏بؤسى ‏واختبأتُ‏ ‏وراء‏ ‏أسوارِ‏ ‏الذى ‏لم‏ْ ‏أقترفْ‏.‏

****

‏  ‏فى ‏بؤرة‏ ‏الحـُلم‏ ‏الصقيع‏ ‏تخثرتْ‏ ‏نبضاتـُـه‏ ‏فطرقتُ‏ ‏بابا‏ً ‏موصداً‏ ‏يـُغرى ‏بوعدٍ‏ ‏غامضٍ‏.‏

           ‏ردّتْ‏ ‏بأنّى ‏آسفهْ‏، ‏

والقاع‏ ‏ينعى ‏ناسَه‏ ‏لم‏ ‏يوجدُوا‏ ‏أصلا‏ ‏بجوف‏ ‏السـِّـرِّ‏ ‏قـُربَ‏ ‏الصبح‏ ‏لمَّا‏ ‏ينبلجْ.

 ‏وطرَقـْـتـُهُ‏ ‏بعد‏ ‏السديم‏ ‏يحفـُّهُ‏ ‏غيمُ‏ُ ‏الجنون‏ ‏فبانَ‏ ‏خلف‏ ‏الخـَـلـْـق‏ ‏حتى ‏الملتقى‏.‏

‏‏فى ‏بؤرة‏ ‏القول‏ ‏الكتوم‏ ‏نصبتُ‏ ‏شـِـرْكا‏ ‏للمعانِى ‏والمغانِى ‏والطقاطيقِ‏ ‏التى ‏ترنُو‏ ‏إلينا‏ ‏فى ‏حذرْ.‏

ورصدتُ‏ ‏مسعىً ‏للذكاء‏ِ ‏إلى ‏غباءٍ‏ ‏ينطلقْ‏،  ‏خوفا‏ ‏من‏ ‏الفحوَى ‏التى ‏لم‏ ‏تنفجر‏ْ، ‏

 فتناثرتْ‏ ‏أشلاؤُها‏ ‏أيدِى ‏سبَا‏.‏

‏‏فى ‏بؤرة‏ِ ‏القهر‏ ‏الذى ‏ما‏ ‏عادَ ‏يرنُو‏ ‏بعده‏ُ ‏أحد‏ٌ ‏إلى ‏حقٍّ‏ ‏يقالُ، ‏ ‏ينالـُهُ‏ ‏ما‏ ‏لم‏ ‏ينلْ‏ ‏غيرَ‏ ‏الوعودْ‏. ‏

فى ‏ليلة‏ ‏القدْرِ‏ ‏التى ‏خيرٌ‏ ‏من‏ ‏العمر‏ ‏الـْمَضَى : ‏

يدعو‏ ‏الغزاة ُ ‏إلى ‏الشطارةِ ‏والمهارةِ‏ ‏والدماثة‏ِ ‏والبلهْ‏، ‏ ‏

يدعون‏ ‏هيـّا ‏ ‏ياشباب‏ ‏نرجّعُ‏ ‏القولَ‏ ‏المعادَ‏ ‏بأنه‏:

                                                      “‏إنَّ‏ ‏السلامةَ‏ ‏أولا‏”.‏

‏‏فى ‏بؤرة‏ ‏السحـْـق‏ ‏المؤجـَّلِ‏،  ‏حيثُ‏ ‏يمضى ‏الموتُ‏ ‏يطلبُ‏ ‏ودَّهَا‏،  ‏فتخونـُهُ‏ ‏علـَـنَاً‏، 

‏فيرنو‏ ‏راكعا‏ ‏متبتـِّـلا‏،  ‏يرجو‏ ‏السماحَ‏ ‏لمن‏ ‏تمطـَّـى ‏فوق‏ ‏موج‏ ‏المدِّ‏ ‏خلفَ‏ ‏سرابِ‏ ‏غـَـرْقـَى ‏الوعىِ ‏فى ‏زحفِ‏ ‏الشفقْ‏.

‏‏ ‏فى ‏بؤرة‏ ‏النور‏ ‏الذى ‏لم‏ْ ‏ينبلجْ‏،

 ‏‏فى ‏بؤرة‏ ‏البؤَر‏ ‏التى ‏لمَّا‏ ‏تدُرْ .

 

والمُبْتَـدَى ‏ولـَّى..، ‏ولم يلحقـْه فعلٌ أو خبـَرْ.

المقطم‏ ‏

الساعة‏ ‏الرابعة‏ ‏صباحا

13/5/1991

 

[1] – يحيى الرخاوى: المقامة الرابعة: “ليلة قدْر” من الديوان الثالث “دورات وشطحات ومقامات” وهو ضمن ثلاثة دواوين (1981 – 2008)  مجتمعة وهما: الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب”، الديوان الثانى: “شظايا المرايا”، الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات” وهما تحت الطبع فى طبعة ورقية حاليا (2018) تطلب قريبا من مكتبة الأنجلو المصرية – القاهرة.

النشرة السابقة 1النشرة التالية 1