الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / (كنظام) بريد الجمعة: فضل المصادفة: تجربة للتدريب

(كنظام) بريد الجمعة: فضل المصادفة: تجربة للتدريب

“نشرة” الإنسان والتطور

1-2-2008

العدد: 154

(كنظام) بريد الجمعة

فضل المصادفة: تجربة للتدريب

مقدمة:

من أهم ما تعلمته فى حياتى التى طالت دون إذن أو قرار منى هو أن أصل إلى نتائج غير متوقعة من نشاط لم يكن هدفه هذه النتائج بوجه خاص، كتبت قبل ذلك كيف كتب كتابى الأم دراسة فى علم السيكوباثولوجى، وكان الهدف غير ذلك، مساحة التجريب والحركة فى ثقافتنا متاحة بشكل رحب برغم كل شئ، ربما بفضل تخلفنا.

انتهزت فرصة انهيار شبكة الأنترنت فى كل مصر نتيجة للأعطال فى كابلَىْ  SMW4 & Flagفى البحر المتوسط، وبالتالى عدم وصول تعليقات كافية، فقررت أن أعرض هذه التجربة كبديل مؤقت.

كنت قد قررت أن أطلب من أبنائى وبناتى الممارسين والدارسين – كواجب تدريبى- أن يقول كل واحد منهم رأيه فى يوميتين، اخترتهما بقصد أن يكونا لهما ارتباط مباشر بالتخصص:

 الأولى: عن الصحة النفسية  

 والثانية: عن الممارسة الإكلينيكلية

 ولتسهيل المهمة وضعت أربعة عناصر أو عناوين تساعد على التعقيب (نموذج) على الوجه التالى:

أولا: أريد توضيحا فى النقطة الفلانية (لم أفهمها)

ثانيا: أنا أعترض على النقطة الفلانية (لا أوافق)

ثالثا: وصلنى جديد من المعلومة التى هى (كذا وكيت)

وأخيرا: هذه اليومية تفيدنى فى مهنتى بدرجة: (1) جيد جدا، (2) جيد، (3) درجة متوسطة، (4) لا تفيد إطلاقا، (5) لا أستطيع أن أحكم.

واستجاب أغلبهم (من القصر العينى أولا) بما نعرض بعضه هنا (كأنه بريد)

جاءتنى الاستجابة بأمانة، وبإيجاز،

 فتعرفت عليهم أكثر مما كنت أتصور،

 وأيضا نبهتنى أغلب الاستجابات إلى الحاجة إلى مزيد التوضيح أو الشرح أو المراجعة،

وفيما يلى ما اعتبرته بريدا محدودا، تعقيبا على يوميتين أنا الذى أخترتهما.

أولا: اليومية المختارة الأولى:

الممارسة الاكلينيكية: بحث علمى مستمر 

توضيح وردود

د. عدلى الشيخ:

أرجو توضيح الفرق بين “الممارس” و”الفاحص

           * لا توجد ممارسة دون فحص، والفحص هو بداية الممارسة، إذن فلا فرق من حيث المبدأ، وخاصة فيما يتعلق بهدف اليومية من حيث كل فحص أو مقابلة يمكن أن يكون بحثا علميا بشكل أو بآخر.

د. عدلى الشيخ:

أرجو توضيح التقمص النكوصى أو التراجع المسئول من ناحيه الممارس…. يعنى هل لازم الطبيب يتجنن عشان يعالج ولاّ عليه أن يقبل جنانه ويسمح به؟

                                * المطلوب هو حركية “مواكبة”

 المعالج يصاحب المريض بمرونه وتقمص ودخول وخروج، وقدرة على العودة إلى ذاته منفصلاً مستوعبا هذه الحركية بما وصله من خلالها،

فالمعالج هو جزء من عملية الفحص وليس حكماً من خارجها.

د. عدلى الشيخ:

أرفض: إن يكون الفريق الذى يحمى نفسه بمرور الزمن ويستخدم الميكانيزمات وتتحول عنده الأمراض النفسية إلى اختلال كيميائى ليس أكثر أو أقل، أرفض اعتبار أنه يمكن أن يتساوى مع مَنْ يعالج المرض بأن يقرأ النص البشرى ويعيد تشكيله،.. وهو باحث ومعالج فى نفس الوقت، هذا الأخير هو أنجح فى العلاج طبعا؟

           * لا نستطيع أن ننكر، أو نتنكر لــ..، كل أنواع العلاجات الأخرى خاصة العلاج بالعقاقير، العلاج بالعقاقير هو الذى أتاح لى (لنا) فرصة العلاج النفسى للذهانين، نحن نستعمل العقاقير فى بعض هذه الحالات حتى لو همّدت حركية النمو لفترة ما، لأن كثيراً من الأمراض تكون فيها جرعة تحريك الداخل البدائى عشوائيا جرعة خطرة، وأكبر من إمكانية إستيعابها بسرعة مأمونة.

لابد أن تتكامل العلاجات مع بعضها البعض، كما أن العلاج الموجه للنموGrowth Oriented Therapy، هو نادر، ويحتاج تدريب طويل، وصفات شخصية صعبة، وبالتالى لا يجوز أن نحرم المرضى من المتاح والشائع، حتى لو كان نابعا من معالج اختار هذا النوع من العلاج وهو يستعمل ميكانزماته ليحمى نفسه،

نحن لا نبحث عن “الأنجح” نظريا بقدر ما نسْتعمل المتاح عمليا،

 وكل علاج يمكن أن يكون الأنجح فى مرحلة بذاتها لمريض بذاته وهكذا.

د. ثناء جرجس

…. صعب قوى يا استاذ أن أشعر انى بعيده كل البعد عن هذا المستوى الناضج من التراجع المسئول لأتمكن من الممارسة الاكلينيكية الواعية.

أعرف أنك سترد علىّ قائلاً “التدريب مستمر بالممارسة الممتدة” لكن برضه صعب.

           * أنا معك، يبدو كل هذا شديد الصعوبة، ما ذكرتِ هو ردى المبدئى فعلا .. لابد من التدريب المستمر، ومن بينه هذه المحاولة فى بريد اليوم،

 لكن دعينى أنبهك، أن الذى يبدو صعبا، هو هو الذى قد يثبت أنه الأسهل والأصدق، وعلينا ألا نقيس معرفتنا، أو نختار موقفنا، بناء على مقياس الأصعب والأسهل فقط، علينا أن نختار الأصدق والأنفع لنا بشرا، وهو الاختيار الأسهل فى النهاية.

هذه العملية، أن نرجع إلى أصولنا الداخلية والطفلية والأصيلة، ثم نعود إلى المستوى الناضج الذى وصلنا إليه أكثر تماسكا وتنظيما هى جزء من الطبيعة الحياتية، البشرية، هى هى ما يحدث فى النوم الحلم، كل ليلة (النوم) وخلال عشرين دقيقة كل تسعين دقيقة (الحلم)

نحن نفعل ذلك طول العمر، فإذا قلنا إن هذه هى الحركة الطبيعية من حيث المبدأ لو أتيحت لنا تربية سليمة هل تتصورين أن ذلك يكون صعبا؟ أم أن الأصعب أن نكتم على نَفَس طبيعتنا بأطنان من المعلومات الجزئية لخدمة شركات الدواء؟.

د. ثناء جرجس:

ارجو توضيح: أن الحقيقة العلمية موضوعية فى حين أن النظرية ذاتية

           * هذا ليس قولى، ولكننى موافق عليه تماما مع الانتباه إلى أن الحقيقة العلمية هى ليست “مطلقة” ولا “دائمة”، مهما بلغ زعم موضوعيتها أما النظرية فهى تشكيل رؤية متكاملة تفسيرية وغائية فى نفس الوقت، تتفرع منها فروض جديدة قابلة للتحقيق، تعطى حقائق علمية مرحلية، وهكذا.

د. ثناء جرجس:

من واقع خبرتك يا أستاذ فى مجال الطب النفسى هل ممارسة الطب النفسى إبداع فى حد ذاته؟

           * المفروض أن التطبيب عموما “فن اللأْم” art of healing والفن إبداع، فما بالك حين نقول أن الطب النفسى هو قراءة نقدية للنص البشرى، وإعادة تشكيله بمشاركته (بمشاركة النص أى المريض) وهل هناك إبداع أكثر من هذا؟

 فقط علينا أن نتذكر أن الإبداع هو عملية النمو ذاتها سواء للمريض أم للطبيب

د. عمرو أحمد حسين:

ارجو توضيح النكوص فى خدمة الذات؟

           * النكوص فى خدمة الذات هى الترجمة المباشرة لأحد أهم “وظائف الأنا Ego Function بتعبير بلاّك، (Bellack) Adaptive Regression in the Service of the Ego

إن النكوص فقط، يعنى الرجوع إلى الحالة البدائية أو الطفلية وهو نكسة ضد النمو، إذا كان هدفا فى ذاته، هو شئ سلبى لو أنه دام أو استعمل كآلية دفاعية (ميكانزم) أما إذا كان جزءًا من حركية الابداع أو النمو أو كليهما فإنه يصبح: حركة للرجوع للأصل لاستلهامه أو احتواء بعضه للتكامل معه فى دفع الذات نحو مزيد من التطور أو الإبداع.

د. ملك دوس:

أرجو توضيح كيف أن فريقاً (من الأطباء والمعالجين) يحمى نفسه؟ وفريق آخر يغامر تدريجيا؟

                                * (انظرى أيضا رّدّى السابق على د. عدلى الشيخ)

أعتقد أن الزملاء الذين يمارسون الطب النفسى الميكنى أو التجزيئى يستعملون ميكانزمات شخصية هى من حقهم، لحماية أنفسهم من التناثر المحتمل إذا ما حاولوا تقمص مريض متفسخ مثلا وهم يعالجونه، لأنه لا أحد سوف يلحقهم إذا تمادوا فيما لا يستطيعون، هذا هو الفريق الذى يحمى نفسه، أما الفريق الذى يغامر تدريجيا بالمحاولة حتى قراءة النص البشرى، ثم إعادة تشكيله – معه / مع النص – نقد التخليق الجديد، فهو الذى وصله فرض حركية النمو المستمر، ثم راح يحاول بهدوء وسط مجموعة من المعالجين تمارس نفس الطريق، وتحت إشراف مناسب.

إضافات وملاحظات أخرى (دون رد تقريبا)

د. عدلى الشيخ:

ما وصلنى من إضافة

– الوصلة بين الفينومنولوجى والبحث الإكلينيكى وأنهما من أقدم طرق التعلم.

– ألاّ يكتفى الإنسان  باتساع دائرة وعيه بمعنى شحذ بصيرته وإنما تحتد بصيرته بمراجعة أراءه إزاء فعله اليومى”.

ملاحظات أخرى

ساعات باشعر أن نظرية “السماح والقبول” هى واقى الطبيب من الجنان وساعات بحس أنها الطريق السريع للجنان ذاته؟

           * أظن معك حق، وهو ليس الطريق “السريع” لأن حوادثه كثيرة، لكن الذى لا يجعلنا لا نحاول هو هو الذى ذكرت، وإذْ وصلتك الرسالة، فلا خوف ما دمت لست وحدك.

د. عمرو محمد إسماعيل:

ما وصلنى من إضافة

هى تأكيد بقدر ما هى إضافة أن الممارسة الاكلينيكية هى فعلا بحث علمى مستمر وأن حجر الزواية فيها هو الباحث نفسه بدرجة وعيه ونضجه وقدرته على معايشة الحالة.

د. محمد نشأت:

ما وصلنى من إضافة

– شروط ومواصفات الممارس الاكلينيكى، صعبة، وهامة.

– الخبرة الذاتية الموضوعية تلعب دوراً هاماً وأساسياً فى التنظير وترتيب المعلومات وتقسيم مراحل النمو.

د. ملك دوس:

ما وصلنى من إضافة

الإنسانية مهددة بانحرافات عقول الإنسان أكثر من تهديدات من خارج الإنسان

***

ثانيا: اليومية الثانية (المختارة)

الصحة النفسية والتطور الفردى وعصر المعلومات

توضيح وردود

د. عدلى الشيخ:

أريد توضيح بعض معالم الصحة النفسية مثلا

 ثالثا “المرونة وليس الاقتراب”؟،

 وأيضا سادسا “التحرك فى الزمن”؟

     * أولا: ردا على ثالثاً أقول إنه ليس مجرد القرب بين البشر وبعضهم، أو حتى بين الإنسان ومعارفه، هو الذى يحقق التقارب وكأن علينا أن نفرح بأن المسافة بيننا قصيرة وكأننا بذلك نوضّح أن القرب فى ذاته ليس هو السبيل إلى عمل علاقة ناجحة وبناءة، وهذا ليس صحيحا

الاقتراب يكون إيجايبا إذا كان جزءاً من حركة مرنة تسمح بالابتعاد والاقتراب طول الوقت، بما يسمح بحركية النمو التى تشمل إعادة النظر والتجدد باستمرار، وهذا هو الأقرب لما هو صحة نفسية على المستوى الذى نقدمه للإنسان المعاصر.

أما عن التحرك فى الزمن، فهذه سمة تتعلق بالمرونة التى أشرنا إليها فى مواقع أخرى، وبالحركية، ثم باعتبار الزمن بُعْداً موضوعيا رابعا (بل أكثر) به يتكون الإنسان، وفيه يتحرك، وهو غير الزمن التتبعى (1، 2، 3، الأربعاء، الخميس، الجمعة … إلخ).

من معالم الصحة النفسية ان تصيح علاقتنا بالزمن إيجابية، وكأننا تدخل فيه ونخرج منه إليه، لا أن نتتبعه أو ننتظر مروره، أو نخاف منه.

وسنعود إلى ذلك فى يوميات قادمة، ومرحليا يمكن الرجوع فى الموقع إلى ندوة الزمن.

د. عدلى الشيخ:

اعترض على معالم الصحة النفسية فى ثالثاً “يكون الإنسان صحيحا .. ليس بقدر ما يقترب من الآخرين بزعم التفانى فيهم” “أو الحاجة إليهم”

إشمعنا دى ماسمحناش بيها؟

    * فبالنسبة للجزء الأول، برجاء قراءة الرد السابق مباشرة

بالنسبة للجزء الثانى:

 الذى ننفيه هنا ليس الحاجة إلى الناس ، ولكن نحن نحاول التنبيه ألا يكون الاقتراب فى ذاته هو دليل العلاقة، أو أن تكون “الحاجة إلى” هى كل العلاقة وقد صورت ذلك شعرا فى أغوار النفس

“…أنا نِفْسى حر بعوزنى

وأعوز عوزانه…”

هذا النوع من الحاجة هو إلغاء للآخر الموضوعى.

د. عدلى الشيخ                                 

– إبتديت أخاف من كثرة السماح والمرونة مش فى العلاج .. فى حياتى اليومية.

– معالم الصحة النفسية سابعاً .. فكرتنى بكلمة فى فيلم العراب

“The God Father” Keep your friends close … and your enemies closes”

      * الخوف شئ جيد، شريطة أن يكون دافعا لمزيد من اليقظة، وليس سببا للعدول عن التقدم والمخاطرة نحو الأحسن والأنضج.

د. ثناء جرجس:

أرجو توضيح:

1- الحركة الاستقطابية التكاملية المحيطة؟

2- الحركة الجدلية التكاملية؟

     * برجاء الرجوع إلى يومية 13-1-2008  (عن الثقة والتخويْن وحركية النمو والنمو البشرى “1”) وسنرجع إلى ذلك بتفصيل التفصيل لاحقا يوميات.

د. ثناء جرجس:

أرجو توضيح:

 مظنة تصنيف البشر إلى أعلى وأدنى؟

           * حين وصفت هذه المستويات فى البداية (سنة 1968) كنت متحمسا حتى أعطى لأغلب البشر الحق فى أن يوصفوا بأنهم أصحاء، حتى لو بالغوا فى استعمال الدفاعات، بأقل قدر من البصيرة ودون إبداع، وقد تصورت آنذاك أننى بذلك أتجنب التعريف المثالى للصحة النفسية الذى وقع فيه الكثيرون وهم يتكلمون عن الصحة الإيجابية، بما فى ذلك تعريف هيئة الصحة العالمية.

 لكننى انتبهت لاحقا إلى أن المستويات الأعلى للصحة التى وضعتها لطبقات أعلى من التوازن البصيرى أو الإبداع هى تصف عددا أقل من البشر لدرجة الندرة، وبالرغم من أن هذا صحيح فقد داخلنى خوف أن نحكم على بعضنا البعض بالأعلى والأدنى، وهذا فى حد ذاته يضعنا فى مأزق تمييز صفوةٍ ما بصفات إنسانية أرقى، فرحت أراجع الأمر، ولم أطمئن إلا حين أكّدت فى تنظيرٍ لاحق أن الانتقال من مستوى إلى مستوى أعلى هو دائما متاح لكل الناس دون استثناء.

د. ملك دوس:

أرجو توضيح ما هو تلوث الوعى؟

           *  أقصد بذلك أن المعلومات النافرة، والمُقْحَمة والتى تنحشر فى وعينا دون فرصة حقيقية لاستيعابها (الآن، وحتى مستقبلا) تصبح أشبه بالجسم الغريب، لو لم نهضمها أثناء حركية النوم الحالم أو مسيرة النمو عموما،

 ويظل الوعى ملوثا ما ظلت هذه المعلومات جسما نافرا غريبا، إن المسألة ليست مجرد وجود معلومات غير مُتمَثلة، وإنما هى فى كثرة هذه المعلومات واغترابها لدرجة تفسد حركية تناسق مستويات الوعى وتحول دون فاعلية الإيقاع الحيوى.

د. ملك دوس:

أرجو توضيح عبارة “بقدر المسافة التى يتحرك فيها الإنسان وليس الإنجاز الذى يحققه؟”

           * تركز التربية العادية التى نعيشها جميعا على النجاح، والتفوق، والزيادة الكمية، والاستهلاك الأكثر، وكل هذا إن لم يكن وسائل لدفع مسيرة النمو، إبداعا ذاتيا وناتجا، فهو لا يحقق الصحة النفسية التى نأملها

أما الإشارة إلى فكرة “المسافة” فهو مرتبط بالتأكيد على حركية النمو وحتم المرونة، فلا يمكن أن يتم هذا أو ذاك إلا فى مساحة كافية: بمعنى “السماح: الذى يتيح الفرص للتواصل المتجدد بين البشر وبعضهم البعض.

د. محمد نشأت:

أرجو توضيح كيف أن الإنسان المعاصر يكون صحيحاً نفسياً بقدر ما يصبح الجنون جزءاً من وجوده؟

           * والله عندك حق، ما أغمض ذلك، ثم إنه مخيف، أنا لا أقصد هنا الجنون بمعنى فقد التوازن والتفسخ، والانسحاب من الواقع والتحوصل حول الذات، أنا أقصد “حالة الجنون” التى نمارسها فسيولوجيا فى الحلم مثلاً بإيقاع معين له أول وله آخر،

الجنون يصبح جزءا من وجودنا حين نعرف أن “حالة الجنون” (بالمواصفات السابقة) هى احتمال قائم من حيث المبدأ، لأنها جزء من آليات الحركة الإيقاعية للوعى على مسيرة التكامل، وبالتالى فإن السماح بالجنون، هو السماح بأن نعتبر هذه الحالة تعتبر طبيعة بشرية طالما هى مرحلة تتبادل مع غيرها، وهى لا تصبح جنونا صريحا إلا إذا

 استقلت،

 ودامت،

 وفرضت نفسها،

 ويمكنك الرجوع إن شئت إلى هذا الموضوع بالتفصيل فى كل من “الإيقاع الحيوى”، “وجدلية الجنون والإبداع.

د. محمد نشأت:

اعترض على إن الإنسان معرض للإنقراض؟

           *أنا شخصيا فوجئت – ومازلت – حين عرفت أن ما بقى من الأحياء عبر التاريخ الحيوى ليس إلا 1…% (واحد فى الألف) (1)وبالتالى فإن كل الأحياء الحالية بما فيها الإنسان لا تمثل إلا هذا الواحد فى الألف، فالنوع البشرى عرضه للإنقراض بنفس النسبة 99.9 %، فما بالك إذا كان – نتيجة لغباء فئة منه وجشعهم، يصبح معرضا أكثر فأكثر لهذا المصير (الطبيعى) يسارع فى هذا الطريق؟

د. عمرو أحمد حسين:

أرجو توضيح المستويات الثلاثة للصحة النفسية؟

           * عندك حق فما قدمناه فى اليومية موجز جدا ويمكنك أن ترجع إلى الموقع للنظر إلى الأصل ، حيرة طبيب نفسى وهو فى كذا صفحة (  ) ثم تنتقل بعد ذلك إلى ما تم من تحديث.

د. عمرو أحمد حسين:

اعترض على فكرة أن الإنسان مهدد بالإنقراض وربط ذلك بفيضان المعلومات فإنقراض الإنسان يعنى نهاية الوجود؟

                                * أنظر إجابتى على د. محمد نشأت (منذ قليل)

وأضيف هنا أن الجزء الأخير من تساؤلك “انقراض الإنسان يعنى نهاية الوجود” يدل على مدى غرور الكائن البشرى (على تفاهته وروعته)، والوجود يا عمرو موجود قبل الكائن البشرى وبعده (بالسلامة).

إضافات وملاحظات أخرى

الصحة النفسية والتطور الفردى وعصر المعلومات

د. ثناء جرجس:

ما وصلنى من إضافة

REM هو عدم التوازن الخلاق!!

ولا يكون عدم التوازن خلاقاً إلا إذْ انتهى نهاية مفتوحة!

هذا يعطينى احساس بالأفق وحرية الارتفاع ورؤية السماء بلا قيود أو حدود) هذا فتح الأفق أمامى إلى ما لا نهاية.

ملاحظات أخرى

أعجبنى القول:

1- “تناوب نابض بين الاستيعاب والبسط.

2- … يستغنى الشخص أكثر فأكثر عن الإفراط فى استعمال الحيل النفسية العلمية لتقوم نحو مزيد من الإبداع (هذه الجملة جعلتنى أهتدى إلى إجابة السؤال الذى طالما أرّق عقلى، وما هى علامات النمو وكيف أعرف أنى أنضج؟).

3- قول أعجبنى: “نساهم فى صناعة التاريخ بوعى قادر”، فى وقت أنى غريبة واخترت أن أحتفظ بأفكارى لنفسى لأنى لا أجد من يشاركنى الحلم والأمل والإيمان وأطلّع للناس اللى بيفهموه، يعرفوه واللى مش عايزين يعرفوا غيره)، شجعنىت ما قلت أن أكمل هذا الإيمان.

                                * عالبركة، شدى حيلك

د. ثناء جرجس:

هذه اليومية أثارت داخلى بأمانة عشرات الأسئلة، قد تكون قد وقعت فى حيرة أكثر، لكن على الأقل فكرت أكثر، شعرت أكثر، تغيرت وأعتقد أنى كبرت أكثر.

                                * ولماذا هذا الاستعجال؟ واحدة واحدة!؟

د. ملك دوس:

ما وصلنى من إضافة

تقسيمة العمل/ التكيف/ الرضا، لغة التصنيف تحولت إلى لغة النبض والحركة.

د. عمرو أحمد حسين:                          

ما وصلنى من إضافة

الربط بين أحداث الحياة والمعلومات والموت وحب الذات والتلوق وصحة الإنسان النفسية.

***

بعد اليوميتين

بريد حقيقى واعتراض شجاع

جائنى هذا الاعتراض المنهجى وهو رفض لفكرة فرص التدريب هكذا، وذلك حين فهمت الدكتورة مى حلمى (بوجه حق) أن المطلوب هو الاستجابة بكل هذه التنويعات على كل اليوميات كل أسبوع.

د. مى حلمى:

مثل البرق بين الغيوم السوداء

سوف تخترق كلماتى ظلام فكرك

لتصل إلى إحساسك – وجدانك – مباشرة

فلا تحاول أن تفهمها جدا!..

ولسوف تشرق فى فكرك بعد حين

(!!!!!…………………

اقرأ هذا الكلام وأتعجب لقرارك بفرض قراءة اليومية وفرض التعليق عليها .. بجد مش فاهمة ليه!! اللى بيوصل وحضرتك دايما تقولنا

……………………….

ولذلك اسمح لى بعدم التعليق على كل المقالات حتى لا يجتاجنى ذلك الشعور السخيف بالنفاق والاكتفاء بالمشاركة كل حين بما يدور داخلى من تغيرات أو اعتراضات أما عن تعليقى بعد هذه المقالة: هل ثمة حاجة وصلت؟ بما يفيدنى شخصيا فهو “جت فى وقتها يعنى”، وبالتالى فى علاجى للمرضى.

……..

                                * أشكرك يا مى على شجاعتك

ولكن بالله عليك أنت تتكلمين عن “فرض” القراءة، و”فرض” التعليق، أرجو أن تتوقفى عند كلمة فر ض هذه،

 أنت تعرفين يا مى أننى توقفت منذ سنوات عن المشاركة فى الامتحانات كلها دون استثناء، كما تعرفين اننى لا آخذ “الغياب” (!!) لمن يحضر لى أو لا يحضر، وتعرفين أننى لم أطلب أى إلزام من أى سلطة لحضوركم إشرافى الأسبوعى على العلاج النفسى، أو المرور، أو جلسات العلاج الجمعى التى أسمح فيها بحضوركم علانية، كل ذلك هو اختيار محض ولم أطلب حتى أن يكون لأى من هذا نقطا فى دراستكم الرسمية للشهادات الأعلى، فمن أين يأتى الفرض؟

الأمر يكون فرضاً (أو قهراً) إذا كان مصدره يملك سلطة “الثواب والعقاب”، فما هى السلطة التى أملكها حتى يصبح ما أعرضه فرضا وأنت تعلمين انسحابى من أى موقع فيه هذا الاحتمال (الامتحانات، والرسائل إشرافاً ومناقشة و….. إلخ)

– ثم لاحظى أن هذه الكلمة التى اقتطفتيها هى كلمة الافتتاح لكتابى “حكمة المجانين” وهى هى أوردتها على لسان النفرى، هنا فى اليومية وهى لا تنطبق أساسا إلا على ما جاء فى “حكمة المجانين” ومثل ذلك من أنواع الخطاب، مثلا مثل حوارى مع مولانا النفرى ومثل كلام النفرى نفسه وهو يتجرأ أو يحكى بلسان رب العالمين – و”قال لى”، و”قال لى”-،

ثم ألم تلاحظى أننى اخترت للقصر العينى فى هذه التجربة موضوعين اكلينيكيين أساسيين لكل طبيب نفسى “الصحة النفسية” “والممارسة الإكلينيكية” وكلاهما فى صلب التخصص، أنا لم أختر موضوعاً أدبيا أو تعتعة.

ثم بالله عليك متى لاحظتى أننى اقبل نفاقا وكيف؟

 الله يسامحك! ومن الآن انا أعفيك شخصيا من الاستجابة،

وأخيرا أطمئنك

أولا: أنها مجرد تجربة للتمرين سوف تنتهى خلال أيام أوأسابيع.

ثانيا: أنه لو استمر فيها واحد فقط أو واحدة فسوف استمر معه كما تعلمين.

 – “أرجو توضيح، أو أرفض”، هى كلمات مضافة أثناء تحرير البريد، لتوضيح وعلاقة الرأى بالعناصر المطروحة.

[1] – الإنقراض جينات سيئة أم حظ سئ؟، دافيد م. روب، ترجمة : مصطفى ابراهيم فهمى، 1998، المجلس الأعلى للثقافة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *