الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / كتاب: “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه” الكتاب الثانى: الحالة: (41) ثمنٌ غالٍ لجوعٍ غبىّ (العلاج النفسى: ضمير خارجى) (2 من 2)

كتاب: “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه” الكتاب الثانى: الحالة: (41) ثمنٌ غالٍ لجوعٍ غبىّ (العلاج النفسى: ضمير خارجى) (2 من 2)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 12-1-2022

السنة الخامسة عشر  

العدد: 5247

الأربعاء الحر:

مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه  (1)

الكتاب الثانى الحالات: من (41) إلى (60)

بقية الحالة: (41)

ثمنٌ غالٍ لجوعٍ غبىّ

(العلاج النفسى: ضمير خارجى) (2من 2)  (2)

هذا هو الجزء الثانى للحالة التى نشرت الأربعاء الماضى، وهو تعقيبات الأصدقاء، وعلى من يريد المتابعة أن يبدأ بإعادة قراءة نص الحالة نشرة الأسبوع الماضى بتاريخ: 5-1-2022

التعقيب والحوار:

د. حسن سرى

المقتطف: “الاحترام ده مسئوليه كبيرة ورائعة وصعبة”، بس ياخد باله هو فيه مسافة حاططها بينه وبين اللى بيحترمه، ويا ترى هوه باصص له من فوق وبيفّوت، ولا بيحتويه، وواقف جنبه وهو معاه وعارف وممكن يتألم معاه بصدق”،

التعقيب: أعتقد أن هناك مسافات اخرى للاحترام أرجو من سعادتك ايضاحها.

د. يحيى:

حاضر، أعدك ألا أكف عن محاولة ذلك وباستمرار

ياليتنا نبدأ باستيعاب هذا الذى اقتطفتَه فهو صعب ومكثف، ثم نرى.

د. حسن سرى

المقتطف: “الصعوبة فى عمل أى علاقة بشرية حقيقية على أى مستوى”

التعليق: ما هى الدلائل على وجود علاقة حقيقيه بشكل عام وكذلك بوجه خاص بين الزوجين.

د. يحيى:

يا د. حسن، وهل نحن تناولنا شيئا فى كل نشرات الإشراف (بما فى ذلك ما نشر فى باب: التدريب عن بـُـعـْـد) أكثر من هذه المسألة؟! نحن نواصل المحاولة، وأنت معنا

خطر لى الآن أن أشير فى بريد قادم إلى بعض النشرات التى  سبق أن تناولتْ جوانب مختلفة من هذه المسألة الجوهرية “علاقة بشرية حقيقية!!”، أنا كتبت كتيراً فى طبيعة هذه العلاقة وتطورها خصوصا فى مجتمعنا، أخشى أن أكرر فينقلب إلى درس نظرى.

د. محمد أحمد الرخاوى

حكاية (الاستعمال الجنسى) الـ (Abuse) دى منتشرة هنا (فى استراليا) انتشار مرعب لدرجة انهم طلعوا هنا قانون لأى طبيب انه عليه التبليغ إجبارى عن حالات الـ Abuse. حكاية الاستعمالات من الظاهر وكل تشكيلات التشويهات فى العلاقات هنا (وغالبا فى كل مكان) على عينك يا تاجر.

الاشكالية فعلا هى كيف يحترم أى حد أى آخر ثم يواكبه قبل وبعد أى تشويه.

ألعلاقات الانسانية صعبة صعبة صعبة ومن تخطى هذه الصعوبة هم فعلا أقل القليل، وهل الحل هو تسهيل العلاقات الكاملة المشروعة منذ السن المبكر بالزواج لتنمية فرص التكامل ومن ضمنه الجنس كبداية جملة مفيدة او تكملة جمله مفيدة؟

د. يحيى:

لا أظن أن هذا هو الحل، “الزواج البدرى بدرى”!! برغم أنه حل سهل على ما يبدو، ليس حلاً لأن له متطلبات ومسئوليات أخرى  وليس عندى حل جاهز يصلح لكل الناس.

دعنى  أذكّرك يا محمد أن الزواج هو تنظيم ناضج، (المفروض يعنى) ، لذلك فهو صعب، ويزداد صعوبة فى السن المبكرة، ولا ينبغى أن يكون الزواج مجرد تفريغ أو تشكيل اجتماعى مقبول، وقد تعجبت من تعقيبك وتعلمت منه كيف أن الاستعمال الجنسى موجود فى ثقافات شبه أوروبية (استراليا) برغم مساحة الحرية الحقيقية أو المزعومة.

د. مدحت منصور

وصلنى من أول كلام المعالجة عن ملابس المريضة لحد رفضها للعلاقة مع الشاب محاولة إدخال المريضة ضمن منظومة الدين والأخلاق، أثار فى ذهنى مسألة منظومة الدين والأخلاق للمعالج وأحيانا قسره على دخول المريض داخلها وأحيانا رفض المعالج من داخله خروج المريض عن هذه المنظومة أيا كانت ديانته مقابل علاقة القبول (قبول الآخر) كبداية للعلاقة السليمة وإن كان مختلفا، نفرض أن هذا الشاب لا يستغل المريضة فهل سيغير ذلك من موقف المعالج أم أننا سنتكئ على أنها أشطر منه بكثير وأجدع ، أنا أحاول ألا أكون نظريا أكثر من اللزوم ولكن الرفض أو القسر يصل المريض، أى نعم هى مسئولية كبيرة تلقى على عاتق المعالج وتعذبه، ولكن هذا قدره طالما أراد أن يمتهن تلك المهنة الصعبة وقرر ألا يستسهل، نعمل إيه؟ نقبل العلاقة الفاسدة  كما هى وكما فهمت من كلام أستاذنا نشعرها بداية أنها موجودة ولها احترامها وإنها خلقة ربنا وعشان كده قابلينها بعبلها، ونبص معاها مش من فوق ولا من على دماغها ونرفع الوصاية ونتركها تختار لنفسها وتكون صاحبة القرار ونستوعب تغييرها لقرارها؟ هى لو حست إنها بنى آدمة مش حتخلى حد يستغلها ولا حتخلى حد يهينها وحنوصل للى عايزينه من غير ما نخاف على درجة نضجها ونحوط عليها ونوقف نموها.

د. يحيى:

ياليت.

لكن إياك أن تتصور أن ما قلته بهذه السهولة والطلاقة يمكن تطبيقه لمجرد أنه كلام منطقى سليم.

أ. رامى عادل

قوليلى انك مبتحبنيش، اصلك صعبانه عليا، تقعى فى نفس الفخ، اللى منصوب من زمان، بنفس الكلمه المتسربعه، اللى بتتقال عشان نفوت لبعض نزواتنا، او نقدم لبعض التنازلات، الاهم اننا نقرب واحده واحده، يمكن تعرفى نقط ضعفي، واعرف عيوبك كمان، ويمكن ساعتها نقدر نعترف ببعض، من غير ما نبوح.. بالسر، نحتفظ بيه يمكن يقومنا من كبوتنا، مش د ايما الاعتراف بيكون سهل، ده محتاج  وقت ودليل ، مش يمكن  يكون مقدمه لحاجات بايخه، مش يمكن ندالتنا وعدم استحمالنا يكون عوض عن حاجات منتشره تحت اسم العشق، ومش يمكن ندالتنا تخلينا نستمر تحت أى اسم،مش عايز احبك من اصله، الكلمه دى مش فى قاموسي، انا عايز نحب، نكون سوا من غير ما نعرف، عايزك تكونى معايا فى نفس الوقت، عايزك تستحملى فراقى حتى لو مقلتيش، ودى صعوبات فى البحث عنك وياكي، انى ألاقيكى طول الوقت وملاقيكيش، تبقى مش معايا وجوايا، أقوم أحس انى مش لوحدى، أصلى بدور على صاحب يتصاحب، أو قولى خليل، يونسنى ويكون ضنايا، الاعتراف مش دايما بيكون سهل، ده مقدمه ساعات لنكسات وقلة ربايه، عايزك تحس إنى بوابتك للدنيا التانيه، اللى مش باينه، عايزك روحى اللى بتتنقل، عايزك عش وحضن وألفه، عايزك موضوعى اللى بيكبر وبيتفرع، عايزك شجرة حب، تضلل على اللى جوايا، ياترى انتى كمان عايزانى احس بالهمس اللى بينطق جوا عنيكي، انك انس وجن، انك لحن وفن، انك نجمه، انك شهادة للجميع بانى حى حى حى.

د. يحيى:

شعر هذا أم ماذا يا رامى!!!؟؟

حلوة حكاية: “نكون سوّا من غير ما نعرف” !!

وأيضا: “دى صعوبات فى البحث عنـِّك ويّاكى”

وكذلك:  “عايزك شجرة حب تضلل عاللى جوايا”..الخ .. الخ

وبعدين بقى يا رامى!!؟ وبعدين معك؟

 أنا أفرح حين يصلك مثل ذلك،

 لكننى أعود وأدعولك أن تـُكـْمـِل.

وهل يا ترى هناك من أصدقاء البريد مـَـنْ يشاركنا فى محاولة فك الشفرة – التى تستعملها-

أ. كريم محمد محسن

روح يا شيخ الله يفتح عليك وينفع بك  الناس، فعلا صدق الصوفية لما قالو “من عمل بما علم ورثه الله  علم ما لم يعمل”، وفى الحديث الشريف نفس النص، مش متأكد، ولو ان موضوع احترام التاريخ الجنسى غير الشرعى للمريض  ولغير المريض دى حاجة صعبة اوى فى مجتمعنا حتى على المعالج نفسه ونفسى تتكلم عليها بالتفصيل، يعنى مرة حضرتك قولت أن الرجل ممكن يسامح الست لو غلطت وتابت ويعتبر أن الشخصية للى كانتها هى الى غلطت، هو كلام منطقى بس محتاج نصف إله عشان ينفذه، بعدين حضرتك بتلخبطنا ليه يا دكتور يحي، يعنى إحنا بعد ما أهالينا يربونا إن دا عيب وحرام وبعدين حضرتك تيجى تقول نسامح ونستحمل…..عشان تصدقنى لما قلت لحضرتك انك مبتسبش حد ينام.

د. يحيى:

ربنا يخليك يا عم كريم .

بالله عليك ماذا نفعل وقد حملنا الأمـَانـَة؟!

 فلنجتهد حتى لا نتوقف فنستحق هذ الوصف: “.. ظلوما جهولا”.

بالله عليك يا كريم هل لو نِمْنَا وطـَـنـْـبـَـلـْـنا (3) حاتتحل المسألة لوحدها، ونحترم نفسنا قد تعرضنا لها ولم نحتمل؟

هذا علما بأن المسألة – كما حاولت أن أشرح فى الرد- ليست سماحا أو غفرانا بقدر ما هى احترام ومثابرة لمواصلة النمو معا، وثوقا فى رحمته تعالى،

 مع صبرنا علينا طول الوقت، أيضا “معا”

د. أسامة فيكتور

أولاً: وصلنى إن الجنس حاشر نفسه فى كل حاجة شئنا أم أبينا وماينفعش علاج نفسى من غير ما أعرف تطور التاريخ الجنسى لدى العيان.

د. يحيى:

ياليتنا نستطيع أن نعرفه، ليس فقط بما يقوله المريض، ولكن بما لا يقوله،

وياليتنا لا نستسلم لتأويلات فرويد الملتبسة (السطحية برغم التعقد والتعقيد للأسف)

 بل ياليتنا نعرف تطور التاريخ الجنسى لنا نحن،

 ليتنا نمتلك الشجاعة.

د. أسامة فيكتور

ثم إنه قد وصلنى قيمة الاحترام وازاى هو بضاعة احنا بنبيعها زى ما بيقولوا إننا بنبيع الحب، نحن نبيع احترام من نوعية “احترام على الرغم من” … مش “احترام عشان أنت مؤدب وبتسمع الكلام وبتشرب اللبن”، لا ده احترام آدمى فعلا … شفته فى هذه الحالة تحديدا وكمان شفته فى حالات تانى كتير.

 د. يحيى:

الاحترام هو أحد أرقى تجليات الحب، خاصة إذا مَلأَنا بصدقٍ فى غياب من نَحْترِم (كما فى حضوره).

د. نعمات على

اتعجب لماذا فى المرحلة دية بالذات عِرْفتْ واحد بره مش باباها ولا عمها وعملت معاه علاقة كاملة؟ هل قبل ذلك كان لها علاقات؟

فى اعتقادى أن شكلها واحساسها بنفسها عامل مؤثر، لابد أن يتم معها الشغل فى تلك المنطقة.

د. يحيى:

أعتقد أن المعالِجْة تحاول أن تقوم باللازم فى كل المناطق،

وربما كان تعرّف المريضة على هذا الشاب أثناء العلاج هو نقلة ما فى حركية نموها، حتى لو بدت أن النقلة هى إلى شخص أسوأ فى البداية.

د.محمد الشاذلى

ربما إساءة الاستغلال الجنسى من قبل الأب والعم فى سن مبكره هى ما حفزت هذا النوع من التواصل مع الآخر كأنها الطريقة الوحيدة نحو العالم بهذه اللغة الجسدية المغتربة جداً.

د. يحيى:

ربما.

أ. عبير محمد

محتاجة أعرف كتير عن ديناميات العلاقات داخل الأسرة (قبل وبعد انفصال الوالدين) وكمان معلومات أكثر عن شخصية الأب والعم.

د. يحيى:

ألم تلاحظى يا عبير  فى كل مرة، أن هذا الباب لا يناقش إلا النقطة المطروحة للإشراف، وهوغير باب عرض الحالات يا شيخه، (حالات وأحوال)

أنا ذكرت ذلك أكثر من عشر مرات على الأقل منذ بدأت نشر هذا الباب، ما الحكاية؟!!!.

 لستِ أنت فقط، ولكن كثيرا من التعقيبات تنسى طبيعة الباب وأنه “الإشراف” (التدريب) عن بـُـعد بمناقشة نقطة معينة أو سؤال محدد.

د. ماجدة صالح

أعتقد أننى لو كنت مكان أ. هايدى لبدأت بتعليم هذه المريضة كيف ترى نفسها وتحترمها وتنمى علاقة جيدة بجسدها من خلال علاقتى العلاجية بها (الاحترام والقبول والإحاطة والتواجد)، ومن ثم تبدأ هى فى رفض هذا المستوى من العلاقات المستغلة، المنتهكة لجسدها دون مقابل فتنتقل تدريجيا إلى مستوى آخر من العلاقات الأكثر نفعاً وإشباعاً.

د. يحيى:

يا ماجدة يا ماجدة، أهكذا بهذه المباشرة؟

العلاج النفسى يأمل فى “تعليم” يسمح بالنضج والنمو دون أى تعليم!!

الأرجح عندى أن هايدى تمارس ذلك بطريقتها.

ربنا معها، مـَـعهما، ومـَـعـَـنا.

د. محمود حجازى

شكراً على هذا العرض الوافى، وصلنى منه الكثير، ولكن عندى سؤال فى ظل القوانين الحالية هل من الممكن وصف الدواء على أساس الفرض السيكوباثولوجى.

د. يحيى:

طبعا ممكن ونصف، لا تخف يا محمود، سوف نظل نعالج مرضانا بأرخص الأدوية وأنجعها، هذا علم منشور وهو سندنا، رغم أنف أى قانون حتى يسحبوا منا حقنا فى عبادة ربنا عبادة صحيحة بعلاج مرضانا علاجا صحيحا يا شيخ، نحن فى بلد طيب، مع مرضى طيبين، ولسنا عبيداً عند شركات التأمين والأدوية ونقابة المحامين!!، والأدوية حين تنشّن على الجزء الذى استشرى وطاح نشازا، تساعد فى عودته إلى التناغم من خلال كل وسائل العلاج معا.

د. محمود حجازى

هذه اليومية مفيدة: أنا قلقان، حالات كثيرة ومنها الوساوس لم تظهر أى تحسن إلا عند إعطائها نيورولبتات، وحالات كثيرة مهما كانت الشكوى أو الأعراض ربما فقط التوقف الدراسى مثلا دون أى أعراض ذهانية فى ظل وجود تاريخ عائلى إيجابى للمرض النفسى حضرتك تعطيها مضادات ذهان هل هذا ممكن حاليا؟

د. يحيى:

طبعا هو ممكن حاليا و”نصف”،

تعطيها ما تراه فى صالحها من واقع الممارسة وليس لإثراء شركات الدواء. (مع مراجعة نهاية الرد السابق لو سمحت!)

أ. محمد إسماعيل

وصلنى:

إنها ضحية “النص المعاد”

إن الجنس قد يكون بداية أو تكملة أو إجهاض (قطم).

كيفية قبول العلاقات البديلة والسطحية مرحليا ومحاولة الانتقال بها إلى ما هو أكثر نضجا،

وصلنى جدا دور الدواء وشرح حضرتك له

وصلنى دور الاحترام وصعوبة وخطورة فهمه خطأ.

د. يحيى:

بصراحة يا محمد، كثيرٌ هذا الذى وصلك، ربنا يبارك فيك، وتتحمل مسئوليته.

د. مشيرة أنيس

د.يحيى: لى ملاحظة من واقع الشغل والحياة عموما ..فأنا أرى بانتظام وعلى شكل علاج نفسى فردى عدد من السيدات المحترمات جدا جدا…سواء فى شغلهم أو فى أسرهم …وأفاجأ أنهن لديهن علاقات خارج إطار الزواج…مع رجال أيضا محترمين جدا جدا…

الحاجة الغريبة فى الحالات دى أنه لا توجد علاقة جسدية…يعنى العلاقة تكون على شكل مكالمات واطمئنان كل على الآخر وطبعا كلام حلو وحب…وبس

يعنى احدى المريضات قعدت معايا سنة كاملة ما بين علاج فردى وجمعى تعالج من اكتئاب شديد لدرجة دخولها المستشفى أكثر من مرة وتأخذ مضادات اكتئاب بجرعات عالية وبعد عدة جلسات أخبرتنى عن مشكلة زوجها مع سرعة القذف وأنه رافض العلاج….وبعد شهور طويلة أخبرتنى عن هذه العلاقة مع شخص كان يحبها قبل الزواج…وهو خارج مصر فالشخص ده بيكلمها بالتلفون وبيبعت هدايا ليها ولولادها…و أنا طول الوقت عمالة أزق انه أكيد مش بيحبك لوجه الله كده …هوه اكيد مستنى حاجة منك؟؟؟.

بجد الناس دى ملخبطانى ومخليانى أعيد حساباتى فى طريقة تفكيرى عن المشاعر الانسانية، فانا لدى مخزون متوارث من أمى وجدتى عن أى راجل  وإيه اللى بيعوزه من الست…. وموروث من الأفلام والمسلسلات ودلوقت خبرة حقيقية وناس من لحم ودم أجبرونى على اعادة الرؤية

ما لاحظته أن أغلبية السيدات اللى بحكى عنهم طبعا فى مشاكل فى العلاقة مع الزوج …سواء فى مشاكل وضعف جنسى زى الحالة اللى شاورت عليها، أو شكوى من سلبية الزوج والاحساس بالملل والموت فى العلاقة، ورفض الزوج حتى محاولة التجديد أو الاحساس بما تريده الزوجة، وكأن الراجل ينفع برضه يعوز حاجة أو حاجات من الست غير الجنس…. السؤال هو عن المأزق الأخلاقى اللى بينى وبين نفسي..أنا عارفة ان احنا لا نحكم على المرضى ولا نقيم الأشياء بمنظور الحلال والحرام…..ولكن التجارب دى فارضة عليا اعادة رؤية للعلاقات الانسانية عموما وكأنه لا يصح اختزالها بهذا الشكل المخل؟؟؟

د. يحيى:

أى اختزال وأى شكل مخلّ؟

 أرجو أن يصلك من كل هذا صعوبة حمل الأمانة جنبا إلى جنب مع ضرورة احترام من يلجأ لنا حتى لو عجزنا عن استيعاب تفاصيل موقفه، وألا تتداخل قيمنا الشخصية كثيراً فى مسيرة العلاج.

لكن دعينى أقر أن معك حق فى ملاحظاتك، فقط برجاء الحرص دون المبالغة فى التعميم، وكذلك العمل على عدم استسهال الحلول النصائحية والوعظية، وأيضا الحذر من أن يحل “الكلام” وخاصة عبر الهواتف هو البديل الجاهز للعلاقة البشرية المسئولة والصعبة.

شكراً.

[1] –  يحيى الرخاوى: “كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه، ” منشورات جمعية الطب النفسى التطورى (2018)، والكتاب موجود فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مؤسسة الرخاوى للتدريب والأبحاث: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا حاليا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net

[2] – نشرة الإنسان والتطور: 31-5-2009  www.rakhawy.net

[3] – طـَـنـْـبـَـلَ: يعنى “طنـِّـش” بالعامية المصرية

النشرة السابقة 1النشرة التالية 1