الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / كتاب: الطب النفسى بين الأيديولوجيا والتطور : الفصل الثالث: حالة إعاقة “أيديولوجية”!!! (من العلاج الجمعى) (الحلقة 6)

كتاب: الطب النفسى بين الأيديولوجيا والتطور : الفصل الثالث: حالة إعاقة “أيديولوجية”!!! (من العلاج الجمعى) (الحلقة 6)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد20-10-2019

السنة الثالثة عشرة

العدد:   4432

كتاب: الطب النفسى

بين الأيديولوجيا والتطور (1)  (الحلقة 6)

الفصل الثالث: حالة إعاقة “أيديولوجية”!!! (من العلاج الجمعى)

………………

……………..

الأيديولوجيا والحرية:

معالم توضيحية أخيرة بها بعض الإعادة:

  • إن الأيديولوجيا على كل مستوياتها هىقيد “جيد نسبياً” على الحرية،

  • إذا كانت الحرية الحقيقية هى المجال الذى يستعيد فيه المريض فرص نموه، ومن ثم فرص شفائه، فلا بد أن يكون هو هو نفس المجال الذى يمكن أن يخطو فيه المعالج خطوات نموه،إنسانا، وحرفيا، وناقدا، ومبدعا، وعالما عارفاً.

  • تتناسب صلابة الأيديولوجيا (الداخلية خاصة)تناسبا عكسيا مع الحرية المتاحة للمريض والمعالج على حد سواء.

  • إن المهرب من مواجهة جرعة الحرية الضرورية لاستمرارية حركية النمو هو مهرب جيد ومشروع، لكنه عادة غير مطروح بهذه البساطة فهو يتستر وراء صلابة الأيديولوجيا.

  • إن الحذر واجب من الاستسلام لأيديولوجيات تـُفرض علينا من خارج ثقافتنا حتى لو كانت بلغة علمية (سلطوية) أو لغة علمية مالية (شركات دوائية) أو حتى بلغة مذهبية سياسية أو دينية.

  • إن تناول “مسألة الحرية “تنظيرا أو مناقشة” لا يفيد كثيرا فى توسيع دائرة الحرية للمريض أو للطبيب معا.

  • إن ممارسة العلاج من منظور نمائى (تطورى) قد يعلـِّمنا أكثر فأكثر ضبط جرعة الحرية البناءة للمريض والمعالج على حد سواء.

  • إن الحرية كقيمة ساكنة ليست شرطا للتمتع بالصحة النفسية، بل قد تكون العكس إذا اصبح الحديث عنها هو بديل عن ممارستها، حتى تكاد تنقلب إلى أيديولوجيا خفية (تحت شعار مثل: الحرية هى الحل، قياسا على “الديمقراطية هى الحل” أو حتى “الإسلام هو الحل”).

  • إن قوانين حركية النمو، وبالذات الإيقاع الحيوى، والجدل الخالقى، وبرامج الدخول والخروج المفتوحة النهاية، هى الأوْلى بأن تكون دعائم ما هو حرية مطلوبة للممارسة الطبنفسية البناءة للمريض والمعالج على حد سواء.

  • إن تنظيم المهنة وما يسمى حقوق الإنسان أو حقوق المريض أو حتى حقوق الطبيب أوالمعالج عاجزة عن أن تحتوى كل أبعاد ومستويات الحرية الحقيقية لكل من المريض والطبيب (المعالج) مهما بلغت دقتها، ولمع بريقها، ومهما أفادت فى تصور إمكانية تطبيقها إلا على مستوى التنظيم الظاهرى للتعاملات السلوكية المختزلة.

  • إن الحرية الحقيقية التى تتم من خلال التعاقدات العرفية المتعددة المستويات، المختبرة بالنتائج الإمبريقية لنفع كل من المريض والطبيب على حد سواء ينبغى وضعها فى الاعتبار آملين أن نجد لها تنظيما عمليا يقننها فى وقت لاحق من تطور العلم والقانون والمعرفة والإبداع الإيمانى.

  • إن المسألة صعبة جدا جدا.

وبعد

أعرض فيما يلى  تصويرا ساخر ناقدا لمأزق حالة “تشنج أيديولوجى”

مقتطف من العلاج الجمعى (شعرا بالعامية المصرية) (2)

لهذه القصيدة حكاية، فقد صدرت فى الطبعة الأولى لديوانى بالعامية المصرية “أغوار النفس” باسم “شـَبَه الإنسان” (فى 166 كلمة)، ثم جرى تحديث محدود بعد ذلك، لم ينشر (غالبا)، ثم  تحديث أخير وأنا أعدها لأضمنها فى هذا العمل الذى لا يريد أن يستقر على منهج، فإذا بها تصل إلى ما وصلت إليه.

سوف أكتفى اليوم بتقديم المقدمة، ثم القصيدة بعد تحديثها

المقدمة وباعث القصيدة:

حين كتبت هذه القصيدة فى صورتها الأولى سنة 1974، لم يكن الاتحاد السوفيتى قد تفكك بعد (حدث ذلك التفكك فى 26 ديسمبر 1991)، ولم يكن فوكوياما قد أعلن بفرحة خائبة موت التاريخ، كان ما يشغلنى آنذاك – مثلما هو الآن- هو “موت الإنسان” (زعم البنيوية الحديثة أساسا) من حيث أنه حركة ووعى وتاريخ، وكان ما بلغنى من الممارسة الخاطئة للفكر الاشتراكى (وليس من حركية هذا الفكر البسيطة والبديهية والواقعية والممكنة) أن التاريخ توقف عندما فعله من قلبوه أيديولوجية جامدة، مع أن المفروض أن الفكرة الاشتراكية فى عمق أصالتها، هى ضد فكرة الأيديولوجيا أصلا، شعرت أن حركية الفكر خمدت عند من زعم امتلاك حق احتكار تطبيق العدل، وممارسة الحرية،  فما بالك عن مـَنْ تبعهم – منّا– مقلدين ممن لم  يستوعبوها أصلا، ولم يعرفوا عنها إلا ما شاع عنها، أو ما بلغهم من ظاهر تطبيقها وسفه منفذيها.

الإشكالة فى العلاج النفسى:

هذه قضية سياسية لسنا فى موقع مناقشتها، وإن كانت القصيدة تبدو سياسية فى المقام الأول، خاصة بعد تحديثها، إلا أن ما يهمنا هنا هو ذلك الإنسان المريض الذى جاء يعانى وقد سبق أن تورط فى تقديس هذه المبادئ التى هى أصلا ضد “أى تقديس”، ثم نكتشف أن هذه المبادئ قد استعملها صاحبنا وراح يتمسك بها حين قامت بحمايته شخصيا، كآلية دفاعية أساسا، أكثر منها كموقف أو كمذهب عام قابل للاختبار سعيا إلى إقامة العدل وتحريك التطور على أرض الواقع لكل الناس؟ هذا الشخص كان – غالبا–  يستعمل هذه الأيديولوجيا تماما كما يستعمل شخص متدين الدين الرسمى، ليس لتسهيل توصيله إلى الإيمان كدحا إلى وجه الحق، وإنما يستعمله ليستقر فى موقعه بعيدا عن حركية نموه (مرة أخرى: التى هى موازية – غالبا – لما أسماه كارل يونج : تجربة الرب)، هنا يصبح الدين آلية دفاعية تماما مثلما تصبح الأيديولوجية الاشتراكية المغلقة آلية دفاعية.

 حين يأتى صاحب هذه الآلية (فى الدين الجامد أو الأيديولوجى المقدس)، ويعانى نفسيا، يجد الطبيب – خاصة الذى يمارس العلاج نقدا للنص البشرى- يجد نفسه مضطرا إلى التلميح إلى أن هذه الآلية التى قامت بالواجب فيما قبل المرض، معرضة للفحص والنقد وإعادة النظر، مثل أية آلية أخرى، وهذا هو ما حدث فخرجت هذه القصيدة :

القصيدة لا تتناول طبعا تفاصيل هذا الموقف العلاجى بشكل مباشر، أو حتى غير مباشر، بل الأرجح أن هذا الموقف قد أثار فى شخصى تحديات اضطررت معها أن أعلن رأيى الذى يبدو نقدا سياسيا بشكل أو بآخر، وخاصة حين عرجت القصيدة إلى تناول بعض تاريخ الثورة، وشعارات الاشتراكية بدون اشتراكية، والكبت السياسى، والقهر السلطوى، وغسيل المخ، والافتقار إلى الأمان وغير ذلك، أكتفى اليوم هنا بنشر المتن (3)

‏(1)‏

شـِدّوا‏ ‏الستايرْ‏،

‏كعب‏ ‏داير‏ْ،‏

وْخيوطها‏ ‏من‏ ‏ليف‏ ‏الضلامْ‏،‏

والنــصْبة‏ ‏كانت‏ ‏مش‏ ‏كما‏ ‏الواجب‏،‏

‏                             ‏ولا‏ ‏قدّ‏ ‏المقام‏،‏

‏ ‏وكإن‏ ‏مولانا‏ ‏ما‏ ‏كانشـى‏  ‏يوم‏ْْ ‏إِمام‏ْْ.‏

(2)‏

كان‏ ‏بودى ‏ما‏ ‏شوْفشى ‏إن‏ ‏الحارة‏ ‏ســدّ.

كان بودى ينجحوا، لكن بجدّ

كان‏ ‏بودّى ‏أَصَدّق‏ ‏انّ‏ ‏العْدلْ‏ ‏ُُمُمكن‏ْْ.‏

كان بودىّ، كان بودىّ!!، قلت: “يمكنْ‏”.‏

‏(3)‏

جه‏ ‏صاحِبْنا‏ ‏يشتكى من نور بصيرتهْ

‏قام‏ ‏مِرَاجِعْ‏ ‏كُــــل‏ ‏سيرتهْ‏،‏

اتوجَعْ‏، ‏لكنُّـهْ‏ ‏كمِّل‏ْ، ‏

حتى لو خُرّاجُه عمِّلْ ‏:‏

 (4)‏

‏ ‏التعلب‏، ‏فات‏ ‏فاتْ‏،‏

وفْ‏ ‏راســُهْ‏، ‏أيْـدُولُوجِـيَّـاتْ‏.‏

والثورة‏: ‏شوية‏ ‏كلمَاتْ‏،‏

ورجالها‏َ: ‏لابْسين‏ ‏باشوات‏، ‏

بيحكـُّوا ويقولوا شعارات

 (5)‏

‏”‏فى ‏الواقعْ‏ْ: ‏إن‏ ‏الواقع‏ْْ، ‏واقع‏ْْ ‏جداً‏،”‏

والبنى ‏آدم‏ ‏يادوبْ‏: ‏مـادّة‏ْْ ‏ْوْتَاِريخ‏ْْ، ‏

والتاريخ‏ ‏عـَــرْكَةْ‏ ‏اللِّى ‏فاز‏ ‏فيها‏ ‏بيْركَبْ‏.‏

‏ ‏يطلع‏ ‏المـنْـبَـرْ‏ ‏ويخطُبْ :‏

إلعيال‏ ‏الشغالين‏ ‏هُمَّا‏ ‏اللِّى ‏فيُهمْ‏،‏

‏ ‏باسُمُهم‏ْْ ‏نـِـْلَعْن‏ ‏أبو‏ ‏اللِّى ‏خلّفوهـُمْ

‏”‏باسْمُهُم‏ْْ ‏كل‏ ‏الحاجات‏ ‏تِبْقى ‏أليسْطَا

والنسا‏ ‏تِلبسْ‏ ‏باطِيسْـطَا

والرجال‏ ‏يتحجّـُبوا‏، ‏عامِلْ‏ ‏وأُسْطَىَ‏”.‏

 (6)‏

يعنى ‏كل‏ ‏الناس‏، ‏عُمُومْ‏ ‏الشعب‏ ‏يَعْنِى:‏

لمْ ‏لا‏‏بد‏ ‏إنه‏ ‏بيتغذّى ‏لِحَد‏ّ ‏ما‏ ‏بَطْنُه‏ ‏تِشْبَـْع‏. ‏

وامّا‏ ‏يِشْبَعْ‏ ‏يِبْقى ‏لازِمْ‏ ‏إنُّه‏ ‏يسْمَعْ‏.‏

‏ ‏وان‏ ‏لَقَى ‏سمَعُه‏ ‏ياعينىِ ‏مِشْ‏ ‏تمام‏ْْ،

                ‏يِبْقَى يسجد بعد ما يوطّى و‏يِرْكَعْ.‏

                بَسّ‏ ‏يلزَقْ‏ ‏ودنه‏ ‏عَالْأَرضِ‏ ‏كـِـوَيِّسْ‏،‏

‏ ‏وان‏ْ ‏سِمِعِ‏ ‏حاجَةْ‏ ‏تِزَيَّقْ‏،

‏تبقى ‏جَزْمة‏ ‏حَضْرِة‏ْ ‏الأخ‏ ‏اللِّى عـيّن‏ْ ‏نَفُسُه‏ْ “‏رَيّسْ”‏، ‏

لاجْلِ‏ ‏ما‏ ‏يْعَوَّض‏ ‏لنَاِ‏ ‏حرمَانْ‏ ‏زمَانْ‏… ‏إمّالِ‏ ‏ايِهْ‏؟

واللِّى ‏يشبْع‏ ‏مِنكُو‏ ‏أكل‏ ‏وشُـوفْ‏،‏ركوعْ‏، ‏سمَعَانْ‏ ‏كلامْ‏،‏

يِقَدْر‏ ‏يـِنَامْ‏: ‏……، مُطْمَئِن‏ْ،

 ‏أو‏ ‏ساعات‏ ‏يقدر‏ ‏يِفِـنْ‏.‏

واللى ‏ما‏ ‏يسمعشى ‏يبقى ‏مُخّهُ‏ ‏فوِّتْ‏،

                  ‏أو‏ ‏غراب‏ ‏على ‏عِشُّه‏ْ ‏زَنْ‏.‏

 (7)‏

والحاجات‏ ‏دى ‏حلوة‏ ‏خالص‏ ‏بس‏ ‏إوعـَكْ‏ ‏تِسْتَـمَنّـى ‏إنك‏ ‏تقيسها‏،‏

أَصْلَهَا‏ ‏خْصُوصِى، ‏ومحـْطوطَة‏ْ ‏فى ‏كيسْها‏.‏

وانت‏ ‏بس‏ ‏تنفـــَّـذ‏ ‏الحتّة‏ ‏اللِّى ‏بَـظّــتْ‏ (‏يعنى ‏بانِتْ‏).‏

إنت‏ ‏حُـرّ  ‏‏فْ كل‏ ‏حاجة‏، ‏إلآ‏ ‏إنك‏ ‏تبقى ‏حر‏.‏

‏(‏لأ‏ْْ، ‏دى ‏مش‏ ‏زَلِّـــةْ‏ ‏قَلـَمْ‏، ‏ولا‏ ‏هِيّةْ‏ ‏هفوةْ‏، ‏

مش‏ ‏ضرورى ‏تـِتـْفَهمْ‏، ‏لكن‏ ‏مـُفيَدةْ‏، ‏

زى ‏تفكيكةْ ‏”‏داريدا‏”).‏

يعنى ‏كل‏ ‏الناس‏ ‏يا‏ ‏حبة‏ ‏عينى ‏ممكن‏ ‏تبقى ‏حرة‏ْ.‏

                           حرة‏ ‏كما‏ ‏وُلدوا‏ ‏وأكْتَرْ‏،‏

يعنى ‏بلبوص‏ ‏حر‏ ‏خالص‏، ‏بس‏ ‏ما‏ ‏ينطقشى ‏كِلْمهْ‏،‏

‏….. ‏يِتخدش‏ ‏بيها‏ ‏حياءْ ‏حامى ‏البلاد‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏غُمّـهْ‏ْ،‏

ما‏ ‏هو‏ ‏مولانا‏ ‏رأى ‏الرأى ‏اللى ‏ينفع‏، ‏

الحكومة‏ ‏تقول‏، ‏يقوم‏ ‏الكل‏ ‏يسمــعْ.‏

واللى ‏عايز‏ ‏أمر‏ ‏تانى، ‏ينتبه‏ ‏للأوّلانى.‏

مش‏ ‏حا‏ ‏تفرقْ‏. ‏قول‏ ‏يا‏ ‏باسط‏ْْ.‏

‏ ‏والوثائق‏ ‏فى ‏المعانى، ‏والمعانى ‏فى الأوانى ‏ ‏.

والأوانى فى المباني، والمبانى شكل تانى!!‏

‏(‏برضه‏ ‏تفكيكة‏ ‏داريدا‏، ‏تبقى ‏هاصِتْ).‏

 (8)‏

الدنيا‏ ‏دى ‏طول‏ ‏عمرها‏ ‏تدّى ‏اللى ‏يـِغـْلبْ‏: ‏

‏                                   سيف‏ ‏ومطوةْ

واللى ‏مغلوب‏ ‏يـنـضرب‏ ‏فوق‏ ‏القفا‏ ‏فى ‏كل‏ ‏خطوةْ

أصل‏ ‏باين‏ ‏إن‏ “‏داروين‏” ‏كان‏ ‏ناويلْهَا‏:‏

إن‏ ‏أصحاب‏ ‏العروشْ‏.

‏ويَّا‏ ‏أصحاب‏ ‏الفضيلةْ‏، ‏

يعملولْنا‏ ‏جنس‏ ‏تانى‏: ‏جنس‏ ‏أحسنْ‏. ‏

إسمُه‏ُُ: “‏إنسانٌ مُحَسَّنْ‏، ‏

واللى ‏يفضل‏ ‏منّا‏ ‏إحنا؟

‏ ‏مش‏ ‏مهمْ‏. ‏

إحنا‏ ‏برضه‏ ‏لسّة‏ ‏من‏ ‏جنس‏ ‏البشرْ‏.

                                ..‏القديم‏ْْ.‏

يعنى “‏حيوانٌ‏ ‏بـِيِنْـطَـق‏ْْ”، ‏

مش‏ ‏كفاية‏؟؟

ليه‏ ‏بقى ‏عايز‏ ‏يقلِّبْ‏، ‏ولاّ‏ ‏يفهمْ‏؟

هوّا‏ ‏إيهْ ؟‏!!

هيـَّا ‏سايبةْ ؟‏‏!!

يعنى ‏إيه‏ ‏الكل‏ ‏يفهم‏ ؟!!!!‏ ‏

مش‏ْ ‏ضرورِى، ‏

‏ ‏يِكفى ‏إنه‏ ‏يقرا‏ “‏ميثاق‏” ‏السعادة‏ْ،‏

‏واللى ‏صَعْب‏ ‏عليه‏ ‏حايلقى ‏شَرْحُه‏ُُ ‏فِى ‏خُطَبِ‏ ‏القيادهْ‏.‏

واللى ‏لسّة‏ ‏برضه‏ ‏مش‏ ‏فاهم‏ ‏يُـحاكَـــْم‏.‏

وانْ‏ ‏ثَبَت‏ْْ ‏إنه‏ ‏برئْ:

 ‏يتــْـَرَزْع‏ ‏نوطِ‏ “‏العَبَطْ‏”‏

وانْ‏ ‏ثَبت‏ْْ ‏إنه‏ ‏بِيِفْهَمْ‏:

 ‏يبقى ‏من‏ ‏أَهْل‏ ‏اللَّبَط‏ْ.‏

‏”‏يعنى ‏إيـــه….‏؟؟!!‏” ‏

زى ‏واحد‏ ‏ناسى ‏ساعْتُهْ‏. ‏

يعنىِ ‏نِـفسُه‏ْ ‏فِـى ‏حاجاتٍ، ‏مِشْ‏ ‏بِتَاْعتُه

‏                     “‏زى ‏إيه‏؟‏” ‏

(9)‏

زى ‏واحد‏ ‏جه‏ ‏فى ‏مخه‏-‏ لا‏ ‏مؤاخدة‏ – ‏يعيش‏ ‏كويّس‏ْْ.‏

‏”‏برضه‏ ‏عيب‏” ‏

هوّا‏ ‏يعنى ‏ناقْصُه‏ْْ ‏حَاجَةْ‏؟‏ ‏!!

قال‏ ‏يا‏ ‏أُمّى، ‏والنبى ‏تـِـدْعـِـيـلـْـنـَـا إحنا‏ ‏والرئيسْ‏،‏

ربنا‏ ‏يبارك‏ ‏فى ‏مجهودنا‏ ‏يكتّــر‏ ‏فى ‏الفلوسْ‏.‏

بس‏ ‏لو‏ ‏نعرف‏ ‏معاهم‏ ‏قدّ‏ ‏إيه‏، ‏واحنا‏ ‏لينا‏ ‏كامْ‏ ‏فى ‏إيهْ‏!‏

‏(10)‏

“‏آدى ‏أَخْرِة‏ْْ ‏فَهْـمَـك‏ ‏اللِّى ‏مالُوش‏ْْ ‏مُنَاسْبَة‏ْْ.‏

‏ ‏طبْ‏ ‏خُــدوه‏ْْ، ‏وضّــبوهْ‏،‏

واحكُموا‏ ‏بالعدْل‏ ‏يعنى: ‏إعْدلوهْ

تُهمتُه‏ْ ‏ترويج‏ “‏شفافـيِّهْ‏” ‏مُعاصْرهْ

(هذا‏ ‏ملعوبُ‏ ‏الخَواجهْ‏) ‏

وان‏ ‏رمِينَا‏ ‏الكومِى ‏برضـُهْ، ‏تبقَى ‏بَصرةْ‏.‏

‏”‏الكلاْم‏ ‏دا‏ ‏مِشْ‏ ‏بتاعْنَا‏،‏

دَشّ ‏ماْ‏ ‏لهُوْش‏ ‏أى ‏معنى‏”

تُهمتُهْ‏ ‏التانية‏ “‏البجاحه‏”‏

واحنا‏ ‏فى ‏عِـز‏ّ ‏الصراحهْ،‏

واللى ‏عايز‏ ‏غير‏ ‏ما‏ ‏يُـنشـرْ‏،‏

‏ ‏هوّه‏ ‏حر‏ّّ ‏انه‏ “‏يـفكـرْ‏”،‏

‏ ‏فى ‏اللى ‏عايزُه‏ْْ.‏

أو‏ ‏يشوفُه‏ْ ‏جوّا‏ ‏حلمـه‏،‏

‏ ‏وان‏ ‏حكاه‏ْْ ‏يحكيه‏ ‏لأُمُّــه‏ْ،‏

وانْ‏ ‏أخد‏ ‏بالُـه‏ ‏وقاُلْه‏ ‏مُـوَطِّى ‏حِسُّه‏ْ،‏

‏ ‏مستحيل‏ ‏حد‏ّ ‏يِمسُّهْ‏.‏

(11)‏

قالّها‏ ‏يا‏ ‏مّهْ‏ ‏أنا‏ ‏شفت‏ ‏الليلادِى:‏

إنى ‏ماشى ‏فى ‏المعادِى‏. ‏

شفت‏ ‏نفسى ‏باخترعْ‏ ‏نظريَّةْ‏ ‏موضَـهْ‏،‏

زى ‏ساكنْ‏ ‏فى ‏المقابرْ‏ ‏يبنى ‏قصر‏ ‏ألف‏ ‏أُوضهْ:‏

‏”‏والعواطف‏ ‏أصبحت‏ ‏مـِلْك‏ ‏الحكومةْ‏، ‏

والحكومة‏ ‏حلوة‏ ‏خالص‏.‏

عبّـت‏ ‏الحب‏ ‏الأمومى، ‏والحنانْ‏،‏

جوّا‏ ‏أكياس‏ ‏المطالْبة‏َ ‏بالسَّلاَم‏ْ،‏

والطوابير‏ ‏اللى ‏كانت‏ ‏طولها‏ ‏كيلو‏، ‏

اختفت‏ ‏ما‏ ‏عادتشى ‏نافعة‏.‏

‏”‏أصلنا‏ ‏شطـبنا‏ ‏بيع‏ ‏وبلاش‏ ‏مِلاَوْعة‏ “‏

واللِّى ‏طَالُهْ‏ ‏من‏ ‏رضا‏ ‏الريّس‏ ‏نصيب‏ْْ:‏ ‏فازْ‏، ‏وقّــلــَّــعْ‏.‏

واللى ‏لسّه‏ ‏ما‏ ‏جاشِـى ‏دوره‏. ‏بات‏ ‏مولــَّــع‏.‏

قام‏ ‏سعادة‏ ‏البيه‏ ‏قايـلْ‏ ‏لُـهْ‏: “‏تعالى ‏بكُرَه‏”‏

‏[‏درس‏ ‏مش‏ ‏عايز‏ ‏مذاكرة‏”]‏

وْرُحت‏ ‏صاحِى‏.‏       ‏

(12)‏

‏ ‏قالُوا‏ ‏إن‏ْ ‏أكْرَمْتُوا‏ ‏ميِّـــتكُو‏ ‏ادْفِنُوه‏.‏

دا‏ ‏القبر‏ ‏رخامْ‏،‏

والنقش‏ ‏عليه‏ ‏آخر‏ ‏موضَةْ‏، ‏خلاّله‏ ‏مقامْ‏،‏

واللى ‏دَفَنُوه‏ْ، ‏سَوَا‏ ‏من‏ ‏مُـدَّة‏،

 ‏نِسْـيُوا‏ ‏المرحوم‏ْ ‏كان‏ ‏مين‏.‏

أَتِاريه‏ْْ ‏كان‏ ‏شَبَه‏ ‏الإنْسَانْ‏.‏

……….

ونكمل الأسبوع القادم

الفصل الرابع: “الطب النفسى السلبى”، و“الطب النفسى الإيجابى”

 

[1] –  يحيى الرخاوى: “الطب النفسى: بين الأيديولوجيا والتطور” منشورات جمعية الطب النفسى التطورى (2019)، والكتاب موجود فى الطبعة الورقية  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى للتدريب والبحوث: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا حاليا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net 

[2]- هذا المقتطف من كتاب “فقة العلاقات البشرية” عبر ديوان “أغوار النفس” الكتاب الثانى: “هل العلاج النفسى مكملة؟ اللوحة السادسة “قبر رخام”، ص111، جمعية الطب النفسى التطورى، 2018

[3] – لمن شاء : الشرح على المتن صدر فى كتابى فقه العلاقات البشرية (2)  (عبر ديوان “أغوار النفس”) هل العلاج النفسى “مَكْـلـَمَة”؟ اللوحة السادسة: (6) قبر‏ ‏رخـام، منشورات جمعية الطب النفسى، 2018

admin-ajax-41admin-ajax-51

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *