الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / كتاب: الأساس فى العلاج الجمعى (58) تنشيط المسؤولية المتبادلة فى العلاقات البشرية (2) “واجب منزلى” “Home Work”

كتاب: الأساس فى العلاج الجمعى (58) تنشيط المسؤولية المتبادلة فى العلاقات البشرية (2) “واجب منزلى” “Home Work”

نشرة “الانسان والتطور”

الأثنين: 26-8-2013

السنة السادسة

العدد: 2187

 كتاب: الأساس فى العلاج الجمعى (58)

تنشيط المسؤولية المتبادلة فى العلاقات البشرية (2)

“واجب منزلى” “Home Work”

مقدمة:

من الكلمات المظلومة (أو الظالمة المظلومة) كلمة “المسؤولية” مثل كلمتى “الحب” و”الحرية” ومثلهما، كنت فى السبعينات قد وصلنى تعريف جميل (موضوعى للأسف) عن ماهية الحب، وأنه “الرعاية، والمسؤولية” وكنت كثيرا ما أمزح مع الإعلاميين الشباب حين يسألوننى عن ما هو الحب وأقول لهم هذا التعريف، ثم أضيف: إن هذا التعريف الموضوعى يكاد يطفىء لهيب الحب المشتعل، فهل يمكن أن يتصور أحدكم أنه يقول لحبيته “تعالى لأرعاك وأتحمل مسؤوليتك (أنت وأهلك)” ويكون هذا هو الحب؟ فيضحكون وأضحك.

ثم إننا حين نهتف للحرية وننادى بها ونفرح لها ونرقص معها إذا بنا نفاجأ بالمسؤولية تحيط بها حتى تكاد تخنقها، ولا نعرف أين الحدود التى يمكن أن تتوقف عندها حتى لا تحد من حركتها وانطلاقها.

وأخيرا ما هى علاقة المسؤولية بالوعى، والوعى بالوعى، بما يصاحب ذلك من شوك البصيرة، وأزمة اتخاذ القرار، وتحديات الاختيار.

إذا كان الأمر كذلك، فما الذى اكتشفناه بالضبط فى اللعبة التى لعبناها الأسبوع الماضى ونشرنا استجابات المشاركين فيها وكيف أنها انسابت بسلاسة تفوق كثيرا مما توقعنا؟

قررت اليوم كتجربة – ولأسباب خاصة – أن أحفز الأصدقاء حفزا للقيام بالتعليق على ما نشر أمس بدلا من أن أبادر أنا وذلك.

أولا: بإعادة نشرة “تفريغ النص”

ثانياً: يوضع أسئلة عليه كواجب منزلى (Home Work)

تفريغ النص

(إعادة لما نشر أمس)

…………….

……………

د.يحيى: إحنا من يوم ما أبتدينا يا د. دينا لعبنا أى لعبة؟ دى سادس جلسة. مش كده

د.دينا: لأه، مش فاكرة، أنا المرات اللى كنت فيها مالعبناش

د.يحيى: اللعبة اللى خطرت لى اسمها “أنا مسئول عن كده”، بس نشرح فكرة اللعب للجماعة الأول: فيه حاجه أسمها “لعبة”، أولاً: ساعات نقول شويه كلام ونكّمله بأى حاجة، واحنا حنشوف دى بعدين، لكن فيه طريقه تانيه إن أحنا نقول أى حاجه ونختمها بجمله معينه، الطريقه التانيه دى نادر ما بنعملها هى عبارة عن إن الواحد يقول أى كلام ويقول بعده جملة مثلا النهاردة حانضيف: “وأنا مسئول عن كده”، يعنى أى كلام من أول مثلا “اللون الأحمر ده دمه ثقيل” لغاية: أى حاجة، وبعدين “أنا مسئول عن كده” أى كلام بقى، مثلاً أنا مش فاهم حاجة وأنا مسئول عن كده البلد ديه مش نافعه “وأنا مسئول عن كده” يعنى بنقول أى كلام: رباط الجزمه مفكوك وأنا مسئول عن كده “أنت مش حا تخف” وأنا مسئول عن كده، وفعلا أى كلام إنشا الله عليك، أو على غيرك، أو على حاجه عامة أو على حاجه خاصه وتنهيها بكلمه “وأنا مسئول عن كده” بس كل واحد يخاطب كل واحد بأسمه يا فلان ويقول أى جملة: تخصك أو تخصه أو تخص حاجه عامة المهم “هنا ودلوقتى” وينهيها بكلمة “وأنا مسئول عن كده”. مين يبدأ؟

أحمد ناجى: عم ياسر أنا هنا ودلوقتى

د.يحيى: يا أحمد: جمله من غير مقدمات وتروح لاحقها من غير تفكير “وأنا مسئول عن كده”.

أحمد ناجى: أنا دلوقتى خايف من الموت وأنا مسئول عن كده

د.يحيى: برافو، كده بالظبط، أنا الود ودى الحقيقه تعملها يا أحمد مع كل الناس فى المجموعة، بشرط تقول لكل واحد حاجه مختلفه

أحمد ناجى: ماشى

د.يحيى: ومالكش دعوه لها معنى ولا ملهاش معنى، بس المهم ما تقولش هنا ودلوقتى ولا مقدمات ولا حاجة، أنت عملتها كويس كتر خيرك بس حاسأل زملاتى الأول عشان الوقت: نعملها مع كل الناس ولا ثلاثه أربعة؟ ولا مع واحد بس؟ زى ما أنتوا عايزيين مثلاً أحمد لعب مع ياسر يبقى كده يبقى ياسر يشتغل عليه الدور وكفاية، مش كده أخف شوية ياللا يا ياسر

ياسر: يا أحمد يافيصل أنا عاوز أتكلم وخايف أتحرج وأنا مسئول عن كده

د.يحيى: ياللا يا أحمد يا فيصل إختار حد وقول له أى جمله عليك، عليه، عموما، بس هنا ودلوقتى

أحمد فيصل: يا رضا أنا مش حاجى تانى متأخر “وأنا مسئول عن كده”

د.يحيى: ياللا يا رضا لأى حد: يبقى عليه الدور يا فلان أى جمله وبعديها أنا مسئول عن كده

رضا: يا عصام أنا خايف على بلدى وأنا مسئول عن كده

د.يحيى: مع حد مالعبش ياعصام

عصام: يا “رنا” مفيش فايدة فى الشعب المصرى وأنا مسئول عن كده

رنا: ياشيماء شكلك منورة النهارده “وأنا مسئولة عن كده”

شيماء: يا مدام “مها” أنا إن شاء الله حانجح فى دراستى وأنا مسئولة عن كده

د.يحيى: طبعا كتر خيرك إحنا قولنا أى جمله بس لو كانت هنا ودلوقتى تبقى أفضل بس ماشى

مدام “مها”: يا دكتورة دينا أنا تعبانه وأنا مسئولة عن كده

د.دينا: ياعم محمد فى كذا حد مش موجود معانا النهارده “وأنا مسئولة عن كده”

عم محمد: يا دكتورة ريهام مصر حاتفضل مصر وأنا مسئول عن كده

د.ريهام: أنا محبطه “وأنا مسئولة عن كده”

د.يحيى: طيب كلكم لعبتوا طيب أى حد ينقى ألعب معاه

عم محمد: (رفع إيده)

د.يحيى: يا عم محمد أنا “لوحدى” وفى “غاية الألم”، “وأنا مسئول عن كده”

تطوير

د.يحيى: طيب ممكن نعمل كذا تطوير فى اللعبة دى، شوفى يا د. ريهام، كان فيه حاجات اتقالت عمومية بالنسبة لعصام، ورضا، وعم محمد مثلا عملوها يعنى لمصر وكده، ودى مقبولة لإننا بنقول أى كلام، لكن أنا باقترح نلعب تانى ونحدد مرّة “أنا” ومرّة “إنت” فاللى لعبها “أنا” يلعبها “إنت” إيه رأيك يا ريهام

د.ريهام: موافقة، ياريت

د.يحيى: إحنا عاوزين حاجه هنا ودلوقتى من غير ماتقولى هنا ودلوقتى اللى لعب “أنا” حايلعب “أنت” واللى لعب “أنت” حايلعب “أنا” واللى لعب عمومى حايلعب الاتنين “أنا” و”أنت”.

د.ريهام: يا ياسر إنت النهارده قربت شوية “وأنا مسئولة عن كده”

د.يحيى: أنت لعبت إيه يا ياسر أنا نسيت آه أنا خايف أتكلم وأنا مسئول عن كده طيب فاضل “إنت” ومش ضرورى نفس الشخص نقّى حد تروح رازعه “إنت” وتكمل

ياسر: إنت يا أحمد (فيصل) جيت فى ميعادك، جيت بدرى عن كل مره “وأنا مسئول عن كده”

د.يحيى: ياللا يا أبو حميد لحد مالعبش

أحمد فيصل: يا رضا إنت قلقان وأنا مسئول عن كده

د.يحيى: إنت بقى حاتلعبها الإثنين علشان إنت لعبتها عمومى لمصر

رضا: يا “رنا” “أنا” قلقان فعلا “وأنا مسئول عن كده” 

يا رنا “إنتى” أحسن “وأنا مسئول عن كده”

د.يحيى: ياللا يا رنا

رنا: يا شيماء أنا شيفاكى أحسن “وأنا مسئولة عن كده”،

 يا شيماء أنا حاسه بسعاده “وأنا مسئولة عن كده”.

د.يحيى: أنتى المره اللى فاتت لعبتى أنا ولا أنتى؟

د.دينا: قالت لشيماء أنتى منوره النهاردة “وأنا مسئولة عن كده”

د.يحيى: أنتى لعبتى “أنا” فاضل “إنت” بقى

شيماء: يا عم محمد إنت سرحان وأنا مسئوله عن كده

د.يحيى: إنت يا عم محمد المره اللى فاتت لعبت مصر فتلعب مع حد: “أنا” مرة و”إنت” مرة.

عم محمد: يا أحمد يا ناجى أنا إبتديت تتحسن “وأنا مسئول عن كده”،

 وبعدين إنت (كلام غير واضح) …. “وأنا مسئول عن كده”

 د.يحيى: (لأحمد ناجى) إنت لعبت “أنا” المره اللى فاتت فاضل “إنت”

أحمد ناجى: ياشيماء أنا شايفك شايله هم “وأنا مسئول عن كده”

د.يحيى: ديه “أنا” لسه “أنت” مره ديه ومره ديه

أحمد ناجى: “يا أحمد بس” إنت صامت زياده عن اللزوم “وأنا مسئول عن كده”

د.يحيى: ياللاّ يا أبو حميد مرة “أنا” ومرة “إنت”

أحمد بس: (لأحمد ناجى) إنت اللى كلامك زياده عن اللزوم وأنا مسئول عن كده

د.يحيى: ليه بتقول لأحمد وهو لعب، مين اللى مالعبش؟ عصام أو الدكتورة ريهام ياللا يا أحمد

أحمد بس: (للدكتورة ريهام) أنتى جايه متأخره وأنا مسئول عن كده

د.يحيى: فاضل أنا بقى

أحمد بس:  (للدكتور يحيى) أنا بقولك الله يباركلك والله يخليك وأنا مسئول عن كده

د.يحيى: فاضل مين مالعبش؟ مدام “مها”

مدام مها: “إنت” يادكتور كويس جدا “وأنا مسئولة عن كده”،

يا دكتور يحيى “أنا” بحبك وأنا مسئولة عن كده

د.يحيى: فاضل انا مين اللى يختار ألعب معاه

د.دينا: أنا مالعبتش المره التانية

د.يحيى: يبقى إنتى الأول إتفضلى

د.دينا: يا دكتور يحيى أنا حاسة إنى أنا أحسن اليومين دول وأنا مسئولة عن كده

د.يحيى: فاضل عصام

عصام: يا دكتور يحيى “أنا” ناجح فى حياتى العمليه وأنا مسئول عن كده ،

يا د. يحيى “إنت” إنسان كويس وأنا مسئول عن كده

د.يحيى: أنا لعبت “أنا” المرة اللى فاتت: يبقى فاضل “أنت”

إنت يا أحمد يا ناجى صعب جدا، وأنا مسئول عن كده

انتهى النص

****

ثانياً: الأسئلة  (الواجب المنزلى Home Work)

أنتظر من الأصدقاء المشاركة فى الأجابة على هذه المجموعة من الأسئلة مع الاستشهاد بالأسماء ما أمكن ذلك:

1- من الذى اكتشف مسؤليته عن أعراضه أو معاناته (أم كم واحد)

2- من الذى اكتشف مسؤوليته عن تقصيره أو قصوره؟

3- من الذى اكشتف علاقته بزميل لم تكن ظاهرة له بهذا الوضوح؟

4- من الذى امتدت مسؤليته خارج دائرة المجموعة؟ (مسئولية عامة) هل كان هذا هربا من العلاقة بأشخاص محددين أو بنفسه، أم أنه انطلاقا مما تمثله المجموعة إلى جماعة أكبر؟

5- هل هناك فرق بين الجزء الأول من اللعبة (أستجابة طليقة) والجزء الثانى بتحديد استعمال “أنا” ثم “أنت”؟ ما هو؟

6- كيف يكون الشخص مسؤول عن رأيه فى الآخر أو حكمه عليه، مع أنه هو الذى قال الرأى أو أصدر الحكم؟

7- هل هناك فرق بين مسؤولية الأطباء الثلاثة (د. دينا، د. ريهام، د. يحيى) وبين مسؤولية المرضى؟

8-  كيف يكون المريض مسؤولا عن الطبيب كما لاحظنا حين عبر بعض المرضى عن ذلك؟

9- كيف يكون أحد المرضى مسئولا عن “قلق” زميله؟ أو عن “هم” زميله، بهذه المباشرة؟

10- كيف يكون أحد المرضى مسؤولا عن تحسن زميله “أنت أحسن وأنا مسؤول عن كده” هل يعنى هذا أنه التقط إسهامه فى علاج زميله؟

11- كيف كشفت اللعبة أن التحسن هو مسؤولية المريض نفسه وليس فقط بفضل الطبيب أو الزملاء، كما كان المرض هو مسؤوليته؟

12- كيف يكون صمت أحد الزملاء مسؤولية الآخر وليس مسؤولية الصامت: “أنت صامت أنا مسؤول عن كده”؟

13- والعكس صحيح: كيف تكون كثرة كلام أحدهم مسؤولية المستمع أيضا؟

14- كيف يكون المريض مسؤولا عن كون الطبيب “إنسان كويس”

الخلاصة

أتمنى ان يكون وضع هذه الملاحظات فى شكل أسئلة أكثر حفزا للمشاركة، لأننى بعد أن قرأتها شعرت أنها إجابات أكثر منها أسئلة.

أما عن رايى فيما يتعلق بالعلاقة بالموضوع وما يخص ما جاء فى المقدمة فقد حضرنى الفرض المبدئى التالى:

الفرض

أولا: المسؤولية الموضوعية هى “حركية وعى” تبدأ فى “حضور آخر” “هنا والآن”، فهى أساس العلاقة بالآخر.

ثانياً: إن كل واحد مسؤول عن كل نفسه فى الصحة والمرض، وعلى طريق المرض والصحة.

ثالثاً: إن أى قدر من المسؤولية، مهما صغُر، هو جيد ومهم للمشاركة مع مسؤولية الآخر المشارك فتنشط الحركية ويتخلق الوعى الجمعى.

رابعاً: إن تحريك المسؤولية فى جماعة يخفف من رعب المسؤولية الفردية وفى نفس الوقت يعمقها.

خامساً: من يتحمل مسئولية نفسه يستطيع أن يتحمل مسئولية غيره.

سادسا: إن تنشيط المسؤولية بهذا المعنى هو بداية شديدة التواضع لكنها شديدة الأهمية.

سابعا: إن تبادل المسؤولية ينميها ويحفزها ليس بالضرورة بين نفس الشخصين وإنما مع أى وعى مشارك حاضر فى “هنا والآن”.

ثامنا: إن الرجوع إلى التعبير الذى جاء فى المقدمة من أن الحب هو “الرعاية والمسؤولية” يمكن أن يصاغ بشكل آخر يقول: إن العلاقة بين البشر تبدأ بالوعى بالمسؤولية عن كل ما هو أنا، ثم عن الآخر الذى أتحرك نحوه، مع ضمان قدر من الاستمرار والتحمل حتى تؤتى ثمارها.

تاسعا: إن هذا النموذج المصغر يمكن أن يكون هو الجارى أو المأمول عبر العالم فى مراحل التطور الإيجابى  لأى مجموعة بشرية تشارك فى تنمية العلاقات الحقيقية كما خلقها الله بدءًا بالمجموعات المتجانسة امتدادا للوطن فكل العالم.

عاشرا: إن الله سبحانه (بالمعنى الموضوعى الآنى أولا) سوف يحاسبنا على حمل أمانة أى قدر من المسؤولية، وأيضا على العمى عن هذه المسؤولية إذا نحن عمينا عنها.

(وهذا الجزء أكملناه فى المناقشة وقد تتاح الفرصة لعرضه مع التعليق).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *