الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / (قصيدة قديمة): باسم الموت الذهب الأصفر والأسود

(قصيدة قديمة): باسم الموت الذهب الأصفر والأسود

نشرة “الإنسان والتطور”

27-9-2011

السنة الخامسة

 العدد: 1488

 

باسم الموت الذهب الأصفر والأسود(1)

(قصيدة قديمة)

‏[‏من‏ ‏باريس‏ ‏إلى ‏الطائف‏ ‏وبالعكس‏]‏

مقابلة منذ ثلاثين عاما بين ثقافتين آفلتين.

هل تأخرت الثورة؟

هل هى فعلا مستوردة؟

***

طار‏ ‏الوقواق‏ ‏الأعمى

‏- ‏من‏ ‏بَهْر‏ ‏النور‏ ‏الحرية‏-‏

فارتطم‏ ‏الوجه‏ ‏الأملس

بجدار‏ ‏الوهم‏ ‏المصمت

***

من‏ ‏هناك‏:‏

قبَّلها

عبثت‏ ‏بالشعر‏ ‏أنامله

رفعت‏ ‏عينيها‏ ‏فى ‏لهفهْ

لئم‏ ‏الشفة‏ ‏العليا

أسفَل‏ََ ‏أدخلْ

شبّت‏ ‏تلتقط‏ ‏الرِّشفه

أطرافُ‏ ‏أصابع‏ ‏قدميها‏ ‏تبتهل‏ ‏الرِّىْ

فاشتعلت

…..

وتوارات‏ ‏شمس‏ٌٌ ‏لم‏ ‏تظهر

فى ‏نفق‏ ‏لم‏ ‏يُحْفَرْ

فصل‏ ‏السيّاف‏ ‏الجسدين‏ ‏الجذع

ذهب‏ ‏الولد‏ ‏إلى ‏الناسيون‏ (‏يغنِّى‏!)‏

والبنت‏ ‏الزهرة‏ ‏ركبت‏ ‏مترو‏ “‏الإتوال”(2)

وتكورت‏ ‏الغُصَّهْ

كانت‏ ‏قد‏ ‏ثارت‏ ‏فى ‏نفسى ‏شهوة‏ ‏كهل‏ ‏حانٍ‏ٍٍ ‏قوّاد

يتمنى ‏اللذة‏ٍٍ ‏للأولاد‏.‏

طارت‏ . . ‏طار

فنزعت‏ ‏السكين‏ ‏بلا‏ ‏نزفٍ‏ ‏ظاهر

رغم‏ ‏مرارة‏ ‏سم‏ ‏الحسره‏ْْ.‏ْ

***

من‏ ‏هنا‏:‏

وبلاد‏ ‏تركبها‏ ‏الفيله

والناس‏ ‏تساق

أقطار‏ ‏الواق‏ ‏الواق

الخائفة‏ ‏النائمة‏ ‏الدَّبقَهْ

النقش‏ ‏الوهم‏ ‏على ‏الأوراق

المنزول‏ ‏الترياق

أبشرْ‏ ‏بالخير

أبشر‏ ‏بالشر

لا‏ ‏فرق‏ ‏اليوم‏ ‏الأحد‏ ‏السبت‏ ‏الجمعه

والناس‏ ‏سواسية‏ ‏والرجل‏ ‏السمعه

‏والقرش‏ ‏السيد‏ ‏والفتوىْ

والدين‏ ‏الصفوه

والثورة‏ ‏سابقة‏ ‏التجهيزْ

‏[‏تُستورد‏ ‏مشروطهْ‏]‏

تشفى ‏كل‏ ‏الأوجاع

آلام‏ ‏الرؤية‏ ‏ولزوجة‏ ‏الاستمتاع

والنظم‏ ‏يعتّم‏ ‏بهْر‏ ‏الرؤيه

فى ‏عصر‏ ‏التكفير‏ ‏عن‏ ‏التفكير‏ ‏بِدَسِّ‏ ‏بقايا‏ ‏المعنى ‏فى ‏أى ‏كلام‏ ‏

***

من‏ ‏هناك‏:‏

إرتمت‏ ‏المرأة‏ ‏فى ‏حضن‏ ‏المجهول‏ ‏الاسم

فاختلطت‏ ‏غيبوبة‏ ‏كأس‏ ‏السم

                بدخان‏ ‏العرق‏ ‏الدم

وتأوهت‏ ‏المطروخة

فانتهت‏ ‏اللعبة‏ ‏دون‏ ‏استئذان

مدت‏ ‏يدها‏ ‏غادة‏ ‏باريس‏ ‏الحلوه

أكملت‏ ‏المشوار‏ ‏بنفس‏ ‏النشوة

“يحيا‏ ‏الاستكفاء‏ ‏الذاتى”

…..

تمشيط‏ ‏جيوب‏ ‏الأمال‏ ‏المدفونة

يضرب‏ ‏فى ‏غير‏ ‏هدى ‏

رعبٌ‏ ‏لاهث

***

من‏ ‏هنا‏:‏

فضّ‏ ‏الشيخ‏ ‏بكارة‏ ‏عقل‏ ‏الأطفال‏ ‏السُّذَّج

أَقْرَأَهُمْ‏ ‏فأعادوا‏: ‏لغة‏ ‏العصر‏ ‏الأعرج‏.‏

‏[‏باسم‏ ‏الموت‏ ‏الذهب‏ ‏الأصفر‏ ‏والأسْوَدْ‏: ‏

الأشطر‏ ‏ألزجْ،‏

والأحوج‏ ‏أغنج،

 ‏والقرشُ‏ ‏لمن‏ ‏يحذق‏ ‏خطْفَهْ، ‏أو‏ ‏ساس‏ ‏الناس،‏

لا‏ ‏تسأل‏ ‏عن‏ ‏شىءٍ ‏إن‏ ‏يظهر‏ْْ ‏لك‏ ‏تكفر،

 ‏فاشكر‏ ‏واصبر‏ ….]‏

***

من‏ ‏حضر‏ ‏القسمة‏ ‏يقتسمُ

من‏ ‏أخذ‏ ‏الصرة‏ ‏يبتسمُ

صدق‏ ‏القول‏ ‏المصقول

فعلامَ‏ ‏الغَلبهْ؟

***

غفرانك‏ ‏ربى ‏وإليك‏ ‏العتبى

لو‏ ‏ترضى … ‏أرضى‏!!‏

الطائف أغسطس 1980

 

[1] – الاسم الأصلى، سنة 1980، “النشوة والمنزول”.

[2] – طرفا خط مترو فى باريس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *