الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (108) من الكراسة الأولى (3)

قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (108) من الكراسة الأولى (3)

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس: 14 – 3 – 2013

السنة السادسة

العدد: 2022     

mahfouz 2

ص 108 من الكراسة الأولى  (3)


14-3-2013إن‏ وأن، وكأن، وليت، ولعل، لا ‏ (ك.غ) 
(ك.غ)  ‏ابراهيم‏ ‏اسماعيل‏.. ‏ويل

‏ ‏للمصلين‏ ‏ويل‏ ‏للكافرين‏ ‏ويل‏ ‏للمؤمنين‏.‏ 

حسن‏، ‏الحسين‏، ‏الحسيني‏، ‏عبد‏ ‏الله‏ ‏ الحمصاني‏،

(ك.غ)‏، ‏البراني‏، ‏الجواني‏، ‏التحتاني‏.‏

يوم‏ ‏أشرقت‏ ‏الشمس(؟؟؟ من مغربها)

نصر‏ ‏الله‏ ‏والفتح‏ ، ‏

يوم‏ ‏جاء‏ ‏السباعى هو‏ ‏الله‏،

‏هو‏ ‏الواحد‏، ‏هو‏ ‏العارف (؟؟؟ الخالق)‏،

‏هو‏ ‏العاشق‏، ‏هو‏ ‏الجميل

نجيب‏ ‏محفوظ

 ‏ 21/5‏

 

  القراءة:

…. وبعد أن كسبت هذه الصفحة التحدي مثل سابقتها، نكمل:

توقفنا عند: “البراني الجوانى التحتاني”،  لنجد أنفسنا اليوم أمام السطر التالى كما يلي:

 “يوم اشرقت الشمس” ثم كلمة غير مقروءة،

 قلت فى الحلقة السابقة وقبل ذلك، أننى أنوى أن أستعمل حق الانتقاء، وخاصة لهذه الكلمات غير المقروءة، لكن ثمة “شخبطة باهتة” بعدها، حاولت أن أفتعل كلمات تخرج منها فلم أستطع، لكن مع البحث وجدت احتمالا بعيدا أنا أول من ارفضه، لكنه ورد، وهو أن تكون هذه الكلمات الممسوحة “هى من الغرب”، أو “من مغربها”، ولو صح ذلك مع أننى أول المعترضين عليه، إذن لكان هناك احتمالان:

الاحتمال الأول : أن تكون إشارة إلى رواية الكاتب والباحث اللبناني نديم نجدي  الذي اعتقله الإسرائيليون وهو في سنّ المراهقة، من معتقل “أنصار” في جنوب لبنان إلى “عتليت” داخل إسرائيل. وراح يتخبّط بين العذاب والبعد عن الأهل والحرمان، وبين رغبته الطفولية في أن يكون “بطلاً”.  يكتشف نبيل “أبطاله” عن قرب: يتقاتلون من أجل نيل حبة زيتون إضافية، يشون بزملائهم على وقع سياط الاستجواب، يشتهون مندوبة الصليب الأحمر… لكنّهم في الوقت نفسه يتشاركون لحظات الألفة والتضامن الذي يفرضه بؤس المصير المشترك.

وأنا أعرف علاقة شيخنا بالظلم عموما، والاستعمار خصوصا، والقضية الفلسطينية بشكل أكثر تحديدا، وأيضا أعرف بعض قراءاته فى أدب السجن، وبعض مشاركاته فى تقمص بعض ذلك هنا وهناك فى رواياته، وأخيرا أعرف موسوعية قراءاته حتى أنه قرأ روايتى شخصيا (الجزء الاول والثانى من المشى على الصراط : الواقعة ومدرسة العراة) قبل أن أعرفه بسنوات، وحين جاء ذكرها أشار إلى ما بها (أظن الجزء الثانى) من حوارات مسهبة (وصلنى أنها إشارة تدل على أن حجم الحوار ربما زاد عن حدوده) لكل ذلك لا أستبعد أن يكون قرأ هذه الرواية وخطرت له، خاصة وأن الصفحة السابقة من صفحات التدريب كانت عن قراءاته الموسوعية كما تذكرون.

استدراك: انتبهت بعد كتابة هذه الفقرة أن هذه الرواية نشرت سنة 2010 “دار الساقي”، فإن كانت الطبعة الأولى، فكل ما جاء فى هذه الفقرة خطأ صرف، إلا أن ما أعرفه عن شيخى بغض النظر عن بداية التداعى ومُنطلقه هو هو برغم هذا الخطأ، انتهزت هذه الفرصة لأثبت هذا الخطأ المحتمل حتى أنبه من جديد وأعترف بمبلغ ماوصل إليه ما أحب أن أسميه ” الشطح المشروع” أو “التعسف المباح”!!

الاحتمال الثانى: هو أن يكون شيخى قد قصد ” يوم تشرق” وليس “يوم أشرقت” وبصفته المبدع العظيم الذى يمتلك ناصية الزمن، فإن ذلك يسمح لنا أن نحترم هذا الاحتمال فتكون الكلمتين الممسوحتين هما “من مغربها” أى “يوم تشرق الشمس(؟؟من مغربها) فنجد أنفسنا أمام إحدى علامات القيامة، خاصة وأن هذه العلامة بالذات مصاحبة فى معظم ما جاء فى التراث بأنه لا توبة بعدها، ولا إيمانا جديدا، فهى مرتبطة بدعوة إلى المبادرة إلى الله تعالى قبل تلك اللحظة …إلخ، وهذا أيضا أستبعده، وخاصة ما جاء بصدده عن إثباتات إعجاز القرآن الكريم بأدلة شبه علمية، الأمر الذى أنبه إلى أن كتابى العظيم لا يحتاج إلى مثل هذا الدعم من خارجه، لو سمحتم.

الكلمة التالية هى “نصر الله والفتح”، وقد ناقشت ما حضرنى من استلهامات الآية الكريمة “إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ” (1) فى صفحة التدريب رقم (15)، نشرة 18-2-2010 ثم:

يوم جاء الساعى” لكننى فضلت أن أتصور سنـّة خفيفة قبل الألف بعد السين لتصبح “السباعى”، فتحضرنى بعض ذكرياته مع يوسف السباعى، وعن يوسف السباعى، وأبيه أيضا محمد السباعى، وكلها تستأهل الإثبات ولو بها بعض التكرار من عمل آخر

نحكى أولا عن محمد السباعى:

من نشرة 1-7-2010 – العدد: 1035 –  الحلقة الثلاثين –  الخميس: 9/2/1995

“.. رجعنا‏ ‏مرة‏ ‏ثانية‏ ‏إلى ‏روعة‏ ‏ترجمة‏ ‏سامى ‏الدروبى ‏وأن‏ ‏المترجم‏ ‏قد‏ ‏يصل‏ ‏إلى ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏دوره‏ ‏هو‏ ‏إعادة‏ ‏تقديم‏ ‏النص، ‏فيصبح‏ ‏له‏ ‏فضل‏ ‏لا‏ ‏يقل‏ ‏عن‏ ‏فضل‏ ‏المؤلف، ‏قال‏ ‏الأستاذ‏ ‏إنهم‏ ‏يـرجعون‏ ‏شهرة‏ ‏رباعيات‏ ‏الخيام‏ ‏فى ‏الغرب‏ ‏إلى ‏ترجمة‏ ‏الكاتب البريطاني إدوارد فيتسجيرالد‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏الرباعيات‏ ‏نفسها، ‏قلت‏ ‏له‏ ‏إن‏ ‏لها‏ ‏عدة‏ ‏تراجم‏ ‏بالعربية، ‏كما أننى قد عثرت مؤخرا على ترجمة لها ‏ ‏بالعامية المصرية، ‏قال‏ ‏سمعت‏ ‏عن‏ ‏الأخيرة، ‏ثم‏ ‏ذكرت‏ ‏أن‏ ‏ترجمة‏ ‏محمد‏ ‏السباعى ‏كانت‏ ‏خماسية‏ ‏وليست‏ ‏رباعية، وسألته هل لاحظ ذلك، ‏فقال‏ ‏لم اقرأها للسباعى‏، ‏وأثنى ‏على ‏ترجمة‏ ‏رامى ‏وقال‏ ‏إنها‏ ‏من‏ ‏أدق‏ ‏الترجمات، ‏ثم سألنى هل قرأت ترجمة السباعى، قلت له نعم، ولم تعجبنى برغم الاجتهاد، سألنى هل تحفظ شيئا منها، فتلوت له هذه الخماسية:

إشرب‏ ‏الصهباء‏ ‏فى ‏ظل‏ ‏الصبا‏ ‏

‏ ‏ما‏ ‏شدا‏ ‏طير‏ ‏بتيجان‏ ‏الربي

فإذا‏ ‏ساقى ‏المنايا‏ ‏أو‏ جبا‏ ‏

‏ ‏شربة‏ً ‏غصّتْ‏ ‏ومرّتْ‏ ‏مطعما

فأحسُ‏ ‏جلدا‏ ‏خمرة‏ ‏الموت‏ ‏الزؤام‏.‏

وطرب‏ ‏الأستاذ‏ ‏من‏ ‏الانتقاء، ‏وذكرنى ‏بأن‏ ‏محمد‏ ‏السباعى ‏فى ‏رأى ‏كامل‏ ‏كيلانى ‏يؤلف‏ ‏حين‏ ‏يترجم، ‏ويترجم‏ ‏حين‏ ‏يؤلف، وذكر لى كيف قالها‏ ‏الكيلانى ‏ساخرا‏ ‏مداعبا‏ ‏يقظا، ‏ففهمت‏ ‏الشطر‏ ‏الأول‏ ‏من‏ ‏الجملة‏ ‏ولم‏ ‏أفهم‏ ‏الشطر‏ ‏الثاني‏،‏ولم‏ ‏أخجل‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏أسأله، ‏فقال‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏يرفض‏ ‏غبائي، ‏يعنى ‏أن السباعى ‏حين‏ ‏يدعى ‏التأليف‏ ‏كان‏ ‏يسرق‏ ‏شذرات‏ ‏من‏ ‏هنا‏ ‏وهناك‏ ‏ويترجمها‏ ‏باعتبارها‏ ‏من‏ ‏تأليفه، ‏وضحكنا‏.‏

****

ثم جاء فى نشرة 17-3-2011 العدد: 1294 – الحلقة السابعة والستون-  الثلاثاء‏ 6/6/1995‏، ذِكْره لمحمد

‏- ‏أول‏ ‏تراجم‏ ‏أظن‏ ‏المنفلوطى، ‏آلام‏ ‏فرتر، ‏وكان‏ ‏محمد‏ ‏السباعى ‏أيضا، ‏ترجمة‏ ‏تشيكوف، ‏ودى ‏موباسان، “و‏لم‏ ‏تكن‏ ‏ترجمة‏ ‏بالمعنى ‏الحالى ‏كان‏ ‏زى ‏نقل‏ ‏المعنى، ‏كنت‏ ‏تلاقى ‏فى ‏الترجمة‏ ‏أحاديث‏ ‏نبوية، ‏كنت‏ ‏أقول‏ ‏ياه‏ ‏هم‏ ‏الكتبة‏ ‏الخواجات‏ ‏يعرفون‏ ‏هذه‏ ‏الأحاديث‏ ‏النبوية”‏.

****

أما  عن يوسف  السباعى، فقد جاء ما يلى:

ثم من نشرة 26-8-2010 العدد: 1091 – الحلقة الثامنة والثلاثون – الخميس‏:23/2/1995

 “…. فتطرق الحديث‏ ‏إلى‏ ‏يوسف‏ ‏السباعى ‏وأعاد توفيق والأستاذ ما دار أمس (الأربعاء)‏ فى ‏صوفيتيل‏ ‏المعادي، ‏حيث‏ ‏ذكروا‏ ‏يوسف‏ ‏السباعى ‏كمثال‏ ‏لصاحب‏ “‏الأسلوب‏ ‏غير‏ ‏المتغير”، ‏وهى ‏الصفة‏ ‏التى ‏لا‏ ‏يشرف‏ ‏بها‏ ‏المبدع‏ ‏الأصيل، ‏فاستثنيت‏ ‏من‏ ‏أعماله‏ “‏السقا مات‏” ‏وكان‏ ‏لمزا‏ ‏قد‏ ‏سرى ‏فى ‏جلسة‏ ‏سابقة‏ ‏على ‏أن‏ ‏هذه‏ ‏الرواية‏ ‏المتميزة‏ ‏المختلفة عن‏ ‏كل‏ ‏أعماله‏ ‏ليست‏ ‏من إبداعه شخصيا‏، ‏وأن‏ ‏أباه‏ “‏محمد‏ ‏السباعي‏”، ‏هو‏ ‏الذى ‏كتبها‏، ‏وغمز‏ ‏لى ‏توفيق‏ ‏أن‏ ‏الأستاذ‏ ‏يحب‏ ‏يوسف‏ ‏السباعى (‏وثروت‏ ‏أباظة‏)، فأضفت باسما هامسا “وكل الناس”، سألت‏ ‏الأستاذ‏ ‏مباشرة، ‏فقال‏ ‏إن‏ ‏يوسف‏ ‏السباعى ‏كان‏ ‏يكتب‏ ‏قصصا‏ ‏قصيرة‏ ‏سريعة‏ ‏تتميز‏ ‏بميزة‏ ‏مهمة‏ ‏وهى ‏أنها‏ “‏مرحة‏”، ‏قالها‏ ‏بيقين‏ ‏وأمانة متذوق‏ ‏محب‏ ‏فعلا، ‏وحاولت‏ ‏أن‏ ‏أجهد‏ ‏ذاكرتى ‏فى ‏تذكر‏ ‏ولو‏ ‏قصة‏ ‏واحدة‏ ‏قصيرة‏ مرحة‏ قرأتها ليوسف السباعى ‏فلم‏ ‏أفلح، ‏لكننى ‏أضفت‏ ‏أنه‏ ‏كان‏ خفيف الظل فعلا فى بعض الأحيان وهو يكتب المقال لا القصة.

ومن نشرة 9-12-2010 العدد: 1196 – الحلقة الثالثة والخمسون – الثلاثاء‏ 25/4/95

“… وقلت‏ ‏للاستاذ‏ ‏إنك‏ ‏كنت‏ ‏حاضرا‏ ‏لهذه‏ ‏الندوة‏ ‏التليفزيونية‏ ‏التى ‏عقدت‏ ‏فى ‏بيت طه حسين، ‏فأجاب‏ ‏بالإيجاب، ‏وذكر‏ ‏كيف‏ ‏أن‏ ‏زوجة‏ ‏طه‏ ‏حسين‏ ‏انتحت‏ ‏به‏ ‏جانبا‏ ‏هو‏ ‏ويوسف‏ ‏السباعى ‏ونبهتهم‏ ‏ألا‏ ‏يلوثوا ‏ ‏الكراسى ‏والآرائك‏ ‏والسجاد، ‏وأنه‏ ‏كان‏ ‏هو‏ ‏ويوسف‏ ‏السباعى ‏شاعرين‏ ‏بالخوف‏ ‏والذنب‏ ‏طول‏ ‏الوقت‏ ‏على ‏ما‏ ‏أصاب‏ ‏المنزل، ‏وما‏ ‏قد‏ ‏يصيبه‏ ‏وكررت‏ ‏للاستاذ‏ ‏مسألة‏ ‏اتفاق‏ ‏طه‏ ‏حسين‏ ‏على ‏الأجر‏ 200 ‏جم‏ ‏لو‏ ‏كان‏ ‏الحضور‏ ‏خمسة، ‏وضعف‏ ‏ذلك‏ ‏لو زاد ‏العدد، ‏وأنه‏ ‏لما‏ ‏أحس‏ ‏أن‏ ‏العدد‏ ‏أكثر‏ ‏أخذ‏ ‏يلمح‏ ‏لأنيس‏ ‏منصور‏ ‏بوعده‏ ‏بضعف‏ ‏المكافأة، ‏ويخفف‏ ‏الاستاذ‏ ‏من‏ ‏مغزى ‏إعادة‏ ‏الحكاية‏ ‏هكذا‏ ‏فى ‏الكتاب”.

ثم من نشرة 17-3-2011 العدد: 1294-  الحلقة السابعة والستون –  الثلاثاء‏ 6/6/1995‏

وأخيرا جاء فى رده ‏عن‏ ‏ظروف‏ ‏كتابة‏ ‏الثلاثية‏ ما يلى:

الجزء‏ ‏الأول‏ ‏أنا‏ ‏لم‏ ‏أعشه، ‏كنت‏ ‏أدرسه‏ ‏دراسة‏ ‏تاريخية، ‏لكن‏ ‏الجزئين‏ ‏الثانى ‏والثالث‏ ‏أنا‏ ‏عشتهم، ‏كان‏ ‏عمل‏ ‏واحد‏ ‏من‏ ‏ألف‏ ‏صفحة‏ ‏فولسكاب، ‏لم‏ ‏يرض‏ ‏ناشر‏ ‏أن‏ ‏ينشره‏ ‏كم‏ ‏ستبلغ‏ ‏صفحاته، ‏وكم‏ ‏سيكلف، ‏وكم‏ ‏السعر‏ ‏المناسب‏ ‏الذى ‏سيحدد‏ ‏له‏؟‏ ‏بدأت‏ ‏أنشره‏ ‏مسلسلا‏ ‏فى ‏مجلة‏ ‏مسامرات‏ ‏الجيب، ‏وبعدين‏ ‏الثورة‏ ‏قامت، ‏جه‏ ‏يوسف‏ ‏السباعى ‏وقال لى، ‏لا‏ ‏تزعل، ‏الثورة‏ ‏حا تعمل‏ ‏مجلة، ‏وخَدُه‏ ‏عشان‏ ‏ينشره‏ ‏مسلسل، ‏وبعدين‏ ‏شار‏ ‏على ‏تبقى ‏ثلاث‏ ‏أجزاء، ‏وهذا‏ ‏ما‏ ‏كان‏.‏

*****

ثم يختم الأستاذ هذه صفحة التدريب هذه بحلقة ذكر كدت أتمايل ذكراً وأنا أقرأها، وكأنه منشد الحلقة ونحن نتطوح بذكر الله مع صوته الجميل، وتذكرت أن ثم فارق بين حضور أسماء الله الحسنى مسبوقة بـ “هو” (وهذا من أسماء الله الحسنى أيضا)، وأن ترد كما وردت فى تدريبات صفحة 107 نشرة 7-2-2013، الأمر الذى اكتفيت فيه آنذاك بأن أكرره دون تعليق لأترك الأسماء الكريمة تفعل فعلها ذاتها معنا مثلما حضرت فى وعيه ، هو‏ ‏الله‏، ‏هو‏ ‏الواحد‏، ‏هو‏ ‏العارف. (؟؟؟ الخالق(2))‏، ‏هو‏ ‏العاشق‏، ‏هو‏ ‏الجميل

 ثم كتب: “نصر الله والفتح” وقد جاء رأيى وتداعياتى من ذكره الآية الكريمة: “إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ”، نشرات سابقة فى صفحة (15) بتاريخ 18-2-2010، فى صفحة (83) 5-7-2012، ، وفى صفحة (85) 19-7-2012، وفى صفحة (88) 9-8-2012، وفى صفحة (93) 13-9-2012، وفى صفحة (97) 4-10-2012.

فأتوقف اليوم عند كل اسم لحظات بعد أن أشير إلى الاختلاف الذى جاء فى التراث عن عدد أسماء الله الحسنى وقصرها على 99 اسمأ، ومرة اكتشفت أن “المحيط” ليست من بين هذه التسع وتسعين اسما، وسألت فضيلة الشيخ جمال قطب فى ذلك ، وهو الذى نبهنى لهذا الاختلاف، وقبلته دون احتجاج. أما عن اسم “هو” فأول ما سمعته كان من والدى حين كان يمازحنى ذاكرا أن صديقا له يذكر الله كثيرا بهذا الاسم “هو” عادة طول اليوم، وذات مرة أخذتْ هذا الصديق الجلالة – كما حكى والدى- فتسارع فى نطق هو حتى صارت متلاحقة لا تبين : هو هو هو هو هو هو هو هو هو ، فنبهه والدى يداعبه أن “حاسب يا شيخ فلان وشكـِّل أحسن يظن أحد أنك لا تذكر وإنما “…” ومن يومها وأنا قريب من هذا الاسم جدا الذى يسمح بأن يلحقه أى اسم آخر كما فعل شيخى اليوم، هو اللههو الواحد..إلخ

****

* هو‏ ‏الواحد‏: ‏

يصلنى اسم الواحد مع التوحيد بأنه لا إله إلا الله، وهو ما يبلغنى من نفى الشرك الذى هو أخفى على النفس من دبيب النملة، كما يصلنى وأنا أمارس السعى مع مرضاى أساسا نحو الواحدية التى هى ليست صفة بشرية، وإنما هى غاية فى “تكوّن مستمر”، ومنها انطلق فى مسعاى العلمى نحو ما أسميته “الوعى الجمعى” (وليس اللاوعى الجمعى الذى وصفه كارل يونج) ومن كل ذلك وغيره انطلق إلى فهمى وممارستى فى العلاج الجمعى إلى وجه الله .

* هو‏ ‏العارف:

  أنا عموما لا أحب أصف أحدا بصفة المتصوف، حتى مولانا النفرى، وأفضل دائما أن أتعرف عليه بصفة “العارف“، وبالذات العارف بالله (لاحظ حرف الجر “بـ “) وعلاقتى بالمعرفة تزداد قبل وبعد العلم، وقبل وبعد التفكير، ولها الآن منطلقات ثلاث : الأول: ما أعرفه وأستلهمه من مواقف النفرى، والثانى: وما اكتشفته وأثبته فى “ملف الإدراك” بالذات، أما الثالث: فهو وما يصلنى بتلاحق رائع من إنجازات العلم المعرفى، والعلم المعرفى العصبى خاصة ، وقد تصادف أن اهتماماتى بعد هذا العمر فى البحث والاجتهاد تلاقت من هذه المصادر الثلاث لأتعرف على بعض ماهية المعرفة، وكنت أحسب أننى وصلت إلى غاية المنى، لكن مولانا النفرى مؤخرا راح يقرص أذنى وينبهنى إلى معرفة أخرى “فى الوقفة”، فخجلت من انبهارى بالمعرفة التى ألممت بها قبل ذلك.

لكن حين يصف ربنا نفسه أو نصفه نحن  بأنه العارف، فأنا أظن أن الباب يفتح إلى معرفة بعد المعرفة، من خلال الوقفة أو ما بعدها، من يدرى ماذا يخبئ لى غيب السعى إلى وجه العارف سبحانه وتعالى

*  (هو) الخالق (3)

حين أتجرأ وأتكلم عن “الإبداع”، فأنا أقترب من هذه الصفة دون أن أدعي أن أى مبدع يمكن أن يكون خالقا، لدرجة أننى حين قسمت مستويات الإبداع وضعت ما أسميته “الإبداع الخالقى” فى أعلى مراتب الإبداع مقارنة “بالإبداع التواصلى” ناهيك عن “الإبداع المزيف”، هذا الإبداع الخالقى الذى يحاول البشر أن يستلهموا إبداع رب العالمين منه، لا يقارن بداهة بإبداع الخالق الوهاب، لكنه يذكرنى أن الخالق جل شأنه حين سمح للأحياء أن يتطوروا بإذنه، سمح فى النهاية للإنسان على قمة الهرم الحيوى أن يبدع سعيا إليه، ويظل هو الخالق الواحد الأوحد.

*- ‏هو‏ ‏العاشق‏:

لم أجد “العاشق” فى أسماء الله الحسنى، وودت لو عبرت بها سريعا إلا بإشارة شديدة الإيجاز عن “العشق الإلهى“، الذى يحتاج إلى مجلدات لوصفه ولن نصل إلى سبر غوره، فقط أقر وأعترف ان كل ما قرأته منتهزا هذه الفرصة لم أرحب به كما هو، خاصة حين يصل إلى مرتبه الفناء مثل قولهم “أنا من أهوى ومن أهوى أنا” أو “ولا فرق بل ذاتِىَ بذاتى جنتِ“،

 يرضينى جدا ويسعدنى تماما أن يسمح لى ربى بأن يرضى عنى إذ أرضى عنه “ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ” (الأية 119: المائدة)، ويفرحنى بلا حدود أن يصلنى حبه وأنا أتبع عبده ورسوله فيحبنى قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ” (الآية31: آل عمران)، أما العاشق فاسمحوا لى ألا أتحرك فيما لا أستطيع.

*-  ‏هو‏ ‏الجميل:

الحديث عن الجمال فى ذاته بكل معانى ومستويات الهارمونى التناغم المطلق هو غاية قصوى لا أعرفها، تتصف بالوعد، وتلتحم بالغيب، وتعد بالوجد، وقد سبق أن رأيت جمالا فى الموت الجسور وكتبت عنه حتى اقتطفته هنا فى نشرة سابقة بعنوان “معنى آخر للجمال” : فى صفحة التدريب (107) الحلقة (3) نشرة:21-2-2013، لن أعيدها، ويمكن الرجوع إليها، أما أن الله جميل فهو كذلك بكل ما هو بعد هذه المعانى وقبلها كما أن السعى نحو الجميل هو جميل فى ذاته، وهذا يكفى العبد من ربه وهو يحبه.

شكرا يا شيخنا.

 [1] – فى صفحة (15) بتاريخ 18-2-2010،  فى صفحة (83) 5-7-2012،  وفى صفحة (85) 19-7-2012، وفى صفحة (88) 9-8-2012، وفى صفحة (93) 13-9-2012، وفى صفحة (97) 4-10-2012.

[2] – بعد تكبير 500 مرة

[3] – (اضطررت أن أكبر الكلمة كثيرا جدا قبل أن أقتنع أنها “الخالق” – تكبير 500- ولم أجد قبلها “هو” وإن كنت قد رجحت أنها موجودة لكنها اختفت فى النسخ أو التصوير)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *