الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (132) من الكراسة الأولى

قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (132) من الكراسة الأولى

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس: 7-11 – 2013

السنة السابعة

العدد: 2260

صورة نشرات تدريب محفوظ

ص 132 من الكراسة الأولى

132 صفحة تدريب محفوظبسم الله الرحمن الرحيم

الحمد‏ ‏لله‏ ‏رب‏ ‏العالمين

نجيب‏ ‏محفوظ

أم‏ ‏كلثوم‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ

فاطمة‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ

ريم ‏على‏ ‏القاع‏ ‏بين‏ ‏الحل‏ ‏والحرم صنت‏ ‏نفسي‏ ‏عما‏ ‏يدنس‏ ‏نفسي  ودار‏ ‏ندامي‏ ‏عطلوها‏ ‏ادلجوا

ايها‏ ‏القوم‏ ‏المجدون‏ ‏في‏ ‏الأرض‏ ‏المجنونة  ألا يا بكر قد طرقا خيال هاج لي الأرقا

اراك‏ ‏عصى‏ ‏الدمع‏ ‏شيمتك‏ ‏الصبر ‏ ‏كيف‏ ‏مرت‏ ‏على ‏هواك‏ القلوب

سلوا قلبي غداة سلا و ثابا

  نجيب‏ ‏محفوظ

  ‏ 18/6/1995

 

 

القراءة:

ما زلنا نقترب رويدا رويدا من الدراسة الشاملة، فلا جديد فى هذه الصفحة إلا أغنية أم كلثوم “نهج البردة” لأحمد شوقى، وبيت شعر لعمر بن أبى ربيعة، أما غير ذلك فجاءت صفحة معتادة حتى من بدايتها ونهايتها

نبدأ “بنهج البردة“، وقد تعجبت أنها لم ترد ذكرها فى صفحة سابقة، أنا أعلم مدى حبه لرسول الله عليه الصلاة والسلام وحبه لأم كلثوم، وهذه الأغنية بالذات شديدة الجمال وأم كلثوم تؤديها بعبقرية فائقة من بدايتها إلى نهايتها، وهى تكمل رسالة عندى تصلنى من شدوها بأغنية بيرم التونسى “القلب يعشق كل جميل”:

القلب يعشق كل جميل وياما شفت جمال يا عين

واللي صدق في الحب قليل وان دام يدوم يوم ولا يومين

……………..

واللي هويته اليوم دايم وصاله دوم

لا يعاتب اللي يتوب ولا في طبعه اللوم

واحد مافيش غيره ملا الوجود نوره

دعاني لبيته لحد باب بيته واما تجلى لي بالدمع ناجيته

نهج البردة قصيدة نظمها أمير الشعراء أحمد شوقي في مدح الرسول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وهي من أروع القصائد التي قيلت في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقد عارض بها قصيدة البردة للبوصيري التي يقول في مطلعها:

أمِنْ تَذَكُّرِ جِيران بِـذِي سَلَـمٍ … مَزَجْتَ دَمْعاً جَرَى مِنْ مُقْلَةٍ بِدَمِ

أمْ هَـبَّـتْ الريـحُ مِـنْ تِلْقاءِ  كاظِمَةٍ  – وأوْمَضَ البَرْقُ فِي الظلْماءِ مِنْ إضَمِ

 ونهج البردة من أشهر قصائد المديح في العصر الحديث، وكتبها أمير الشعراء ليعارض بها قصيدتى كعب بن زهير والامام البوصيري ولولا أن عرف أحمد شوقى قدر البوصيري في شعره وعلمه ولولا حبه لرسوال الله عليه الصلاة والسلام لما قرض هذه القصيدة العصماء بهذا الجمال والإبداع 

وفيما يلى بعض مقتطفات من نهج البردة على نفس وزن وقافية بردة البوصيرى:

ريمٌ علـى القـاع بيـن البانِ والعلم ِ *** أحـلّ سفك دمي فــي الأشهــر الحُرُم ِ

……………

لمـا رنــا حدثتــني النفــس قائلــةً *** يا ويـح جنبك ، بالسهم المصيب رُمي
جحدتها وكتمـت السهم فـى كبـدى *** جـرحُ الأحبــة عنــدي غيرُ ذي ألم ِ

وكنت، ومازلت أتوقف عند هذين البيتين وأدعو للجميع ولنفسى بما تيسر:

ثم نختم بهذين البيتين:

رزقتَ أسمح ما فـى الناس مــن خُلق *** إذا رزقـت التماس العـذر في الشيم
يا لائمي فــي هـواه  والهوى قدرٌ ***  لـو شفّك الوجدُ لـم تعــذل ولــم تلم

******

ننتقل الآن إلى عمر بن إلى ربيعة

أما بيت ابن أبى ربيعة، فقد فوجئت به، وعجبت أن يحفظه الأستاذ هكذا وأن يحبه حتى يطفو على سطح وعيه فى تدريباته، وأكاد أجزم أنه لم يذكره أو يستشهد به فى جلساته، وعموما كما ذكرت سابقا هو نادرا ما يستشهد بالشعر، المهم البيت يقول:

 “ألا يا بكر قد طرقا

خيال هاج لي الأرقا”

 وأنا لم أسمع عن هذا البيت من قبل، وقد أعجبتنى حكاية “هاجَ لي الأَرَقا” ووجدته صورة جميلة

أَلا يا بَكرُ قَد طَرَقا  * * *  خَيالٌ هاجَ لي الأَرَقا

بِزَينَبَ إِنَّها هَمّي  * * *  فَكَيفَ بِحَبلِها خَلَقَ

وحين وصلت إلى البيت القائل:

وَساقاً تَملأ الخَلخالَ * * *  فيهِ تَراهُ مُختَنِقا

حضرنى المثل المصرى الجميل الذى يصف عكس ذلك حين يهجو المرأة النحيفة التى تظهر نحافتها فى حدة مؤخر اسفل ساقها، (ويسمى العرقوب فوق الكعب مباشرة) حتى يصبح مثل حد السكين ويقول المثل العامى المصرى الجميل برغم قسوته:

 عرقوبها يدبح الطير

وضلوعها عدادى عدادى

آنيها ما يشوف الخير

يا طول شماته تَعَادى (الأعداء)

يا لقسوة المثل!!!

ويا لاختلاف مقاييس الجمال!!

أما ما حضرنى بعد ذلك من عمر ابن ابى ربيعة فهو أنى تذكرت قصيدته فى “هند” يقول فيها:

لَيتَ هِنداً أَنجَزَتنا ما تَعِد        وَشَفَت أَنفُسَنا مِمّا تَجِد
وَاِستَبَدَّت مَرَّةً واحِدَةً            إِنَّما العاجِزُ مَن لا يَستَبِد
زَعَموها سَأَلَت جاراتِها        وَتَعَرَّت ذاتَ يَومٍ تَبتَرِد
أَكَما يَنعَتُني تُبصِرنَني         عَمرَكُنَّ اللَهَ أَم لا يَقتَصِد
فَتَضاحَكنَ وَقَد قُلنَ لَها          حَسَنٌ في كُلِّ عَينٍ مَن تَوَد
حَسَدٌ حُمِّلنَهُ مِن أَجلِها             وَقَديماً كانَ في الناسِ الحَسَد

………

 حَدَّثوني أَنَّها لي نَفَثَت     عُقَداً يا حَبَّذا تِلكَ العُقَد
      كُلَّما قُلتُ مَتى ميعادُنا       ضَحِكَت هِندٌ وَقالَت بَعدَ غَد

وكنت أستشهد بهذه الأبيات فى ثلاث مواقع أثناء تدريسى “علم النفس” لطلبة السنة الثانية فى كلية طب قصر العينى:

أولا: أن هناك من الرجال من يحب المرأة القوية التى تستبد به (دون أن يوصف بالماسوشية) …. “واستبدت مرّة واحدة”!!

ثانياً: فى درس الإدراك أنه “حَسَنٌ فِي كُلِّ عَيْنٍ مَا تَوَدّ‏”

وهو مصداق للبيت الآخر:

 وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ،  وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا

ثالثا: أننى كنت أفرح وأنا أشير للطلبة أن مصطلح “العقد النفسية” ليس من اختراع فرويد، حتى لو كان عمر بن ابى ربيعة يعنى الحسد، مستلهما النفاثات فى العقد.

 

[1] – ما تم نشره من قبل:

* الحمد‏ ‏لله‏ ‏رب‏ ‏العالمين:  ورد فى صفحة (7) نشرة 21-1-2010، (16) نشرة25-2-2010،  (36) نشرة 8-9-2011، (49) نشرة 15-12-2011، (55) نشرة 26-1-2012، وفى صفحة التدريب (113) نشرة 27 – 6 -2013، وفى صفحة التدريب (115) نشرة 11-7-2013 وفى صفحة التدريب (118) نشرة 25  – 7  – 2013، وصفحة التدريب (ص 129) نشرة 17-10-2013

* صنت‏ ‏نفسي‏ ‏عما‏ ‏يدنس‏ ‏نفسى: ورد فى صفحة التدريب (ص 4)   7-1-2010، وصفحة  التدريب (ص 112) نشرة 11-2-2010

* ودار‏ ‏ندامي‏ ‏عطلوها‏ ‏اولجوا: ورد فى صفحة (ص 2) نشرة 31-12-2009، وصفحة التدريب (ص 10) نشرة: 4-2-2010، وصفحة التدريب (ص 106) نشرة: 6-12-2012

* ايها‏ ‏القوم‏ ‏المجندون‏ ‏في‏ ‏الأرض‏ ‏المجنونة: ورد فى صفحة التدريب (ص 39) نشرة 13-9-2011

* أراك‏ ‏عصى‏ ‏الدمع‏ ‏شيمتك‏ ‏الصبر: وردت فى نشرة:7-1-2010 صفحة التدريب رقم (3)، نشرة:4-2-2010 صفحة التدريب رقم(11)، نشرة : 29-12-2011 صفحة التدريب رقم (51) ولا أجد عندى ما أضيفه أكثر مما ورد.، نشرة 1-3-2012، صفحة التدريب رقم (63). وصفحة التدريب (ص 124) نشرة 12-9-2013

* كيف‏ ‏مرت‏ ‏على ‏هواك‏ القلوب: ورد هذا النص فى صفحة التدريب (ص 26) نشرة 23-6-2011

* سلوا قلبي غداة سلا وثابا : ورد هذا النص فى صفحة التدريب  (77) نشرة 24-5-2012،  وأيضا صفحة التدريب (ص 117) نشرة 25-7-2013

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *