نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 12-12-2013
السنة السابعة
العدد: 2295
ص 136 من الكراسة الأولى
الأمر لله وحده
لا إله إلا الله
نجيب محفوظ
أم كلثوم نجيب محفوظ
فاطمة نجيب محفوظ
نجيب محفوظ
جمال الأصوات من جمال الوجود
أهل الهوى
عندما يأتى المساء
يا جبل التوباد
الاطلاق (الأطلال)
نجيب محفوظ
22/6/95
القراءة:
شيخى العزيز، اليوم هو عيد ميلادك، هل تذكر أول يوم خرجنا فيه معا بعد الحادث؟ كان يوم 11/12/1994، اقترحت فيه خروجك إلى الناس إلى الهواء، كان هذا أول عيد ميلاد لك أحضره معك، كما كان أيضا أول عيد ميلاد بعد الحادث الغادر السافل القبيح، كتبت يا شيخنا عن هذا اليوم بالتفصيل فى كتابى “فى شرف صحبة نجيب محفوظ” وثم اقتطفت أمس بضعة أسطر مما كتبته عن لقائنا هذا اليوم، ثم حضرتنى قصيدتى التى اعتز بها جدا والتى نشرتها فى الأهرام فى عيد ميلادك الـ 92 بتاريخ 15/12/2003، فأثبتها كلها فى ما أنشره يوميا الآن فى موقع اليوم السابع، فأنا أحب هذه القصيدة حيث اعترف فيها صراحة وتفصيلا بأنك كنت طبيبى النفسى وأنا المحتاج إلى رعايتك وليس العكس.
هذه القصيدة يا سيدى قرأتها عليك بعد نشرها مباشرة، وفرحت أنها نقلت إليك مشاعرى نحوك، وفرحت أكثر حين وصلك منها ما أردت توصيله، وأنا أستلهم من تفاؤلك وأبوتك وريادتك وحكمتك كل ما جاء بها حتى وصلت إلى البيت الذى يقول على لسانك “المستحيل هو النبيل الممكن الآن بنا” وكانت نهايتها كلها على لسانك وكانت مليئة بالفرحة بك وبما علمتنى وتعلمنى، فقررت أن أعيد نشرها اليوم فى صفحتك الخميسية هذه استئذانا من تداعياتى على تدريبات اليوم مطمئنا إلى أن أغلب ما ورد فى صفحة اليوم (ص 136) قد سبق وروده فى صفحات سابقة، واستاذنك أن أعيد نشر المقال الحاوى للقصيدة فى موقعنا اليوم.
لكن قبل أن أعيد نشر المقال دعنى أشكو لك ما وصل إليه حال التلقى عندنا فى مصر حاليا:
أنا أكتب يا سيدى كلمة يوميا فى موقع اليوم السابع منذ 30 يوليو 2013 كلمة تتراوح بين 300 كلمة و650 كلمة، وهم يقولون أن الكتابة فى المواقع الإلكترونية تحظى بقراء أكثر ويزعم هذا الموقع أن زواره يوميا قاربوا المليون أو تخطوه (والعهدة عليهم) لكن الذين يعقبون على ما أكتب لا يزيدون على أصابع اليدين، وحين أقرأ تعليقاتهم، وأزيح المديح الطيب جانبا، لا أجد نقدا أو حوارا يطمئننى إلى وصول ما أردت، فأتعجب من عجزى، وأستغرب من كثير من التعليقات التى تكتفى بأن تقرأ كلمة واحدة أو جملة من المقال تنطلق منها إلى تعقيب إجمالى على كل المقال بما لم يقصده المقال إطلاقا، وفى كثير من الأحيان يبدو التعليق كأنه مقال صغير مستقل تماما، أتحمل ذلك وأفوّت وأعتبره من ضمن ما أصابنا من عدم الإتقان.
بعد النشر فى اليوم السابع بتاريخ 10/12/2013 جاءنى تعقيب واحد على القصيدة يدل على أن صاحبه وصله عكس ما أردت تماما.
لكن هذه هى النشرة أولا:
اليوم السابع: الثلاثاء 10-12-2013
ذكريات متفرقة من وحى عيد ميلاد نجيب محفوظ
الأحد: 11/12/1994 (1)
… وكنت قد اتفقت مع يوسف العقيد وجمال الغيطانى وزكى سالم أن نخرج صباح هذا اليوم ”الأحد” إلى الشمس ليكون ذلك أول خروج له بعد الحادث، ليستعيد بالتدريج إيقاع حياته العادية ما أمكن ذلك.
ما زلت برغم تصاعد دفء العلاقة وإزالة الحواجز، لا أعرف كيف يتحاور معه المريدون، فأنا – كما ذكرت- لم أحضر مجالسه معهم قبل ذلك أبدا، ….
رفضت وصفى بأنى طبيبه الخاص خشية تصور أننى أقوم بدور التطبيب النفسى، ولعل هذا النفى، بل وتبادل الأدوار، هو الذى حضرنى فى شعرى لاحقا فى أحد أعياد ميلاده أثبت فيه أن شيخى هذا هو الذى كان يعالجنى- نفسيا – طول الوقت.
الاهرام: 15/12/2003 فى عيد ميلاده الـ “92”
صالحتنى شيخى على نفسى ..
… ما عاد رسم الحرف يقدر أن يحيط ببعض ما يوحيه لى،
فى عيد مولدك الجميل: فجر جديد.
فى كل عام أحمـد الله الكريم وأرتجيه يكون “يومى قبل يومك”،
وأعود أكتشف الحقيقة أننى لم أصدق الله الدعاء.
طمعا بأن نبقى معا عاما فعـاما.
…. كم أنت سهـل معجز تسرى كمثل الماء إذ ينساب عذبا رائقا بين الصخور من الجليد وقد تربع شامخا فوق الجبل.
****
… زعموا بأنى قادر أشفى النفوس بما تيسر من علوم أو كلام أو صناعة
عفوا، ومن ذا يشفى نفسى حين تختلط الرؤي،
أو يحتوينى ذلك الحزن الصديق فلا أطيق؟
حتى لقيتــك سيدي،
فوضعت طفلى فى رحابك.
طفل عنيد.
مازال يدهش كل يوم من جديد.
صالحتـنى شيخى على نفسى حتى صرت أقرب ما أكون إليه فينـا،
صالحتـنى شيخى على ناسي، وكنت أشك فى بــله الجماعة يخدعون لغير ما هـم.
صالحتـنى شيخى على حريتى، فجزعت أكثر أن أضيع بظل غيري.
صالحتنى شيخى على أيامنا المرة مهما كان منها.
علمتنى شيخى بأنا قد خـلقنا للحلاوة والمرارة نحمل الوعى الثقيل نكونـه كدحا إليه.
****
وسألته يوما:”هل ثَمَّ حل فى الأفق”؟
فأجاب يحفز هـمـتى: “كلا”.
فسألته جَزِعًا: لماذا ؟
قال: “صاحبـنا تصور أنه صار المسيح المنــتـظـر”
قلت : “الصليب نهايتــه..”؟
فأجاب وهو يكاد يقرص بعض أذنى: “لسنـا يهـوذا”…. وهو ليس المنتظــر.
…….
من وحى أحلام النقاهة- سيدى- نشطت خلايا داخلى:
”فحلـمـت أنىَّ حامـل،
وسمعت دقــا حانيا وكأنه وعد الجنين.
جاء المخاض ولم يكن أبدا عسيرا،
وفرحت أنى صرت أما طيبة،
لكننى قد كنت أيضا ذلك الطفل الوليد،
فلقفت ثدى أمومتى،
وسمعت ضحكا خافتا.
لا،.. ليس سخرية ولكن.
…. وسمعت صوتا واثقا فى عمق أعماقى يقول:
“المستحيل هو النبيل الممكن الآن بنـا”.
لمست عباءتــك الرقيقة جانبا من بعض وعيي،
فـعـلـمـت أنـَّـكَ كـنْـتـَه”.
وصحوت أندم أننى قد كنت أحلم.
شيخى الجليل:
سامح مريدك إذْ تتطاولََ فاستباحَ القولَ دون البوح يشطح تحت ظل سحابة الغفران والصفح الجميل
*****
ثم إنه قد وصلنى هذا التعليق الوحيد على هذه القصيدة التى أحببتها، ووصلنى أنك أحببتها، وقد كانت المفاجأة لى أننى قرأت التعليق – برغم قصره – على مرحلتين، ولنبدأ بإثبات نصه:
تعليقات (1)
“انت راجل”
بواسطة: خالد
بتاريخ: الأربعاء، 11 ديسمبر 2013 – 09:43
كئيييييييييييييييييييييييييب
أول ما قرأت عنوانه، وكان من قارئ اسمه خالد، قرأت: “أنت راجل”: فتصورت أنه مديح وأن بعض القصيدة وصلته، وأنه التقط علاقتى بك، واعترافى بأنك طبيبى وليس العكس، وأنه اعتبر هذا الاعتراف نوعا من الشجاعة، فوصفنى بالرجولة، لكننى حين رجعت إلى التعليق مرة أخرى ودققت النظر، وجدت تكملة له كما هو مبين ببنط صغير جدا (ربما بنط 9) كلمة كئيب؟ إذن فهو يقول “انت رجل كئيب” ووجدته قد وضع عددا هائلا من الياءات بعد الهمزة على نبرة هكذا “كئييييييب”، تعجبت وخجلت مما وصلنى أولا، ورجعت إلى القصيدة أبحث عن الكآبة التى احتاجت كل هذه المطّة فى الياء فإذا بى أجد القصيدة مليئة بعكس ذلك تماما.
كنت يا شيخى على وشك أن اعتذر عن مواصلة الكتابة فى هذا الموقع – كما توقفت، أو أوقفونى، عن الكتابة فى الأهرام ثم الوفد، ثم التحرير ثم أخبار اليوم – ثم عدت ففضلت أن أكتب يوميا فى هذا الموقع الالكترونى “اليوم السابع” كما ذكرت سالفا، إلا أن ما وصلنى خلال خمسة أشهر زاد من همى بقدر مازاد من مسئوليتى حين رحت أتبين أكثر فأكثر مدى سطحية التلقى برغم طيبة وكرم وثناء كثير من التعقيبات، لكن أغلبها لا يدل على أن أصحابها قد وصلهم ما أريد، بل إن بعضها يصله عكس ما أريد كما ذكرت حالا، ناهيك عن بعض السباب والقذف بين الحين والحين.
عذرا سيدى هذا يوم عيد ميلادك، ولا يصح أن أشغلك بهمومى وأعلم أنك قد تنهرنى لعدم تفرغى لكتابة علمى ونظرياتى وفروضى، حاضر حاضر، والله العظيم سوف أفعلها إذا ما منحنى ربى بضع سنين أخرى.
وبعد
أرجوك أن تسمح لى أن أؤجل التعقيب على هذه الصفحة (136) إلى الأسبوع القادم.
[1] – حذف موقع اليوم السابع هذا التاريخ تصورا منهم أننى أخطأت ووضعوا اليوم ففقدت المقدمة دلالتها، وتأكد لى ما ظننت.