نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 29 – 1 – 2015
السنة الثامنة
العدد: 2708
ص 187 من الكراسة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
نجيب محفوظ
أم كلثوم نجيب محفوظ
فاطمة نجيب محفوظ
الأحد نعيم صبرى مصطفى ابو النصر
أدهم رجب
الاثنين محمد، حافظ، حسين،
وزكى سالم وآخرون
الثلاثاء محمد، نعيم، زكى سالم،
جمال، يوسف القعيد
والأربعاء نعيم صبرى وآخرون
الخميس من تبقى من الحرافيش
الجمعة المقطم حيث مقام الرخاوى
السبت (؟) الفرصة المتراوحة
تمكن بانطلاق الخروج
نجيب محفوظ
16/8/1995
القراءة:
فوجئت اليوم أن التدريب لم يشمل إلا تقريرا متعادلا بأسماء عينات ممن يحضرون جلسات اللقاءات اليومية التى رتبناها له فور خروجه من مستشفى الشرطة تحقيقا للفرض الذى عرضته على الزميل بالمستشفى بأن كل ما ينقص شيخنا هو جرعة مناسبة من “الناس” الأصدقاء، وخاصة الذين اعتاد عليهم، وهو ما أسميته “فقر ناس” قياسا على “فقر دم” أو “فقر فيتامينات…. الخ” كتب شيخنا اليوم أسماء الأسبوع كاملة بما فى ذلك اليوم الذى لا يخرج فيه وهو يوم السبت، والذى خصصه للقاءات الإعلام، وبعض الأصدقاء الذين لا يتمكنون من المشاركة فى اللقاءات المفتوحة (حيث أنها جميعا مفتوحة عدا لقاء الحرافيش يوم الخميس)، وأيضا كان غالبا ينتهز فرصة هذا اليوم السبت ليقوم ببعض النشاطات الشخصية تماما.
وإليكم ما كتبه فى هذه الصفحة.
* الأحد نعيم صبرى مصطفى أبو النصر أدهم رجب:
كان لقاء يوم الأحد، فى فندق شبرد ولم أحضره تقريبا إلا ساعة أو بعض ساعة وكنت أعرف أن نعيم صبرى يحضره لكننى لم أكن أعرف أن مصطفى أبو النصر يشارك فيه ولا أدهم رجب (د. أدهم رجب)، لكننى التقيت المرحوم مصطفى أبو النصر فى لقائنا فى فندق سفنكس بالهرم وهو النصف الأول من لقاء الخميس، يلحقه لقاء الحرافيش المغلق، وعلمت من المرحوم أبو النصر وعنه طول صداقته للأستاذ ومدى توثقها لسنين طويلة، وظل يتردد على الجلسات فى لقاءات متفرقة حتى اختاره الله، وحضرت انطلاق جنازته مع شيخى، أما أ.د. أدهم رجب الذى حكى لى الأستاذ عن علاقته القديمة من أيام لعب الكرة فى العباسية فقد حضر مرة فى سوفيتيل المعادى يوم الأربعاء حيث كنت هناك بالصدفة ولم أكن أعلم أنه يحضر لقاء الأحد، وأخشى أن يكون الأستاذ قد نسى، لكن لقائى معه كان بالمصادفة فى لقاء الأربعاء بسوفيتيل المعادى كما ذكرت، وتذكرنا معا وحكينا للاستاذ موقفنا مع طلبة كلية الطب بعد هزيمة 5 يونيو 67، وبيان 30 مارس بعدها، ووقفتنا مع الطلبة فى الاحتجاجات، ولأول مرة أعرف من أ.د. أدهم رجب أنه وشخصى ود. على عرفان وآخرين كنا على وشك الاعتقال لولا أن أنقذنا اسم من الاسماء المهمة كان مدرجا فى قائمة الاعتقال فعدلوا عن ذلك قبل أن يهموا بتنفيذه.
* الأثنين محمد، حافظ، حسين، وزكى سالم وآخرون:
جماعة الاثنين كانت نلتقى بفندق سوفيتيل المطار وكان يصحبه صديقى حافظ عزيز بانتظام، وكان يلحق به عادة أو كثيراً كل من د. حسين حمودة، ود. محمد الرخاوى (1)، وزكى سالم (2)، وقد اضاف الأستاذ فيه كلمة وآخرون مثل يوم الأحد مع أن كل الأيام كانت قابلة لهذه الإضافة لأنها كما ذكرت كانت لقاءات مفتوحة ومعروفة، وعلى ذكر أنها كانت معروفة فقد خشى بعض الأصدقاء أن يكون فى ذلك فرصة للجماعات إياها أن يرصدوا تحركاتنا الثابت وفى نفس الأماكن، ونفس المواعيد، فاقترحوا تغييرها إلى أماكن أخرى باستمرار، لكن الاستاذ بطبعه فى الارتباط بالمكان والوقت وبشجاعته، رفض هذا الاقتراح مسلما أمره لله تعالى، أما زكى سالم فقد ذكره فى هذا اليوم وأيضا يوم الثلاثاء مع أنه كان يحضر كل أيام الأسبوع تقريبا بصفة شبه دائمة، وهو أقدم صديق للأستاذ عرفته بعد مصطفى أبو النصر وأدهم رجب، وهو الذى ذكر اسمه أول الأسماء حين سألته فى مسشتفى الشرطة عن من يقترح تنظيم جرعات الناس لعلاجه من نقص الناس “ذكر لى اسم زكى سالم أولا وفوراً” أما لماذا لم يذكره فى الأيام الأخرى مع أنه كان يحضر له كل يوم تقريبا ربما لأنه لم يلزم نفسه بذكر كل الحضور.
* الثلاثاء: محمد، نعيم، زكى سالم، جمال، يوسف القعيد:
كانت جلسة الثلاثاء تعقد فى عوامة فرح بوت على شاطى النيل بالجيزة كانت أوسع الجلسات وأرحبها وكان التنوع فيها والحضور كثيرين، وكان روادها ممن يسمون المثقفون غالبا، ولم أكن أعلم أن محمد ابنى يحضر بقدر ما كنت أعلم أنه يحضر يوم الاثنين فى سوفيتيل المطار، فلعله محمد آخر أما نعيم صبرى، وزكى سالم، وجمال الغيطانى، ويوسف القعيد فكانوا أعضاء دائمين تقريبا فى لقاء الثلاثاء.
* الأربعاء نعيم صبرى وآخرون:
لم يذكر هنا بالاسم إلا نعيم صبرى، وكنت أحيانا حين أمر عليهم استثناء لإبلاغ رسالة عاجلة أو للاطمئنان على عرض طارئ، وأحيانا كنت ألقى نعيم صبرى وهو يعرض عليه عملا روائيا جديدا وهو يستمع إليه بصبر رائع وتشجيع نادر، وكم ناقشنه فى هذا ومثله لأتأكد المرة تلو المرة وفى رحابة صدره وسعة تشجيعه، وتأكدت!!.
* الخميس من تبقى من الحرافيش:
أما لقاء الخميس فقد ألمح إلى من تبقى من الحرافيش وقد تكلمت عن ذلك كثيرا فى هذه التدريبات وأكثر كثيرا فى كتابى “فى شرف صحبة نجيب محفوظ”.
* الجمعة المقطم حيث مقام الرخاوى:
كان اللقاء يوم الجمعة فى بيتى، ولا أعرف لماذا ذكر “مقام الرخاوى” ولم يذكر بيت الرخاوى، وقد ذكرت سابقا أنه بالرغم من أن اللقاء كان شرفا لى ولأسرتى ولبيتى طوال هذه السنوات إلا أننى – بإذن منه – لم أكن ملتزما بالحضور بعد أن شجعنى هو على ذلك لما علم أننى أسافر باستمرار فى إجازة نهاية الأسبوع لإنجاز بعض مهامى العلمية، ولا أعرف لماذا لم يذكر بعض أسماء الذين كانوا منتظمين فى هذا اليوم وهم كـُثر، ربما لفرصة أن يوم الجمعة إجازة وكثير منهم كانوا أساتذة بالجامعة مثل أ.د. محمد راضى، أ.د. عمر عواد، أ.د. محمد عبد الوهاب، وطبعا كان د.زكى سالم ملتزما مثل كل لقاء كما كانت تضم الفنان محمد الشربينى، ومع ذلك لم يذكر أى اسم من هؤلاء مع أن هذه الجماعة هى التى حافظت على اللقاء يوم الجمعة بعد رحليه واسمت نفسها “جماعة الجمعة” وانتقل اللقاء إلى نادى نقابة الاطباء البيطريين قرب منزله فى العجوزة على شاطئ النيل وأظن أنها مازالت تلتقى حتى الآن، وقد قامت بعدة جهود أهلية للحفاظ على تراثه وإحياء ذكراه.
وبعد
أود أن أنوه أنه لا يوجد أى مبرر لتصور أن من ذكرهم هكذا كانوا هم الأهم والأقرب مثلا فقد أغفل مثلا د. فتحى هاشم فى أى من هذه اللقاءات وهو الذى كان معه يوم الحادث وكان يحضر أكثر من لقاء وبانتظام شديد ومثلا لم يذكر الاستاذ المتنيح هارفى أسعد المحامى وكان صديق العمر وحين علمت بمتانة علاقتهما كنت أحرص على أن يكون أحد الحضور فى بيتى ما أمكن ذلك، وكنت أرسل له السائق حتى منزله لأن حضوره كان يسعد الأستاذ دائما ونحن كذلك، وكنا نسمع منهما الذكريات وهما يتبادلان الحديث، ذكريات عمرها خمسون على الأقل .
* السبت الفرصة المتراوحة تمكن بانطلاق الخروج:
يوم السبت هو يوم إجازه من هذه اللقاءات كما ذكرت (3) وكان قد خصص يوم السبت للقاءات الإعلامية وأظن أن محمد سلماوى كان يمر عليه بانتظام فى هذا اليوم ليأخذ منه حديث الأهرام الذى كان يكتبه فى شكل حوارات يمليها على سلماوى.
ياه!! يا شيخنا
لم يخطر على بالى أن تسمح لى اليوم باستعاده كل ذلك (على نقصه).
[1] – ابنى.
[2] – الذى أصبح دكتورا فى الفلسفة بعد ذلك.
[3] – والحقيقة أننى لم أستطع قراءة السطر قبل الأخير ولا الكلمة الأولى فى السطر الأخير فقربتها إلى أقرب الممكن.