نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 8 – 1 – 2015
السنة الثامنة
العدد: 2687
ص 184 من الكراسة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
نجيب محفوظ
أم كلثوم نجيب محفوظ
فاطمة نجيب محفوظ
الصبر الرضا الايمان بالقدر
وأهوال الكوارث بالاحزان الضحك
الصائح الهموم الأفراح بجنون الاحسان
العطاء هبه النعمة القسمة يوسف وهبى نجيب الريحانى عشرة الماضى الجميل
الثقافة وعاء (أو: و ادعاء)، الثقافة، العلم، التخيل، الفكر،
الارهاب، العنف، الله رحمن رحيم الانسان استعان بالقسوة وكأنه يبحث عن مبرر ليمارس قسوته، وابليس
يضحك، ولكن من يضحك هو الذى يضحك أخيرا
نجيب محفوظ
القراءة:
بعد أن تصورت أن شيخنا بدأ يكتب فقرات متماسكة نوعا استعدادا لإبداع يتخلق قبيل كتابته أحلام فترة النقاهة، (نشرات: صفحة التدريب: (181) نشرة 18-12-2014 ، صفحة التدريب: (180) نشرة 11-12-2014 ، صفحة التدريب: (179) نشرة 4-12-2014 ، صفحة التدريب: (178) نشرة: 17-11-2014) رجع أولا إلى سالف عهده (نشرة: 1-1-2015) فأصبح كل سطر – تقريبا- قائما بذاته، فتراجع الفرض الذى وضعته وإن لم أتنازل عنه تماما فى انتظار ما تفاجئنا به الصفحات التالية.
بعد الإشارة إلى ما سبق وروده([1]) ، نلاحظ اليوم كيف تناثر التداعى وكأن التناثر مقصود، وهو يتحفنا بكلمات، لا جمل ولا فقرات مرصوصة بجوار بعضها، تكاد تكون بلا رابط أصلا إلا كلمتين أو ثلاثة مع بعضها البعض، اعتبرت ذلك مزيدا من التداعى والتفكيك، وكأنه أعطى لقلمه حرية التنقل بين الكلمات بسماح أكبر، وبدلا من أن استقبلها كلمات متناثرة، استقبلتها عناوين تشغله فعلا، فقد بدأت أصاحب طفو وعيه وقد قاربت المئتى صفحة، ولم أعد أسمح لنفسى أن أهمل كلمة واحدة باعتبارها تصدر “كيفما اتفق”، فكل ما يصدر عنه هو عنه.
حتى الربط مع ما سبق وردوده مثل “الصبر” سمحت لنفسى اليوم ألا أتوقف عنده إلا إشارة فى الهامش انتظارا للدراسة الشاملة.
بعد البسملة واسمه واسمى كريمته رحت أقرأ كل كلمة أو بضع كلمات وكأنها عنوان لموضوع كامل يشغله، أو لعلها عنوان قصة قادمة مهما كانت الكلمة عادية أو مطروحة، وفضلت أن أقدم تناثر اليوم فى مجموعات من العناوين، لعل وعسى:
المجموعة الأولى:
– الصبر
– الرضا
– الايمان بالقدر
برغم أنها كلمات مترابطة بشكل أو بآخر إلا أنها إذا تلاحقت هكذا عنده فى هذه المرحلة فقد وصلتنى كعناصر لما يمكن أن يكون مجرد خواطر جنين قصة ولكن الأرجح أنها من تجليات إيمانه وعلاقته بربنا.
المجموعة الثانية:
– أهوال الكوارث
– الاحسان
– الضحك
– النصائح
– الهموم
– الأفراح
خطر لى فجأة أن أعطى هذه الكلمات لشباب من هواة الكتابة، فى مقتبل العمر، وأن أطلب منهم أن يكتبوا قصة من أربعة أسطر فيها هذه الكلمات، وحاولت شخصيا، ولم أرض بالنتيجة حيث أن قلمى رفض أن يكون وصيا على عناصر شيخى.
المجموعة الثالثة:
– الجنون
– الإحسان
– العطاء
– هبة (?) النعمة
– القسمة
هيا لمن يريد أن ينسج قصة، كأننا فى مدرسة تدريب على الإبداع هيـّا، والله العظيم يجوز تنفع الفكرة!
المجموعة الرابعة:
– يوسف وهبى
– نجيب الريحانى
– عشرة الماضة الجميل
هذه المجموعة سمحت لنا أن نلتقط أنفاسنا، فهى لا تصلح قصة، وإنما هى تصلح كلمات فى حكايات يمكن أن يحكيها شيخنا فى جلسة الحرافيش، أو غيره، وهم يتحدثون عن عشرة الماضى الجميل، فتأتى سيرة نجيب الريحانى ويوسف وهبى، وأنا لم أسمع من شيخنا عن نجيب الريحانى إلا تلميحا عابرا – على ما أذكر – وانه كان يحبه ويعجب به، أما يوسف وهبى فقد سمعت منه اعجابا أيضا، لكننى سمعت عنه بعض مفارقات وطرائف عميقة لا تخلو من إعجاب فى المسرح وخارجه، وهى غير قابلة للحكى.
المجموعة الخامسة:
– الثقافة
– أدعياء (أو: وعاء؟) الثقافة
– العلم (أو التعليم؟)
– التخيل الفكرى
– الارهاب
– العنف
وهكذا ينقلنا من “عشرة الماضى الجميل ” إلى هموم الثقافة، ولا أرجح أن الكملة غير المقروءة كانت “أدعياء” فأنا لم أسمعه أبدا يتهم أحد بأنه من أدعياء كذا أو كيت، فقد كان من فرط رحابة صدره يشجع كل من يحاول ويحترم كل مجتهد، فلعلها “وعاء” الثقافة، والكلمة التالية أيضا تقع بين “العلم” و”التعليم”، وهل يا ترى قد اثير عنده فيما طغى على وعيه ربط بين الثقافة وما آل إليه التعليم حاليا وهو الذى لا يسهم بحال فى مهمة رائعة من مهمات العقل وهى ما تلى ذلك بالإشارة إلى “التخيل الفكرى” ثم كيف أن هذا التخيل الفكرى مقهور ومضروب بسيف “الارهاب” و”العنف”؟
المجموعة السادسة (“بدأ التماسك”):
“الله رحمن رحيم”، “الإنسان استعان بالقسوة وكأنه يبحث عن مبرر ليمارس قسوته،
وابليس يضحك، ولكن من يضحك هو الذى يضحك أخيراً”.
هل يا ترى عاد شيخنا إلى تجميع ما يصلح جنينا لإبداع قادم كما خطر لى فى الفرض السابق الذى أشرت إليه فى أول النشرة اليوم، وهل يا ترى يمكن أن أربط – بالعافية – كلمات هذه المجموعة المتماسكة نسبيا لتصبح إرهاصات إشارة إلى أن القسوة الكامنة فينا نحن البشر ليست أصيلة، وكم ناقشته فى نظريتى عن الوظيفة الإيجابية لغريزة العدوان حيث اعتبرتها تقوم بدور هام فى تفكيك المتجمد من فكرنا ووجودنا كخطوة أساسية فى عملية الإبداع، بمعنى أن العدوان هو برنامج بقائى أساسا ولا يكون عدوانية سلبية إلا إذا انقلب إلى قسوة، فهو يحتاج إلى معين شرير لينقلب العدوان قسوة وعدائية الإنسان، ولابد أن يستعين الإنسان برمز الشر، “ابليس” حتى يمكنه قلب العدوان إلى قسوة، لكن شيخنا يؤمن بغلبة الطيبة البشرية وهو يلحق الإنسان برحمه ربنا التى بدأها هذه المجموعة “الله رحمن رحيم”، ويجعل ضحك ابليس فرحة مؤقتة خائبة، يحتفظ بالضحك أخيرا للإنسان وهو يذكرنا بالمثل القائل: “الذى يضحك أخيراً يضحك كثيراً”.
ياه يا شيخنا.
يا لجمال طفو وعليك حتى لو كانت كلمات بكل هذا التباعد! مما اضطرنى أن أجمعها فى مجموعات من فرط احترامى لكل حرف يقفز على سطح هذا الوعى الجميل.
[1] – الصبر الرضا بالايمان القدر: وردت فى صفحة التدريب (ص 1&2) نشرة 31-12-2009& وايضا: صفحة التدريب (ص 32) نشرة 11-8-2011
كلمة (الصبر) |
صحفة |
عددها |
الصبر طيب |
37- 92- 95- 99- 110- 144- 172 |
7 |
مرارة الصبر |
103 |
1 |
الصبر جميل |
2- 13-52- 92- 100- 144- 148-157- 172 |
9 |
الصبر جميل وطيب |
171 |
1 |
الصبر طيب وجميل |
103 |
1 |
شيمتك الصبر |
27-51- 63- 127- 151- 166- 187 |
7 |
الصبر مفتاح الفرج |
157- 160 |
2 |
الصبر مع الصابرين |
195 |
1 |
الصبر من الإيمان |
32 |
1 |
الصبر عذب |
226 |
1 |
الصبر (فقط) |
236- 245 |
2 |
الله مع الصابرين |
1 |
1 |
إن الله مع الصابرين |
52 |
1 |
إصبر إن الله مع الصابرين |
154 |
1 |
الصبر جميل، جميل الصبر |
238 |
1 |
اللهم صبرك |
147 |
1 |
فى صفحة التدريب (37)، نشرة 15-9-2011، وفى صفحة التدريب (92) نشرة : 6-9-2012
* يا عشرة الماضى الجميل: صفحة التدريب (26) بتاريخ: 23-6-2011، صفحة التدريب (74) بتاريخ: 3- 5 -2012، صفحة التدريب (105) بتاريخ: 22-11-2012، صفحة التدريب (142) بتاريخ: 13-2-2014.