الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (182) من الكراسة الأولى

قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (182) من الكراسة الأولى

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس:  25 – 12 – 2014

السنة الثامنة

العدد: 2673

 mahfouz 2

ص 182 من الكراسة الأولى

25-12-2014_2 بسم الله الرحمن الرحيم
نجيب محفوظ
أم كلثوم نجيب محفوظ
فاطمة نجيب محفوظ
جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا
الرحمه فوق العدل والعدل لا يكون عدلا بلا رحمة
كما أنتم كنا وكما نحن تكونون
قل هو الله أحد
قل أعوذ برب الناس
ألا يا بكر قد طرقا خيال هاج لى الأرقا
جاء رجل وسألتنى كل ما عندى ومضى
دون استئذان أو شكر
هيا بنا هيا يا شباب الاوطان
مصر والسودان وحدة لا يتجزأ
          نجيب محفوظ
        11 أغسطس 1995

  القراءة:

هذا وقت المراجعة:

أما ما جاء فى نشرات سابقة فهو بالهامش (1):

فى نشرة بتاريخ الخميس: 11- 10 – 2012 كتب: “الرحمة قرينة العدل”، لكنه عاد هنا يفصل رأيه بأمانه، حيث جعل الرحمة فوق العدل ، ثم عاد ينفى أى عدل ليس فيه رحمة.

“الرحمة فوق العدل والعدل لا يكون عدلا بلا رحمة”              

لست متأكدا من أبعاد ما يقصد ، لكن مدى علمى أن القاضى، وهو محكوم بنصوص جامدة فى القانون، لا يتاح له استعمال الرحمة إلا فى حدود طرفىْ العقوبة، بمعنى أن اقصى رحمة مسموح له بها هى أن يحكم بالحد الأدنى للعقوبة إذا ما لم يستطع أن يبرّئ المتهم، لكن محفوظ   بدا لى أكثر رحمة من أى قاض معذور طيب، وأذكر أننى ناقشته: هل هو وارد أن يلتمس استعمال العفو فى محاكمة من اعتدى عليه، وعلى الرغم من أننى قرأت فى وجهه أنه يتمنى ذلك إلا أنه أجابنى أنه لا يفعل أبدا ما يتنافى مع التدخل فى رسوخ قدسية القانون.

ذكرت فى اليومية الأقدم أن  شيخنا يفتح لنا باب رحمة ربنا ويذكرنا فى نفس الوقت أن العدل نفسه هو نوع من الرحمة، خاصة إذا كان فيه أخذ حق المظلوم، وليدفع الظالم جزاء ما يفعل فيكون فى إحقاق العدل رحمة بالمظلوم، بل وبالظالم نفسه، فمن رحمة ربنا بالظالم أن يساعده أن يكف ظلمه خاصة عن الأضعف والأعزل.

وأعتقد أن هذا التفسير ما زال قائما عندى حتى الآن

وبعد

ننتقل الآن  إلى ما أتصور أنه يمكن أن ينقض  الفرض الذى خطر لى فى الخمس صفحات السابقة، وهو أنه اعتزم الدخول فى مرحلة التسخين استعدادا لإبداع محتمل ربما هو الذى تمخض عن أحلام فترة النقاهة، لكننى الآن بعد مراجعة رحت أرفض تعبير “التسخين”،  لأنه بقى أمامنا حوالى تسعمائة صفحة، وهذه أكثر بكثير من أن تكون تسخينا، ثم إنى لا أعرف إن كانت أحلام فترة النقاهة قد ظهرت بعد أن توقف عن التدريبات، أو مع استمراره فى التدريبات، المهم: حتى أتراجع تدريجا قررت أن أعتبر السطرين التالين بداية تخليق جنين لم يبدأ فى التكون اصلا (بعد مرحلة  تلقيح البويضة مباشرة).

نقرأ معا :

“جاء رجل يسألنى كل ما عندى ومضى دون استئذان أو شكر،

يا ترى هل كان هذا الرجل سوف يكمل؟ إلى أين سيكمل ؟؟ نحن لم نعرف إن كان المسئول قد أعطى السائل  ما سأل أم لا.

لكن استنكار عدم الاستئذان وعدم الشكر قد يكون دليلا على أنه أخذ ما سأل، وأنه كان ناكرا للجميل قليل الذوق

ثم اجهض الجنين باكرا باكرا

…………..

السطرين الأخيرين نقلة تعلن العدول عن إكمال الحمل،

هيا بنا هيا يا شباب الاوطان، مصر والسودان وحدة لا يتجزأ

 وكأنه  يخبرنى شخصيا ألا أتمادى فى الفروض، وهو يعود شابا فأتذكر معه ما قبل 1952 حين كان هتافنا فى الجامعة بالجلاء لابد أن يلحقهُ هتاف يرفض فصل مصر عن السودان نهائيا، وحين كنت فى السنة الإعدادية فى كلية الطب وعرض مشروع صدقى بيفن سنة 1950 وكان فيه ما يوحى بانفصال السودان عن مصر، ثرنا وهتفنا “بيفن بيفن يسقط بيفن، يسقط صدقى، يسقط بيفن”، وظللنا لا نفصل قضية الوحدة عن قضية جلاء الإنجليز عن مصر حتى عملها جمال عبد الناصر بواقعية مؤلمة، ولم يكن هناك فرصة لرفض اتفاق 1954 مثلما رفضنا مشروع صدقي بيفن، وقد قرأت لاحقا كيف أن هذا المشروع لم يكن أسوأ من اتفاق 1954، لم أكن أيامها أفهم فى السياسة، وإن كنت أذكر ان داخلى كان يرفض أن نفرض على السودان أية وحدة لا تنبع من داخله، عادت لى هذه الذكريات مؤلمة أشد الألم مع انفصال جنوب السودان عن شماله بفعل فاعل،

سامحك الله يا شيخنا تُقلبنا على جمر أحوالنا الآن هكذا!! هل هذا وقته.

كأني أراك فهمى أحمد عبد الجواد تهتف “هيا بنا هيا يا شباب الاوطان”

ثم أرانى سنة 1950 أمام مبنى كلية العلوم حيث ندرس إعدادى طب ونحن نهتف “مصر والسودان وحدة لا يتجزأ” وإخواننا السودانيون كانوا يهتفون معنا ساعتها فى حرم الجامعة يهتفون “مصر والسودان هتة واحد”

ثم تعالى يا شيخنا لنرى اليوم ماذا يريدون بالعالم العربى وكيف يتآمرون ليصبح “ميت هتة”

أستودعك الله إلى الأسبوع القادم

هل يا ترى سنرى جنينا يتخلق

أم تداعيا حرا يحركنا كيف يشاء إلى ما يمكن؟


 [1] – جاء‏ ‏الحق‏ ‏وزهق‏ ‏الباطل”: ورد هذا النص فى صفحة رقم (126)، نشرة: 26-9-2013، وفى صفحة التدريب رقم (139)، نشرة: 23-1-2014، صفحة التدريب رقم (142)، نشرة: 13-2-2014.

الرحمة‏ ‏قرينة‏ ‏العدل: ورد هذا النص فى صفحة التدريب رقم 98، نشرة: 11-10-2012

“كما‏ ‏انتم‏ ‏لنا‏ ‏وكما‏ ‏نحن‏ ‏تكونون”: صفحة التدريب (20) نشرة 18-3-2010، وصفحة التدريب (39) نشرة 13-10-2011، وصفحة التدريب رقم (75) نشرة 10-5-2012، وصفحة التدريب (101) نشرة 1-11-2012، وصفحة التدريب (107) نشرة 27-2-2013، وصفحة التدريب (128) نشرة 10-10-2013، وصفحة التدريب (140) 30-1-2014، وصفحة التدريب (146) نشرة 20-3-2014.

“قل هو الله احد”: ورد هذا النص فى صفحة رقم (17)، نشرة: 25-2-2010، وفى صفحة التدريب رقم (45&46)، نشرة: 24-11-2011.

“قل أعوذ برب الناس”: ورد هذا النص فى صفحة رقم (69)، نشرة: 29-3-2012، وفى صفحة التدريب رقم (118)، نشرة: 1-8-2013.

“ألا يا بكر قد طرقا خيال هاج لى الأرقا”: ورد هذا النص فى صفحة رقم (132)، نشرة: 7-11-2013، وفى صفحة التدريب رقم (141)، نشرة: 6-2-2014، صفحة التدريب رقم (175)، نشرة: 6-11-2014.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *