نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 11-12 – 2014
السنة الثامنة
العدد: 2659
ص 180 من الكراسة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
نجيب محفوظ
أم كلثوم نجيب محفوظ
فاطمة نجيب محفوظ
كانوا ثلاثة الأول فقد
تطوع وحارب واستشهد وأما
الثانى فقد تبرع بالكثير من ماله وأما
الثالث فلم يفعل شيئا وأحسن
علاقته?? مع الطرفين
المتصارعين فاشتركا فى قتله
ومارسوا قصة حسينا، وتروى
حكايتهم على الربابة فيستمع إليها
المحزونون:
نجيب محفوظ
9-8-1995
مقدمة:
يا شيخنا الجميل:
كل سنة وانت طيب بيننا تواصل تعليمنا وهدينا
لا أعرف كيف صدّقوا أنك رحلت.
وبعد (1)
ها هى قصة ثالثة، أقصد جنين قصة،
ما الحكاية؟
هل سيتحقق فرضى فيكون شيخنا قد بدأ فعلا فى وصل المقاطع بعد التسخين بالتداعى فى كل الصفحات السابقة وهو الآن يجهز نفسه لأحلام فترة النقاهة؟
لست أدرى، لست متأكدا.
أعتقد أن ذلك قد يوقعنى فى مأزق منهجى علىّ أن أبحث له عن حلّ:
ولكن قبل ذلك ساورنى هاجس يدفعنى أن أقلب فى الصفحات التالية حتى لا أسبق المفاجآت بلا مبرر، لو أنى قلبت الصفحات التالية فوجدت أنها مثل الثلاث الصفحات الأخيرة أو قريبة منها بما فيها هذه الصفحة، لكان من حقى أن أعلن فروضى، ومن ثـَمَّ ورطتى، أما إذا عاد إلى تداعياته الطليقة فهو حر، وأنا كذلك.
المهم، علىّ أن أعلن من البداية أنه ليس من حقى أن أتناول هذه المشاريع القصيرة بالنقد المألوف لأن صاحبها لم يقصد بها أن تصل إلى القارىء، لكن من حقى أن أعرض ما خطر لى من أننى أمام فرصة نادرة قد لا تكون قد تكررت قبل ذلك عبر التاريخ، فرصة أن أرى عملية حضانة مضطردة لخلايا أجنة الابداع حتى ولادة أحلام فترة النقاهة.
الصفحة:
بعد البسملة وكتابة اسمه واسم كريميته يكتب جنين القصة كما وصلتنى إن كنتُ قد استطعت أن أفك شفرتها، وهذا نصها:
المتن:
“كانوا ثلاثة الأول فقد تطوع وحارب واستشهد أما الثانى فقد تبرع بكثير من ماله وأما الثالث فلم يفعل شيئا وأحسن علاقته مع الطرفين المتصارعين، فاشتركا فى قتله، ومارسوا قصة حسينا، وتروى حكايتهم على الربابه فيستمع إليها المحزونون”.
القراءة:
قلت حالا أنه ليس من حقى أن أقرأ أو أنقد هذه الإرصاصات الإبداعية وهى بعد جنينا لم يتشكل، لكن من حق أى متلق يقظ أن يفرح ونحن نتتبع كيف يتضفر الإبداع خلية خلية عند هذا المبدع الجميل النادر، فنرى الجُمَل وهى تتجمع لتتعانق ثم تتجادل، وهى فى طريقها إلى اكتمال شهور الحمل التى أنجبت أحلام النقاهة،
أرى أنه فى هذه المرحلة يمكن أن تثار أفكار وتساؤلات تقول:
هذا الذى استشهد: هل هو الحسين الذى قتله أعداءه وتخلى عنه أتباعه فى نفس الوقت؟
وهل هؤلاء الحزانى هم الذين مازالوا يكفرون عن ذنوبهم بما نعرف،
أرفض اختزال إبداع هذا الرجل هكذا ببساطة خصوصا وأن الجنين لم يتشكل بعد، لكن دعونا نتابع كيف يتولـّد الإبداع، وكيف سمح شيخنا أن يسجله لنا بعض ملامح مراحله الباكرة لعلنا نتعلم.
وبعد (2)
يا شيخنا الغالى:
اليوم عيد ميلادك أيها الجميل الفريد
كل سنة وانت طيب بيننا تواصل تعليمنا حتى بعد أن زعموا أنك رحلت.