الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (218) من الكراسة الأولى

قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (218) من الكراسة الأولى

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس: 31-12-2015

السنة التاسعة

العدد: 3044

mahfouz 2

ص 218 من الكراسة الأولى

31-12-2015_1

بسم الله الرحمن الرحيم

نجيب محفوظ

أم كلثوم نجيب محفوظ

فاطمة نجيب محفوظ

ـــــ

العلم نور، الجهل ظلام، الحياة فانية

بعد العسر يسرا ثم أن بعد العسر يسرا

أصبر فإن الله مع الصابرين إذا صبروا

جاء رجل ليسأل فقتل وجاء آخر

 ليسرق فتولى الحكم، نعم الله لا

حصر لها، وامتحاناته لا نهاية لها،

وكنت أعرف سيدا خارج المدينة فدعانى

 وقال لى مزق وارم ولا تحزن.

نجيب محفوظ

    17/9/1995

القراءة:

العلم نور الجهل ظلام، الحياة فانية

رجعت اليوم إلى تداعياتى على صفحات سابقة بدءًا بما أثارته تدريبات شيخنا عن “العلم”، فلم أجد ما يمكن أن أزيده عليها وخاصة مناقشاتى معه حول موقع العلم حاليا فى العالم كله وما آل إليه نتيجة مراجعات المنهج التقليدى وثورة المعرفة فى العلوم الأحدث فالأحدث، لكننى وجدته قد ألحق فى الصفحة الحالية مباشرة بعد “العلم نور” كيف أن “الجهل ظلام“، وهنا تلكأت قليلا حتى لا أسارع فأحسب أنه وضع الجهل كل الجهل فى مقابل العلم شائع العلم، وقد ذكرت قبلا كيف أننى لم أعرج معه فى مناقشاتنا إلى مواقف ومخاطبات النفرى، ولو كنت فعلت، إذن لكان رأيه فى الجهل الذى هو ليس ضد العلم، والذى اسميه – بعد طلب العفو من مولانا النفرى – “الجهل المعرفى” لكان رأيه أن ثـُمَّ جهلا – الذى هو ليس ضده العلم – ليس ظلاما بل إضاءة هادية إلى الغيب.

ثم إنه ألحق بعد هذه المقابلة بين العلم والجهل أن “الحياة فانية“. لا أريد أن أربط متعجلا، لكننى حين رجعت إلى سبق تداعياتى على العلم فى صفحة التدريب (82) بتاريخ 28-6-2012 وجدتنى أنهيتها كما يلى:

“تعبير العلم الذى وصلنى من هذه الصفحة أضاء لى المنطقة الغامضة التى كنت أتصور أنها اختلافا جذريا (بين رأيى ورأيه) فالعلم النور الذى قفز إلى سطح وعى الأستاذ: هو العلم الذى أُمَرَ ربنا نبيه به، وهو يبدأ به وحيه إليه أن “إقرأ”.

فإذا كان الأمر كذلك فكل ما عدَا ذلك باطل وقبض الريح، و”الحياة فانية” إلا ما نفع الناس ليمكث فى الأرض، وقد ترك لنا شيخنا ما فاض به ربنا عليه لنا من علم ننتفع به، وتداعيات ننطلق فى رحابها، ودروس نتعلم منها أبدا حتى بعد زعم رحيله، “الحياة فانية” فعلاً إلا من آثار أمثاله حين ينيرونا بعطائهم وتداعياتهم وإبداعهم وسيرتهم.

أما أن بعد العسر يسرا فهذا ما أخد حقه فى الصفحة (رقم 30) من هذه التدريبات بتاريخ 21-7-2011  وليس عندى المزيد.

ثم يحضر الصبر فأكتشف كيف حضر فى أول صفحة (صفحة رقم  1) ثم عاد وتكرر ذكر الصبر والصابرين كثيرا وعميقا وهذا ما جمعناه حتى ذلك الحين فى جدول سبق نشره فى صفحة التدريب رقم ( 37 ) بتاريخ 22-9-2011

هنا جاءت التذكرة بأن الله مع الصابرين مشروطة بتعبير “إذا صبروا” فى حين أنها جاءت قبل ذلك دون هذا الشرط الله مع الصابرين بتاريخ 15-5-2014 صفحة التدريب رقم (154)، هنا  “إذا صبروا” تنبهنا إلى أن هناك صابرين لا يصبرون، يا خبر!! هذا القول أكثر تداولا فى الوعى الشعى ولعله ينبهنا أن هناك من يتصور أنه من الصابرين وهو لا يصبر بحق، فأعود إلى نشرة أخرى، استشهدت فيها بخالتى وهى أمية مثل أمى، حين ذكرت كيف علقت فى بيتها حين اضطرت إلى الوحدة هذين البيتين وقد سبق، أن اقتطفتهما فى تلك النشرة:

سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبرى       وأصبر حتى يأذن الله فى أمرى

 وأصبر حتى يعلم الصبر أننى              صبرت على أمرٍ أمرّ من الصبر

ثم يختم شيخنا الصفحة بهذا الجنين الجديد الذى استشعرت منه ومما هو مثله – كما سبق – أنه بمثابة إرهاصات إبداع أحلام فترة النقاهة، وبرغم أننى قدرت أن عمر هذ الجنين لا يزيد عن بضعة أسابيع من تسعة أشهر الحمل إلا أنه وصلنى قصيدة قصيرة جميلة تقول:

جاء رجل ليسأل فِقُتِلْ (أو قَتَلَ!؟)

“وجاء آخر ليسرق،  فتولى الحكم،

نعم الله لا حصر لها، وامتحاناته لا نهاية لها، وكنت أعرف سيدا، خارج المدينة، فدعانى وقال لى مزق وارْمِ،  ولا تحزن”

فأقرأ السطر الأول مرة بفتح القاف والتاء و”فقـَـتـَـل” ومرة بضَمِّ القاف وضم وكسر التاء “فقـُـتـِـل”.

أما السطر التالى مباشرة: فيقول: “جاء رجل ليسرق فتولى الحكم”

وفيه ما فيه من: رؤية، ونقد، وسخرية، لكن يلحقه بسطر (أو شطر) يقول:

نـِعـَم الله لا حصر لها، وامتحاناته لا نهاية لها

فأى مما سبق هو ضمن نعم الله التى بلا حصر: حصر السؤال أم الحلم (فى الاتجاهين)

وأى امتحانات تخطر على البال؟ “تَوَلِّى الحكم” أم “امتحان الأمانة”

 وتنهى القصيدة بعيدة عن هذا وذاك فأنتبه لنهايتها إن صحت قراءتى “مزّق إرْمِ ولا تحزن” إلى ما سبق ذكره فى تداعياتى على صفحة 95 حين أخطرنى عن علاقته ببعض ما كُتِبَ عنه خاصة فى الخارج حيث جاء ما يلى:

(وقال لى:)   “.. أنه بين الحين والحين كان يعود لمكتبته، ويكون قد جمع ما كُتِبَ عنه محليا وعالميا من تقريظ أو مديح أو تقدير وهات يا تمزيق (أو بتعبيره: شَرْمَطْ شَرْمَطْ شَرْمَطْ)، فأفهم مؤخرا أنه برغم طيبة تلقيه لكل كلمة طيبة صادقة تقال فيه أو فى أعماله إلا أنه لا يستمد وجوده من مثل هذا، حتى جائزه نوبل نفسها أعتقد أنها لم تضف إليه إلا رؤية لتاريخه وتقديرا متواضعا لموضوعية مانحيها مع خجل إنسانى جميل من ناحيته أنه نالها دون توفيق الحكيم ..الخ”.

وأتذكر ما أضيفه الآن أننى سألته: ألم تأسف على ما مَرَّقْتَ؟ فأجابنى: أبدا والحمد لله.

فأربط بين إجابته وآخر هذه القصيدة الجنين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *