نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 9-4-2015
السنة الثامنة
العدد: 2778
ص 196 من الكراسة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
نجيب محفوظ
أم كلثوم نجيب محفوظ
فاطمة نجيب محفوظ
ـــــــــــ
لكل مجتهد نصيب
لا يأس مع الحياة
المعرفة نور الحياة
أحلام اليوم حقائق الغد
تبارك وتعالى الذى بيده الملك
الله جميل يحب الجمال
الوحى من عند الله
نجيب محفوظ 25/8/1995
القراءة:
كل ما ورد فى صفحة اليوم ورد فى صفحات سابقة((1)) إلا جملتين:
الجملة الأولى:
* أحلام اليوم حقائق الغد
جعلت مقدمة دراستى عن طبيعة الأحلام وعلاقتها بالإيقاع الحيوى ثم بالإبداع، مقدمة لكتابى فى نقد أحلام فترة النقاهة((2))، لكن لى تحفظ بسيط بالنسبة لهذه الجملة هنا، وبالنسبة لشيخى بوجه خاص، ذلك أن أحلام اليوم هى حقائق اليوم وليست فقط حقائق الغد، الأحلام كالإبداع ليست تنويها بواقع آتٍ فحسب، وإنما هى واقع آخر، واقع حالىّ واقع له قوانينه ووظيفته “هناً والآن”، ولن أطيل فى شرح نظريتى التى احتلت عشرات الصفحات فى الدراسة السالفة الذكر وغيرها،
ولكن عندك فالغد عند نجيب محفوظ ليس زمنا آتيا، ولكنه يرسم لنا الغد “هنا والآن” أيضا فنستيقظ حالا دون تأجيل حالم ولا خيال منتظر، وهكذا قرأت ما لم يكتبه هكذا:
“أحلام اليوم حقائق الغد ……… هنا والآن“
الجملة الثانية:
* الوحى من عند الله
فتصلنى أنه يعنى الوحى على إطلاقه، وحى الإبداع ووحى النبوة معاً، فمن ناحية هو يقر بالوحى كما نزل على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، علما بأنها كانت نقطة الخلاف الوحيدة تقريبا حول مسألة إيمان تشارلز داروين حين كان يؤكد لكل سائل وبلا سؤال أنه: لابد أن الله هو الذى خلق هذه الحياة بكل قوانينها بما فى ذلك برامج التطور، ثم يتحفظ على فكرة الوحى بالمعنى الشائع لا أكثر، أما شيخنا فهو يعترف بوحى الأنبياء بقدر ما يرجع بالفضل لوحى المبدعين لله أيضا، وفى تطور دراستى مؤخرا فى الوعى الممتد أستطيع أن أفهم أكثر كيف ذلك وأكثر.
ملحوظة:
كتب شيخنا هنا “تبارك وتعالى الذى بيده الملك”، أما فى الصفحات السابقة (صفحة التدريب رقم “10” نشرة 4-2 2010، وصفحة التدريب رقم “23” نشرة 1-4-2010، وصفحة التدريب رقم “30” نشرة 28-7-2011) فقد كتب الآية: “تبارك الذى بيده الملك” (فقط) وكنت قد استشهدت استلهاما من هذه الآية الكريمة وما جاء بعدها وهى آية “الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ، لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً “، استشهدت بها وهى تنبهنى إلى أن الله سبحانه قد قدّم خلق الموت على خلق الحياة، واعتبرت أن شيخى حين قال فى أول جملة فى ملحمة الحرافيش:
“…فى الممر العابر بين الموت والحياة “، ولم يقل بين الولادة والموت، كان يشير إلى كيف أن الموت هو الأصل، والحياة احتمال قائم. انتبهت آنذاك للأية الكريمة التى تلت “تبارك الذى بيده الملك”، حين أضاف هنا “تعالى” فرحت أن الآية قد امتزجت بوعيه الإبداعى (خلط القرآن بلحمه ودمه، ليس للنار فيه نصيب) وجاءت كلمة “تعالى” لتعلن عمق موقفه من استقبال ترتيب دورات الوجود بفضل الله تعالى.
(أنظر النقد كاملا إن شئت “دورات الحياة وضلال الخلود ملحمة الموت والتحلق “فى الحرافيش”، مجلة فصول، عدد أكتوبر 1990 + قراءات فى نجيب محفوظ .
[1] – لكل مجتهد نصيب، لا يأس مع الحياة، المعرفة نور الحياة، وردت فى صفحة التدريب (ص 59) نشرة 2-2-2012،
تبارك الذى بيده الملك، وردت فى صفحة التدريب (ص 10) نشرة 4-2 2010، صفحة التدريب (ص 23) نشرة 1/4/2010،& صفحة التدريب (30) نشرة 28/7/2011.
– الله جميل يحب الجمال” ورد هذا النص فى صفحة التدريب ( 32) نشرة 11-8-2011، وصفحة التدريب (147) بتاريخ: 27-3-2014، وردت في صفحة التدريب (ص 167) نشرة 21-8-2014
[2] – عن طبيعة الحلم والإبداع – دراسة نقدية فى: “أحلام فترة النقاهة” نجيب محفوظ، دار الشروق 2011