الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ بقية صفحة (110) من الكراسة الأولى (3)

قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ بقية صفحة (110) من الكراسة الأولى (3)

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس: 18-4-2013

السنة السادسة

 العدد: 2057

 17-1-2013_1

بقية ص 110 من الكراسة الأولى (3)

18-4-2013_2. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

  ‏ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .الجريمة‏

 و‏العقاب‏، ‏الاخوة‏ ‏كرامازوف‏، ‏الحرب‏ ‏والسلام‏،

 أنا كارنينا، الفرسان دوما، الجبل

 ‏السحرى‏، الكراسى ‏الموسيقية‏، ‏يوسف

 وأخوته،  ‏فاوست‏، ‏اللصوص‏، (ك.غ)

رواية البحث‏ ‏عن‏ ‏الزمن‏ ‏المفقود‏، الشيخ والبحر‏

 موبى ديك (ك.غ ؟؟ ربما؟ جارثيا)

             نجيب‏ ‏محفوظ

            أم‏ ‏كلثوم‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ

            فاطمة‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ

 

القراءة:

مقدمة

توقفت الأسبوع الماضى عند بداية تداعياتى حول “الاخوة كرامازوف” دون “الجريمة والعقاب” لأسباب ذكرتها، وذلك بعد أن قرأت على شيخنا – بناء على طلبه – رأيى المبدئى فى كيف يصلنى ديستويفسكى عامة.

وأنتقل اليوم – أيضا بناء عن طلبه أيضا أن أكمل – إلى قراءة كيف تناولت هذه الرواية – كارامازوف – بوجه خاص، وسوف أحاول أن أنتهى منها اليوم ما أمكن ذلك حتى لا تكون المسألة مجرد إعادة نشر ما نشر، اللهم إلا إذا أصرّ هو على أن أكمل له نقدى هذا مكتملاً. (نتنظر لنرى).

دقة‏ ‏التعبير‏ ‏وعمق‏ ‏الرؤية‏:‏

‏دعونى ‏أرص‏ ‏أمامكم‏ ‏بعض‏ ‏الفسيسفاء‏ ‏التى ‏تناثرت‏ ‏فى ‏هذه الرواية (الاخوة كارامازوف)‏ ‏هنا‏ ‏وهناك‏ ‏لترينا‏ ‏أى ‏عمق‏ ‏وصل‏ ‏إليه‏ ‏ديستويفسكى ‏فى ‏وصفه‏ ‏الذات‏ ‏البشرية‏ ‏ظاهرا‏ ‏وباطنا‏.‏ دقة‏ ‏التعبير– ‏كما‏ ‏استعملتها‏ ‏هنا–  ‏لا‏ ‏تعنى ‏جمالا‏ ‏فى ‏الأسلوب‏، ‏لكنها‏ تعنى أكثر: ‏تمكّنا‏ ‏من‏ ‏الأعماق‏، ‏وهو‏ ‏تمكن‏ ‏يحذقه‏ ‏ديستويفسكى ‏من‏ ‏أول‏ ‏لمسة‏ “إدراك”(1)، ‏فيرصد أعماقنا‏ ‏بمجهر‏ ‏شديد‏ ‏الحساسية‏، ‏ثم‏ ‏يتمادى ‏فى ‏العزف‏ ‏على ‏أوتار‏ ‏الداخل‏ ‏والخارج‏ ‏حتى ‏يتمم‏ ‏هذه‏ ‏الجزئية‏ ‏من‏ ‏اللحن‏ ‏باستطراد‏ ‏يكشف‏ ‏ويتكشف‏ ‏فيفاجئ ‏ويحرك‏ – ‏هذا‏ ‏فى ‏أغلب‏ ‏الأحيان‏ ‏وليس‏ ‏فى ‏كل‏ ‏الأحيان‏، ‏وقد‏ ‏يخرج‏ ‏من‏ ‏الوصف‏ ‏بتعميم‏ ‏لقضية‏ ‏الإختلاف‏ ‏عن‏ ‏المجموع‏ ‏تصعيدا‏، أو بتفصيل‏‏ ‏أنوثة‏ ‏التثنى ‏فى ‏إصبع‏ ‏القدم‏ ‏الصغيرة‏، ‏ثم‏ ‏نفاجأ بأنه‏ ‏يصف‏ ‏الشخصية‏ ‏برمتها‏.‏

لنتأمل معا تلك المقتطفات الدالة:

ولنبدأ بمقتطف من‏ المقدمة عن بطله ألكسى فيدوروفتش

  • ‏ “‏لأن‏ ‏الإنسان‏ ‏الشاذ‏ ‏ليس‏ ‏حتما‏ – ‏ليس‏ ‏دائما‏ – ‏ذلك‏ ‏الذى ‏يبتعد‏ ‏عن‏ ‏القاعدة‏… ‏حتى ‏لقد‏ ‏يتفق‏ ‏أن‏ ‏يحمل‏ ‏فى ‏ذاته‏ ‏حقيقة‏ ‏عصره‏ ‏بينما‏ ‏يكون‏ ‏الناس‏، ‏جميع‏ ‏الناس‏ ‏من‏ ‏معاصرية‏، ‏قد‏ ‏ابتعدوا‏ ‏عن‏ ‏القاعدة‏ ‏إلى ‏حين‏ ‏كأنما‏ ‏دفعتهم‏ ‏عنها‏ ‏ريح‏ ‏هبت‏ ‏عليهم‏ ‏على ‏حين‏ ‏فجأة‏” (2).‏

هو‏ ‏إذ‏ ‏يبدأ هنا‏ ‏بالتأكيد‏ ‏على ‏رفض‏ ‏السواء‏ ‏الإحصائى ‏لا‏ ‏يساير‏ ‏مقولة‏ ‏أن‏ ‏العبقرى (‏أو‏ ‏الشاذ‏) ‏هو‏ ‏الذى ‏يبتعد‏ ‏عن‏ ‏القاعدة‏ ‏بمعنى ‏أنه‏ ‏سابق‏ ‏لعصره‏، ‏أو‏ ‏أنه‏ ‏الناضورجى ‏كما‏ ‏أسماه لى‏ ‏يوسف‏ ‏إدريس‏ ذات مرة، ‏وإنما‏ هو ‏يؤكد‏ ‏أنه‏ ‏هو‏ ‏الممثل‏ ‏الحقيقى ‏لعصره‏، ‏وبالتالى ‏يكون‏ ‏المجموع‏ ‏هو‏ ‏الذى ‏ابتعد‏ ‏لظروف‏ ‏ربما‏ ‏تتعلق‏ ‏بتعثر‏ ‏مسيرة‏ ‏تطوره‏ – (‏تطور‏ ‏المجموع‏ – ‏فيكون‏ ‏الفرد‏، ‏هذا‏ ‏الفرد‏، ‏هو‏ ‏الأكثر‏ ‏تمثيلا‏ ‏لعصره‏).‏

ثَمَّ‏ ‏مقتطف‏ ‏آخر‏ ‏بعيد‏ا ‏عن‏ ‏التجريد‏ ‏يرينا‏ ‏كيف‏ ‏يدخل‏ ‏ديستويفسكى ‏إلى ‏وصف‏ ‏الشخصية‏ ‏من‏ ‏مدخل‏ ‏التأكيد‏ ‏على ‏حيوية‏ ‏جزئية‏ ‏بدنية‏ ‏كما‏ ‏ذكرنا‏ ‏حالا‏.‏

وصف أليوشا لـ (‏جروشنكا‏):

  • ‏”‏إن‏ ‏فى ‏جسمها‏ (‏جروشنكا‏) ‏نوعا‏ ‏من‏ ‏تثن‏ ‏تراه‏ ‏فى ‏الساق‏ ‏أيضا‏، ‏وتراه‏ ‏حتى ‏فى ‏الأصبع‏ ‏الصغير‏ ‏من‏ ‏قدمها‏ ‏اليسرى‏” (3)

ثم‏ ‏انظر‏ ‏قوله:‏

وصف بطرس ايلتش عن وكيل النيابة هييوليت كيريلوفتش

 “‏فيه‏ ‏استعداد‏ ‏للإصابة‏ ‏بمرض‏ ‏السل‏” (4)

وكأن‏ ‏هذا‏ ‏الاستعداد‏ ‏فى ‏ذاته‏ ‏يصلح‏ ‏وصفا‏ ‏لتقاطيع‏ ‏وجه‏ ‏إنسان‏!!‏ ثم‏ ‏يُلحـِق‏:

  • “‏متزوج‏ امرأة‏ سمينة ‏عاقرا‏..”

 ‏وكأن‏ ‏هذا‏ ‏وذاك‏ ‏يظهران‏ ‏فى ‏السلوك‏ ‏مباشرة‏ ‏حتى ‏يميزانه‏.‏

ثم‏ ‏انظر‏ ‏وصفه‏ ‏لنظرة‏ ‏عين‏ ‏آخرين‏ ‏مثل‏:

كلام  ميتيا إلى قاضى التحقيق نيقولا بارفينوفتش

  • ‏”‏يثبتان‏ ‏عليه‏ ‏أعينهما‏، ‏بل‏ ‏يغرسانهما‏ ‏فى ‏لحمه‏ ‏غرسا‏ ‏مثل‏ ‏الحشرات‏ ‏تمص‏ ‏دمه‏” (5)

ثم‏ ‏قوله‏:‏

  • ‏” ‏شاحبة‏ ‏الوجه‏ ‏قليلا‏، ‏لها‏ ‏عينان‏ ‏توشكان‏ ‏أن‏ ‏تكونا‏ ‏سوداوين‏ ‏على ‏سطوع‏ ‏شديد‏ ‏وحركة‏ ‏قوية‏”  (6)

ثم‏ ‏أنظر‏ ‏دقة‏ ‏التعبير‏ ‏عن‏ ‏عجزه‏ ‏ثم‏ ‏تصوير‏ ‏الثراء‏ ‏الداخلى ‏بالعجز‏ ‏عن‏ ‏تصويره‏:‏

الأب‏ ‏بائيسى يقدر أن ابنه العزيز سيعود

  • ‏”… ‏ ‏لقد‏ ‏فهم‏ ‏الأب‏ ‏بائيسى- ‏فيما‏ ‏يبدو-‏ “‏لا‏ ‏فهما‏ ‏كاملا‏ ‏والحق‏ ‏يقال‏، ‏لكنه‏ ‏فهم‏ٌ ‏فيه‏ ‏كثير‏ ‏من‏ ‏نفاذ‏ ‏البصيرة‏ ‏للحالة‏ ‏النفسية‏ ‏التـى ‏كان‏ ‏عليها‏ ‏أليوشا‏” (7) ‏

‏وأيضا:

الأب‏ ‏بائيسى يقدر أن ابنه العزيز سيعود

  • “‏ولكن‏ ‏يجب‏ ‏علـىّ ‏أن‏ ‏أعترف‏ ‏مع‏ ‏ذلك‏ ‏بأننى ‏لو‏ ‏أردت‏ ‏أن‏ ‏أشرح‏ ‏على ‏وجه‏ ‏الدقة‏ ‏معنى ‏تلك‏ ‏الدقيقة‏ ‏الغريبة‏ ‏المبهمة‏ ‏فى ‏الحياة‏ ‏الداخلية‏ ‏التى ‏عاشها‏ ‏بطلى ‏الذى ‏أحبه‏ ‏كثيرا‏، ‏والذى ‏مازال‏ ‏فى ‏ريعان‏ ‏الشباب‏ ‏لكان‏ ‏صعبا‏ ‏على ‏كل‏ ‏الصعوبة‏” (8).‏

ثم‏ ‏فى ‏تجسيده‏ ‏لصور‏ ‏الذاكرة‏:‏

الأب‏  ‏زوسيما:

  • ‏ “‏إن‏ ‏طفولتى ‏تنبثق‏ ‏أمامى، ‏حتى ‏يخيل‏ ‏إلى ‏أننى ‏اتنفس‏ ‏كما‏ ‏كنت‏ ‏أتنفس‏ ‏فى ‏طفولتى ‏بذلك‏ ‏الصدر‏ ‏الصغير‏ ‏صدر‏ ‏الطفل‏ ‏الذى ‏لم‏ ‏يتجاوز‏ ‏الثامنة‏ ‏من‏ ‏عمره‏” (9).‏

‏ ‏وعن‏ ‏سمردياكوف

وصف فيدرو يافلوفتش لخادمه سمردياكوف:

  • ‏”‏ولكنه‏ ‏سيظل‏ ‏محتفظا‏ ‏فى ‏قرارة‏ ‏نفسه‏ ‏بالمشاعر‏ ‏التى ‏تجمعت‏ ‏له‏ ‏أثناء‏ ‏استرساله‏ ‏ذاك‏ ‏فى ‏أحلامه‏، ‏وهى ‏مشاعر‏ ‏عزيزة‏ ‏عليه‏ ‏أثيره‏ ‏عنده‏، ‏يجمعها‏ ‏فى ‏نفسه‏ ‏طوال‏ ‏حياته‏ ‏على ‏نحو‏ ‏لا‏يدركه‏ ‏بل‏ ‏ولا‏ ‏يشعر به‏، ‏وهو‏ ‏لا‏ ‏يدرى ‏طبعا‏ ‏لماذا‏ ‏يفعل‏ ‏ذلك‏” (10).‏

ونلاحظ‏ ‏هنا‏ ‏كيف‏ ‏أنها‏ ‏مشاعر‏- ‏وليست‏ ‏أفكارا.

الكارامازوفية:

ثم انتقلت بالنقد يا شيخى العزيز إلى محاولتى تعريف، أو التعرف على، أبعاد وماهية ما يمكن أن يسمى “الكارامازوفية” على اختلاف تجلياتنا فى الإخوة جميعا وفى أبيهم أيضا وهذا ما جاء فى النقد (أرجوك يا شيخى أن توقفنى إن أمللت أو غلبك النعاس أو جاء موعد الانصراف على حسب ساعتك البيولوجية الرائعة).

‏‏ ‏سوف‏ ‏أحاول‏ ‏الدخول‏ ‏على ‏ثلاث‏ ‏محاور‏ ‏الأول‏: تساؤلات، ‏والثانى: ‏موضوعات‏، ‏والثالث:‏ ‏أشخاص‏.‏

برغم‏ ‏استحالة‏ ‏الفصل‏ – ‏طبعا‏ – ‏وبرغم‏ ‏احتمال‏ ‏التكرار‏ ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏هو‏ ‏الممكن‏ ‏حاليا‏‏.‏

أولا‏: ‏تساؤلات

الرواية تثير تساؤلات بلا حصر، وهى لا تثيرها لكى تجيب عليها، ولكن لكى ننظر فيها نحن دون إلزام بالإجابة أيضا، من هذه التساؤلات الأساسية مثلا :

  • هل‏ ‏تمثل‏ ‏هذه‏ ‏الرواية‏ ‏مرحلة‏ ‏نضج‏ ‏لديستويفسكى، (‏خاصة وأنه ‏ ‏كتبها‏ ‏قبل‏ ‏وفاته‏ ‏بعام‏ ‏واحد‏)‏؟‏. ‏
  • وهل‏ ‏هى ‏تتميز‏ ‏بوضع‏ ‏خاص‏ ‏بين‏ ‏رواياته؟‏.‏
  • ‏وهل‏ ‏الحل‏ ‏الذى ‏عرضه‏ (‏فناء‏ ‏الذات‏ ‏الفرد‏ ‏فى ‏المجموع‏ ‏بالحب‏ ‏الفعـال‏، ‏ثم‏ ‏الأمل‏ ‏فى ‏المستقبل‏) ‏هو‏ ‏المخرج‏ ‏الذى ‏توصـل‏ ‏إليه‏ ‏بعد‏ ‏رحلة‏ ‏حياته‏، ‏أم‏ ‏أنه‏ ‏مازال‏ ‏يواجه‏ ‏التحدى ‏فى ‏الوجود‏ ‏الأزلى ‏رغم‏ ‏كل‏ ‏ما‏ ‏يلوح‏ ‏فى ‏الرواية؟‏
  • وما هى الكارامازوفية،
  • ومن هو الراوى ؟

نبدأ من الآخر‏

من‏ ‏خلال‏ ‏هذه‏ ‏الأسرة‏: ‏أسرة‏ ‏كارامازوف‏ ‏يقدم‏ ‏لنا‏ ‏ديستويفسكى ‏النفس‏ ‏الإنسانية‏ / ‏الحياة‏ / ‏الآن‏، ‏أساسا‏ ‏وكأنه‏ ‏يفعل‏ ‏مثلما‏ ‏فعل‏ ‏أفلاطون‏ ‏حين‏ ‏أخرج‏ ‏الذات‏ ‏البشرية‏ ‏ووضعها‏ ‏فى ‏جمهورية‏، ‏ومازال‏ ‏الناس‏ ‏يناقشون‏ ‏جهوريته‏ ‏على ‏أنها‏ ‏جمهورية‏ ‏وليس‏ ‏على ‏أنها‏ ‏النفس‏ ‏البشرية‏.‏ ذلك‏ ‏أننى ‏استقبلت‏ ‏كل‏ ‏أفراد‏ ‏عائلة‏ ‏كارامازوف‏ ‏ليس‏ ‏باعتبارهم‏ ‏مراحل‏ ‏متلاحقة‏ ‏فى ‏حياة‏ ‏ديستويفسكى، ‏وإنما‏ ‏باعتبارهم‏ ‏صورا‏ ‏لحياة‏ ‏آنية‏ ‏حية‏ داخلة وخارجه (داخلنا وخارجنا) ‏بزخمها‏ ‏وجدلها‏ ‏وتناقضاتها‏ ‏وولافها‏.‏

إن‏ ‏ديستويفسكى ‏هنا‏ ‏يعرض – من خلال أسرة كارامازوف -‏ ‏بانوراما‏ ‏الحياة‏ ‏بما‏ ‏يشمل‏ ‏العلاقة‏ ‏بالحياة‏، لعله ‏ ‏يجسد‏ ‏ما‏ ‏هو‏ ‏حياة‏ ‏فيه أساسا‏، ‏وهذا‏ ‏لايعنى ‏أن‏ ‏أفراد‏ الرواية‏ ‏مصنوعون‏ ‏لأداء‏ ‏دور‏، ‏وإنما‏ ‏هم‏ ‏حاضرون‏ ‏للسماح بتجليات‏ ‏أوجه‏ ‏الحياة‏ ‏كما‏ ‏تتبدى ‏فى ‏حركة‏ ‏مكوناتها‏: ‏”أفرادا‏- ‏فى ‏واحد‏/ هو ‏الكل‏”. ‏لعله من المفيد أن أشير‏‏ ‏إلى ‏ضرورة‏ ‏النظر‏ ‏فى ‏كيف‏ ‏ ‏تكرر‏ ‏لفظ‏ “‏الحياة”‏، ‏بل‏ ‏وبالذات‏، “‏حب‏ ‏الحياة‏”، ‏على ‏لسان‏ ‏أفراد‏ ‏الرواية‏ ‏عامة‏، ‏وأسرة‏ ‏كارامازوف‏ ‏خاصة‏، ‏اللَّـِّذى ‏منهم‏، ‏والمعقلِـن‏، ‏والمتدين‏، ‏والصرْعى. ‏وإذا‏ ‏قلنا‏ ‏الحياة‏: ‏فإن‏ ‏ثمَّ‏ ‏طولا‏، و‏ثمِّ‏ ‏عْرضا‏.  هذه‏ ‏الرواية‏ ‏بعكس‏ ‏روايات‏ ‏الأجيال‏ ‏تقدم‏ ‏لنا‏ ‏الحياة‏ ‏بالعرض‏ ‏أكثر‏ ‏مما‏ ‏تقدمها‏ ‏بالطول‏، ‏فالأحداث‏ ‏كلها‏ – ‏كما‏ ‏قلت‏ – ‏لم‏ ‏تستغرق‏ ‏سوى ‏أياما‏ (‏لم‏ ‏أتمكن‏ ‏من‏ ‏عدها‏ ‏بعد،‏ ‏بل‏ ‏إنى ‏لم‏ ‏أرغب‏ ‏فى ‏ذلك‏)‏ ومع‏ ‏ذلك‏ ‏فهى ‏ليست‏ ‏رواية‏ ‏آنية‏ ‏تدور‏ ‏فى ‏اللحظة‏، ‏وإنما‏ ‏هى ‏تدوِّر‏ ‏اللحظة‏، ‏وتحدد‏ ‏أغلب‏ ‏توجهاتها‏، ‏وتترحل‏ ‏فى ‏أعماقها‏، ‏ثم‏ ‏تنطلق‏ ‏منها‏ ‏إلى ‏ما‏ ‏بعدها‏ ‏حتى. ‏أبْعد‏ ‏البُعد‏ (‏سوف‏ ‏يتذكر‏ ‏هذا‏ ‏التعبير‏، ‏سوف‏ ‏يتذكرون‏ ‏لون‏ ‏الوجه‏…. ‏الخ‏)‏

ما‏ ‏هى ‏الكارامازوفية بعد هذا؟

هذا بعض ما وصلنى على أية حال:

1/ ‏هى “‏حب‏ ‏الحياة‏”:

‏وأرى ‏أن‏ ‏تصنيف‏ ‏الكارامازوفيين‏ ‏إلى ‏حسى، ‏ومفكر‏، ‏وملاك‏.. ‏حتى ‏بواسطة‏ ‏الكاتب‏ ‏نفسه‏، ‏هو‏ ‏تصنيف‏ ‏سطحى، (‏سأرجع‏ ‏إلى ‏نقده‏ ‏فى ‏حينه‏) ‏وبالتالى: ‏فإن‏ ‏القاسم‏ ‏المشترك‏ ‏الأعظم‏ ‏بينهم‏ ‏بغض‏ ‏النظر‏ ‏عن‏ ‏ظاهر‏ ‏موقفهم‏ ‏ومحتوى ‏فكرهم‏ ‏هو‏ “‏حب‏ ‏الحياة‏”‏

(‏قالها‏ ‏ديمترى ‏فى ‏موقف‏ ‏قبيل‏ ‏الإنتحار‏):

  • ‏” ‏إننى ‏أحب‏ ‏الحياة‏ ‏إننى ‏أسرف‏ ‏فى ‏حب‏ ‏الحياة‏ ‏حتى ‏لأخجل‏ ‏من‏ ‏ذلك‏” (11).

‏2/ ‏وهى ‏اندفاعة‏ ‏الجموح

ديستويفسكى عن “ميتيا” فى حديثه مع الفلاح الصبى:

  • ‏”‏مندفعا‏ ‏ذلك‏ ‏الإندفاع‏ ‏الجامح‏ ‏الذى ‏يتميز‏ ‏به‏ ‏آل‏ ‏كارامازوف‏” (12)

‏3/ ‏وهى ” ‏الشهوة‏ – ‏البساطة‏”:‏

وصف راكيتين لأليوشا‏:

  • “…… ‏أنت‏ ‏واحد‏ ‏من‏ ‏هذه‏ ‏الأسرة‏ ‏تاما‏ ‏كاملا‏.. ‏ولابد‏ ‏أن‏ ‏تؤمن‏ ‏بأن‏ ‏للعرق‏ ‏وللوراثة‏ ‏أثرا‏ ‏رغم‏ ‏كل‏ ‏شئ‏، ‏أنت‏ ‏شهوانى ‏من‏ ‏جهة‏ ‏أبيك‏ ‏بسيط‏ ‏من‏ ‏جهة‏ ‏أمك‏” (13).‏

هذا‏ ‏الإنشقاق‏ ‏من‏ ‏أسخف‏ ‏ما‏ ‏وقع‏ ‏فيه‏ ‏ديستويفسكى، ‏سواء‏ ‏بأن‏ ‏يجعل‏ ‏الشهوة‏ ‏فى ‏مقابل‏ ‏البساطة‏، ‏أو‏ ‏بأن‏ ‏يلصق‏ ‏هذا‏ ‏بأبيه‏ ‏وذاك‏ ‏بأمه‏ – ‏لكنه‏ ‏يبدو‏ ‏أنه‏ ‏قد‏ ‏تدارك‏ ‏ذلك‏ ‏حين‏ ‏جمع‏ ‏هذه‏ ‏الصفات‏ ‏معا‏ ‏دون‏ ‏تميز‏:‏ نقرأ ما قاله:

راكيتين‏ ‏لأليوشا‏:

  • “‏هم‏ ‏أناس‏ ‏شهوانيون‏، ‏أناس‏ ‏طماعون‏، ‏أناس‏ ‏بسطاء‏” (14)

‏4/ ‏وهى ‏الطفولة‏ ‏الجامحة‏:

‏ولكن‏ ‏أين‏ ‏تقع‏ ‏الطفولة‏ ‏فى ‏هذه‏ ‏القضية‏: ‏هل‏ ‏هى ‏فى ‏شهوة‏ ‏الإندفاع‏، ‏أم‏ ‏فى ‏سذاجة‏ ‏البساطة؟‏ ‏يقول‏ ‏ديستويفسكى ‏فى ‏موقع‏ ‏آخر‏:‏

ايفان‏ ‏لأليوشا‏:

  • “‏إن‏ ‏القساة‏ ‏الضوارى ‏أصحاب‏ ‏الأهواء‏ ‏الجامحة‏، ‏من‏ ‏أمثال‏ ‏آل‏ ‏كارامازوف‏- ‏كثيرا‏ ‏ما‏ ‏يحبون‏ ‏الأطفال‏” (15)

ولنا‏ ‏أن‏ ‏نتساءل‏ ‏لماذا‏ ‏يحبون‏ ‏الأطفال‏: ‏أهو‏ ‏بديل؟‏ ‏أهو‏ ‏إسقاط؟‏ ‏أهو‏ ‏تفعيل؟( أم لأنهم هم أطفال قبل أى شىء)(16)

ربما‏ ‏يكون‏ ‏الكارامازوفى ‏هو‏ ‏الطفل‏ ‏مضروبا‏ ‏فى ‏أبعاد‏ ‏مستعرضة‏ ‏بالعرض‏ ‏بدلا‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏ينضج‏ ‏بالطول‏.‏

‏5/ ‏وهى ‏القوة‏ ‏الخام‏، ‏التى ‏تنحط‏ – ‏أو‏ ‏تتفجر‏:‏

ديستويفسكى عن “ميتيا” فى حديثه مع الفلاح الصبى:

” مندفعا‏ ‏ذلك‏ ‏الإندفاع‏ ‏الجامح‏ ‏الذى ‏يتميز‏ ‏به‏ ‏آل‏ ‏كارامازوف‏” (17)

إيفان لأليوشا:

” ‏قوة‏ ‏آل‏ ‏كارامازوف‏، ‏قوة‏ ‏الحطة‏ ‏والخسة‏ ‏فى ‏آل‏ ‏كارامازوف‏” (18)

يصاحب‏ ‏هذا‏ ‏الجموح‏ ‏والاندفاع‏ ‏أحيانا‏ ‏حب‏ ‏التدنى ‏والقدرة‏ ‏على ‏تحمل‏ ‏ذلك

ميتيا لأليوشا:

  • ‏” ‏فحين‏ ‏أسقط‏ ‏فى ‏الهوة‏ ‏أتدهور‏ ‏تدهورا‏ ‏تاما‏” (19).‏
  • “.. ‏فإذا‏ ‏بلغت‏ ‏القرار‏ ‏من‏ ‏هوة‏ ‏الدناءة‏ ‏والخسة‏ ‏طفقت‏ ‏أترنم‏ ‏بنشيد‏: ‏ألا‏ ‏فلأكن‏ ‏منحطا‏ ‏سافلا‏” (20).‏

لكنها‏ ‏ليست‏ ‏دائما‏ ‏قوة‏ ‏الحطة‏ ‏والتدنى، ‏هى ‏قوة‏ ‏أساسية جوهرية‏، ‏أقرب‏ ‏الطرق‏ ‏لظهورها‏ ‏هو‏ ‏طريق‏ ‏التدنى، ‏لكنها‏ ‏قد‏ ‏تظهر‏ ‏خاما‏ ‏غير‏ ‏مميزة‏:‏

ايفان فيدوروفتش عندما جاءته الغسالة بغسيله:

  • ‏”‏فما‏ ‏إن‏ ‏فتح‏ ‏عينيه‏ ‏حتى ‏أحس‏ ‏فى ‏نفسه‏ ‏بسيل‏ ‏خارق‏ ‏من‏ ‏القوة‏، ‏فأدهشه‏ ‏ذلك‏ ‏كثيرا‏، ‏وماهى ‏إلا‏ ‏لحظة‏ ‏حتى ‏نهض‏ ‏عن‏ ‏سريره‏ ‏بوثبة‏ ‏واحدة‏” (21).‏

إذن‏ ‏هى ‏ليست‏ ‏قوة‏ ‏الحطة‏ ‏والخسة‏ ‏فحسب‏، ‏لكنها‏ ‏قوة ‏(فطرية ‏بيولوجية)‏ ‏خام‏ ‏تظهر‏ ‏فجأة‏ ‏بلا‏ ‏اتجاه‏ ‏وبلا‏ ‏تفسير‏، ‏وعند‏ ‏الاستيقاظ‏ ‏بالذات‏، ‏وهذا‏ ‏ما‏ ‏أسميته‏ ‏أحيانا‏: ‏عنف‏ ‏ضخ‏ ‏الوعى.‏ 0تذكر الوجه الإيجابى للصرع!!!)

‏6/ ‏وهى “‏الصلابة‏ ‏الذاتية‏”:‏

الكرامازوفيين‏ ‏يعترفون‏ ‏أنهم‏ ‏غير‏ ‏قابلين‏ ‏للإصلاح‏.

ميتيا لأليوشا:

  • “‏فهل‏ ‏أصلحنى ‏ذلك‏؟ ‏كلا‏ ‏ثم‏ ‏كلا‏، ‏لأنى ‏كارامازوفى”‏ (22)

‏7/ ‏ثم‏ ‏هم‏ “‏المحتفظون‏ ‏بالبدائية‏ ‏المستقلة‏ ‏الجافة‏” (‏الحشرة‏ ‏المتوحشة‏).‏

الأمر‏ ‏قد‏ ‏يحتاج‏ ‏إلى ‏عودة‏ ‏للنظر‏ ‏فى ‏العلاقة‏ ‏بين‏ ‏الطفل‏، ‏والقوة‏ ‏الخام‏، ‏وتلك الحشرة الموصوفة بدقة متحدية؟‏ ‏خاصة‏ ‏وقد‏ ‏لعبت‏ ‏الحشرة‏ ‏دورا‏ ‏خاصا‏ ‏فى ‏هذه‏ ‏الرواية‏ ‏فكانت‏ ‏ترمز‏ ‏عادة‏ ‏إلى ‏اللذة‏ ‏الحسية‏ ‏المجردة‏، ‏والصلبة‏ ‏فى ‏آن‏، ‏مع‏ ‏تأكيد‏ ‏ضمنى ‏على ‏تفرد‏ ‏بلا‏ ‏آخر‏.‏

ميتيا لأليوشا:

  • ‏” ‏فيك‏ ‏أيضا‏ ‏تحيا‏ ‏هذه‏ ‏الحشرة‏” (23)… ‏هى ‏الحشرة‏ ‏المفترسة‏ ‏الكاسرة‏”.‏

ونلاحظ‏ ‏هنا‏ ‏أن‏ ‏الحشرة‏ ‏لا‏ ‏تعنى ‏مجرد‏ ‏الفطرة‏ ‏الحيوانية (24)، ‏لكنها‏ ‏قد‏ ‏تأتى ‏من‏ ‏الخارج‏/‏الداخل‏

ميتيا لأليوشا:‏

  • ‏”‏فاعلم‏ ‏أن‏ ‏حشرة‏ ‏أخرى ‏قد‏ ‏لدغتنى ‏فى ‏تلك‏ ‏اللحظة‏ ‏فى ‏القلب‏ ‏من‏ ‏جسدى.. ‏هى ‏الحشرة‏ ‏المفترسة‏ ‏الكاسرة‏” (25).‏

ووقفة‏ ‏هنا‏ ‏تستأهل‏ ‏أن‏ ‏نتذكر‏ ‏أن‏ ‏الحشرة‏ ‏فى ‏الواقع‏ ‏العيانى ‏ليست‏ ‏عادة‏ ‏جامحة‏ ‏ولا‏ ‏مندفعة‏، ‏ولاهى ‏متوحشة‏ ‏مفترسة‏ ‏عامة‏، ‏فحشرة‏ ‏ديستويفسكى ‏ليست هى‏ ‏داخلنا‏ ‏العدوانى ‏الذى ‏يصور‏ ‏عادة‏ ‏فى ‏شكل‏ ‏حيوان‏ ‏كاسر‏ ‏كما‏ ‏اعتاد‏ ‏الناس‏ ‏أن‏ ‏يعبروا‏ ‏عنه‏، ‏أو‏ ‏كما‏ ‏اعتاد‏ ‏أن‏ ‏يظهر‏ ‏فى ‏الأحلام‏. (‏وسأرجع‏ ‏إلى ‏ذلك‏ ‏فيما‏ ‏بعد‏).‏

إذن‏ ‏فالكارامازوفية‏ ‏هى ‏زخم‏ ‏الحياة‏ ‏فى ‏نبضها‏ ‏الفطرى ‏بقوة‏ ‏الإندفاع‏ ‏والوعى، ‏بما‏ ‏يصاحب‏ ‏ذلك‏ ‏من‏ ‏محاولات‏ ‏التعويض‏ ‏والإنكار‏ ‏والإزاحة‏ ‏والتسامى والتعيين، ‏وإلى ‏درجة‏ ‏أقل‏: ‏السمو‏.‏

 وبعد

عذرا شيخى الجليل، وشكراً لحسن إنصاتك الذى بلغنى منه رغبتك أن أكمل، ولكننى لن أفعل حتى لو طلبت منى أن أواصل الاسبوع القادم تشجيعا وسماحاً، إلا أننى سوف اعتذر لك ولن أكمل لأن ورقة التدريب هذه (110) مازال فيها ما يحتاج إلى استطرادات مناسبة لعلنا نتعرف عليها اجتهادا ونحن فى رحاب فيض وعيك، فدعنى سيدى أكتفى بذلك من ديستويفسكى من فضلك مع أننى كنت أود أن أنتقل إلى مقارنة مع أسلوبك البالغ نفس الدقة وأروع، لكننى خشيت التحيز أن أقارن بين من يكتب بلغته ومن نقرأه مترجما، فأعذرنى.

وشكراً.

  

[1] – استعملت كلمة “لمسة إدراك” استعمالا صحيحا لم أكن أعرف أبعاده حينئذاك وذلك منذ عشرين عاما قبل أن أغوص فى محيط الإدراك كما تابعنا كثير من الأصدقاء

[2] – ص‏ 14 ‏جـ‏1 (الطبعة العربية الأولى – المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر دار الكاتب العربى – ترجمة: د.سامى الدروبى- سنة1967)

[3] – ص‏ 260 ‏جـ‏1‏

[4] – ص‏ 503 ‏جـ‏ 2‏ (الطبعة العربية الأولى – المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر دار الكاتب العربى – ترجمة: د.سامى الدروبى- سنة1969)

[5] – ص‏ 555 ‏جـ‏ 2‏

[6] – ص‏ 102 ‏جـ‏ 2‏

[7] – ص‏ 261 ‏جـ‏ 2‏

[8] –  ص‏ 261 ‏جـ‏ 2‏

[9] – ص‏ 169 ‏جـ‏2‏

[10]– ص‏ 278 ‏جـ‏1‏

[11] – ص‏399 ‏جـ‏2‏

[12] – ص‏ 613 ‏جـ‏2‏

[13] – ص‏ 178 ‏جـ‏1‏

[14] – ص‏ 178 ‏جـ‏1

[15] – ص 67 ،‏ 68 ‏جـ‏2‏

[16]– سأكرر‏ ‏استعمال‏ ‏هذا‏ ‏اللفظ‏ “‏تفعيل‏”Acting out  ‏وهو‏ ‏تعبير‏ ‏من‏ ‏التحليل‏ ‏النفسى ‏يعنى ‏إخراج‏ ‏محتوى ‏اللاشعور‏ /‏الداخل‏ ‏بشكل‏ ‏مباشر‏ ‏إلى ‏ظاهر‏ ‏السلوك‏.‏

[17]– ‏ص‏ 613 ‏جـ‏2‏

[18]– ص‏ 115 ‏جـ‏2‏

[19]– ص‏ 234 جـ 1

[20] – ص‏ 234 ‏جـ‏1‏

[21] – ص‏ 14. ‏جـ‏1‏

[22]– ص‏ 234 جـ 1

[23] – ص‏ 235 ‏جـ‏1‏

[24] – حضر لى تشبيه باتريك زوسكند لجرينوى بطل “العطر” منذ ولادته “بالقراضة” بما يحتاج إلى مقارنة تفصيلية، خاصة حين نشير إلى الالحاد النشاز باعتباره نيزكا منفصلاً

[25] – ص‏ 248 ‏جـ‏1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *