نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 7-12 -2017
السنة الحادية عشرة
العدد: 3749
فى رحاب نجيب محفوظ
قراءة أخرى للأحلام الأولى (48- 52)
تقاسيم على اللحن الأساسى
نواصل تقديم الــ 52 حلما الأولى بأسلوب: “التناصّ النقدى“
نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)
الحلم (48)
أقبلت فوجدت فى الحجرة الحرافيش، وسألت عن الغائب الوحيد فقالوا إنهم أرسلوا إلى الموسيقار سيد درويش فى طلب فرقة الباليه الجديدة ولا أدرى كيف فسد الجو بينى وبينهم وتجهمت وجوههم جميعا، وهممت بمغادرة المكان، ولكن فرقة الباليه وصلت وفى الحال عزفت الموسيقى ودار الرقص وخفت التوتر بيننا، واندمجنا فى الرقص والنغم، بل وصفت القلوب وانهالت علينا النشوات وغمرنا الحب والمودة.
وإذا بنا ننضم إلى فريق الراقصين والراقصات ونشارك فى الأناشيد والأغانى وتعاهدنا دون كلام على أن نؤرخ تلك الليلة.
التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)
وأخذتنا الجلالة، ومن فرط النشوة غادرنا الحجرة إلى الشارع ونحن ما زلنا نرقص، وأثناء الرقص شعرنا بأشياء تتساقط علينا من نوافذ وشرفات العمارات المجاورة ، وقال واحد منا إنها حلل مليئة بالمحشى، وقال آخر إنها أوراك دجاج مشوية، لكن سرعان ما انتبهنا أنها ليست سوى تماثيل من جبس، وحين وقع ورك على جبهة أحدنا فتح رأسه، ثم توالت القذائف الجبس وسمعنا هتافات تنطلق من البيوت المحيطة التى ظهر من نوافذها شباب ملتحى، وأخذوا يشيرون إلينا وهم يصيحون: الخلاص لنا والموت للفاسقين، ثم فتحت أبواب المنازل وتدفقوا منها فى تلاحق، ولم نجد أى مهرب قريب، والقذائف تنهال جنبا إلى جنب مع السباب واللعنات، فأسرعنا نعدو ونحن ندعو ونبتهل، وإذا بالسماء تمطر بغزارة غير متوقعة، وعرفنا أنها استجابة من رحمن رحيم، وحين نظرنا خلفنا إذا بهم ينزلقون فوق بعضهم البعض، أما نحن فتزداد أقدامنا التصاقا بالأرض برغم تسارع العدو، وتزداد المسافة بيننا وبينهم حتى يغيبوا عن أنظارنا، فتنقلب حلقات رقصنا إلى حلقات ذكر على إنشاد الشيخ سيد، وتتراءى خطوات راقصة من بعيد، وإذا بها فرقة البالية تقوم بدور الكورس للشيخ سيد أو الشيخ النقشبندى فقد اختلط الأمر علينا، ولم نعد نميز بأى الأسماء الحسنى نردد الذكر أو نسمعه، لكنه يصل إلى قلوبنا مباشرة.
وقال أحد الحرافيش: لا تصدقوا أنفسكم يبدو أننا زِدْنـا العيار حبتين.