الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / فى رحاب نجيب محفوظ قراءة أخرى للحلم (42) تقاسيم على اللحن الأساسى

فى رحاب نجيب محفوظ قراءة أخرى للحلم (42) تقاسيم على اللحن الأساسى

نشرة “الإنسان والتطور”محفوظ

الخميس:  26-10 -2017

السنة الحادية عشرة

العدد:  3708

فى رحاب نجيب محفوظ

قراءة أخرى للأحلام الأولى (42- 52)

تقاسيم على اللحن الأساسى

نواصل تقديم الــ 52 حلما الأولى بأسلوب: “التناصّ النقدى

نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)

 الحلم‏ (42)

السفينة‏ ‏تشق‏ ‏طريقها‏ ‏بين‏ ‏أمواج‏ ‏النيل‏ ‏الرزينة‏. ‏نحن‏ ‏جلوس‏ ‏على ‏صورة‏ ‏دائرة‏ ‏يقف‏ ‏فى ‏مركزها‏ ‏الأستاذ‏. ‏وضح‏ ‏أننا‏ ‏نؤدى ‏الامتحان‏ ‏النهائى‏. ‏وكان‏ ‏مستوى ‏الإجابات‏ ‏ممتازاً‏. ‏وتفرقنا‏ ‏نشرب‏ ‏الشاى ‏ونأكل‏ ‏الجاتوه‏. ‏وتسلمنا‏ ‏شهادات‏ ‏النجاح‏ ‏وعند‏ ‏المرسى ‏وقفت‏ ‏السفينة‏ ‏وغادرناها،‏ ‏وكل‏ ‏يحمل‏ ‏شهادته‏ ‏فى ‏مظروف‏ ‏كبير‏. ‏وو‏جدت‏ ‏نفسى ‏أسير‏ ‏فى ‏شارع‏ ‏عريض‏ ‏خال‏ ‏من‏ ‏المبانى ‏ومن‏ ‏المارة‏ ‏ولاح‏ ‏لى ‏مسجد‏ ‏يقوم‏ ‏وحيداً‏ ‏فاتجهت‏ ‏نحوه‏ ‏لأصلى ‏وأرتاح‏ ‏قليلا‏ًً، ‏ولكن‏ ‏تبين‏ ‏لى ‏حال‏ ‏دخولى ‏أنه‏ ‏بيت‏ ‏قديم،‏ ‏هممت‏ ‏بالرجوع‏، ‏ولكن‏ ‏جماعة‏ ‏من‏ ‏قطاع‏ ‏الطريق‏ ‏أحاطوا‏ ‏بى ‏وأخذوا‏ ‏الشهادة‏ ‏والساعة‏ ‏والمحفظة‏، ‏وانهالوا‏ ‏على ‏ضربا‏ًً ‏ثم‏ ‏اختفوا‏ ‏فى ‏أرجاء‏ ‏البيت‏.‏

خرجت‏ ‏إلى ‏الطريق‏ ‏وأنا‏ ‏لا‏ ‏أصدق‏ ‏بالنجاة‏. ‏وبعد‏ ‏مسيرة‏ ‏يسيرة‏ ‏صادفتنى ‏دورية‏ ‏من‏ ‏الشرطة‏ ‏فهرعت‏ ‏إليهم‏ ‏وحكيت‏ ‏لقائدهم‏ ‏ما‏ ‏وقع‏ ‏لى‏.‏

وسرنا‏ ‏جميعا‏ ‏نحو‏ ‏بيت‏ ‏اللصوص‏، ‏واندفعوا‏ ‏داخلين‏ ‏شاهرى ‏أسلحتهم‏ ‏ولكننا‏ ‏وجدنا‏ ‏أنفسنا‏ ‏فى ‏مسجد‏ ‏والناس‏ ‏يصلون‏ ‏وراء‏ ‏الإمام‏. ‏وحصل‏ ‏ذهول‏ ‏وتراجعنا‏ ‏مسرعين‏ ‏وأمر‏ ‏قائد‏ ‏الدورية‏ ‏بإلقاء‏ ‏القبض‏ ‏على. ‏وجعلت‏ ‏أؤكد‏ ‏ما‏ ‏وقع‏ ‏لى ‏وأقسم‏ ‏بأغلظ‏ ‏الأيمان‏ ‏ولكن‏ ‏وضح‏ ‏لى ‏أنهم‏ ‏أخذوا‏ ‏يشكون‏ ‏فى ‏عقلى ‏على ‏أنى ‏لم‏ ‏أكن‏ ‏دونهم‏ ‏حيرة‏ ‏وذهولا‏.‏

 التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)

ونصحنى الضابط بعد تحرير المحضر أن أتصنع الجنون حتى يقفل المحضر بدلا من اتهامى بالبلاغ الكاذب، وسألته هل معنى ذلك أن أتنازل عن ما سرق منى، وأننى أنا الذى الـّفت هذه الحكاية ، قال هذا افضل من أن أحيلك إلى ما هو أقسى وأصعب وقد يصل الأمر إلى تكفيرك لتهمة أنك تعتبر الإمام والمصليين لصوصا، ودخل إلى القسم فى هذه اللحظة الأستاذ الذى كان معنا فى السفينة، والذى وزع علينا الشهادات، فحمدت الله وناديت عليه ، فلم يرد، فأصررت حتى كدت أصرخ، فسمعنى وتقدم نحوى وخيل إلى أنه تعرف على، لكن حين سأله الضابط أنكر معرفته بى، والتفت إلىّ الضابط وقال: أرأيت؟ تسمع نصيحتى أحسن لك، فقلت له لكننى لا أعرف ما هو الجنون كى أتصنعه، فقال لى بسيطة؟! إعكس حكايتك، واستعوض ربك فيما فقدت، وادخل إلى المسجد المنزل المخبأ واخطب فيهم خطبة الجمعة وسوف يتبرك الجميع بك، فقلت له لكن اليوم هو الأحد، فقال وهل أدلّ على جنونك من هذا.

النشرة التالية 1النشرة السابقة 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *