ونصحنى الضابط بعد تحرير المحضر أن أتصنع الجنون حتى يقفل المحضر بدلا من اتهامى بالبلاغ الكاذب، وسألته هل معنى ذلك أن أتنازل عن ما سرق منى، وأننى أنا الذى الـّفت هذه الحكاية ، قال هذا افضل من أن أحيلك إلى ما هو أقسى وأصعب وقد يصل الأمر إلى تكفيرك لتهمة أنك تعتبر الإمام والمصليين لصوصا، ودخل إلى القسم فى هذه اللحظة الأستاذ الذى كان معنا فى السفينة، والذى وزع علينا الشهادات، فحمدت الله وناديت عليه ، فلم يرد، فأصررت حتى كدت أصرخ، فسمعنى وتقدم نحوى وخيل إلى أنه تعرف على، لكن حين سأله الضابط أنكر معرفته بى، والتفت إلىّ الضابط وقال: أرأيت؟ تسمع نصيحتى أحسن لك، فقلت له لكننى لا أعرف ما هو الجنون كى أتصنعه، فقال لى بسيطة؟! إعكس حكايتك، واستعوض ربك فيما فقدت، وادخل إلى المسجد المنزل المخبأ واخطب فيهم خطبة الجمعة وسوف يتبرك الجميع بك، فقلت له لكن اليوم هو الأحد، فقال وهل أدلّ على جنونك من هذا.