الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / فى رحاب نجيب محفوظ : قراءة أخرى للأحلام الأولى (24- 52) الحلم‏ (24)

فى رحاب نجيب محفوظ : قراءة أخرى للأحلام الأولى (24- 52) الحلم‏ (24)

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس:   22-6-2017

السنة العاشرة13-4-2017

العدد:   3582                          

فى رحاب نجيب محفوظ

قراءة أخرى للأحلام الأولى (24- 52)

تقاسيم على اللحن الأساسى

نواصل تقديم الــ 52 حلما الأولى بأسلوب: “التناصّ النقدى

نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)

 الحلم‏ (24)

قررت إصلاح شقتى بالإسكندرية بعد غياب ليس بالقصير، وجاء العمال وفى مقدمتهم المعلم وبدأ العمل بنشاط ملحوظ، وحانت منى التفاتة إلى شاب منهم فشعرت بأننى لا أراه لأول مرة، وسرت فى جسدى قشعريرة عندما تذكرت أننى رأيته يوما فى شارع جانبى يهاجم سيدة ويخطف حقيبتها ويلوذ بالفرار، ولكنى لم أكن على يقين وسألت المعلم عن مدى ثقته بالشاب دون ان أشعر الشاب بذلك فقال لى المعلم:

– إنه مضمون كالجنيه الذهب، فهو ابنى وتربية يدى، واستقر قلبى إلى حين، وكلما وقع بصرى على الشاب انقبض صدرى، وطلبا للأمان فتحت إحدى النوافذ المطلة على الشارع الذى يعمل فيه كثيرون ممن أعرفهم ويعرفوننى ولكنى رأيت حارة الجراج التى تطل عليها شقتى بالقاهرة فعجبت لذلك وازداد انقباضى، وجرى الوقت واقترب المساء فطالبتهم بإنهاء عمل اليوم قبل المساء لعلمى بأن الكهرباء مقطوعة بسبب طول غيابى عن الشقة.

فقال الشاب: “لا تقلق.. معى شمعة”.. فساورنى شك بأن الفرصة ستكون متاحة لنهب ما خف وزنه وبحثت عن المعلم فقيل لى أنه دخل الحمام وانتظرت خروجه وقلبى يتزايد، وتصورت أن غيابه فى الحمام مؤامرة، وأننى وحيد فى وسط عصابة، وناديت على المعلم ونذر المساء تتسلل إلى الشقة.

التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)

..أسرعت إلى حجرة النوم، وفتحت الأدراج التى أعرف أن فيها أهم ما خف وزنه، وحاولت أن أملأ جيوبى منها بما تحتمل، وتعجبت كيف لم أحاول أن أركب أقفالا لهذه الأدراج ما دامت سوف تحوى ما حوت، وحين أتممت مهمتى بأى درجة ممكنة، خرجت وقد حل الظلام أكثر، ورضيت بذلك حتى لا يلحظ الشاب امتلاء جيوبى بما تصورت أنه كان يعتبره من حقه، خرجت أتحسب وكأن الشقة ليست شقتى، وأنهم أصحابها وأنا الدخيل، وقبل أن أغادرها تماما، فتح باب الحمام، وتعجبت أنه المكان الوحيد المضاء دون سائر الشقة، وخرج منه المعلم وهو يجفف رأسه وكانه كان يستحم، ثم فتح باب الحمام وخرجت منه وهى تلف جسمها بروب حمام رجالى، ولم أتأكد من ملامحها، وحيانى المعلم وسألنى إلى أين أنت ذاهب، فقلت له هل تريد منى شيئا، قال طبعا، قلت: بصراحة يا معلم أنا لم أعد أشعر أنها شقتى، ولو سمحت اتصل بى حين تنتهى ، قال لقد انتهيت، تلفت حولى، ولم أجد شيئا انتهى، فسألته انتهيت من ماذا؟ فقال أنت الذى تريد ذلك، قلت: ومن هذه، أهى من العمال أيضا؟ قال وما شانك أنت؟ قلت أليس هذه شقتى؟ قال يبدو أن فى الامر لبس، شقتك فى العباسية يا سعادة البك، قلت: ولكن هذه أيضا شقتى، قال: ما هذا الطمع، ربنا يكملك بعقلك، سألته عن السيدة مرة أخرى، فقال انت مالك، قلت مرة أخرى لكنها شقتى، قال: هذا ما تعتقده، الله يسامحك، وفجأة حل ضوء شامل ملأ الشقة كلها، وعجبت كيف يحدث ذلك وأنا لم أبلغ بانقطاع الكهرباء، وقرأ المعلم ما يدور بذهنى، وقال: أنا الذى أبلغت بصفتها شقتها، وهم يعرفوننى ، لهذا أعادوا الكهرباء بسرعة، وسمعت قهقهة فى الداخل ، فالتفت، فإذا الشاب المريب والمرأة يتمازحان بوقاحة، والمعلم يبتسم.

النشرة التالية 1

النشرة السابقة 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *