نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 3-5-2018
السنة الحادية عشرة
العدد: 3897
فى رحاب نجيب محفوظ
مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقية
(من 53 إلى 210)
تقاسيم على اللحن الأساسى
نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)
الحلم (69)
هذه غابة تتوسطها هضبة هرمية الشكل، يُصعد إليها من خلال ممرات حجرية مدرجة مزينة بصفوف النخيل وأحواض الزهور وجواسق العاشقين. خلوت إلى صاحبتى، وسبحنا معا فى مناجاة غيبت عن وعينا الوجود، وبغتة انتترت صاحبتى واقفة وفى غمضة عين غادرت الجوسق. وقمت لألحق بها وأطمئن عليها فاعترضنى صوت كالرعد ينطلق من مكبر صوت ويحذر الناس من وجود قنبلة زمنية ويدعوهم إلى مغادرة الهضبة بلا إبطاء ولا تردد، واندفع الناس نحو الممرات الحجرية وأنا أتلفت، وجمعنا رجال الأمن فى موضع على بعد آمن، وبحثت عن صاحبتى فلم أعثر لها على أثر.. ترى أين اختفت؟ وهل ثمة علاقة بينها وبين الجريمة؟ وألا يجرنى ذلك إلى الإتهام رغم براءتى؟
وسمعت أقرب الواقفين إلى وهو يقول لصاحبته إن قلبه يحدثه بأن المسألة ليست أكثر من بلاغ كاذب. وسألت الله أن يصدق حدس الرجل ولكنى لبثت ممزقاًً بين التفكير فى صاحبتى وتوقع الانفجار!.
التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)
… لم تمض أكثر من دقيقة، ولم أكن قد غادرت الهضبة بعد، وحدث الانفجار، وتناثرت الحوائط والجواسق وأحواض الزهور وثار غبار كثيف وجرى كل الناس فى كل اتجاه، وبسرعة رقت سحابة الغبار حتى اختفت لنجد أنفسنا جميعا بخير، مع أن المكان كان قد أصبح أثرا من بعد عين.
فرحنا بالنجاة ورحنا نضحك وكأن شيئا لم يكن، واشتدت الفرحة بمجموعة لا أعرف كيف انتقى أفرادها بعضهم البعض، فكونت دائرة على جانب، وراحت تصفق وتتمايل، فاقتربت منها فوجدت صاحبتى ترقص فى وسطها وهى عارية إلا من بعض قميص نوم لا يخفى شيئا، خجلت أن أناديها فتنكرنى، أو يسخر منى الناس، وقد يتصورون أننى أنا الذى سمحت لها بذلك، أو ربما تمادى أحدهم وتصور أننى أرتزق من وراء ذلك، فانصرفت وأنا أتلفت ورائى.
… هذا شارع اصطفت على جانبيه صفوف النخيل، ما الذى أتى بى إليه، أين المبانى؟ واصلت المشى أسرع حتى كدت أركض فانتهيت إلى نهايته، فإذا بى أمام مبنى جوسق فخم بدا لى كأنه قصر السلطان، وحين اقتربت منه تبينت أنه فندق ذو نجوم كثيرة، وبمجرد أن دخلت إلى قاعة الاستقبال، فوجئت بصاحبتى مع مدير المكان وهما مستغرقين فى مناجاة غيبت عن وعيهم الوجود، وفجأة انتترت صاحبتى، وغادرت المكان، ولم أعرف إن كانت لمحتنى فتعرفتْ علىّ أم لا، ثم سرعان ما انطلقت مكبرات الصوت مثل تلك التى كانت فى الغابة وأعلى، وهى تعلن عن وجود قنبلة زمنية داخل الفندق.
لم يهتم أحد هذه المرة، وكأنها جزء من يروفة مسرحية وجاء النادل يسألنى عما أطلب:
فسألته: هل هى فعلا مسرحية أم ماذا؟
فأحنى رأسه وانصرف وكأنه أجابنى، واتصرف دون أن ينبس.