فى رحاب نجيب محفوظ: تقاسيم على اللحن الأساسى: الحلم (154)
نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 19-12-2019
السنة الثالثة عشرة
العدد: 4492
فى رحاب نجيب محفوظ
مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقية
(من 53 إلى 210)
تقاسيم على اللحن الأساسى
نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)
الحلم (154)
دفعتنى أنا وصديقتى المذيعة أمواج متلاطمة من البشر حتى توقفت فى ميدان صغير أمام سد من البشر لا يسمح بنفاذ إبرة ونظرت فرأيت فى الجهة المقابلة محل الحلوانى الذى اعتدت أن أفطر فيه ولكنى لم أستطع الحركة وقلت لصاحبتى إن برنامجها عن النصر سيتعطل قليلاً، فقالت: على كل حال أنا عندى خبر مثير، فقد مات فى الزحام المجاهد الكبير مكرم عبيد فخفق قلبى حزناً على موت البطل وهناك رآنى نادل محل الحلوانى فوضع بعض الأرغفة فى كيس من الورق ووقف على كرسى ورماه من فوق الرؤوس فتلقفته بلهفة وفتحته ولكن يد صاحبتى سبقتنى إليه وهى تهمس بالمعذرة، وأنا أكاد أموت جوعاً، ثم مددت يدى داخله فلم أجد سوى بعض المخلل الأفرنجى.
التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)
…. التفت إليها وأنا أشك أنها أخذت كل ما كان فى الكيس إلا المخلل قبل أن تلقيه إلىّ ضاحكة، وسألتها عن ذلك، فقالت إن المخلل هو أنسب للحزن الذى غلبك، أما أنا فيلزمنى كل ما هو حلو وطازج لأكمل برنامجى عن النصر بعد إزالة العطل، قلت لها، وهل ستغيرين الفقرات بعد موت الزعيم؟ فقالت لى: وهل هو أفضل من سعد أو النحاس، لقد ماتا من قبله ومازلنا نحتفل بالنصر، قلت: أى نصر هذا؟ وحتى المخلل إفرنجى؟ قالت: ألستَ معى أنه أفضل من المخلل البلدى؟ أم أنك تريد أن تتسمم بلا علاج؟
وافترقنا دون أن ينصلح العطل.
2019-12-19